صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الانتصارُ المذمومُ للمشايخ ! دسيسةٌ تقدحُ في قَصدِ الانتصارِ للحق

جهاد حِلِّسْ
‏@jhelles

 
بسم الله الرحمن الرحيم


الإخوة الأفاضل /
هنا أستأذنكم بنقل كوكبة من آثار السلف -رحمهم الله- ، والتي تحذر من الإجترار إلى خلق ذميم ، تلبس به كثير من طلاب العلم في هذا الزمان ، من حيث لا يشعرون ، ألا وهو ( الإنتصارُ للشيخِ لا للحقِ ) حتى تُرِك بسببه العدل والإنصاف !


قال ابن رجب- رحمه الله- :

وهاهنا أمر خفي ينبغي التفطن له، وهو أن كثيراً من أئمة الدين قد يقول قولا مرجوحا ويكون مجتهدا فيه ، مأجورا على اجتهاده فيه ، موضوعا عنه خطؤه فيه ،
ولا يكون المنتصر لمقالته تلك بمنزلته في هذه الدرجة ؛ لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله ، بحيث أنه لو قاله غيره من أئمة الدين ، لما قبله ولا انتصر له ، ولا والى من وافقه ، ولا عادى من خالفه ، وهو مع هذا يظن أنه إنما انتصر للحق بمنزلة متبوعه ، وليس كذلك ،
فإن متبوعه إنما كان قصده الانتصار للحق ، وإن أخطأ في اجتهاده ، وأما هذا التابع ، فقد شاب انتصاره لما يظنه الحق إرادة علو متبوعه ، وظهور كلمته ، وأن لا ينسب إلى الخطأ ،
وهذه دسيسة تقدح في قصد الانتصار للحق ، فافهم هذا ، فإنه فهم عظيم ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم

جامع العلوم والحكم (ص 477)

قال ابن عبد البر -رحمه الله -

التقليد عند العلماء غير الاتباع لأن الاتباع هو تتبع القائل على ما بان لك من فضل قوله وصحة مذهبه ،
والتقليد أن تقول بقوله وأنت لا تعرف وجه القول ولا معناه وتأبى من سواه أو أن يتبين لك خطؤه فتتبعه مهابة خلافه وأنت قد بان لك فساد قوله

وهذا محرم القول به في دين الله سبحانه وتعالى.
جامع بيان العلم وفضله (2/787)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-:

ومما يتعلق بهذا الباب أن يعلم أن الرجل العظيم في العلم والدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة أهل البيت وغيرهم
قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونا بالظن ونوع من الهوى الخفي فيحصل بسبب ذلك مالا ينبغي اتباعه فيه وإن كان من أولياء الله المتقين
ومثل هذا إذا وقع يصير فتنة لطائفتين طائفة تعظمه فتريد تصويب ذلك الفعل واتباعه عليه وطائفة تذمه فتجعل ذلك قادحا في ولايته وتقواه بل في بره وكونه من أهل الجنة بل في إيمانه حتى تخرجه عن الإيمان وكلا هذين الطرفين فاسد
منهاج السنة النبوية (4/271)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-:
ومن نصَّب شيخاً كائناً من كان، فوالى وعادى على موافقته في القول، والفعل فهو من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً.
مجموع الفتاوى( 20/8)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-:
كثير من الناس يخبر عن هذه الفرق بحكم الظن والهوى فيجعل طائفته والمنتسبة إلى متبوعه الموالية له هم أهل السنة والجماعة ؛ ويجعل من خالفها أهل البدع وهذا ضلال مبين . فإن أهل الحق والسنة لا يكون متبوعهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى فهو الذي يجب تصديقه في كل ما أخبر ؛ وطاعته في كل ما أمر وليست هذه المنزلة لغيره من الأئمة بل كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم . فمن جعل شخصا من الأشخاص غير رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحبه ووافقه كان من أهل السنة والجماعة ومن خالفه كان من أهل البدعة والفرقة - كما يوجد ذلك في الطوائف من اتباع أئمة في الكلام في الدين وغير ذلك - كان من أهل البدع والضلال والتفرق .
مجموع الفتاوى (3/346)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-:
ومن تعصب لواحد بعينه من الأئمة دون الباقين فهو بمنزلة من تعصب لواحد بعينه من الصحابة دون الباقين.
كالرافضي الذي يتعصب لعلي دون الخلفاء الثلاثة وجمهور الصحابة.
وكالخارجي الذي يقدح في عثمان وعلي رضي الله عنهما فهذه طرق أهل البدع والأهواء الذين ثبت بالكتاب والسنة والإجماع أنهم مذمومون، خارجون عن الشريعة والمنهاج الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم.
فمن تعصب لواحد من الأئمة بعينه ففيه شبه من هؤلاء، سواء تعصب لمالك أو الشافعي أو أبي حنيفة أو أحمد أو غيرهم.
ثم غاية المتعصب لواحد منهم أن يكون جاهلا بقدره في العلم والدين، وبقدر الآخرين، فيكون جاهلا ظالما، والله يأمر بالعلم والعدل، وينهى عن الجهل والظلم.
مجموع الفتاوى (2/252)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-:

دين الله مبني على اتباع كتاب الله ، وسنة نبيه ، وما اتفقت عليه الأمة ، فهذه الثلاثة هي المعصومة ، وما تنازعت فيه الأمة ردوه إلى الله والرسول ، وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً
يدعو إلى طريقته ، يوالي عليها ويعادي ، غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه
الأمة ، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرقون به
بين الأمة ، يوالون به على ذلك الكلام أو تلك السنة ويعادون
الفتاوى (20/164)

قال شيخ الإسلام --رحمه الله-:
وليس لأحد أن ينتسب إلى شيخ يوالي على متابعته ويعادي على ذلك ؛ بل عليه أن يوالي كل من كان من أهل الإيمان ومن عرف منه التقوى من جميع الشيوخ وغيرهم
الفتاوى (12/512)

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
جهاد حِلِّسْ
  • فوائد من كتاب
  • درر وفوائد
  • الصفحة الرئيسية