صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







خطيبتي والإنترنت.. همُّ جديد (متابعة)!

أجاب عنها : خالد عبداللطيف التاريخ 10/9/1430 هـ


 السؤال:
كنت راسلتكم سابقا على موقع المسلم المبارك حول قضيتي التي عنوتم لها "خطيبتي والانترنت"، ويعلم الله أنها نزلت على قلبي فسكنت ألمه وضمدت جرحه بفضل الله...
لكن أن يبدو أن دماء الغيرة الراكدة حركتني وزادت، فبمجرد أن سمعت أنه صار للخطيبة بريد إلكتروني حتى أصبت بألم شديد وحزن بالغ... ودعوت الله السلامة.. لكني خشيت على نفسي من هذا... فما الحل؟
وأحيطكم علما أني لما أقارن الخير الذي في الخطيبة وتدينها بل وثباتها... فلما أعلمتها في الخطوبة أنه لا مكالمات هاتفية ولا مراسلات؛ رضيت واستسلمت لأمر الله، وهذا زادني تمسكا بها، بل ما ينقله الناس عنها من صلاحها جعلني أرتاح لها، لكن بمجرد تذكر أمر الإنترنت إلا وتتحرك نيران هائجة.. ولعل شكوكي تتمثل في الآتي:
* خوفي من منتديات الرجال ولو كانت إسلامية، فقد تدخلها هي بنية سليمة وفطرة وبراءة، خصوصا أن عمرها 19سنة فقط.
* أقول في نفسي بما أنها تعرف التعامل مع النت، فحتى النساء هناك من قد يجرنها إلى الانحرافات... خيالات وآلام.. لا أدري لم؟ ولا كيفية الخروج منها؟
فما الدواء.. خصوصا أن الدعوة إلى الله همي، وتأسيس صرح أسرة إسلامية هدفي... وهي ذات دين وخلق عاليين.. بل كل ما أمرتها به - طبعا مع أختي أو خالتها ووالدها أحيانا- من خير، سواء من قيام الليل أو حفظ لكتاب الله؛ سارعت للامتثال....أنتظر منكم الدعاء، ومعه الدواء ولو كان مرا.. وأرجو شرحا وافيا لقضيتي فيعلم الله ثقتي فيكم وحبي لكم وإن كنت لم أركم.


الجواب:

الأخ الفاضل بارك الله فيه ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا على هذا التواصل المبارك بإذن الله، فقد أكبرت فيك هذه الشفافية والمراجعة والتواصل، وأدعوك وأمثالك من الشباب إلى مثل هذه المصارحة والمراجعة فيما يشغلهم من قضايا ومشكلات؛ ففي ذلك خير كثير بإذن العليم الخبير.
مازلت - أخي - تشتكي ملاحقة الوساوس لك بشأن تعامل خطيبتك مع الإنترنت، وقلقك البالغ من أخطاره وأضراره. وتضيف هذه المرة حزنك الشديد بعد علمك بأنه صار للخطيبة بريد إلكتروني؛ وخوفك من منتديات الرجال ولو كانت إسلامية، بل وخوفك حتى من منتديات النساء لاحتمال أن هناك من قد يتخذنها ستارا إلى الانحرافات.
وأقول لك: بداية أيها المبارك بإذن ربك.. لابد أن أحيلك مرة أخرى على الرد السابق المعنون (خطيبتي والإنترنت) فإن ما ذكرته هذه المرة إنما هي أمثلة من الباب نفسه، فأتمنى عليك أن تعيد قراءتها وتتأملها ملياً مرة أخرى.. ثم أضف إليها الوصايا الآتية:
* إن الأمر الذي أهمك يا أخي – وأهم كثيرين - ليس مرده فحسب إلى هذه الشاشات العنكبوتية (الإنترنت) التي غزتنا جميعا في عقر دورنا، بل حتى لو قدر الله اختفاءها وزوالها ستبقى للوساوس مراتع أخرى طالما بقي الشيطان وأعوانه وراياته.. إلى يوم الدين.
وتصور معي لو أن أولياء النساء قاطبة، من آباء وإخوان وأزواج، استسلمن لهذه الهواجس والوساوس وعشن بها ومعها.. ماذا يكون الحال؟
ثم تصور نفسك أنت محلا لهذه الوساوس بأن يخطر ببال خطيبتك أنه من يُدريها: لعله يراسل.. أو يقع في الحبائل؟!
وهكذا تتحول الحياة إلى هم وغم متواصلين جراء الإنصات إلى وساوس دون ريبة ظاهرة!
ألا ترى في محنة الطاهرة الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.. كيف واجه خير البشر ومعلم الأمة صلى الله عليه وسلم ما نزل بساحتها من إفك وبهتان رغم الإرجاف الشنيع وسريانه بين الناس؟!
وهلا أنصتت إلى قوله بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم في الغيرة وضوابطها:
"من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يكره الله، فأما ما يحب فالغيرة في الريبة، وأما ما يكره فالغيرة في غير ريبة" (رواه ابن ماجه عن أبي هريرة، وصححه الألباني).
فليسعك أخي ما وسع معلم الأمة وهاديها إلى سبل السلام صلى الله عليه وسلم.
فكيف وما تشتكيه محض وساوس تتلجلج في الصدر، وليس ثـَمَّ ريبة ظاهرة؟!
بل خلاف ذلك؛ من خير كثير ذكرت منه بين ثنايا سطورك:
تدينها وثباتها، وما ينقله الناس عنها من صلاحها، وأنك لما أعلمتها في الخطوبة أنه لا مكالمات هاتفية ولا مراسلات؛ رضيت واستسلمت...
أخي الكريم..
أراك كما ذكرت في رسالتك تحمل هم أمتك، وتشارك في مجالات الخير والدعوة، كما أن مجال دراستك يرشحك لمجالات التأثير والنفع بإذن الله تعالى، فهنيئاً لك هذا التوجه الطيب، وهنيئاً للأمة بأمثالك!
لكني اربأ بمثلك والحال كذلك أن أراك تشغل كثيراً من أوقاتك – كما يبدو من شكواك – بهذه الوساوس، فكم في هذا الشغل من تضييع لأوقات تحتاج إليها الأمة من أمثالك؟!
مع أني لا أتجاهل – رغم هذه الوصايا - أهمية المتابعة الواعية من خلال أخيها لمسار اهتماماتها على النت، ولكن بأساليب حكيمة، دون اتهام أو تجسس، بل حوارات مفعمة بالود والاحترام، ومن ثم توجيهها وإرشادها بالحسنى لما ينفعها. وهو ما سبق أن ذكرته في الرد السابق؛ ولهذا فإني أعيد تأكيدي عليك – بارك الله فيك - بقراءته؛ فإن ما ذكرته لك هنا من مزيد وصايا – بعد مصارحتك بمستجدات الأمر لديك – إنما يفهم في سياق ما سبق، فهو مكمل له وليس مغنياً عنه.
أسأل الله تعالى أن يشرح صدرك وييسر أمرك، وأن يوفقك إلى ما يرضيه في كل أمر أهمك، وأن يقر عينك ببيت مسلم مبارك.


نشر في موقع المسلم


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية