اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/kald/5-4.htm?print_it=1

خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

(آباء ولكن جناة..! 4)
أطفالنا بين الكذب والمعاريض..!

خالد عبداللطيف

 
بين يدي السطور:
هدية من هَدْي النبوّة.. لمن يهوّنون الأمر، ويحسبونه هيناً..!!
رفقاً بالصغار أيها الأخيار!
هل يدرك الأب أو الأم ما يمكن أن يرسخ في الصغار إذا رأوا رأي العين من قدوتهم اللصيقة ما لا وصف له عندهم إلا الكذب؟!
تساؤل لا أرسله إلى من يقترفون الكذب ولا يبالون، فضلاً عن اهتمامهم بالتفاتهم إلى من حولهم يقتدون؛ فهؤلاء شأنهم أدهى وأمرّ.. وداؤهم عضال، وشرهم متعدّ موروث، وإلى الله المشتكى!
ولكن أرسله إلى رجال أخيار ونساء خيّرات في بيوت مباركة.. قد يلجؤون لرخصة "المعاريض" (وهي التورية في الكلام لإيهام السامع بمعنى غير مقصود لصرفه عن المقصود)؛ لما جاء في الآثار بسند صحيح، من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "أما في المعاريض ما يكفي المسلم عن الكذب"، وقول عمران بن حصين رضي الله عنه: "إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب" (رواهما البخاري في الأدب المفرد).
فكما أن في الأمر رخصة تقدر بقدرها.. فإن في البيوت صغاراً لا تنهض عقولهم بتمييز هذه الأساليب عن الكذب؛ فهلا انتبهنا إلى الجناية التي قد تقع عليهم جرّاء الغفلة والتهاون برصدهم لما يدور حولهم؟! فيأيها الأخيار.. رفقاً بعقول الصغار!!

بين كذبة وكذيبة..!
هدية من هَدْي من لا ينطق عن الهوى.. لمن يهوّنون الأمر، ويحسبونه هيناً:
عن عبد الله بن عامر رضي الله عنه قال: دعتني أمي يوماً ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في بيتنا قال ها تعال أعطك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما أردت أن تعطيه؟" قالت: أعطيه تمراً، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أما أنك لو لم تعطيه لكتبت عليك كذبة" (رواه أبو داود وحسنه الألباني).
ولأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: "من قال لصبي ها تعال أعطك ثم لم يعطه فهي كذبة". ولأحمد أيضاً عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه لا أشتهيه، أيعد ذلك كذباً ؟ قال: "نعم إن الكذب يكتب كذباً حتى تكتب الكذيبة كذيبة"!
فيا رعاة البيوت.. الله الله في نظر صغاركم إليكم.. فأقوالكم وأفعالكم تنقش في قلوبهم وعقولهم صور أخلاقهم.. فأي أخلاق لهم تريدون؟!

حروف الختام..
قبل تلقين خُلُق "الصدق" العظيم لأحبابنا الصغار.. وأنه "هدى وبر ومنجاة".. يلزمنا استشعار المسؤولية العظيمة عن تصديقه بالفعال والأحوال، والحذر مما يخالفه في عيونهم البريئة!

مقالات ذات صلة

أبي وأمي يكذبان؟! http://www.asyeh.com/writers.php?action=showpost&id=834


 

خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية