صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

بيت سعيد.. وآخر في الجنة!

خالد عبداللطيف

 
"لن نبني بيتا في الدنيا قبل أن نبني بيتا في الجنة"...
قالها وهو يرشّد حلمها الجميل في بناء بيت مستقل لهم يعيشان فيه مع صغارهما.. واستقبلتها بكل مشاعرها مع أذنيها.. ثم تعاهدا على تخصيص جزء من دخلهما في بناء بيت من بيوت الله يعبد فيه ويذكر فيه اسمه سبحانه.. قبل الشروع في الادخار لبناء بيت الدنيا!
هذا طرف من قصة بيت تظلله السعادة الحقيقية.. التي تجمع بين مرضاة الله وبين الحب والوفاق.. ما زلت أذكرها وأستشهد بها كثيرا وأبث بها في قلوب من أحادثهم أهمية بناء البيوت على قوة الصلة بالله تعالى وانعقاد قلبي الزوجين على تقديم مرضاته عز وجل على كل أهواء النفس.. وأن هذا هو السبيل إلى الوفاق ونشر السعادة والبركة في البيوت.
أرسلت هذه الزوجة قصتها إلى بريد قراء إحدى المجلات المعروفة.. وكان مما ذكرته أيضا أنها عندما كثر أطفالها ـ وكانت تعمل معلمة ـ تناقشت وزوجها في التعارض بين عملها ورعاية بيتها وصغارها.. مع شغفها برسالتها الكريمة في حقل التعليم وما فيه من رسالة ملكت عليها مشاعرها.. وطالبات مباركات قطعت معهن أشواطا من الغرس والتربية والدعوة..
فكان جوابه الحكيم: "تركك للعمل الآن ـ مع زيادة أعبائك تجاه بيتك وصغارك ـ هو أفضل رسالة دعوية لطالباتك تختمين بها مسيرتك معهن"!
ومن هذه القصة نستلهم فوائد يحتاج إليها كل بيت ينشد السعادة الحقيقية:
فنأخذ منها الفقه الصحيح لترتيب الأولويات في البيوت؛ فمن جهة: قدم الزوجان مرضاة الله والتقرب إليه على تعجيل مصلحة دنيوية، وفي هذا من البركة ما يفوق تعجيل هذه المصلحة. ولا يعني ذلك أن السعي في مصالح الدنيا مذموم، ولكن من آثر مرضاة الله محتسبا؛ ستأتيه الدنيا راغمة!
ومن جهة أخرى: قدم الزوجان بحكمة وتعقل مصلحة الأولاد ومسؤوليتها التي لن تتم إلا من الأم.. على مصلحة العمل التي أصبحت تتعارض مع القيام التام بمسؤولية الأولاد. وهذا أيضا لا يعني انتقادا مطلقا لعمل المرأة في ميدان يناسبها.. ويُنتفع بها فيه، ولكن المسألة هنا مسألة ترتيب أولويات متعارضة!
وأخيرا.. أن الحكمة والحب والتفاهم في التعامل بين الزوجين تحقق من المقاصد النبيلة ما لا تحققه الشدة والغلظة والتعنت، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: "يا ‏ ‏عائشة ‏‏إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه" (رواه مسلم).
وإن ائتلاف قلبي الزوجين من بداية علاقتهما على مرضاة الله لهو التأسيس المتين للبيت على أعظم أساس "التقوى": {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ..}!
وإن بيوتا تبنى على مثل ذلك لبيوت جديرة بالسعادة في الدارين بإذن الله وفضله ورحمته!

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية