اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/kald/6-2.htm?print_it=1

خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

(قبسات.. للصالحين والصالحات2)
صدقة وصلة..!

خالد عبداللطيف

 
بين يدي السطور:
فرق بين الحقوق والواجبات.. وبين الفضائل والمكرمات..!!

طموح للفردوس يمنع الشح..!
جدل كبير يثور حول الزوجة العاملة، واستغلال الأزواج لهن، وكذلك شح الزوجة العاملة على بيتها بما آتاها الله من فضله؛ بدعوى ألا حق للبيت بشيء منه؛ فنفقات البيت مسؤولية الزوج... إلى آخر المنازعات في هذا الشأن بين الطرفين.
وصدق المولى جل وعلا: {وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ..} (النساء/128). فلا يدفع الطرفين إلى هذا النزاع إلا شح الأنفس الحاضر الملازم لها؛ فهو ينظر إلى مالها ويرى حقاً للبيت فيه مقابل سماحه لها بالعمل وترك بيتها وقت عملها، ويضن بماله أن تجتاحه النفقة ويبقى مالها كله لها وحدها!
وهي لا ترى له حقاً فيه، وترى إنفاقه في التوسعة على نفسها من ملابس ورفاهيات أو حتى الادخار.. أوْلى لها وأجدى!
ولن يمنع أحدهما من هذا الشح إلا طموح إلى الفردوس، وتحاكم إلى الشرع؛ والتجاء إلى مدرسة النبوة لفض النزاع، ونشر ظلال التقوى على البيت!

رسالة من زينب إلى نساء الأمة ..!
في الصحيحين والنسائي عن زينب امرأة ابن مسعود رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تصدقن يا معشر النساء ولو من حليك، وقالت: فرجعت إلى عبدالله فقلت: إنك رجل خفيف ذات اليد، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالصدقة, فأته فاسأله فإن كان ذلك يجزئ عني وإلا صرفتها إلى غيركم, قالت: فقال لي عبدالله: بل ائتيه أنت. قالت: فانطلقت فإذا امرأة من الأنصار بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجتي حاجتها, قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ألقيت عليه المهابة قالت: فخرج علينا بلال فقلت: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك هل تجزئ الصدقة عنهما على أزواجهما, وعلى أيتام في حجورهما؟ ولا تخبره من نحن. قالت: فدخل بلال على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من هما؟" قال: امرأة من الأنصار وزينب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أي الزيانب؟" قال: امرأة عبدالله. فقال صلى الله عليه وسلم: "لهما أجران: أجر القرابة, وأجر الصدقة".
وفي رواية في مسند البزار: فلما انصرف وجاء إلى منزله - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - جاءته زينب امرأة عبدالله فاستأذنت عليه, فأذن لها فقالت: يا نبي الله: إنك أمرتنا بالصدقة وعندي حلي لي فأردت أن أتصدق به, فزعم ابن مسعود أنه وولده أحق من تصدق به عليهم, فقال عليه الصلاة والسلام: "صدق ابن مسعود، زوجك وولدك أحق من تصدقت به عليهم".

وهمسة في أذن الرجال..!
وإذا كانت زينب رضي الله عنها قدمت درسها لنساء الأمة؛ برغبتها فيما عند الله، وإيثارها رضاه على ما تحبه النفس وتهواه؛ فإن رسالة أخرى للرجال تحقق التوازن والاعتدال؛ فليس المرأة وحدها المطالبة بمجاهدة شح نفسها؛ بل على الرجل الكريم أن يتعفف ما استطاع عن مال امرأته؛ فهذا شأن النبلاء الفضلاء في كل زمان ومكان.
وإن المرأة لتجود لرجلها الفاضل النبيل المتعفف بالعون والسند دون طلب.. كما تبخل أخرى على الطامع الجشع ولو صرح بالطلب!
وما أجمل أن يسود بين الزوجين التواصي بالتعاون الكريم، في أجواء من الرضا والتفاهم وطيب النفس، على بصيرة من الشرع المطهر، ودراية بالفرق بين الحقوق والواجبات وبين الفضائل والمكرمات!

حروف الختام..
وتبقى مدرسة النبوة نبراساً لمن آثر الباقية على الفانية:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة" (رواه النسائي والترمذي وصححه الألباني).

 

خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية