اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/kald/49.htm?print_it=1

خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

مهارات لاحتواء الأزمات في البيوت!

خالد عبداللطيف

 
احتواء الأزمات وعدم تركها تتفاقم فنٌّ لا يتقنه إلا عقلاء الناس وفضلاؤهم؛ أما ترك الأزمات تستفحل فيؤدي إلى زيادة شحناء النفوس وتراكم الغلّ في القلوب.. وهنا ينصب الشيطان رايته، وهذا ميدانه، كما في صحيح مسلم عن جابر - رضي الله عنه ـ قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم".
وأشد ما يكون ذلك، وأحبه إلى الشيطان: التحريش بين الزوجين والإفساد بينهما، فعن الراوي نفسه جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا، قال: ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرّقت بينه وبين امرأته، قال فيدنيه منه ويقول نعم أنت" قال الأعمش: أراه قال: فيلتزمه! (رواه مسلم).

ومن هذا الهدي النبوي نستلهم إشارات.. نهديها لكل زوجين لبيبين:
الأولــى: لا يجعل أحدكما يوماً من الدهر معركته مع الآخر،.. بل مع الشيطان. حتى لو كان أحد الزوجين مخطئاً أو مذنباً.. فلا يكن الآخر عوناً للشيطان عليه، ولا يخذله أحوج ما يكون إليه!

الثانية: لا يستخفنكما الشيطان.. فيجعلكما كالدمى يقلّبها بوساوسه، فيقلّب قلوبكما بين غضب ورضا.. وحزن وسرور، ولكن وطّنا نفسيكما على عداوته هو، واليقظة لمكره بكما. وصدق القائل: "من وطّن نفسه على أمر هان عليه"!

الثالثـة: ليكن قوله تعالى {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ..} وقوله عز وجل: {رُحَمَاء بَيْنَهُمْ..} شعارًا بينكما؛ ولينظر كل منكما إلى حق الآخر عليه.. قبل النظر إلى واجب الآخر نحوه! وليعلم من يداوم على خفض الجناح والتواضع والصبر على الآخر راضياً محتسباً أنه على خير عظيم؛ فلا يستنكف أو يرى أن الآخر هو الأولى بالاعتذار أو التواضع.. فيمنعه ذلك من المبادرة إلى التسامح والتصالح!

الرابعـة: اتفقا من الآن.. فور الفراغ من قراءة هذه السطور على تحديد العدو (الشيطان)، وتذكير كل منكما للآخر إذا نسي، وامتثال من يُذكّر بمجرد تذكيره. ويُقترح كتابة الحديث الشريف السابق ذكره، وجعله في مكان يذكركما به.
ويالها من دقائق غالية تلك التي يخصصها الزوجان من آنٍ إلى آن.. تغشاهما السكينة وتتنزل عليهما الرحمة، يتدارسان آيات من القرآن وقبسات من السنة؛ تنير بيتهما بالخير والبركة، وتضيء دربهما الموصل إلى سعادة الدنيا والآخرة!

 

خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية