صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







خطيبي لا يملك نفسه مع الأخريات!

أجاب عنها : خالد عبداللطيف التاريخ 8/2/1431 هـ


 السؤال:
أنا مخطوبة لشاب يعمل بالخارج ويقوم بعلاقات مع بنات، ثم يأتي ويحكي لي ويندم ويقرر أنه لن يعود، ثم يعود مره ثانية، وأنا خائفة أن تستمر هذه العلاقات حتي بعد الزواج، وهو أيضا يريد أن يقطع هذه العلاقة، ولكنه يقول أنه يضعف، وهو يحبني، ولا يريد أن يقيم هذه العلاقات لأنه يعرف أنها حرام. مع العلم بأن الزواج لن يحدث قبل سنة. ماذا نفعل؟ وهل هو يحتاج لعلاج نفسي؟

الجواب:

أختي الكريمة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنت في حيرة – أخيتي - سببها أن الشاب المتقدم لخطبتك يقيم علاقات غير شرعية مع فتيات، وقد ثبت ذلك باعترافه بنفسه، مع إظهاره الندم ومعرفته بتحريم هذه العلاقات، لكنه يعود مرّات وكرّات، ويعلل ذلك بضعفه، ويعاود سرد قصصه، مع إبداء الندم، وتقريره عدم العود إلى ذلك.
لكنك خائفة أن تستمر هذه العلاقات حتى بعد الزواج!
أما حالك معه الآن فلم يتجاوز مرحلة الخطبة، ولا زواج قبل سنة، وهو يؤكد حبه لك.
وتتساءلين: هل هو يحتاج لعلاج نفسي؟
وأقول لك أختي الفاضلة:
إذا وصلتك هذه الإجابة - بإذن الله تعالى - فليكن أول ما تبادرين به هو:
الحذر التام من أية محاولة لهذا الخاطب الاختلاء بك، أو تجاوز ما يسمح به الشرع بين الخاطب والمخطوبة؛ فلا مهاتفات مطولة، ولا محادثات منفردة، ولا استرسال مع كلام معسول.
وأزيدك فوق ذلك أمرا مهما يكمّل ما سبق:
ارفضي رفضا تاما أن يقص عليك شيئا من غرامياته تلك مجددا، مهما حاول أن يبرّرها بالضعف، ويجمّلها بالندم، وزعم عدم العودة إليها. وأخبريه أن توقفه عنها تماما شرط لقبولك الزواج.
وحيث يُفهم من كونه يعمل بالخارج أن أغلب حديثه معك يتم عبر الهاتف؛ فإني أؤكد عليك تضييق نطاق هذه الاتصالات، فتكون للضرورة وعلى فترات متباعدة في حضور أهلك. وأعلميه بذلك، ولا تقبلي محادثته على انفراد مطلقا.
فهذا أول ما أوصيك به أختي الكريمة قبل أن ننتقل إلى تحليل سلوك هذا الشاب؛ للتحقق من صلاحية هذا الخاطب كزوج يرعى بيتا!
فالذي يظهر أن هذا الشاب هو أحد الشباب الذين تركوا العنان لأنفسهم مع نزواتها بلا زمام ولا خطام، أو أنه أدمن على هذه العلاقات. وأخشى أن يكون ارتباطه بك وسيلة لمزيد لهو ولعب يضيفه لسجلاته، لكنه لم يتمكن من ولوجه من باب غير شرعي؛ فسلك مسلك الخطبة، ثم شرع في قص غرامياته ليتدرج من خلالها إلى مداعبة عواطفك، وجرّك إلى ما لا تحمد عقباه. سلّمك الله وحماك من كل سوء.
والاحتمال الآخر: أنه صادق الرغبة في الارتباط بك، وتصحيح أوضاعه، وإقامة بيت، لكنه يبقى ضعيفا أمام نزواته لا يملك منها فكاكا، وهذه تبقى نقطة سوداء تلطخ صفحة صدقه، وتهدد بيت المستقبل تهديدا بالغا!
فأسأل الله تعالى أن ينير بصيرتك، وأن يلهمك الرشد والسداد، في أمر هذه الخطبة.
وفي كل الأحوال - أختي الكريمة – فأنت تحتاجين – بعد عون الله وتوفيقه والإكثار من دعائه – إلى الآتي:
* الإفضاء إلى أغلى الناس لديك وأكثرهم حرصا على مستقبلك: أمك الكريمة، فسوف تجدين عندها - بإذن الله – من الحنان والنصح، النابعين من وعي ونضج، ما يعينك بإذن الله على وضوح الرؤية لهذا الخاطب.
* الاستعانة – بعد الله تعالى – بالوالد، أو أخ لك، أو قريب من محارمك، ذي عقل ودين، ليسأل بدقة وحكمة عن حال هذا الشاب، في أماكن إقامته، وعمله، وغير ذلك مما يدل عليه، ويفيد عنه.
وذلك للتثبت من الآتي:
هل هذا الشاب (وإن كان يعاني ضعفا في هذا الشأن الذي قصه عليك) مستقيم السيرة في سائر أموره؟
هل يشهد له بالخير من يحيطون به؟ وهل يحافظ على صلاته وبر والديه وحسن الجوار؟
وهل هو بعيد عن مجالس الانحراف واللهو غير البريء التي تستهوي الشباب؟
وهل كان قبل سفره للخارج ناجحا في عمله، جادا فيه مجتهدا؟!
مع العلم بأن كل هذه الأمور وأمثالها هي من الأمور الأساسية التي ينبغي معرفتها في الخاطب؛ للتثبت من حاله وقدرته على إقامة بيت وأسرة.
كما أن توفرها فيه قد يشفع لإحسان الظن برغبته في الزواج ونبذ هذه العلاقات.
فإذا تم الاستفسار بوضوح عن هذه الأمور الأساسية، في الوقت نفسه الذي تغلقين بأدب وحكمة باب الحكايات والروايات مع هذا الخاطب، وتفتحين في المقابل باب التشاور والتحاور مع أمك الكريمة؛ فهذه خطة نجاح بإذن الله تعالى لوضوح الرؤية والتثبت المبدئي من صلاحيته لمشاركتك بيت المستقبل من عدمه. وذلك مع الاستخارة، وكثرة الدعاء؛ فلن يضيّعك مولاك.
فاستعيني بالله عز وجل؛ والجئي إليه جل وعلا أن يوفقك وينير دربك.
ويسرنا في موقع المسلم متابعة الموضوع معك بعد ما قد يستجد ويتبين وفق ما أوصيناك به.
حفظك الله وأصلح بالك، وبلغك في رضاه آمالك.


نشر في موقع المسلم


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية