اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/jhelles/33.htm?print_it=1

(صَفَحَاتٌ مُشْرِقَةٌ) مِنْ مَوَاقِفِ السَّلَفِ الصَّالِحِ
فِيْ (هَضْمِ النَّفْسِ) وَالإزْرَاءِ عَلَيْهَا

جهاد حِلِّسْ
‏@jhelles

 
بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء:1]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب: 70, 71]
أَمَّا بَعْدُ :/

فهذا مبحث مختصر، لطيف، جمعت فيه آداب ومواقف السلف رضوان الله عليهم ، والتي تحث المؤمن على خلق التواضع والانكسار، وهضم النفس واحتقارها ، وإظهار عيوبها وإزرائها ، واتهامها في جميع أعمالها وأحوالها .
فالنفس البشرية إذا تركت وأعطيت مرادها ، أهلكت الإنسان ، فهي داعية إلى المهالك والمزالق، معينة للأعداء، طامحة إلى كل قبيح، متبعة لكل سوء؛ تجري بطبعها فى ميدان المخالفة والهوى، فالنعمة التى لا خطر لها: الخروج منها، والتخلص من رقها، فإنها أعظم حجاب بين العبد وبين الله تعالى
وأعرف الناس بها أشدهم إزراءً عليها، ومقتا لها ، ومقت النفس فى ذات الله من صفات الصديقين، ويدنو العبد به من الله سبحانه فى لحظة واحدة أضعاف أضعاف ما يدنو به بالعمل.
ولقد ذكر الإمام الذهبي –رحمه الله– كما في كتاب الكبائر، أن من أعجب بنفسه وتعاظمها، فقد أتى أشر أنواع الكبر وأخبثه، قال رحمه الله :
وأشر الكبر: من تكبر على العباد بعلمه، وتعاظم في نفسه بفضيلته، فإن هذا لم ينفعه علمه، فإن من طلب العلم للآخرة كسره علمه، وخشع قلبه، واستكانت نفسه، وكان على نفسه بالمرصاد، فلم يفتر عنها، بل يحاسبها كل وقت ويثقفها؛ فإن غفل عنها جمحت عن الطريق المستقيم وأهلكته، ومن طلب العلم للفخر والرياسة، ونظر إلى المسلمين شزراً، وتحامق عليهم، وازدرى بهم؛ فهذا من أكبر الكبر، ولا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر، فلا حول ولا قوة إلا بالله
الكبائر للذهبي (ص: 192)

وليت شعري كيف بنا لو أدرك الخطيب البغدادي ، توفي سنة (463هـ) -رحمه الله - .زماننا :حين قال يشكو طلاب العلم في زمانه. قال :وقد رأيت خلقا من أهل هذا الزمان ينتسبون إلى الحديث، ويعدون أنفسهم من أهله المختصين بسماعه ونقله، وهم أبعد الناس مما يدعون، وأقلهم معرفة بما إليه ينتسبون،
يرى الواحد منهم إذا كتب عددا قليلا من الأجزاء، واشتغل بالسماع برهة يسيرة من الدهر أنه صاحب حديث على الإطلاق، ولما يجهد نفسه ويتعبها في طلابه، ولا لحقته مشقه الحفظ لصنوفه وأبوابه ...
وهم مع قلة كتبهم له وعدم معرفتهم به، أعظم الناس كبرا، وأشد الخلق تيها وعجبا، لا يراعون لشيخ حرمة، ولا يوجبون لطالب ذمة، يخرقون بالراوين، ويعنفون على المتعلمين، خلاف ما يقتضيه العلم الذي سمعوه، وضد الواجب مما يلزمهم أن يفعلوه ...
الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1/6)

فالعبد الصادق لا يرى نفسه إلا مقصراً والموجب لهذه الرؤية كما قال ابن القيم رحمه الله والموجب له لهذه الرؤية : استعظام مطلوبه واستصغار نفسه ومعرفته بعيوبها، وقلة زاده في عينه، فمن عرف الله وعرف نفسه، لم يرَ نفسه إلا بعين النقصان.

وقال السري السقطي–رحمه الله-:
ما رأيت شيئاً أحبطَ للأعمال، ولا أفسدَ للقلوب، ولا أسرعَ في هلاك العبد، ولا أدومَ للأحزان، ولا أقربَ للمقت،
ولا ألزمَ لمحبة الرياء والعجب والرياسة ، من قلة معرفة العبدِ لنفسه، ونظرِهِ في عيوب الناس ! لاسيما إن كان مشهورا معروفا بالعبادة، وامتد له الصيت حتى بلغ من الثناء ما لم يكن يؤمله، وتربص في الأماكن الخفية بنفسه، وسراديب الهوى، وفي تجريحه في الناس ومدحه فيهم.
الطبقات الكبرى (ص73)
فالمؤمن الصادق أرفع ما يكون عند الله أوضع ما يكون عند نفسه وأوضع ما يكون عند الله أرفع ما يكون عند نفسه
ويؤكد الإمام الشافعي –رحمه الله-: على هذا المعنى فيقول: أرفع الناس قدرًا من لا يرى قدره، وأكثرهم فضلًا من لا يرى فضله.
وإني إذ أضع هذه الآثار بين يدي القارئ الكريم ، أسأل المولى جل وعلا أن ينفعني وإياكم بها ، وأن يجعلنا من العالمين العاملين ، إنه ولي ذلك والقادر عليه...
 

** ذكر بعض ما جاء في الكتاب والسنة في (هضم النفس والإزراء عليها) **
 

قال تعالى [وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ] {المؤمنون:60}
أي هم مع إحسانهم وإيمانهم وعملهم الصالح مشفقون من الله خائفون منه وجلون من مكره بهم، كما قال الحسن البصري: إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة، وإن الكافر جمع إساءة وأمنا.
وسألت عائشة -رضي الله عنها - النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فقالت: يا رسول الله! هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل؟ قال: لا يا بنت أبي بكر، ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف الله عز وجل » ، وفي رواية «وهم يخافون ألا يقبل منهم »
تفسير ابن كثير (5/ 480)
وقال إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - في دعائه: { وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ } [الشعراء: 83 :82]
وقال يوسف – عليه الصلاة والسلام- في دعائه : { تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ } [يوسف: 101]
قال الشربيني –رحمه الله-: وإنما قال عليه السلام ذلك هضماً لنفسه، وإظهاراً للحاجة والفاقة إلى فضل الله في كل المطالب، وفي ذلك دليل على أنّ عصمة الأنبياء بتوفيق الله تعالى وحفظه إياهم.
السراج المنير (2/ 184)
وهذا النبي صلى الله عليه وسلم على جلال قدره وعظمته ومكانته عند الله وعند الناس :
لما رأى رجلاً مقبلاً يرتعد رهبة قال - عليه الصلاة والسلام -: «هون عليك، فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة تأكل القديد –اللحم اليابس-».
السلسلة الصحيحة ( رقم:1876)
وقال أنس ابن مالك –رضي الله عنه -: «كانت الأمة –الطفلة الصغيرة- من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله فتنطلق به حيث شاءت »
أخرجه البخاري ( رقم : 6072)
وعن عائشة –رضي الله عنها- قالت :
قلت : يا رسول الله ! كل جعلني الله فداك متكئا ؛ فإنه أهون عليك . فأحنى رأسه حتى كاد أن تصيب جبهته الأرض وقال : بل آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد.
السلسلة الصحيحة ( رقم:544)
علق المارودي –رحمه الله- على هذه القصة فقال :
وإنما قال ذلك - صلى الله عليه وسلم - حسما لمواد الكبر، وقطعا لذرائع الإعجاب، وكسرا لأشر النفس، وتذليلا لسطوة الاستعلاء. ومثل ذلك ما روي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه نادى الصلاة جامعة فلما اجتمع الناس صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: أيها الناس لقد رأيتني أرعى على خالات لي من بني مخزوم فيقبض لي القبضة من التمر والزبيب فأظل اليوم وأي يوم. فقال له عبد الرحمن بن عوف والله يا أمير المؤمنين ما زدت على أن قصرت بنفسك. فقال عمر - رضي الله عنه -: ويحك يا ابن عوف إني خلوت فحدثتني نفسي، فقالت أنت أمير المؤمنين فمن ذا أفضل منك فأردت أن أعرفها نفسها.
أدب الدنيا والدين (ص: 239)
 

** ذكر الآثار وأقوال العلماء الواردة في (هضم النفس والإزراء عليها) **
 

قال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-:
لوددت أني كنت شعرة في جنب عبد مؤمن
الزهد، للإمام أحمد ص (112)

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه
قال: سمعتُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوماً وخرجت معه حتى دخل حائطاً فسمعتُه يقول وبيني وبينه جدار: (عمر! ! أمير المؤمنين! ! بخٍ بخٍ، واللهِ بُنَيّ الخطاب لتتقينّ الله أو ليعذبنّك)
الموطأ (2/992)

وقال جبير بن نفير –رحمه الله-:

إن نفرا قالوا لعمر بن الخطاب والله ما رأينا رجلا أقضى بالقسط ولا أقول بالحق ولا أشد على المنافقين منك يا أمير المؤمنين فأنت خير الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال عوف بن مالك كذبتم والله لقد رأينا خيرا منه بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال من هو يا عوف فقال أبو بكر فقال عمر : صدق عوف وكذبتم والله لقد كان أبو بكر أطيب من ريح المسك وأنا أضل من بعير أهلي.!
التاريخ الكبير للبخاري (4/ 266)

وأمَّ أبو عبيدة بن الجراح – رضي الله عنه-: قوماً مرة، فلما انصرف، قال:

«ما زال الشيطان بي آنفا حتى رأيت أن لي فضلا على من خلفي، لا أؤم أبدا»
مصنف ابن أبي شيبة (1/ 358)

وقال أبو حازم الأعرج –رحمه الله- يخاطب نفسه:

يا أعرج ينادى يوم القيامة يا أهل خطيئة كذا وكذا، فتقوم معهم، ثم ينادى يا أهل خطيئة أخرى فتقوم معهم، فأراك يا أعرج تريد أن تقوم مع أهل كل خطيئة.
حلية الأولياء (3/230)

وقال ابن شهاب الزهري –رحمه الله-:

كان أهل المدينة عيالا على عبد الرحمن بن عوف: ثلث يقرضهم ماله، وثلث يقضى دينهم، ويصل ثلثا. وكان لا يعرف من بين عبيده .! أي من تواضعه في اللباس.
طبقات ابن سعد (2/124) البداية والنهاية (7/179)

وقال عمران بن عبد الله -رحمه الله -:

أرى نفس سعيد بن المسيب كانت أهون عليه في الله من نفس ذباب.
شعب الإيمان (2/248(

وقال السري السقطي –رحمه الله-:

ما أحبُ أن أموتَ حيثُ أُعرف ، فقيل له: ولم ذاك يا أبا الحسن ؟؟
فقال: أخاف أن لا يقبلني قبري فَأُفْتَضَح
شعب الإيمان (1/523)

وقال أبو سليمان الداراني -رحمه الله -:

لو اجتمع الناس كلهم على أن يضعوني كاتضاعي عند نفسي -كحطي من قدر نفسي -ما أحسنوا. !
حلية الأولياء (9/274)

وقال عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-:

لو تعلمون بعيوبي ما تبعني منكم رجلان؛ ولوددت أني دعيت عبد الله بن روثة وأن الله غفر لي ذنباً من ذنوبي.
شعب الإيمان (1/504)

وقال مالك بن دينار -رحمه الله-:

لو أن مناديًا ينادي بباب المسجد: ليخرج شركم رجلاً، والله ما كان أحد يسبقني إلى الباب إلا رجلاً بفضل قوة أو سعي.!
قال: فلما بلغ ابن المبارك قوله ، قال: بهذا صار مالك مالكًا.
وقال الفضيل: من أحب الرئاسة لم يفلح أبدًا.
الإحياء (3/361)

وقال محمد بن واسع –رحمه الله-:

لو كان يوجد للذنوب ريح، ما قدرتم أن تدنوا مني من نتن ريحي .
صفوة الصفوة (3/268)

وقال أبو يزيد البسطامي –رحمه الله-:

ما دام العبد يظن أن في الخلق من هو شر منه فهو متكبر
حلية الأولياء (10/ 36)

وقال السري السقطي –رحمه الله-:

إني لأنظر إلى أنفي كل يوم مراراً مخافة أن يكون وجهي قد اسود.!
شعب الإيمان (1/523)

وقال سلمة بن دينار –رحمه الله-:

«أفضل خصلة ترجى للمؤمن أن يكون أشد الناس خوفا على نفسه وأرجاه لكل مسلم»
حلية الأولياء (3/233)

وقال عامر بن عبد الله بن الزبير-رحمه الله-

أنا من أهل الجنة؟! أوَ أنا من أهل الجنة؟! أوَ مثلي يدخل الجنة؟!
محاسبة النفس ص ( 146)

وقال أحد السلف :

أرفع ما يكون المؤمن عند الله أوضع ما يكون عند نفسه وأوضع ما يكون عند الله أرفع ما يكون عند نفسه
الإحياء (3/342)

وقال الفضيل بن عياض –رحمه الله-:

رأس الأدب عندنا أن يعرف الرجل قدره.
المنتخب من معجم شيوخ السمعاني ص( 668)

وقيل لأحمد بن حنبل –رحمه الله-:

جزاك الله عن الإسلام خيرا. فقال: بل جزى الله الإسلام عني خيرا، من أنا؟ وما أنا؟؟
سير أعلام النبلاء (11/ 225)

وقال جابر بن عمرو الراسبي -رحمه الله-لابن عمر رضي الله عنه:

لا يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم. فغضب، وقال: إني لأحسبك عراقيا، وما يدريك ما يغلق عليه ابن أمك بابَه
الإصابة في تمييز الصحابة (3/ 220).

وقال محمد بن شعيب بن شابور -رحمه الله-:

دخل رجل الحمام وزيد بن أبي حبيب فيه وكان أسود –قال عنه الذهبي إمام محدث متقن -فقال له يا أسود قم فاغسل رأسي
قال فقام فشد عليه إزاره فغسل رأسه ودلك جسده فلما فرغ قال له الرجل كثر الله في السودان مثلك قال أحببت أن يكثر من يخدمك .
روضة العقلاء ص (62)

وقال زيد بن وهب –رحمه الله-:

رأيت عمر بن الخطاب خرج إلى السوق وبيده الدرة وعليه إزار فيه أربع عشرة رقعة بعضها أدم.
الطبقات الكبرى (3/330)

وقال محمد بن واسع -رحمه الله-وهو في الموت :

يا إخوتاه تدرون أين تذهب بي -يعني الملائكة- ؟ والله الذي لا إله إلا هو إلى النار أو يعفو عني
محاسبة النفس ص( 38)

وسئل عمر بن عبد العزيز –رحمه الله-:

يا أمير المؤمنين، كيف أصبحت؟ قال: أصبحت بطينًا، ملوثًا في الخطايا، أتمنى على الله الأماني.!
سيرة عمر بن عبد العزيز (ص: 50)

وقال مالك بن دينار –رحمه الله-:

إذا ذكر الصالحون فأفٍّ لي وأف !
شعب الإيمان (10/512)

وقال القحطاني –رحمه الله– (المتوفى: 378هـ) :

واللهِ لـو عَـلموا قبيحَ سريرتي ** لأبى السلامَ عليَّ من يلقاني
ولأعرضوا عنِّي وملُّوا صحبتي ** ولبُؤتُ بعد كرامةٍ بهوانِ
لـكـن سـتـرت معايبي ومثالبي ** وحلُمتَ عن سقطي وعن طغياني
نونية القحطاني ص (18)

وقال مطرف بن عبد الله -رحمه الله-:

«لولا ما أعلم من نفسي لقليت - أبغضت - الناس».

وقال مصرف فى دعائه بعرفة-رحمه الله-:

«اللهم لا ترد الناس لأجلى».

وقال بكر بن عبد الله المزني -رحمه الله-:

«لما نظرت إلى أهل عرفات ظننت أنهم قد غفر لهم، لولا أني كنت فيهم».

وقال أيوب السختياني:

ولما احتضر سفيان الثوري :دخل عليه أبو الأشهب، وحماد بن سلمة، فقال له حماد: «يا أبا عبد الله، أليس قد أمنت مما كنت تخافه؟ وتقدم على من ترجوه، وهو أرحم الراحمين، فقال: يا أبا سلمة، أتطمع لمثلي أن ينجو من النار؟ قال: إي والله، إنى لأرجو لك ذلك».

وذكر زيد عن مسلم بن سعيد الواسطي قال:

أخبرني حماد بن جعفر بن زيد: أن أباه أخبره قال: «خرجنا فى غزاة إلى كابل، وفى الجيش: صلة بن أشيم، فنزل الناس عند العتمة، فصلوا ثم اضطجع فقلت: لأرمقن عمله، فالتمس غفلة الناس، حتى إذا قلت: هدأت العيون وثب فدخل غيضة قريبا منا، فدخلت على أثره، فتوضأ، ثم قام يصلي، وجاء أسد حتى دنا منه، فصعدت فى شجرة فتراه التفت أو عده جروا؟ فلما سجد قلت: الآن يفترسه، فجلس ثم سلم ثم قال: أيها السبع، اطلب الرزق من مكان آخر. فولى وإن له لزئيرا، أقول: تصدع الجبال منه. قال فما زال كذلك يصلي حتى كان عند الصبح جلس، فحمد الله تعالى بمحامد لم أسمع بمثلها، ثم قال: اللهم إنى أسألك أن تجيرني من النار، ومثلى يصغر أن يجترىء أن يسألك الجنة، قال: ثم رجع وأصبح كأنه بات على الحشايا، وأصبحت وبى من الفترة شىء الله به عالم».

وقال يونس بن عبيد:

«إنى لأجد مائة خصلة من خصال الخير ما أعلم أن فى نفسي منها واحدة».

وقال محمد بن واسع:

«لو كان للذنوب ريح ما قدر أحد يجلس إلى».
وذكر ابن أبى الدنيا عن الخلد بن أيوب قال:
«كان راهب فى بنى إسرائيل فى صومعة منذ ستين سنة. فأتى فى منامه. فقيل له: إن فلانا الإسكافي خير منك- ليلة بعد ليلة- فأتى الإسكافي، فسأله عن عمله. فقال: إني رجل لا يكاد يمر بى أحد إلا ظننته أنه فى الجنة وأنا فى النار، ففضل على الراهب بإزرائه على نفسه».
وذكر داود الطائي عند بعض الأمراء؛ فأثنوا عليه فقال: «لو يعلم الناس بعض ما نحن فيه ما ذل لنا لسان بذكر خير أبدا».

وقال أبو حفص:

«من لم يتهم نفسه على دوام الأوقات ولم يخالفها فى جميع الأحوال، ولم يجرها إلى مكروهها فى سائر أوقاته، كان مغرورا، ومن نظر إليها باستحسان شىء منها فقد أهلكها».
فالنفس داعية إلى المهالك، معينة للأعداء، طامحة إلى كل قبيح، متبعة لكل سوء؛ فهى تجري بطبعها فى ميدان المخالفة.
فالنعمة التى لا خطر لها: الخروج منها، والتخلص من رقها، فإنها أعظم حجاب بين العبد وبين الله تعالى، وأعرف الناس بها أشدهم إزراء عليها، ومقتا لها.
... ومقت النفس فى ذات الله من صفات الصديقين، ويدنو العبد به من الله سبحانه فى لحظة واحدة أضعاف أضعاف ما يدنو به بالعمل.
إغاثة اللهفان (ص 94)

وقال سعد بن الحسن التميمي –رحمه الله-:

كان عبد الرحمن بن عوف لا يعرف من بين عبيده، يعني من التواضع في الزي.
تاريخ دمشق (35/295)

قال عبد الله بن المبارك -رحمه الله-:

كن محباً للخمول كراهية الشهرة ولا تظهر من نفسك أنك تحب الخمول فترفع نفسك فإن دعواك الزهد من نفسك هو خروجك من الزهد لأنك تجر إلى نفسك الثناء والمدحة.
صفة الصفوة (2/ 325)

وقال يونس بن عبيد –رحمه الله-:

كنت أذاكر يوما عن الحسن التواضع، قال: فالتفت إلينا الشيخ، فقال: أتدرون ما التواضع ؟ أن تخرج من بيتك حين تخرج فلا تلقى مسلما إلا رأيت أن له عليك الفضل .
شعب الإيمان (10/511)

وقال عمر المخزومي –رحمه الله-:

نادى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالصلاة جامعة، فلما اجتمع الناس وكثروا؛ صعد المنبر؛ فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم قال: أيها الناس! لقد رأيتني أرعى على خالات لي من بني مخزوم. فيقبضن لي القبضة من التمر أو الزبيب، فأظل يومي وأي يوم. ثم نزل، فقال له عبد الرحمن بن عوف: يا أمير المؤمنين! ما زدت على أن قئمت نفسك - يعني: عبت -. قال: فقال: ويحك يا ابن عوف! إني خلوت؛ فحدثتني نفسي؛ قال: أنت أمير المؤمنين؛ فمن ذا أفضل منك؟ فأردت أن أعرفها نفسها.
تاريخ دمشق (44/ 315) ، أدب الدنيا والدين (ص: 239)

وقال عمرو بن قيس –رحمه الله-:

ما كدت أن أعمر نفسي حتى أبلي جسمي، وما من عبد أنزل الدنيا حق منزلتها حتى يرضى أن يوطأ فيها بالأقدام من الذلة، ومن أهان نفسه في الله عز وجل أعزه الله يوم القيامة، وإن أبغض الأجساد إلى الله الجسد الناعم "
حلية الأولياء (6/121)

وقال ابراهيم بن أدهم - رحمه الله -:

كان عطاء السليمي يمس جسده بالليل خوفا من ذنوبه مخافة أن يكون قد مسخ وكان إذا انتبه يقول: ويحك يا عطاء ويحك
الوافي بالوفيات (20/ 80)

وقال زهير بن نعيم البابي –رحمه الله-:

إن قدرت أن تكون عند الله أخس من كلب فافعل
حلية الأولياء (12/ 148)

ورأى محمّد بن واسع -رحمه الله-:

ولده يختال فدعاه وقال: أتدري من أنت؟ أمّا أمّك فاشتريتها بمائتي درهم، وأمّا أبوك فلا أكثر اللّه فى المسلمين مثله !
الإحياء (3/ 359).

وكان ذو النون المصري –رحمه الله-يقول :

كيف أفرح بعملي وذنوبي مزدحمة، أم كيف أفرح بأملي وعاقبتي مبهمة
حلية الأولياء (9/384)

وقال المغيرة كنا نهاب إبراهيم النخعي –رحمه الله- مهابة الأمير ، وكان يقول:

«وددت أني لم أكن تكلمت، ولو وجدت بدا من الكلام ما تكلمت، وإن زمانا صرت فيه فقيها لزمان سوء»
سير أعلام النبلاء (4/526)

وقال عبد الواحد بن زيد –رحمه الله-:

ربما سهرت مفكرا في طول حزنه - يعني عتبة الغلام- ولقد كلمته ليرفق بنفسه فبكى، وقال: إنما أبكي على تقصيري
حلية الأولياء (6/ 236)

وقال طاووس بن كيسان –رحمه الله-:

إني لأغسل ثوبيَّ هذين فأنكر نفسي ما داما نقيين.
التواضع والخمول ص (187)

قال أحمد بن خالد –رحمه الله-:

سألت أحمد بن حنبل عَنْ مسألة في الورع. فقال: أنا أستغفر الله، لا يحل لي أن أتكلم في الورع؛ أنا آكل من غلة بغداد. لو كان بشر بْن الحارث صلح أن يجيبك عنه؛ فإنه كان لا يأكل من غلة بغداد ولا من طعام السواد؛ فهو يصلح أن يتكلم في الورع.
تاريخ بغداد (1/ 35)

وقال الفضيل بن عياض –رحمه الله- يعاتب نفسه :

يا مسكين! أنت مسيء، وترى أنك محسن، وأنت جاهل، وترى أنك عالم، وتبخل، وترى أنك كريم، وأحمق، وترى أنك عاقل، أجلك قصير، وأملك طويل.
سير أعلام النبلاء (8/ 440)

وقال أبو سليمان الداراني –رحمه الله-:

إن استطعت أن لا تعرف بشيء ولا يسار إليك فافعل.
حلية الأولياء (9/265)

وقال الطيب بن إسماعيل -رحمه الله-:

كان من دعاء الخليل بن أحمد: اللهم اجعلني عندك من أرفع خلقك واجعلني في نفسي من أوضع خلقك واجعلني عند الناس من أوسط خلقك.
التواضع والخمول (ص112)

وقال أيوب السختياني –رحمه الله-:

إذا ذكر الصالحون كنت منهم بمعزل .
صفة الصفوة (3/292)

وقال الفضيل بن عياض -رحمه الله - :

إذا كان قول الناس أنت رجل صدق أحب إليك من قولهم أنت رجل سوء فأنت والله رجل سوء.
ربيع الأبرار (5/98(

وقال ذو النون المصري –رحمه الله-:

ما أعز الله عبدا بعز هو أعز له من أن يذله على ذل نفسه، وما أذل الله عبدا بذل هو أذل له من أن يحجبه عن ذل نفسه.
حلية الأولياء (9/ 374)

وقال سعيد بن إسماعيل –رحمه الله-:

الخوف من الله يوصلك إلى الله، والكبر، والعجب في نفسك يقطعك عن الله، واحتقار الناس في نفسك مرض عظيم لا يداوى
شعب الإيمان (10/494)

وكان الربيع بن خثيم -رحمه الله:

- إذا قيل له : كيف أصبحت ؟ يقول : أصبحنا ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا
مصنف ابن أبي شيبة (8 /207)

وكان عطاء السلمي –رحمه الله-:

إذا سمع صوت الرعد قام وقعد وأخذه بطنه كأنه امرأة ماخض وقال هذا من أجلي يصيبكم لو مات عطاء لاستراح الناس.
إحياء علوم الدين (3/ 343)

وقال المروذي لأحمد بن حنبل –رحمهما الله-:

إني لأرجو أن يكون يدعى لك في جميع الأمصار. فقال له أحمد: يا أبابكر إذا عرف الرجل نفسه فما ينفعه كلام الناس
سير أعلام النبلاء (11/ 211)

وقال سفيان بن عيينة –رحمه الله-:

إني لأغضب على نفسي إذا رأيتكم تأتوني , أقول: لم يأتني هؤلاء إلا من خير يظنون بي .
حلية الأولياء (7/285)

وقال هارون بن سوار –رحمه الله-:

سمعت شعيب بن حرب، يقول: بينا أنا أطوف، إذ لكزني رجل بمرفقه، فالتفت فإذا أنا بالفضيل بن عياض، فقال: يا أبا صالح، فقلت: لبيك يا أبا علي، قال: إن كنت تظن أنه قد شهد الموسم شر مني ومنك فبئس ما ظننت
شعب الإيمان (10/513)

وقال أبو حازم -رحمه الله-:

من رأى أنه خير من غيره فهو مستكبر وذلك أن إبليس قال: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ) ، فكان ذلك استكباراً.
(المداراة ص115)

وقال وهب بن منبه -رحمه الله-:

لا يستكمل الرجل العقل حتى يستكمل عشر خصال :
حتى يكون الخير منه مأمولا ،والشر منه مأمونا ،وحتى لا يتبرم بكثرة حوائج الناس من قبله ،وحتى يكون الفقر أحب إليه من الغنى ،والذل أعجب إليه من العز ،والتواضع أحب إليه من الشرف ،وحتى يستقل كثير المعروف من نفسه ،ويستكثر قليل المعروف من غيره ،والعاشرة _ وما العاشرة _ بها شَادَ مجده ، وعلا جده ، إذا خرج من بيته لم يلق أحدا إلا رأى أنه خير منه !
المداراة (ص47)

وقال زهير بن نعيم البابي –رحمه الله-:

لا أعلم أني توكلت على الله ساعة قط
حلية الأولياء (12/ 148)

وقال السري السقطي–رحمه الله-:

ما رأيت شيئاً أحبطَ للأعمال، ولا أفسدَ للقلوب، ولا أسرعَ في هلاك العبد، ولا أدومَ للأحزان، ولا أقربَ للمقت،
ولا ألزمَ لمحبة الرياء والعجب والرياسة ، من قلة معرفة العبدِ لنفسه، ونظرِهِ في عيوب الناس ! لاسيما إن كان مشهورا معروفا بالعبادة، وامتد له الصيت حتى بلغ من الثناء ما لم يكن يؤمله، وتربص في الأماكن الخفية بنفسه، وسراديب الهوى، وفي تجريحه في الناس ومدحه فيهم.
الطبقات الكبرى (ص73)

وذكر أن العلاء بن زياد -رحمه الله-:

قال له رجل : رأيت كأنك في الجنة .فقال له : ويحك ! أما وجد الشيطان أحداً يسخر به غيري وغيرك.!
حلية الأولياء (2/245)

وقال أبو حازم الأعرج –رحمه الله-:

لا تكون عالما حتى تكون فيك ثلاث خصال: لا تبغي على من فوقك، ولا تحقر من دونك، ولا تأخذ على علمك دنيا
تهذيب الكمال (11/276)

وقال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه -:

من مقت نفسه في ذات الله ؛ آمنه الله من مقته
محاسبة النفس ص (72 )

وقال محمد بن بكار –رحمه الله-:

بعث هارون الرشيد إلى ابن السماك فدخل عليه وعنده يحيى بن خالد البرمكي فقال يحيى لابن السماك : إن أمير المؤمنين أرسل إليك لما بلغه من صلاح حالك في نفسك وكثرة ذكرك لربك عز وجل ودعائك للعامة فقال ابن السماك: أمَّا ما بلغ أمير المؤمنين من صلاحنا في أنفسنا فذلك بستر الله علينا فلو اطلع الناس على ذنب من ذنوبنا لما أقدم قلب لنا على مودة. ولا جرى لسان لنا بمدحة، وإني لأخاف أن أكون بالستر مغرورا وبمدح الناس مفتونا وإنى لأخاف أن أهلك بهما وبقلة الشكر عليهما فدعا بدواة وقرطاس فكتبه إلى الرشيد.
حلية الأولياء (8/ 209)

وكان كهمس –رحمه الله-:

يصلي ألف ركعة في اليوم والليلة، فإذا مل قال لنفسه: قومي يا مأوى كل سوء فوالله ما رضيتك لله ساعة قط
سير أعلام النبلاء (6/317)

وقال أبو رجاء العطاردي –رحمه الله-:

والله .. لَلْمُؤمِنُ أذلُّ في نفسه من قعود إبل.
الزهد لأحمد (ص 316) ، حلية الأولياء (2/306)

وقال السري السقطي–رحمه الله-:

قال غالب: خرج الحسن مرة من المسجد وقد ذُهب بحماره فأتى حماري فركبه وكان حماري يتناول ساق صاحبه – يعض ساق من يركبه-فخفته على الحسن فأخذت بلجامه فقال: أحمارك هذا؟ فقلت: نعم، قال: وخلفه رجال يمشون، فقال: لا أبا لك ما يبقي خفق نعال هؤلاء من قلب آدمي ضعيف؟! والله لولا أن يرجع المسلم أو المؤمن إلى نفسه فيعلم أن لا شيء عنده لكان هذا في فساد قلبه سريعاً.
الطبقات الكبرى (7/168)

وقال الشافعي -رحمه الله -:

أرفعُ الناس قدرًا من لا يرى قدرَه، وأكبر النّاس فضلاً من لا يرى فضلَه
شعب الإيمان (6/304)

قال داود الطائي –رحمه الله-:

ما سألت الله الجنة قط ، وإني لأستحي منه ، ولوددت أني أنجو من النار وأصير رمادا . وكان يقول : قد مللنا الحياة ؛ لكثرة ما نقترف من الذنوب .
المجالسة وجواهر العلم (5/114(

وقال أبو الفيض ذو النون بن إبراهيم -رحمه الله -:

من جهل قدره هتك ستره
حلية الأولياء (13/ 241)

وقال عبد الله بن المبارك –رحمه الله-:

الرفيع من رفعه الله بطاعته والوضيع من وضعه الله بمعصيته وقال أحب الصالحين ولست منهم وأبغض الطالحين وأنا منهم
سير أعلام النبلاء (8/ 417)

وقال ابن القيم -رحمه الله-:

فإن العبد الصادق لا يرى نفسه إلا مقصراً والموجب له لهذه الرؤية : استعظام مطلوبه واستصغار نفسه ومعرفته بعيوبها ، وقلة زاده في عينه ، فمن عرف الله وعرف نفسه ، لم يرَ نفسه إلا بعين النقصان.
مدارج السالكين (2/293)

وقال سلمة بن دينار –رحمه الله-:

«نحن لا نريد أن نموت، حتى نتوب، ونحن لا نتوب حتى نموت، واعلم أنك إذا مت لم ترفع الأسواق بموتك، إن شأنك صغير فاعرف نفسك»
تاريخ دمشق (22/48)

وقال الفضيل بن عياض - رحمه الله -:

قيل لسليمان التيمي: أنت أنت ومن مثلك، فقال: لا تقولوا هكذا، لا أدري ما يبدو لي من ربي عز وجل،
سمعت الله عز وجل يقول {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون} [الزمر: 47] "
حلية الأولياء (3/30) ، تذكرة الحفاظ (1/114).

وقال سفيان الثوري –رحمه الله-:

قالوا للزهري : لو أنك الآن في آخر عمرك أقمت في المدينة فغدوت إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورحت وجلست إلى عمود من أعمدته، فذكّرتَ الناس وعلمتهم، فقال: لو أني فعلت ذلك لَوُطِئَ عقبي – لصرت أُتَّبَع-، ولا ينبغي ذلك حتى أزهد في الدنيا، وأرغب في الآخرة " ثم قال سفيان: ومن كان مِثْلُ الزُّهْرِيِّ؟
حلية الأولياء (371/3) ، تاريخ دمشق (55/362) ، سير أعلام النبلاء (5/337)

وكتب الوليد بن عتبة الدمشقي إلى ذي النون المصري –رحمهما الله-بكتاب يسأله فيه عن حاله فكتب إليه:

كتبت إلي تسألني عن حالي فما عسيت أن أخبرك به من حالي وأنا بين خلال موجعات أبكاني منهن أربع: حب عيني للنظر، ولساني للفضول، وقلبي للرياسة، وإجابتي إبليس لعنه الله فيما يكرهه الله، وأقلقني منها: عين لا تبكي من الذنوب المنتنة، وقلب لا يخشع عند نزول العظة، وعقل وهن فهمه في محبة الدنيا، ومعرفة كلما قلبتها وجدتني بالله أجهل، وأضناني منها أني عدمت خير خصال الإيمان: الحياء، وعدمت خير زاد الآخرة: التقوى، وفنيت أيامى بمحبتي للدنيا، وتضييعي قلبا لا أقتني مثله أبدا.
حلية الأولياء (9/ 376)

وقال العلاَّمة ابن قيم الجوزية -رحمه الله-:

« ومقت النفس في ذات الله من صفات الصدِّيقين ، ويدنو العبد به من الله - تعالى - في لحظة واحدة أضعاف ما يدنو بالعمل»
إغاثة اللهفان (1/787)

وقال الشّافعيّ- رحمه اللّه-:

أحبّ الصّالحين ولست منهم ... لعلّي أن أنال بهم شفاعه
وأكره من تجارته المعاصي ... ولو كنّا سواء في البضاعه

ديوان الشافعي (ص 90)

قال إبراهيم بن أدهم –رحمه الله-:

ما فزت في الدنيا قط إلا مرة بت ليلة في بعض مساجد قرى الشام وكان في البطن فجر المؤذن رجلي حتى أخرجني من المسجد.
التواضع والخمول (ص 54)

وقال داود الطائي- رحمه الله-:

ما يعول إلا على حسن الظن , فأما التفريط فهو المستولي على الأبدان
حلية الأولياء (7/ 357)

وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله-:

ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - من ذلك –أي ضبط النفس بالذل والانكسار- أمرا لم أشاهده من غيره .وكان يقول كثيراً :ما لي شيء ، ولا منّي شيء ، ولا فيَّ شيء .
وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت :
أنا المكدّى وابن المكدّى - وهكذا كان أبي وجدي
وكان إذا أثنى عليه في وجهه يقول :والله إني إلى الآن أجدِّد إسلامي كل وقت ، وما أسلمت بعد إسلاماً جيداً .
وبعث إليَّ في آخر عمره قاعدة في التفسير بخطِّه ، وعلى ظهرها أبياتٌ بخطه من نظمه :

أنا الفقير إلى رب البريَّات - أنا المُسَيْكينُ فى مجموع حالاتي
أنا الظلوم لنفسى وهي ظالمتي - والخير إن يأتنا من عنده ياتي
لا أستطيع لنفسى جلب منفعة - ولا عن النفس لى دفع المضراتِ
وليس لي دونه مولى يدبرني - ولا شفيع إذا حاطت خطيئاتي
إلا بإذن من الرحمن خالقنا - إلى الشفيع كما جاء في الآياتِ
ولست أملك شيئاً دونه أبداً - ولا شريك أنا فى بعض ذراتِ
ولا ظهير له كي يستعين به - كما يكون لأرباب الولايات
والفقر لي وصف ذاتٍ لازمٌ أبداً - كما الغنى أبداً وصفٌ له ذاتي
وهذه الحال حالُ الخلقِ أجمعهم - وكلهم عنده عبدٌ له آتي
فمن بغى مطلباً من غير خالقه - فهو الجهول الظلوم المشرك العاتي
والحمد لله ملء الكونِ أجمعهِ - ما كان منه وما من بعد قد ياتي

مدارج السالكين ( 1 / 521 ) .

وقال وهب بن منبه-رحمه الله-:

«إني لأتفقد أخلاقي، ما فيها شيء يعجبني»
حلية الأولياء (4/66)

وقال رجاء بن حيوة -رحمه الله-:

وكان من العلماء، وكان يجالس عمر بن عبد العزيز؛ ذكر أنه بات ليلة عنده فهم السراج أن يخمد، فقال إليه ليصلحه، فأقسم عليه عمر ليقعدن، وقام هو إليه فأصلحه؛ قال: فقلت له: تقوم أنت يا أمير المؤمنين فقال: قمت وأنا عمر بن عبد العزيز ورجعت وأنا عمر بن عبد العزيز.
وفيات الأعيان (2/ 301)

وقال علي بن الحسين –رحمه الله-:

ما يسرني بنصيبي من الذل حمر النعم
سير أعلام النبلاء (4/ 395)

قال ابن القيّم- رحمه اللّه-:

لا يسيء الظّنّ بنفسه إلّا من عرفها. ومن أحسن الظّنّ بنفسه فهو من أجهل النّاس بنفسه
مدارج السالكين (1/ 191)

وقال عون بن عبد الله -رحمه الله-:

كفى بك من الكبر أن ترى لك فضلا على من هو دونك.!
صفة الصفوة (3/111)

قال بُرَيْدَة -رضي الله عنه -:

شهدتُ خيبر، وكنتُ فيمن صعد الثُّلْمَة-ثغر في الحائط-، فقاتلت حتى رُئيَ مكاني وعَليَّ ثوب أحمر، فما أعلم أني ركبتُ في الإسلام ذنباً أعظم عليَّ منه – أي: الشهرة .
عَلَّقَ الإمام الذهبي-رحمه الله -:
بلى، جُهَّالُ زماننا يَعدُّون اليوم مثل هذا الفعل من أعظم الجهاد، وبكل حال فالأعمال بالنيات، ولعل بريدة - رضي الله عنه – بإزرَائِه على نفسه ، يصير له عمله ذلك طاعة وجهاداً ! وكذلك يقع في العمل الصالح، ربما افتخر به الغِرُّ، ونَوَّهَ به، فيتحول إلى ديوان الرياء .قال الله -تعالى -: " وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا"
سير أعلام النبلاء (2/470).

وقال أبو سليمان العنسي –رحمه الله-:

ما رضيت عن نفسي طرفة عين ، ولو أن أهل الأرض اجتمعوا على أن يضعوني كاتضاعي عند نفسي ما أحسنوا.
تاريخ دمشق (34/ 131)

وقال السري السقطي –رحمه الله-:

من الناس ناس لو مات نصف أحدهم ما انزجر النصف الآخر ولا أحسبني إلا منهم.
حلية الأولياء (10/ 126)

وقال عبد الرحمن بن يزيد –رحمه الله-:

قلنا لعلقمة: لو صليت في المسجد وجلسنا معك فتُسأل؟ ! قال: أكره أن يُقال: هذا علقمة.
سير أعلام النبلاء (4/58)

وقال حماد بن زيد –رحمه الله-:

كنت أمشي مع أيوب السختياني فيأخذ في طرق إني لأعجب له كيف يهتدي لها فراراً من الناس أن يُقال: هذا أيوب
الطبقات الكبرى (7/ 185)

وقال أبو الدرداء -رضي الله عنه-:

لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس فى جنب الله ، ثم يرجع إلى نفسه فيكون أشد لها مقتاً .
تهذيب الكمال (22/474)

وقال الحسين بن زياد -رحمه الله-

دخلت على الفضيل بن عياض يوما فقال: «عساك ترى أن في ذلك المسجد يعني مسجد الحرام رجلا شرا منك إن كنت ترى فيه فقد ابتليت بعظيم»
حلية الأولياء (8/94)

وقال ذو النون المصري –رحمه الله-:

لو أن الخلق عرفوا ذل أهل المعرفة في أنفسهم لحثوا التراب على رءوسهم وفي وجوههم.
حلية الأولياء (9/ 361)

وقال أبو بكر المروزي -رحمه الله-:

سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه وذكر أخلاق الورعين فقال: أسأل الله أن لا يمقتنا أين نحن من هؤلاء؟!!
سير أعلام النبلاء (11/226)

قال أبو بكر المروزي -رحمه الله-:

قلت لأبي عبدالله أحمد بن حنبل : ما أكثر الداعين لك! فتغرغرت عيناه، وقال: أخاف أن يكون هذا استدراجا
الورع: (ص : 152)

قال الحسن بن الربيع -رحمه الله-:

بينا عبد الله ابن المبارك -رحمه الله- وهو بالكوفة يُقرأُ عليه كتاب المناسك، انتهى إلى حديث وفيه: قال عبد الله -أي ابن المبارك- وبه نأخذ.
فقال: من كتب هذا من قولي؟ قلت: الكاتب الذي كتبه. فلم يزل يحكه بيده حتى دَرَس. ثم قال: ومن أنا حتى يُكتَبَ قولي؟!
صفة الصفوة (2/ 323)

وقال أبو عثمان الحيري –رحمه الله-:

الخوف من الله يوصلك إلى الله والكبر والعجب في نفسك يقطعك عن الله، واحتقار الناس في نفسك مرض لا يداوى.
حلية الأولياء (13/ 245)

وقال عمرو بن شيبة –رحمه الله-:

«كنت بمكّة بين الصّفا والمروة فرأيت رجلا راكبا بغلة وبين يديه غلمان يعنّفون النّاس. قال: ثمّ عدت بعد حين فدخلت بغداد فكنت على الجسر فإذا أنا برجل جاف حاسر طويل الشّعر. قال: فجعلت أنظر إليه وأتأمّله، فقال لي: مالك تنظر إليّ؟. فقلت له: شبّهتك برجل رأيته بمكّة ووصفت له الصّفة، فقال له: أنا ذلك الرّجل. فقلت ما فعل اللّه بك؟ فقال: إنّي ترفّعت في موضع يتواضع فيه النّاس فوضعني اللّه حيث يترفّع النّاس
إحياء علوم الدين (3/ 343).

وكان سعيد بن المسيب -رحمه الله -يقول لنفسه إذا دخل الليل :

قومي إلى خدمة ربك يا مأوى كل شر ! ، تريدين أن تغفلي بالنهار وتنامي بالليل ، والله لأدعنك تزحفي زحف البعير ،فيصبح وقدماه منتفختان !.
فيض القدير (4/326)

وقال الجنيد بن محمد –رحمه الله-:

أعلى درجة الكبر وشرها أن ترى نفسك، ودونها وأدناها في الشر أن تخطر ببالك.
حلية الأولياء (13/ 273)

وقال ابن الحاج –رحمه الله-:

من كان عند نفسه شيء فهو عند الله لا شيء، ومن كان عند نفسه لا شيء فهو عند ربه شيء، ولأجل هذا المعنى قال بعض الشيوخ - نفعنا الله تعالى به -: من رأى أنه خير من الكلب فالكلب خير منه، وما قاله بين ألا ترى أن الكلب مقطوع له بأنه لا يدخل النار بخلاف من لم يقطع له من الآدميين فإنه محتمل لإحدى الدارين فإن كان هذا الآدمي من أهل النار، - والعياذ بالله - فالكلب خير منه، وإن كان من أهل الجنة فلا شك أنه خير من الكلب.
ولأجل هذا المعنى حكي عن إبراهيم بن أدهم - رحمه الله -، - وأعاد علينا من بركاته - أنه كان جائعا، ووجد فضلة طعام على مزبلة فجعل يأكل منه، وإذا بكلب قد جاء فأكل من الناحية الأخرى ثم نبح الكلب على إبراهيم فقال إبراهيم: لا تنبح علي، ولا أنبح عليك كل من جهتك، وأنا آكل من جهتي إن دخلت أنا الجنة فأنا خير منك، وإن دخلت النار فأنت خير مني تصريحا منه - رحمه الله تعالى - بالمعنى المتقدم ذكره.
المدخل لابن الحاج (3/ 28)

وقال رجل لابن عمر –رضي الله عنه-:

يا خير الناس، أو ابن خير الناس! فقال ابن عمر: ما أنا بخير الناس، ولا ابن خير الناس، ولكني عبد من عباد الله، أرجو الله وأخافه. والله لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه
سير أعلام النبلاء (3/ 236)

وقال يوسف بن الحسين للجنيد -رحمهما الله-:

لا أذاقك الله طعم نفسك فإن ذقتها لا تفلح. وفي رواية: فإنك إن ذقتها لم تذق بعدها خيرًا أبدًا.
سير أعلام النبلاء (14/ 249)

وقال أبو حازم الأعرج –رحمه الله-:

«يا أعرج ينادى يوم القيامة يا أهل خطيئة كذا وكذا، فتقوم معهم، ثم ينادى يا أهل خطيئة أخرى فيقوم معهم، فأراك يا أعرج تريد أن تقوم مع أهل كل خطيئة »‍
حلية الأولياء (3/230)

قال بعض الحكماء:

ما بينك وبين أن لا يكون فيك خير إلا أن ترى أن فيك خيرا.
أدب الدنيا والدين (ص: 99)

وقال فرقد السبخي -رحمه الله-:

«ما انتبهت من نوم لي قط إلا ظننت مخافة أن أكون قد مسخت»
حلية الأولياء (3/47)

وخطب أبو الحكم الأندلسي -رحمه الله- :

وقد كان فقيها محققاً، وخطيباً بليغاً مفوهاً : فأعجبته نفسه وهو يخطب، فقال: حتى متى أعظ ولا أتعظ، وأزجر ولا أزدجر، أدل على الطريق المستدلين، وأبقى مقيما مع الحائرين، كلا إن هذا لهو البلاء المبين.
اللهم فرغبني لما خلقتني له، ولا تشغلني بما تكفلت لي به.
سير أعلام النبلاء (16/ 177)

قال أبو بكر المروزي -رحمه الله-:

قلت لأبي عبدالله أحمد بن حنبل : ما أكثر الداعين لك! فتغرغرت عيناه، وقال: أخاف أن يكون هذا استدراجا
الورع: (ص : 152)

وقال قبيصة بن عقبة –رحمه الله-:

بلغ داود الطائي، أنه ذكر عند بعض الأمراء فأثنى عليه , فقال: إنما يُتَبَلَّغُ بِسُتْرَةٍ بين خلقه , ولو يعلم الناس بعض ما نحن فيه ما ذل لنا لسان بذكر خير أبدا
حلية الأولياء (7/ 359)

وكان عطاء السليمي – رحمه الله -:

إذا هبت ريح وبرق ورعد، قال: هذا من أجلي يصيبكم، لو مات عطاء استراح الناس، قال: وكنا ندخل على عطاء، فإذا قلنا له: زاد الطعام، قال: هذا من أجلي يصيبكم غلاء الطعام لو مت أنا لاستراح الناس
حلية الأولياء (6/221) ، سير أعلام النبلاء (6/247))

وقال إبراهيم بن الأشعث -رحمه الله-:

سمعت فضيلاً ابن عياض، يقول ذات ليلة وهو يقرأ سورة محمد ويبكي ويردد هذه الآية: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم} [محمد: 31] . وجعل يقول ونبلو أخباركم , ويردد وتبلو أخبارنا إن بلوت أخبارنا فضحتنا وهتكت أستارنا , إنك إن بلوت أخبارنا أهلكتنا وعذبتنا ويبكي .
حلية الأولياء (8/ 111) ، تاريخ دمشق (48/ 410)

وقال ذو النون المصري –رحمه الله-:

لا تلقين أحداً بعين الازدراء والتصغير، وإن كان مشركا خوفا من عاقبتك وعاقبته فلعلك تسلب المعرفة ويرزقها.
حلية الأولياء (9/ 382)

وقال بشر بن الحارث –رحمه الله-:

ما أرى أن لي على أحد فضلا ، فقيل له: ولا على هؤلاء المخنثين ؟ فقال: ولا على هؤلاء المخنثين .!
شعب الإيمان (10/514)

وقال الوليد بن مسلم -رحمه الله-:

حدثنا بعض إخواننا , قال: دخلنا على إبراهيم بن أدهم فسلمنا عليه فرفع رأسه إلينا , فقال: «اللهم لا تمقتنا» , وأطرق رأسه ساعة ثم رفع رأسه , فقال: إنه إذا لم يمقتنا أحبنا , ثم قال: تكلمنا أو نطقنا بالعربية فما نكاد نلحن , ولحنا بالعمل فما نكاد نعرب .
حلية الأولياء (8/ 17)

وسُئل سعيد بن جبير –رحمه الله-:

من أعبد الناس؟ قال: " رجل اجترح من الذنوب وكلما ذكر ذنبه احتقر نفسه!".
حلية الأولياء (4/ 279(

وقال موسى بن القاسم -رحمه الله-:

كانت عندنا زلزلة وريح حمراء هاجت في المدينة ، فذهبت إلى محمد بن مقاتل فقلت : يا أبا عبدالله ، أنت إمامنا فادع الله عزوجل لنا . فبكى ثم قال : ليتني لم أكن سبب هلاككم ، قال موسى : فرأيت في المنام النبي صلى الله عليه وسلم يقول لي : إن الله عزوجل رفع عنكم البلاء بدعاء محمد بن مقاتل " .
الإحياء (3/343)

و عن أبي خالد –رحمه الله- أنه قال:

ذكر الأعمش حديث (ذاك بال الشيطان في أذنه) فقال: ما أرى عيني عمشت إلا من كثرة ما يبول الشيطان في أذني.
قال أبو خالد: وما أظنه فعل هذا قط.
قلت- القائل الذهبي- يريد أن الأعمش كان صاحب ليل وتعبد.
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (6/ 232)

وقال عبد الله بن خبيق –رحمه الله-:

مكتوب في الحكمة: من رضي بدون قدره رفعه الناس فوق غايته.
حلية الأولياء (10/ 169)

وقال وهب بن منبه –رحمه الله-:

لم يعبد الله بمثل العقل , ولا يكون عاقلا حتى تكون فيه عشرة خصال , فعد منها تسعة حتى يكون الكبر منه مأمونا , والرشد منه مأمولا , وحتى يكون الذل أحب إليه من العز , والفقر أحب إليه من الغنى , وحتى يستكثر قليل المعروف من غيره , ويستقل كثيره من نفسه , وحتى يكون نصيبه من الدنيا القوت , وحتى يكون طالبا للعلم طول عمره , والأخرى شاد بها مجده , وعلا بها ذكره , ولا يلقاه أحد إلا رأى نفسه دونه
المداراة لابن أبي الدنيا (ص47(

قال حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-:

إنما يفتي الناس أحد ثلاثة: رجل يعلم ناسخ القرآن ومنسوخه، وأمير لا يجد بدا، وأحمق متكلف.
عقب ابن سيرين -رحمه الله- :
فأنا لست بأحد هذين، وأرجو أن لا أكون أحمق متكلفا.!
جامع بيان العلم (2/320(

وقال يونس بن عبيد –رحمه الله-:

دخلنا على محمد بن واسع نعوده.فقال : وما يغني ما يقول الناس إذا أخذ بيدي ورجلي فألقيت في النار!
تاريخ دمشق (56/ 172)

وقال عبد الله ابن المبارك - رحمه الله -:

إذا عرف الرجل قدر نفسه، يصير عند نفسه أذل من كلب !
سير أعلام النبلاء (8/399)

وقال حماد بن زيد –رحمه الله-:

رجعنا من جنازة فدخلنا على عطاء السليمي فلما رآنا كأنه خاف أن يدخله شيء أي لكثرتنا، فقال: اللهم لا تمقتنا - أو اللهم لا تمقتني - ثم قال: سمعت جعفر بن زيد العبدي يقول: مر رجل فجلس فأثنوا عليه خيرا فلما جاوزهم قام وقال: اللهم إن كان هؤلاء لا يعرفوني فأنت تعرفني
حلية الأولياء (6/ 224)

وقال عبد الرحمن بن عمر -رحمه الله-:

انتهى إلينا يوما رجل من هؤلاء الخبثاء القدرية فقال: يا أبا عبد الرحمن , بلغني أنك زنديق , فقال زهير: أما زنديق فلا ولكني رجل سوء.
حلية الأولياء (10/ 147)

وعن عبد الله بن بكر قال : سمعت إنسانا يحدث عن أبي، أنه كان واقفا بعرفة

فرق، فقال: لولا أني فيهم لقلت قد غفر لهم
علق الذهبي –رحمه الله-:
كذلك ينبغي للعبد أن يزري على نفسه ويهضمها.
سير أعلام النبلاء ( 4/195 )

وقال جعفر بن سليمان –رحمه الله-:

لقي مالك بن دينار ثابتا البناني فقال له ثابت: يا أبا يحيى، كيف بك؟ قال: «كيف بمن هو ظاهر العيوب كثير الذنوب مستور على غير استحقاق؟ فكيف بك يا أبا محمد؟» قال: فكتف ثابت يده ومد عنقه وخفض رأسه، وقال: هذا عذر الخطائين الأشراء. قال: وأقبلا يبكيان حتى سقطا
محاسبة النفس ص (87)

وقال سفيان الثوري –رحمه الله-:

جلست ذات يوم أحدث ومعنا سعيد بن السائب الطائفي فجعل سعيد يبكي حتى رحمته فقلت : يا سعيد ، ما يبكيك وأنت تسمعني أذكر أهل الخير وفعالهم ؟ قال : يا سفيان وما يمنعني من البكاء وإذا ذكر مناقب أهل الخير كنت منهم بمعزل ؟ قال : يقول سفيان : حق له أن يبكي
محاسبة النفس ص (76)

وقال يحيى بن معين –رحمه الله- :

ما رأيت مثل أحمد؛ صحبناه خمسين سنة ما افتخر علينا بشيءٍ مما كان فيه من الخير.
سير أعلام النبلاء (11/214)

وقال محمد بن أسلم الطوسي -رحمه الله-:

قد سرت في الأرض ودرت فيها، فبالذي لا إله إلا هو ما رأيت نفساً تصلى إلى القبلة شراً عندي من نفسي !
الحلية (9/244)

وقال أيوب السخيتاني لابن مسعود الجريري -رحمهما الله:

إني أخاف ألا تكون الشهرة قد أبقت لي عند الله حسنة .. إني لأمر بالمجلس .. فأسلم عليهم .. وما أرى أن فيهم أحداً يعرفني ، فيردون علي السلام بقوة ، ويسألونني مسألة كأن كلهم قد عرفني ،فأي خيرٍ مع هذا"
التواضع والخمول ص (80)
 

وفرغ من جمعها / جهاد بن هاني حِلِّسْ
عصر يوم الثلاثاء الموافق 12/ ذي الحجة من عام 1432 هــ
غزة – فلسطين

 

جهاد حِلِّسْ
  • فوائد من كتاب
  • درر وفوائد
  • الصفحة الرئيسية