اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/kald/40.htm?print_it=1

خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

وداعاً للأعباء المنزلية!!

خالد عبداللطيف

 
الأعمال المنزلية.. ماذا تعني للنساء؟! هم وإزعاج؟! تعب ومعاناة يومية؟!
أم أن أخريات ينظرن من زوايا مختلفة: رياضة وسبب للرشاقة؟! متعة وتسلية؟!
أم هي للصابرات على مضض: ضريبة لابد منها للزواج والأمومة؟!
ولا يفوتنا أيضاً أن بعض البيوت ستتوجه المرأة فيها بهذه التساؤلات إلى "الخادمة" فهي المعنية بهذه الأمور..!
لكن.. هل توجد فئة أخرى من النساء تخالف كل ما سبق وتتخذ رأياً مغايراً لها كلها؛ يضعها في المقدمة، ويجعل من هذه الأعمال شرفاً عظيماً، وسبباً من أسباب السعادة؟!
فكثيرات هن المتشكّيات؛ لكن تشكيهن لا يرفع المعاناة، بل يزيدها!
ومثلهن المتضجرات في صمت؛ والفارق بينهن أن هذه نفّست عن ضيقها وهذه كتمته في صدرها..!
وقليلات بحق الصابرات في سكون ويقين، وإقرار بسنن الحياة الدائرة؛ وهؤلاء معانات بإذن الله؛ مصداقاً لقول نبي الهدى صلى الله عليه وسلم: "ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر" (متفق عليه عن أبي سعيد الخدري).
وأقلّ من هذا القليل نساء ربانيّات؛ لهن في كل سكنة وحركة صلة بالمولى الجليل؛ فالأمر يتجاوز الصبر والسكون.. إلى الرضا واليقين واحتساب الأجر والتقرب لله تعالى بالقيام بحق الزوج والذرية، فهي فرحة مسرورة، تمزج مرارة العناء بحلاوة الإيمان والشوق للجنان!
وفي استطلاع طريف نشره موقع "آسية" حول هذه الأصناف من النساء تجاه الأعمال المنزلية، كانت نسبة من اخترن أنها "باب عظيم للجهاد واحتساب الثواب" تفوق الثلثين! تلاها بنسبة السدس تقريباً من يرونها - على النقيض تماماً – "الهم اليومي الذي لا ينتهي"!!
ومع التسليم بأن نتيجة كثير من الاستطلاعات غير علمية، لكننا نستأنس بهذه النسب إلى حد ما في إلقاء الضوء على القضية، وإعطاء مؤشرات نسبية فيها. ونحمد الله تعالى على ارتفاع مستوى الوعي لدى كثير من النساء.

ثم نخلص إلى وصايا عملية للتعامل مع الأعمال والأعباء المنزلية:
* نوصي من تراها "هماً متواصلاً" أن تحولها إلى مصدر دائم لثواب الله تعالى ورضاه عنها؛ فإن ذلك - مع كونه سبيلاً للسعادة الأخروية – سيجعلك ترددين قريباً: "وداعاً للأعباء المنزلية"!
* ونوصي من تكتفي باعتبارها تسلية ورياضة ألاّ تُغبن في باب للجنات ونعيم الآخرة؛ بأن تحتسب وتستشعر تقرّبها لربها بحسن قيامها على شؤون بيتها.
* أما من عرفن طريقهن وسلكن دربهن.. وعلت هممهن؛ فليأخذن بأيدي القريبات والجارات والزميلات؛ بدعوتهن لينعمن مثلهن بحلاوة الإيمان التي تذوب فيها المعاناة، وتصفو الحياة، ويرضى الإله عز وجل!


 

خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية