اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/khabab/81.htm?print_it=1

حوار موقع رسالتي
مع الداعية الفلسطيني الشيخ خبَّاب مروان الحمد

خبَّاب بن مروان الحمد


من أرض الرباط، أرض البطولة ومهد الرسالات، يسر موقع رسالتي أن يستضيف فضيلة الشيخ "خباب مروان الحمد"

في حوار نرجو أن يجلب الفائدة والخير لقرائنا الكرام وللأمة جمعاء...

س1) موقع رسالتي: بداية لنتعرف على شيء من سيرتكم الذاتية: من هو الشيخ خباب؟ مولده، دراسته، أهم وأبرز الأحداث التي واجهها في حياته؟

ج1)
الأستاذ خباب:

الحمد لله رب العالمين، يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على سيدنا رسول الله ما من خير إلاَّ ودل الأمَّة عليه وما من شر إلاَّ وحذرها منه، فعليه أفضل سلام، ولمقامه وشريعته نقول أحلى وأزكى كلام...

فالله أكبر إن دين محمد *** وكتابه أقوى وأقوم قيلا
طلعت به شمس الهداية للورى *** وأبى لها وصف الكمال أفولا
والحق أبلج في شريعته التي*** جمعت فروعاً للهدى وأصولا
لا تُذكر الكتب السوالف عنده *** طلع النهار فأطفئ القنديلا

في بداية هذا اللقاء الذي شرفتموني به، أقدم شكري وثنائي لكم، وجميع الإخوة العاملين في موقع (رسالتي).
أمَّا عن أخيكم خباب فأنا من قرية بروقين إحدى القرى القريبة من مدينة نابلس، وقد ولدت ونشأت في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، يوم 19/2/1403هـ/ الموافق 1/12/1982م، في بيت متدين محافظ، فأبواي(حفظهما الله) كانا ولا زالا يرشدونني أنا وإخوتي إلى ضرورة التخلق بالأخلاق الحسنة، ومواصلة طلب العلم الشرعي، والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، والاهتمام بشؤون المسلمين.
وإشارة إلى ذلك فسأذكر موقفاً جرى بيني وبين والدتي حفظها الله، حيث أتذكر أنَّه قبل عشر سنوات كانت لي زيارة لمعرض الكتاب الدولي بالرياض في المملكة العربية السعوديَّة، فرأتني وقد حملت (وقر بعير) من الكتب حيث اشتريت أكثر من مائة مجلد، فقالت لي: يا بني : ما هذا أتريد أن تقرأ هذه الكتب كلَّها في يوم واحد؟
فقلت لها : يا أمَّاه إنَّ هذه الكتب قوتي وغذائي، ولولاها لما تعلمت ولما واصلت درب التعلم الذاتي الذي يفيدني في عبادة ربِّي، ويكون عوناً لي في مجال الدعوة والإرشاد والتوجيه، فالدعوة والعلم متلازمان.
فأجابتني بكلمة جميلة قائلة لي: يا خباب في سبيل الدعوة والعلم يهون المال!!
وقد وقعت هذه الكلمة في روعي، وقمت حينها ودوَّنت هذه الكلمة أمام والدتي، وكلَّما أعدت قراءة هذه الكلمة أثناء مطالعتي لدفاتر فوائدي،تزيدني هذه الكلمة جرعة وحيويَّة ونشاطاً في العمل لهذا الدين.
فالقصد أنَّي نشأت في بيت يأنس بالدين ويتدثَّر بالمحافظة على شعائره، وكان والدي حريص عليَّ في تربيتي بل كانا حازماً علينا في التربية لأجل مصلحتنا، ومن فضل الله تعالى وتوفيقه أنَّني أتممت حفظ كتاب الله ولم أتجاوز الثانية عشر من عمري، وكنت أحياناً أتكاسل عن أداء حفظ كتاب الله، بسبب ميعة الصبا، ومشاهدة الغلمان وهم يعبثون ويلهون فأنشغل باللعب منهم، فكنت أحياناً لا أحفظ وردي من كتاب الله تعالى وقت العصر وكان والدي هو معلمي وهو أستاذي بل هو الذي أتممت على يديه حفظ كتاب الله، وحينما يرى والدي تكاسلي وعدم حفظي لوردي اليومي لكتاب الله، يقول لي: لن تخرج من المسجد إلاَّ وقد أتممت حفظ ما هو واجب عليك حفظه ، ولا أكتمكم سراً أنني كنت أتثاقل ذلك أحيانا ولكن حينما أرى الجديَّة من والدي، فلم يكن لي من بدٍّ إلاَّ مواصلة الحفظ والانتهاء منه وتسميعه عليه، وبعد ذلك يقول لي والدي افعل ما بدا لك بأي عمل ترفيهي جائز.
أحببت أن أضع هذين النموذجين فعلاً لأنقل تجربة عشتها مع والدين عزيزين كريمين ـ أسأل الله تعالى أن يحفظهما بحفظه ويسبغ عليهما من وافر جوده ـ ولكي يرى الآباء والأمهات عملية الملازمة التربوية الضرورية من قبلهما لأولادهم لكي يكونوا بإذن الله تبارك وتعالى قرَّة عين لهم، أسأله الله تعالى أن أكون كذلك وأن يثبتني على دينه حتَّى ألقاه ... آمين.
وأمَّا عن دراساتي فقد أكملت دراسة الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة العلوم والتكنولوجيا اليمنيَّة، ولازمت عدداً من أهل العلم والفكر والفضل وطلبت العلم على أياديهم، ومن حسن حظي مع كثير منهم أنني كنت أعتبرهم معلمين ومربين، فكنت أصاحبهم في سفراتهم وأجالسهم وأقتبس من علمهم، وأرتشف من معين حكمهم، وجمال أدبهم، وسمو خلقهم.
وهم كثيرون رحم الله من مات وحفظ من بقي، وقد ذكرت اسم كثير منهم في بعض اللقاءات السابقة مع بعض المجلات أو المواقع فمن شاء أن يرجع إليها فليفعل.
أعيش الآن بفلسطين في مدينة نابلس، وأسأل الله تعالى أن يكتب لي أجر الرباط على هذه الأرض المباركة.
وعن أبرز الأحداث التي واجهتها في حياتي، فلا أتذكر في هذا المقام إلاًَّ موقفاًَ طالما ظلَّ ماثلاً أمام عيني ، ومتبادراً لذاكرتي ، حيث أنَّ الله تعالى أنجاني من حادث سير كاد أن يودي بحياتي، ولكنَّ الله سلَّم، وكانت الحادثة وقت صلاة العصر، فما لبثت قليلاً أن خرجت من بيتي قاصداً الذهاب إلى العمل في عام 1427هـ، وكانت سيارتي صغيرة الحجم وهي من نوع ياباني يقال لها :(كورلا) وأثناء سيري بها في الطريق، جاءت شاحنة كبيرة وهي عن يساري وأرادت اعتراض الطريق لكي تجتازني عن اليمين، ويبدو أنَّ قائدها (عفا الله عني وعنه) كان غافلاً أو مرهقاً، فلم يشعر بحجم السيارة الصغيرة على جانبه الأيمن التي كنت أستقلها، أو أنَّه كان يريد أن يمشي فوق سيارتي التي كانت كحجم العصفور بجانب الدب!!
المهم قدَّر الله تعالى أن تصطدم الشاحنة بسيارتي فحاولت تنبيه صاحب الشاحنة بأن ينعطف شمالاً لأنَّ سيارتي أصبحت في مرمى العجلات الكبيرة لشاحنته، ولكن الرجل لم ينتبه ويبدو أنَّه كان يعيش في وادٍ وأنا المسكين أعيش في واد آخر، فحاولت إدارة مقود السيارة لليمين لكي أنجو من تلك الشاحنة، فاصطدمت سيارتي بسيارة عن جهة اليمين كانت مسرعة، حتَّى فقدت السيطرة بالتحكم في سيارتي، إذ قد دارت سيارتي في الشارع وقد كان واسعاً ثمَّ شعرت بها وهي تنقلب بي لمرتين،وفي المرة الثالثة كانت هنالك سيارة أخرى قادمة فأثناء دوران سيارتي قامت بالاصطدام بتلك السيارة حتَّى توقفت سيارتي قبالها!
كل هذا الحديث الذي حدَّثتكم به كان يقع في ثواني متعددة، وأتذكر جيداً ما الذي دار فيها، حتَّى أني حين كنت بالسيارة أستذكر وجه الوالدين وزوجتي وأولادي،وكأني أقول لهم وداعا وداعاً يا أحبابي،وكنت أتهيَّأ لترداد الشهادتين مع نوع من الانفعال الذي لازمني، وفي الحقيقة حينما وقفت سيارتي ورست أمام تلك السيارة التي اصطدمت بها كذلك،ووجدت نفسي بصحَّة وعافية،فلم أشعر بنفسي أن قمت من داخل السيارة وانطرحت في الشارع ساجداً لله تعالى شكراً له عزَّ وجل أن أنجاني من هذا الموت الزؤام، وكتب لي حياة جديدة ، فله سبحانه الفضل والإحسان.

س2) موقع رسالتي: من منطلق عملكم الدعوي: ما هي الوسائل التي تستخدمونها في الدعوة إلى الله؟ وأيها ترونه أشد تأثيراً؟

ج2)
الأستاذ خباب:

الداعية إلى الله تعالى لابدَّ أن يكون صاحب فن وذوق قبل أن يكون داعية ، بمعنى أنَّه يتفنَّن بتقريب الناس من الدين ودعوتهم إليه، وله ذوق يمارس من خلاله أدبيات الدعوة والمنهج العملي الذي يمارسه ويقوم به، فهو رجل متجدد نشيط صاحب همَّة وعزمة وإرادة وتصميم.
والداعية إلى الله كذلك صاحب حنو ورفق وحلم وأناة بالمدعووين، ولهذا فإنَّ الأسلوب الحكيم من الداعية هو الذي سيغرس في قلوب المدعووين فوائد عظيمة ومنها: إشعارهم أنَّه لا يريد إلاَّ الخير؛ فهو لمعرفته للحق ، يرحم الخلق، ويهديهم سواء السبيل، ولهذا نجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاطب الصحابة وعموم من يستمعون لدعوته بقوله لهم:(إنَّما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلِّمكم) أخرجه أحمد في المسند وأبو داود عن أبي هريرة وصححه الألباني، مع أنَّه عليه الصلاة والسلام قد يكون أصغر سنَّاً من بعض الصحابة، ومع هذا يشعرهم بحنانه وعطفه عليهم، ويشبِّه ذلك صلى الله عليه وسلم بأنَّه كالوالد لهم يعلمهم أمور دينهم، ومن طبيعة الوالد اهتمامه بأولاده ورفقه بهم.
ولهذا فإنَّ الداعية الناجح بعد القيام بدعوته على أسس ثلاث وهي: العلم والحلم والرفق، فإنَّه يمارس جميع فنون الدعوة المشروعة، فيقوم بتثقيف نفسه أولاً، ثمَّ يعطي للآخرين ما تلقاه أو استوحاه من فوائد قرأها أو حصَّلها، فهو يكتب وينشر، ويبحث ويحاضر، ويعلِّم ويتعلَّم، وهو يتعاون مع جميع وسائل الإعلام من جرائد ومجلات وصحف، ومواقع انترنت ومنتديات، ويتواصل مع الإذاعات والراديوهات التي ينشر عبرها الفضيلة، ويخرج على التلفاز (الرائي) ويحاور ويقدم بعض البرامج النافعة ويدعو إلى الله عموماً على بصيرة.
إنَّه بالمختصر المفيد رجل حمل على عاتقه الدعوة إلى الله فأحبَّها وصارت دماً يجري ويسري في عروقه، ففي أي مكان حلَّ يكون قد بذل جهده وأدَّى رسالته.
وإنَّ من أشدِّ الوسائل تأثيراً فيما يبدو لي:
1) الدعوة غير المباشرة، وذلك بأن يدعو الداعية إلى الله بخلقه الحسن وفعله الذي يحبب الناس فيه، وطريقة معالجته للأمور، وهي حقيقة شخصية الداعية الميداني:(بمعنى : أن يقوم الداعية إلى الله بعمل أمر معيَّن يقتدي به الناس من خلفه حينما يرونه يقوم يفعل هذا الأمر).
2) الانخراط في وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة، ومحاولة بث شيء من العلم والمعرفة التي آتانا الله إياها، مع معالجة المشكلات الواقعة في المجتمع الإسلامي الذي يعاش.
3) كتابة الكتب والمطويات ونشرها بين عموم الناس وإفادتهم بها في أمور دينهم، لعلَّها تصل للقريب والبعيد، وتؤثر عليهم لكي يعبدوا الله على بصيرة.
4) استغلال المسجد من خلال إلقاء بعض الدروس العامة والمحاضرات التوجيهيَّة في المساجد والملتقيات العامة، فالمسجد مفخرة من مفاخر الإسلام، وكل أمم الشرق والغرب تعلم يقيناً أنَّه ما من شخص كان له دور في نصرة الإسلام؛ إلاَّ كان بينه وبين ذلك المسجد رابطة عظيمة وأواصر علاقة كبيرة، لهذا كان المسجد مصنع الأجيال، ومنه يخرج الأبطال.
5) جلسات النقاش الفكري، والحوار المعرفي، والمطارحة الثقافية، مع الشباب المسلم حيث نستجلب من خلالها الأفكار المبيَّتة في العقول والأدمغة، ونحاول أن نستفيد من الأفكار الحيَّة الإثرائيَّة، ونتجنَّب رديئها.
6) تربية شباب يكون لهم دور بإذن الله في المستقبل القريب من خلال عملهم وتوجيههم ونشاطهم العلمي والدعوي، حيث أخصِّص دروسا لطلبة العلم، أقوم على تأصيلهم والاعتناء بهم في طريقة التلقي، وقد شرحت فيها شيئا من كتب العلم ومنها: لمعة الاعتقاد لابن قدامة المقدسي، والعقيدة الطحاوية لأبي جعفر الطحاوي، وتجريد التوحيد المفيد للمقريزي، والمحرَّر لابن عبد الهادي، وعمدة الأحكام لعبد الغني المقدسي، ومقدمة التفسير لابن تيمية، وقواعد الأصول ومعاقد الفصول لعبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي،وشرح القواعد الفقهيَّة للسعدي، وبعض سور الكتاب العزيز ومنها: شرح سورة الكهف في 9 مجالس، وشرح سورة النور في 8 مجالس، وشرح سورة الحجرات في 3 مجالس، وشرح سورة يوسف في 8 مجالس، وغيرها من الدروس والمحاضرات ولله الحمد والمنَّة.

س3) موقع رسالتي:من منطلق رؤيتكم للواقع الفلسطيني فكيف ترون السبيل الأنجع للتأثير على الناس وصناعة العنصر الفاعل المؤثر في الشارع الفلسطيني؟

ج3)
الأستاذ خباب:

القضية الفلسطينية بحاجة لأن تبذل لها عدة جوانب قلَّ من يتحدث عنها، في ظل الصراع مع العدو المحتل، وحالات الاختلاف والشقاق الجارية بين بعض مكوِّنات الشعب الفلسطيني من فصائل وتنظيمات، وهذه الجوانب أرى أنَّ فلسطين بحاجة ماسَّة لها في المرحلة الراهنة وهي :
1) تربية الشباب المسلم على التأصيل الشرعي في فقه العقيدة ، والاندماج فيها، ومعاملة الناس من خلالها،فإنَّ رساخة هذه العقيدة الصلبة والمتينة في قلوب المسلمين أعظم رادع وزاجر ومروِّع للعدو الصهيوني، ولهذا فإنَّنا نلحظ تخوفهم فعلاً من عودة عقيدة الإسلام بشمولها وكمالها وثباتها لقلوب المسلمين، وهم لا يخشون إلاَّ من الرجل العقائدي المتمسِّك بدينه، واسمحوا لي أن أطلعكم على ما نشرته صحيفة إسرائيلية مقالاً جاء فيه: ( إن على وسائل إعلامنا أن لا تنسى حقيقة هامة هي جزء من استراتيجية إسرائيل في حربها مع العرب،هذه الحقيقة هي: أننا قد نجحنا بجهودنا وجهود أصدقائنا في إبعاد الإسلام عن معركتنا مع العرب طوال ثلاثين عاماً، ويجب أن يبقى الإسلام بعيداً عن المعركة إلى الأبد؛ ولهذا يجب ألا نغفل لحظة واحدة عن تنفيذ خطتنا تلك في استمرار منع استيقاظ الروح الدينية بأي شكل وبأي أسلوب، ولو اقتضى الأمر الاستعانة بأصدقائنا لاستعمال العنف لإخماد أي بادرة ليقظة الروح الإسلامية في المنطقة المحيطة بنا).
2) تزكية القلوب ببلسم الإيمان، ونور القرآن، ومصابيح الهداية؛ فإنَّ الشعب الذي يرزح تحت نير الاحتلال، هو بأشدِّ الحاجة لتثبيت قلبه بالقرآن والإيمان، ولقد قال جرير البجلي أحد الصحابة الكرام:(تعلمنا الإيمان ثمَّ تعلَّمنا القرآن فازددنا به إيمانا).
3) إعادة الصياغة التربوية ومحاولة بلورة طرق جديدة في التأثير على الشارع الفلسطيني وخصوصاً من الشباب والفتيات وذلك لأننا نلحظ فعلياً عمليَّة موجَّهة لصناعة :(ظاهرة الفلسطيني الجديد)؛ فنحن نلحظ في الآونة الأخيرة و بالأخص ما بعد الانتفاضة الثانية، محاولة خطيرة لدعوة الشباب والفتيات في فلسطين لتطبيع العقول والتعايش مع المحتل الصهيوني، وتفخيخ هذه العقول فكرياً من خلال أفكار وتصرفات بعيدة عن مقاصد الشريعة؛ لكي يكون قصارى جهد الشباب والفتيات هو المظهر الحسن، والأزياء، ومتابعة الموضة، وآخر الصرعات والتقليعات الغربية، والسفر (لشمَّة الهواء)، ونسيان تاريخ هذه القضية، والعمل على قاعدة : (ما إلي في غيري، وشو دخلني باللي بصير، وفخار يكسر بعضه، والحيط بالحيط ويارب الستيرة، وحط راسك بين الرووس وقول يا قطاع الروس) وغيرها من الأمثلة التي بدأت بالفعل تشيع على ألسنة الشباب والفتيات، بل نجد أناساً تركوا الصلاة في المساجد حتَّى لا يتعرضوا لأسئلة وتحقيق من هنا وهنالك، والتهوا ببعض الجوانب المعيشية والتي لابدَّ تؤثر في الواقع مما يؤدي إلى حالة من الانهزامية الداخلية، وهو ما يريده العدو المحتل لكي يزرع في قلوب المسلمين في فلسطين العمل على الأنانيَّة وحب الذات والأثرة وكراهية الموت، وحق لنا أن نقول حينها كما قال الشاعر المسلم حينما رأى الواقع في بلاد الأندلس وانصياع الناس للترف، واستهانتهم بوجود الاحتلال وحالة الضعف التي تعتريهم فصاح المظفر الأبيوردي قائلاً:

أَرى أُمَّتي لا يُشرِعونَ إِلى العِدا * رِماحَهُمُ وَالدِّينُ واهي الدَّعائِمِ
أَتَهويمَةً في ظِلِّ أَمنٍ وَغِبطَةٍ * وَعَيشٍ كَنُّوارِ الخَميلَةِ ناعِمِ؟!

وإنَّ من الحنكة أن نعرف ذكاء العدو المحتل لأراضينا، وأنَّه لا يمانع من أن يبقى الناس أحياء يأكلون ويصلون ويفعلون ما يشاؤون مادام أنَّه يعيش في أراضي المسلمين دون معارضة لوجوده، ونحن نتذكر جيداً عندما دخل الإنجليز العراق في عشرينيات القرن الماضي، أحب المندوب السامي البريطاني أن يقوم بجولة في بغداد، ثم وهو يمشي مع حاشيته إذا به، يسمع رجلاً يقف على مئذنة مسجد ويصيح، فظن أنها ثورة أو شيئاً من هذا القبيل، فقيل له: إنه يدعو إلى الصلاة وحسب، فقال: ليدع إذن كما يشاء!!
3) توجيه القلوب والجوارح نحو الولاء لهذا الدين، وأن يكون ولاء المسلم لعقيدته المستقاة من كتاب الله وسنَّة رسوله على الطريقة التي فهمها الرعيل الأول من صحابة رسول الله وتابعيهم الكرام، فمن هذا الولاء يكون الحب والنصرة والجهاد والرباط والإعداد تحت هذه الراية فقط، وأي راية لا تندمج تحتها فهي راية أرضيَّة وضعيَّة لا قرار لها، وسيثبت فشلها في واقع الحياة ودنيا الناس:(كشجرة اجتثَّت من فوق الأرض ما لها من قرار) وأمَّا الإيمان الراسخ والعقيدة الثابتة فهي كشجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كلَّ حين بإذن ربِّها) فمن منطلق الدعوة إلى الله تكون المحاولة الفريدة الجادة لانتشال الناس من الأفكار الأرضيَّة الوضعيَّة العلمانية والشيوعية وتوجيه ولائهم لعبودية الله تعالى.
4) نشر العلم الشرعي والذي تفتقر إليه كثير من مساجد فلسطين وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، والذي بات يصول فيه ويجول من ليس له في العلم كبير إنعام،وهو أمر مقصود بالطبع مع تقصير لدى العلماء والدعاة لا يمكن السكوت عنه!
5) التفكير الجاد في نصرة القضية الفلسطينيَّة وإخراجها من دائرة الاستهداف الفلسطينيين فحسب، إلى أن تكون هذه القضية مجرى حديث الناس جميعا في طرق النصرة، وأساليب السيطرة والاكتساح على مقدرات العدو الصهيوني الذي يواجه الأمَّة المسلمة.

س4) موقع رسالتي: لقد تم أسركم لمدة خمسين يوماً أمضيتموها تحت التحقيق من قبل بني صهيون قاتلهم الله، منها أيام تزامنت مع العدوان الذي شنه الغاصب الصهيوني على غزة. ما هو سبب الأسر؟ وماذا كان شعوركم تجاه الحرب التي كانت تجري في الخارج؟

ج4)
الأستاذ خباب:

يقول المثل:(ما تطيح السقيفة إلا على رأس الضعيفة) فما الذي يمنع اليهود من الاعتقال بمجرد أي شك يطرأ منهم على أي شخص يكون داعية إلى الله، خصوصا ونحن مستضعفين في الأرض، والقوة والهيمنة بأيديهم،والجواسيس(قاتلهم الله) يمدون أيديهم لهم بالكراع والباع والذراع؛ ولهذا حينما يجدون هذه الفرصة مواتية للاعتقال فإنَّهم يفعلوا ذلك ولا محالة.
لقد اعتقل اليهود ودخل معتقلاتهم منذ احتلالهم لأرض فلسطين أكثر من نصف مليون شخص فلسطيني، والعرب والمسلمون يتفرجون !!
عموماً فإنَّ سبب الأسر شبهات تبيَّن أنَّها من خلال التحقيق عارية عن الصحَّة، ولم يثبت شيء من اتهاماتهم ودعاويهم ضدي، فأقروا بأنَّه لا يوجد حل إلا بالإفراج عني، وكان ذلك من تمام لطف الله ورعايته، التي كنت أستشعر بها، ثمَّ بفضل دعاء الوالدين والأقارب والإخوة جميعاً جزاهم الله خيرا، وقد كان لسان حالي يقول أثناء خروجي من السجن:
يا واهب الآمال أنت حفظتني ومنعتني
وعدا الظلوم عليَّ كي يجتاحني فحفظتني ونصرتني
فانقاد لي متخشعاً لما رآك منعتني.
لكنَّ الطامة الكبرى والحدث الجلل الذي صعقني في الحقيقة وبدَّد فرحتي، أنَّ اليهود يوم أن أفرجوا عني كان ذلك في رابع يوم من أحداث حرب غزَّة، وكان شعوري وخصوصاً حينما رأيت العدو المجرم يقصف المسلمين بغزة بشتَّى أشكالهم وفصائلهم وتنظيماتهم، فقد كان الألم يعتصرني جداً وأنا أشاهد هذه الهجمة الصهيونية الشرسة على عباد الله المسلمين، والتي لم تستهدف إلاَّ الأبرياء والأطفال المساكين والنساء العزَّل... وبشهادة تقرير جولدستون فإنَّ الكيان الصهيوني قد ارتكب مجزرة حرب ومحرقة خطيرة أودت بالمئات من الشهداء ـ نحسبهم كذلك ـ والآلاف من الجرحى والمعاقين.
ومع هذا فلا سواء قتلى المسلمين في الجنة وقتلاهم في النار،ولأن يموت المرء في عزة خير له من أن يتجرع مرارة الهزيمة والمذلة والهوان، وقد قال تعالى:(ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)، وصدق الشاعر عنترة بن شدَّاد القائل:

اختر لنفسك منزلاً تعلو به *** أو مت كريماً تحت ظل القسطل
فالموت لا ينجيك من آفاته *** حسن ولو شيَّدته بالجندل
موت الفتى في عزَّة خير له *** من أن يبيت أسير طرف أكحل
 

س5) موقع رسالتي: هناك لفتة نود الإشارة إليها: وهي الجهود الجبارة التي يقوم بها الدعاة إلى الله من أجل إيصال رسالة الإسلام إلى خلق الله، والشيخ "خباب مروان الحمد" هو أحد هؤلاء الرجال، ولا نزكي على الله أحدا، فخلال فترة أسركم استمريتم في دعوتكم إلى الله. حدّثونا عن دعوتكم إلى الله في زنزانة الأسر.

ج5) ا
لأستاذ خباب:

الصحيح أنني لا أستحق مطلقاً هذا الثناء الذي أنا أقل منه بكثير؛ لأني أعلم عن نفسي الضعف والقصور، والله يتولانا بستره .
لكنَّ آية :(وجعلني مباركاً أينما كنت) وحديث رسول الله :(والذي نفس محمد بيده إنَّ مثل المؤمن كمثل النحلة، أكلت طيباً ووضعت طيباً) أخرجه أحمد في المسند، والحديث سنده ضعيف وقوَّاه بعض العلماء بطرقه كما فعل ذلك الألباني وصحَّحه الشيخ أحمد شاكر في المسند.
فالآية والحديث وكذلك مبدأ: كن كالغيث أينَّما حلَّ نفع،كان ذلك كلَّه يراودني كثيراً وأنا بالأسر، فكنت أنتهز الفرصة لأيِّ شخص أتاني في الزنزانة أو كان قريباً من زنزانتي وأحاول أن أدعوه إلى الله ، وكنت حينها أستشعر فعلاً دعوة رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام وكيف كان يدعو إلى توحيد الله تعالى في داخل السجن، فكان هذا الأمر يستحثني ويهزني من أعماق الفؤاد بأنَّ الداعية إلى الله ينبغي ألاَّ يخبو جهده ولا يضيع...
لقد حدَّثني أحد من علمت عنهم الصدق والصلاح ـ أحسبه كذلك ـ أنَّه دعا المحقق اليهودي للدخول إلى الإسلام!!
كنت أتحدث مع أناس في قلب الزنزانة على ضرورة اليقين بالله والثقة بوعده، وأنَّ الصبر مفتاح الفرج، وأنَّ مع العسر يسرا...
التقيت في آخر أيام الأسر في الزنزانة مع رجل كبير في السن أظنُّه يقارب السبعين من عمره، كان لا يفتأ يدخن ويشرب السيجارة تلو السيجارة، حاولت أن أتقرب ليه وأحدثه عن خطر ما يقوم به على دينه وعرضه وصحته، حتَّى إنَّه بدأ يسألني أسئلة في بعض جوانب الصلاة، فاكتشفت أنَّ الرجل لا يعرف بعض الأحكام التي يشترط معرفتها للمصلي قبل الصلاة، وحاولت أن أؤثر عليه في ذلك، وأسأل الله تعالى أن يكون قد انتفع بذلك.
وأحدهم حاولت تعديل قراءته لسورة الفاتحة إذا كانت لديه ألحان جليَّة وخفيَّة وهو يقرأ كتاب الله تعالى.
لكن يبقى السجين سجيناً تعتريه أحياناً حالات من الإحباط والقهر الداخلي، ولكنَّ الحافظ والمؤنس هو الله جلَّ في علاه.

س6) موقع رسالتي: يعمل الصهاينة جاهدين على تهويد القدس، وتجريدها من عروبتها، فما النشاطات التي يقومون بها بغية ذلك؟

ج6)
الأستاذ خباب:

المؤسّس لما يسمَّى بإسرائيل "ديفيد بن غوريون" قال: "لا قيمة لليهود بدون إسرائيل، ولا قيمة لإسرائيل بدون القدس، ولا قيمة للقدس بدون الهيكل"، وعليه فالصهاينة يحاولون طمس معالم الهويَّة الإسلامية للقدس؛ وفي المقابل فهنالك حملة قذرة في تهويد القدس ومن ذلك:
1) محاولة طرد السكان المقدسيين من أرض القدس وإخلاء دورهم، وبناء المغتصبات(المستوطنات) في القدس الشرقية إذ بنيت أكثر من 45 مغتصبة استيطانيَّة بعد احتلال القدس عام 1967م، وبلغ عدد سكَّان هذه المغتصبات لعام 2009 أكثر من ربع مليون نسمة!!
بل أكدت الدراسة التي أعدها مركز الأبحاث التطبيقية بالقدس "أريج" أن سلطات الكيان الصهيوني عززت المخطط الاستيطاني في الضفة الغربية من خلال تكثيف البناء العشوائي وفرض سياسات التضييق بحقِّ الفلسطينيين، لا سيما في مدينة القدس المحتلة.
وأكد أن المشروع يهدف إلى تهويد القدس، وجعلها رأس وقلب دولة "إسرائيل"، مقابل تخفيض عدد العرب إلى 12% عبر الإجراءات والممارسات العدوانية؛ مشيرًا إلى أن وتيرة الحركة "الاستيطانية" في القدس المحتلة آخذة في التسارع كردٍّ صهيوني على إعلانها عاصمة للثقافة العربية.
2) هدم بيوت الكثير من المقدسيين وجرف منازلهم، بأدنى الحجج وأتفه الأسباب، ففي ضمن خطة تهويد القدس قررت بلدية القدس المحتلة إخلاء 115 بيتًا بحي البستان في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى بحجة أنها بُنيت بغير ترخيص.
وهنالك طرق وأحابيل من مكر يهود يفعلونها لإغراء المقدسيين على القبول بالتعويض لكي يستولوا اليهود على بيوتهم، فقد ذكرت مصادر صحفية أن مسئول ملف القدس الشرقية في مجلس بلدية القدس الصهيوني "يكير سيغب" التقى سكانًا من بلدة سلوان وعرض عليهم إمكانية إخلاء منازلهم طوعًا وتعويضهم بسكن بديل، لكنه عاد ونفى أن تكون هناك تعويضات وإنما هو مجرد حديث!!
ولهذا نجد أنَّ سكان حي البستان جنوب المسجد الأقصى أصبحوا اليوم في دائرة الخطر الحقيقي، خصوصًا بعد أن ألغت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء الصهيونية المخطط الذي كان قد قدَّمه أهالي الحي، وقد جاء هذا الإلغاء نتيجة مصادقة اللجنة المذكورة على مخطط آخر لنفس المنطقة قامت بإعداده بلدية الاحتلال، وبموجب المخطط الجديد سيتم إزالة القسم الأكبر من حي البستان وتشريد سكانه البالغ عددهم 1500 مواطن، وتجريف الحي وتحويله إلى حدائق عامة؛ وذلك ضمن مخطط واسع يهدف إلى تهويد محيط المسجد الأقصى أو ما يُعرف بـ"الحوض المقدس
3) تكثير النسل الصهيوني للإقامة في أرض القدس، ومحاولة التعرض للمقدسيين للكثير من الضغوط والمضايقات لثنيهم عن الثبات في أراضيهم، ولعلَّ خير ما يشهد على ذلك الأستاذ "خليل التفكجي"، مدير دائرة الخرائط بجمعية الدراسات العربية، حيث يقول: "إسرائيل تستهدف من وراء هذه السياسة تقليص الوجود العربي إلى أقل من 22% من إجمالي سكان القدس الشرقية، ولضمان تنفيذ ذلك وضعت قانونين، الأول هو قانون المصادرات، وبموجبه صادرت مئات الدونمات من الأراضي".
وبحسب التفكجي، تفيد الإحصائيات الرسمية بأن عدد الوحدات السكنية المملوكة للفلسطينيين في القدس يبلغ الآن نحو 38 ألف وحدة مقابل 62 ألف وحدة لليهود.
4) محاولة اختلاق اليهود لبعض القصص الكاذبة أو الأعمال التي يكون في ظاهرها نوع من العنف ضدَّهم، فيحاولوا أن يستغلِّوا هذه الأحداث لكي تأتي هذه الأمور في صالحهم.
5) تغاضي المجتمع الدولي عن الحالة الكارثيَّة في عملية التعديل الديمغرافي بإسكان اليهود أماكن الفلسطينيين التي كانت لهم أصالة، ونزع حقوقهم، دون أي إيقاف لهذه الجهود.
6) يحاول الصهاينة تحويل بعض جهات المسجد الأقصى والحيطان المحيطة به لأن تتحول إلى مكان للسياحة تدر أرباحاً هائلة على دولتهم المزعومة ، ولديهم الآن خطَّة يسعون للقيام بها لما يسمونه بالحوض المقدس،والذي سيقام على أراضي سلوان؛ ومن الأهداف المعلَنة لهذا المشروع:تنمية مجال ما يسمَّى(الحوض التاريخي) المقدَّس لليهود؛ لاستيعاب و"جذب سياحي" لـ10 ملايين زائر، وتجنيد واستثمار نحو 2 مليار شيكل جديد في خطةٍ يتم تنفيذها لست سنوات، وتجنيد معظم "الشعب اليهودي" في حثِّ تنمية المشروع، أي الاعتراف الضمني بحقوق اليهود في الحوض المقدَّس الذي- حسب التعريف الصهيوني- يشمل (المسجد الأقصى المبارك).
7) سرقة بعض الحجار القديمة التاريخية والأثريَّة قرب باحة الأقصى، وقد أكّد ذلك مؤسسة الأقصى لوقف والتراث بأنَّ الافتتاح الرسمي لحديقة أثريَّة تهويديَّة في مبنى الكنيست تضم حجارة مسروقة من المسجد الأقصى المبارك وذلك بدعوى أنَّها حجارة تعود إلى المعبد اليهودي المزعوم، ما يدل على أنَّ هذه الجرائم الصهيونية التي ترتكب جهاراً نهاراً تتصاعد وتزداد يوماً بعد يوم في ظل السكوت العربي العجيب!!
وللعلم فقد صدرت عدَّة تقارير وكان من أواخرها التقرير الصادر عن مكتب تنسيق النشاطات الإنسانيَّة التابع للأمم المتحدة مؤخرا، والذي ذكر فيه بكل وضوح أنَّ ما يسمَّى بإسرائيل فإنَّها تمارس جريمة تطهير عرقي في القدس، وحسب تقرير الأمم المتحدة فإنَّه سوف يرحل على شكل تدريجي قرابة ستين ألف فلسطيني من مدينة القدس وتهدم منازلهم، وهذا يعد جريمة من جرائم القانون الدولي، حيث تصنف المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، والفقرة 1 (د) من المادة 7 من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، الطرد القسري -سواء كان فرديا أو جماعيا- بأنه "جريمة ضد الإنسانية". بحسب وصف أحد المختصين في هذا المجال!!
وفي النهاية فإني أحب أن أوجه قولاً من القلب ليدخل كل قلب صادق يغار على دين الله وحرماته وشعائره، فأقول:ماذا أنت فاعل للقدس؟ ولنصرة القدس؟ وللدفاع عن القدس؟ ولنشر الوعي بين من تعرفهم عن القدس وعمليات تهود القدس والحفريات التي تحت المسجد الأقصى؟ وبماذا ستجيب ربَّك يوم القيامة حينما تسأل عن التفريط بحقوق الأمَّة...
هو سؤال أطرح بين يديكم يا كرام!!

س7) موقع رسالتي: كلنا يعلم مدى كيد الصهاينة وغلّهم من المسجد الأقصى، وعملهم على إفنائه وتدميره بشتى الوسائل، فتارة يعمدون إلى إحراقه، وحيناً يعملون على إقناع العالم كله أن المساحة المسمّاة بمسجد قبة الصخرة - والتي هي جزء من المسجد الأقصى - هي نفسها المسجد الأقصى؛ حتى يتركز اهتمامنا على حمايتها دون سائر أجزاء المسجد، والآن هم مستمرون في حفرياتهم تحت المسجد الأقصى بحجة البحث عن هيكلهم المزعوم، والسؤال: ما هي النشاطات والأعمال التي يقوم بها أولئك الأوغاد تحت المسجد الأقصى؟

ج7)
الأستاذ خباب:

اليهود يحسنون صناعة الحدث، والتلاعب بالحدث، واستغلال الحدث كذلك، ولقد قال يوماً أحد المفكرين الإسلاميين كلمة لا زالت تقرقر في أذني وهي: أنَّه في السابق انتصر اليهود علينا مستغلين جهلنا واليوم ينتصرون علينا مستغلين عجزنا.
وهذا هو الواقع، فاليهود الآن مستمرون في الحفريات تحت المسجد الأقصى، وهم يستثمرون حالة العجز والخور والهوان التي يعيشها العالم العربي والإسلام، وهم قبالة ذلك يفعلون أفعالاً جبَّارة لكي يتهيأ المناخ المناسب والوقت المناسب لهدم المسجد الأقصى، وانهيار أساساته التحتية، ولعلَّ من أهمِّ النشاطات التي يقوم بها يهود الصهيونيَّة تجاه المسجد الأقصى ما يلي ذكره:
1) الحفريات العديدة تحت المسجد الأقصى المبارك، وهذه الحفريات في الجهة الغربية للمسجد الأقصى المبارك، وتحتوي على أكثر من عشرة مواقع، ولعلَّ من أبرزها، نفق (سلسة الأجيال) وهو نفق افتتح في 22/6/2009م وذلك بعد أكثر من ست سنوات من الحفر، وكذلك هنالك (القاعة الهيروديانيّة)، وهنالك (القاعة الكبرى) ولها من أكبر القاعات والحفريات تحت الأقصى، وهنالك(بوابة وارين) وتقع أسفل باب القطانين، وهنالك (قاعة المياة) وهي عبارة عن نفق ضيق جدا، ويمتد من شمال باب الناظر وحتى المدرسة العمرية تقريبا.
ولقد كشفت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" عن وجود 50 كنيسا يهوديا تطوق المسجد الأقصى المبارك وعدد آخر قيد الإنشاء، في مسعى من سلطات الاحتلال الإسرائيلية لإحداث تغييرات جذرية في محيط المسجد، تمهيدا لبناء "الهيكل الثالث" المزعوم
2) بناء جسر على طريق باب المغاربة وقد صادقت المؤسسة الصهيونية على ذلك، حيث ارتكبوا جريمة هدمه في 7/2/2007م،وذلك لكي يكون هذا الجسر الحديدي المعلَّق بدلا من هذا الباب ولكي يكون ممرا يمكِّن عناصر العصابات الصهيونية من اقتحام المسجد الأقصى كما شاؤوا، ولكي تحظى النساء اليهوديات بمكان موازٍ لمكان الذكور في الساحة!! ، وذلك حتى يكون هذا تمهيداً لمشروع أكثر خطورة يتعلق بمحاولة اقتسام الجزء الجنوبيّ الغربيّ من ساحات الأقصى، وتخصيصه لصلاة اليهود، عبر ربط الكنيس الموجود تحت حائط البراق، «قنطرة ويلسون»، بباب المغاربة، ليُصبح الجزء الجنوبيّ الغربيّ من ساحات المسجد الأقصى جزءاً لا يتجزأ من المدينة اليهوديّة تحت المسجد الأقصى، وحتى يفرض بالقوة مخططاً خطيراً يقضي بتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين والصهاينة، وقد دعا رئيس الدولة الصهيونية سابقا واسمه "موشيه كتساب" دعا إلى تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، والسماح لليهود بإقامة شعائرهم الدينية داخل المسجد الأقصى وقال في تصريحات له للإذاعة الصهيونية مؤخراً: (إنّ دخول المسلمين واليهود إلى الحرم القدسي لا بد أن تتم في نهاية الأمر وفقاً لنظام متفق عليه بين الأطراف المعنية، يسمح لكافة المسلمين واليهود بأداء شعائرهم الدينية في هذا المكان المقدس على غرار الإجراءات المتبعة في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل) على حدِّ قوله.
3) تفريغ الأنفاق وقنوات المياه والآبار أسفل الحرم الشريف لإضعاف أساسات المسجدين من الجهة الجنوبية بحيث يسهل تدميرها من شدة أصوات الطائرات الحربية التي تمر فوقها أو بسبب هزة أرضية، وتزامن هذا مع إعلان بعض صحف الاحتلال في 13/4/2008م أنّ أحجار حائط البراق بدأت بالتفتّت، خصوصاً تلك الحجارة الواقعة في أعلى السور، أي أحجار مصلّى البراق، الذي يقع في أقصى الطرف الغربيّ للمسجد الأقصى، وهو ما يُمّهد لإغلاق مسجد البراق، ومنع المصلّين من الوصول إليه، وتحويله إلى كنيسٍ يهوديّ أو موقعٍ أثريّ متصلٍ بالمدينة اليهوديّة.
ومن باب أنَّ الشيء بالشيء فلكم أن تعلموا أنَّ هنالك أكثر من 23 جماعة دينيَّة وعلمانيَّة صهيونيَّة ، مرجعيتها الإيمان بمعتقدات الأساطير التلموديَّة الصهيونيَّة (الكاذبة) ببناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى ، ولهذا تقوم هذه الجماعات ببثِّ الخطط المناسبة لهدمه أو قصفه أو إثارة زلازل أرضيَّة مصطنعة تحته أو حرقه أو نسفه، على اختلاف بينهم في الطرق والأساليب لهدمه، ولكنَّ المقصد الواحد وهو تغييب وجود هذا المسجد الشريف، أضف إلى ذلك أنَّ هنالك 9 منظَّمات من الجماعات اليهوديَّة الصهيونية الغربيَّة في الخارج مهمَّتها مساندة ومساعدة المنظمات في داخل القدس لتحقيق الهدف من هدم الأقصى،وهذه المنظَّمات لها مهام عديدة وكل منظَّمة مختصَّة بقضيَّة خاصة فهنالك منظمات مهتمَّة بالتمويل وأخرى بالدعاية والإعلان وفنون التأثير لتأييد ما يقومون به داخل أمريكا، وثالثة تهتم بنشر ما تقول إنَّها حقائق تراثيَّة ودينيَّة متعلِّقة بتاريخ الهيكل المزعوم، وأخرى مختصَّة بالرسوم القانونيَّة ، إلى غير ذلك من تخطيط كبير في خدمة إفكهم المبين، فأين هي مخطَّطات المسلمين من أهل الحل والعقد لمناصرة القدس الأسيف!!

س8) موقع رسالتي: بما أنهم يدّعون أن الهيكل مكانه هو مكان المسجد الأقصى فلماذا يقومون بكل هذه الحفريات هنا وهناك حول المسجد وتحته وعلى أبعاد مختلفة منه؟

ج8)
الأستاذ خباب:

اليهود الصهاينة صنعوا كذبة صلعاء صدَّقها الأوباش من اليهود، وهي أنَّ المسجد الأقصى بني على أنقاض هيكل سليمان ـ عليه الصلاة والسلام ـ، ولهذا فإنَّهم يريدون من خلال هذه الكذبة توجيه الرأي العام بأنَّ المسجد الأقصى ليس هذا مكانه، وأنَّ هيكل سليمان هو الأول، وحينما يقضون على المسجد الأقصى ويهدمونه (لا قدر الله) يضعون بناءً خاصا بهم معبِّرا عن هيكل سليمان، وهم في لوقت نفسه سيكسبون أمرين هما : هدم المسجد الأقصى، وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.
ولا شك أنَّ كلامهم زور وبهتان فإنَّ المسجد الأقصى بني بعد المسجد الحرام بأربعين عاماً كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة، وكان المسجد الحرام هو المسجد الذي بني أولاً وتلاه بناءً المسجد الأقصى، فالأقدميَّة للمسجد الأقصى، والهيكل المقدس لدى اليهود ما هو إلاَّ أسطورة محشوَّة في رؤوس اليهود بناء على أساطير وخرافات كاذبة، فالذي يثبت بالدليل والبرهان أنَّ سليمان عليه الصلاة والسلام لم يبن هيكلاً بل بنى مسجداً للعبادة هو المسجد الأقصى أو أعاد بناء هذا المسجد وتأسيسه مرَّة أخرى،(وسـواء أخذنـا برأي من ذهب إلى أنّ الباني الأول للمسجد الأقصى بعض ولد آدم أو إبراهيم عليهما السلام، فإن بين ولد آدم، وسليمان عليه السلام آلاف السنين، وبين إبراهيم عليه السلام وسليمان عليه السلام ما يقرب من ألف سنة. فهذا يعني أن المسجد الأقصى وجد في جبل بيت المقدس، قبل أن تكون هناك قبيلة يهودا، أو يكون هناك يهود، وقبل أن يكون التاريخ اليهودي أصلاً، وأيضاً قبل بناء سليمان عليه السلام الهيكل كما يزعم اليهود، وهل من المعقول أو الجائز شرعاً أن يقوم نبي الله سليمان ببناء معبدٍ لله تعالى تحت المسجد القائم؟!) كما يقول الدكتور صالح الرقب في بحث له عن خرافة وجود الهيكل.
وعليه فلو كان اليهود أهل صدق لعلموا أنَّ الهيكل المقصود عندهم هو المسجد الأقصى المبارك وللزمهم الدخول في دين الإسلام، بدلاً من المطالبة بهدم الأقصى وبناء الهيكل!!
ثمَّ إنَّ اعتراف العدو اليهودي الصهيوني على ذلك هو خير شاهد ، فلقد أعلن عالم آثار يهودي بأن الهدف من كل ما يجري هو إقامة كنيس يهودي داخل المسجد الأقصى، ويقول عالم آثار إسرائيلي من لجنة الداخلية التابعة للكنيست إن الحفريات التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية في المسجد الأقصى، وهدم جسر خشبي عند باب المغاربة، وهدم غرفتين ملاصقتين لمسجد البراق الملاصق للمسجد الأقصى هدفها إقامة كنيس يهودي داخل الأقصى.
بل قال عالم الآثار (مئير بن دوف) إن إسرائيل بالغت بموضوع اللجوء إلى الحفريات وهدم جسر طريق باب المغاربة؛ لأنه كان بالإمكان إصلاح الأجزاء التي تضررت بالجسر بتكاليف بسيطة. وتابع يقول: "لكن من الواضح أن الهدف هو تحويل مسجد البراق إلى كنيس يهودي للمصليات اليهوديات؛ لأن ما يجري ليس مجرد ترميم، وإنما هناك مخطط لإقامة الكنيس داخل الحائط الغربي للحرم القدسي".
وهم لديهم عقيدة مسخ مزعومة تقول بأن من شروط عودة المسيح ووقوع معركة:(هرمجدون) هو هدم المسجد الأقصى، وإقامة الهيكل المزعوم بهيكل سليمان، حيث يعتقدون أنَّ الهيكل يقع تحت المسجد الأقصى.
وهنالك جماعات عديدة ترى هذا الأمر وقد ذكر أحد الكتَّاب الإسلاميين واسمه محمد مورو بأنَّ هذه الجماعات الصهيونية المتطرفة التي ترى ضرورة هدم الأقصى بأنَّها تتمتع:(بنفوذٍ قويّ داخل الحزب الجمهوريّ في الولايات المتحدة، ويتعاطف معها بصورة ضخمة رموز اليمين الأمريكي المحافظ من " ديك تشيني " إلى " دونالد رامسفيلد " إلى الرئيس الأمريكي الأسبق " بوش " ذاته، وكان الرئيس الأمريكي الأسبق " رونالد ريجان " يؤمن مباشرة بتلك العقيدة المزعومة، كما تمتلك تلك الجماعة قنواتٍ تلفزيونيّةً وإذاعيّة وصحفًا، ويتبعها عددٌ كبير من القساوسة أمثال " باث روبرتسون " والأب " جراهام " وغيرهما)
ولهذا بانت نيَّة المحتل الصهيوني حيث عكست تصريحات المسئولين الصهاينة بعد احتلال مدينة القدس مباشرتا أو بعد احتلالها بسنوات قليلة ، رغبتهم في المضي قدما نحو السفر في " رحلة البحث عن الهيكل " ، وقد نقلت صحيفة يدعوت احرونوت على لسان وزير الأديان الإسرائيلي آنذاك " زيرح فارهفيك " قوله : " أن وزارة الأديان الإسرائيلية تسعى بواسطة عمليات الحفريات التي تجريها للكشف الكامل عن حائط المبكى بهدف إعادة هذه الدرة الثمينة وهي عمليات تاريخية ومقدسة تهدف للكشف الكامل عن الحائط وهدم وإزالة المباني الملاصقة له رغم العراقيل التي كانت تقف في الطريق " .
وحينما عاد أولمرت من مؤتمر انا بوليس استقبله المتطرفون اليهود بالورود ذلك انه لم يفرط في القدس من وجهة نظرهم!!
ومع أنَّ اليهود قد نهوا عن الكذب بل قالت أسفارهم ذلك:لا تقل خبرا كاذباً، ولا تضع يدك مع المنافق لتكون شاهد ظلم. لا تتبع الكثيرين في فعل الشر... ابتعد عن الكذب) وقد جاء هذا الكلام في سفر الخروج:(23: 1 _ 6)، ورغم كل ذلك فقد قامت علاقة اليهود مع فلسطين والمسجد الأقصى على الكذب الصراح؛ فإنَّ هذه الكذبة التي أرادها مؤسسو دولة إسرائيل لكي يستخدموها في دعاويهم لجلب اليهود من أنحاء العالم، لم يثبت شيئاً منها ، وقدر ما يحفر هؤلاء اليهود الصهاينة تحت الأقصى فلن يجدوا أيَّ شيء يثبت لهم ما يدَّعونه، ولقد نقل "ظفر الإسلام خان" عن الكاتب البريطاني(هيامسون) قوله بشأن حضارة اليهود:( لم يوجد في فلسطين نقش واحد ينسب إلى المملكة العبرية، لقد فشلت اليهودية في أن تقدم أي أثر لداوود أوسليمان، أو أي نقش أو حجر أو حتى أي نصب تذكاري، ولهذا فإنَّ قضيتهم تفتقر إلى دليل مادي مسجل) كتاب الانتداب على فلسطين لظفر الإسلام خان ص48 ـ 49.
ولنفترض جدلاً( وهو لم ولن يحصل) أنَّ اليهود قد وجدوا شيئاً ممَّا يعبِّر عن تراثهم المزعوم، فإنَّ (الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين) وهي نص آية قرآنيَّة في كتاب الله تعالى، والظالم لن ينال من عهد الله شيئاً بنص قوله تعالى:(وإذا ابتلى إبراهيم ربّه بكلمات فأتمَّهن قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين).
وإنَّنا مطمئنون على أنَّ كل ما يقوم به يهود الصهيونيَّة لن يعدو أن يكون فقاعة صابون أو سحابة صيف عن قليل ستنقشع، وأنَّ الباطل كلَّما انتفخ فإنَّه سيوضع على الأرض وتدوسه حقائق الحق، وإنَّ النصر آت لا ريب فيه وفقاً للآية القرآنية (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً ، فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً ، ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وجعلناكم أكثر نفيراً ، إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً). الإسراء.
وأختتم جوابي هذا بنصيحتي لعموم القرَّاء الكرام أن يطالعوا عدداً من الكتب المهمَّة في هذا المجال ومنها كتاب: قبل أن يهدم الأقصى والذي نشر مؤخراً بعنوان:(قبل الكارثة... نذير ونفير) للدكتور عبد العزيز مصطفى كامل ـ حفظه الله وفرَّج عنه ـ ، وكتاب يا مسلمو العالم أفيقوا قبل أن يهدم الأقصى للدكتور صالح الرقب ـ جزاه الله خيرا ـ، وكتاب القدس بين الوعد الحق والوعد المفترى للدكتور سفر الحوالي ـ حفظه الله وشفاه ـ، وكتاب عقيدة اليهود في الوعد بفلسطين للدكتور محمد آل عمر،فهذه الكتب من خيرة الكتب التي تحدَّث عن موضوع القدس ومخطَّطات اليهود نحوه.

س9) موقع رسالتي: ما الذي يمنع إسرائيل من أن تقوم بعملية هدم الأقصى بشكل مباشر؟ أي لماذا تلجأ إلى الحفريات، أو تنتظر العوامل الطبيعة كالزلازل؟ وقد افتعلت زلزالاً صناعياً من أجل ذلك في أحد الأعوام؟

ج9)
الأستاذ خباب:

لقد قال تعالى في محكم التنزيل بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:(ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله) .
يقول الصحابي الجليل أبو الدرداء رضي الله عنه: لولا أن الله عز وجل يدفع بمن في المساجد عمن ليس في المساجد ، وبمن يغزو عمن لا يغزو؛لأتاهم العذاب، وقالت فرقة: ولولا دفع الله العذاب بدعاء الفضلاء والأخيار، هذا من جهة...
ومن جهة أخرى فالصهاينة في واقع الأمر مختلفون فيما بينهم في عملية الهدم فهنالك خلافات بين تياراتهم الدينية حيال ذلك، كما أنَّ هنالك خلافات بين العلمانيين الصهاينة واليهود المتطرفين (المتدينون)، وكذلك لا يزال التخوف منهم من الهبَّة الشعبيَّة العالمية العارمة حيال ذلك، سواء أكان ذلك في فلسطين أم خارجها، وإذا كان عدو الله (الحي الميت) شارون حينما دخل المسجد الأقصى انتفضت فلسطين وانتفضت الأمة بأجمعها فماذا سوف يحصل حينما يهدم الصهاينة المسجد الأقصى؟
وكذلك هنالك ضغوطات دوليَّة على الحكومة الصهيونية بعدم اقتراف هذه الحماقة التي ستسبب لها إحراجا أمام النظام الدولي والمنظومة العالمية، وبالطبع فهذا ليس حبَّاً بأهل فلسطين ولكنَّه تدجين للمسلمين عموماً، فالمقصد لا تهدموه الآن ولكن إذا واتتكم الفرصة فافعلوا ما تشاؤون، لكي تسنح الفرصة والأمور لصالح الكيان الصهيوني...
قال البيولوجي الأمريكي (جيمس جاننغ) -الذي يعيش في شيكاغو، وقد سبق أن أجرى دراسات بيولوجية في الأردن ومصر وفلسطين-: "كثير من الصهاينة الإسرائيليين يفضًلون المضي في المخطط خطوة..خطوة. فإذا لم ينسفوا المسجد فإنّهم يتمنون أن ينظر إليهم كمعتدلين...إنّ بعض قادة إسرائيل يختبرون الأجواء السياسية لبناء الهيكل إلى جانب المسجد. فإذا حققوا ذلك، فإنهم قد يعمدون لاحقاً إلى إزالة الحرم الشريف. إنها لعبة القوة السياسية) انظر كتاب : النبوءة والسياسة:غريس غالسل ص110
ولعلَّ الصهاينة كذلك لم يروا هذا الوقت هو لوقت المناسب للهدم فهم يحاولون التطبيع مع الكثير من الدول الإسلامية ويحاولون تطبيع وتهويد العلاقات العربية والإسلامية من المقدسيين مع اليهود الساكنين في القدس، فهم يريدون تهيئة الفرصة المواتية التي يشعرون فيها ضعف تمسك العالم العربي والإسلامي بقضية القدس والأقصى.

س10) موقع رسالتي: الإعلام سلاح من أمضى الأسلحة، ما الدور الواجب على الإعلام فعله تجاه القضية الفلسطينية؟

ج10)
الأستاذ خباب:

على الإعلام أن ينقل الصورة الحقيقية عن ما يجري في فلسطين، وألاَّ ينحاز إلاَّ إلى الحقيقة فيكون بالفعل إعلاماً ينبض عن روح الشارع الفلسطيني، ونحن نتذكر ما أثَّرت به صورة محمد الدرة بالكثير من الساسة والشعوب، ولهذا فإنَّ على هؤلاء الإعلاميين الشاهدين على الحالة الفلسطينية التي تعيشها تحت حراب الاحتلال أن يقوموا بالدور المناط بهم.
ونحن قد شاهدنا حالة الصدق والمبدئيَّة التي يحيا لأجلها الإعلامي والصحفي أثناء حرب غزَّة ورأينا كيف ضحَّى الكثير منهم بنفسه التي هي أغلى ما يملك لكي ينقل للأمة العربية والإسلامية المجزرة التي يقترفها العدو الصهيوني ببطشه وإجرامه وتنكيله بحياة المدنيين العزَّل في واقعة حرب غزة الأخيرة.
كذلك على الإعلامي أن يبادر لالتقاط الصور التي تنشر روح العزيمة والإباء والصمود والتحدي للمحتل الغاشم، فلا يبقى دوره ناقلاً لصور الجرحى والقتلى والتي تثير في النفس كوامن الألم وتجرِّعه غصص العذابات على حال إخوانه، بل ينقل الصور المشرقة من صور المواجهة والصمود السياسي والمقاوم تجاه المحتل الغاشم.
وعلى الإعلاميين كذلك ألاَّ يضخموا ما حقه التضئيل، وألاَّ يكونوا عوناً للمعارك الجانبيَّة بين المختلفين من الفصائل، بل يحاول أن ينقل ما يجري برمته دون أن يكون له دور في التأثير لصالح جهة قد تفرح بما يجري بين المختلفين.

س11) موقع رسالتي: ما دور المرأة - أياً كان موقعها ومجال عملها - في نصرة القضية؟

ج11)
الأستاذ خباب:

المرأة صانعة رجال، مربيَّة أجيال، حاملة لرؤوس الجهاد والنضال، هي أول من ناصر الدعوة الإسلامية أثناء نزول الوحي على رسول الله فقامت خديجة بنت خويلد لكي تشد من أزر رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، وقد صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم فيما أخرجه أبو داود :(النساء شقائق الرجال)، بل قد بشَّرنا تعالى بقوله :(من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)
لهذا فما يجب على الرجل تجاه نصرته للقضية فإنَّه واجب على المرأة، مع الانتباه للخصوصيات التي تحتف بالمرأة والاستثناءات التي تختلف به عن الرجل بسبب طبيعتها الفطرية والنفسية والعضوية.
ولقد شاهد العالم العربي والإسلامي في فلسطين وخارجها صوراً مضيئة ومشرقة من صور نصرة المرأة لقضية فلسطين، فما نشهده من صور المقدسيات للمحافظة على المسجد الأقصى والدفاع عنه بأجسادهنَّ ليس إلاَّ دليلاً على أنَّها قادرة على صناعة الحدث،
ويتحدَّث الشيخ رائد صلاح عن المواجهات التي دارت بين المقدسيين والصهاينة الذين يحاولون الدخول للأقصى فقال:(ومن ضمن ما حدث خلال هذه المواجهات أن إحدى المسلمات تلقت ضربة قوية على رأسها أدت إلى موتها موتا سريراً استمر عشرة أيام، ثم أكرمها الله تعالى بالشهادة بعد ذلك ، فهذا موقف نرى من خلاله موقف المرأة المسلمة في اتجاه نصرة المسجد الأقصى المبارك، كذلك لا ننسى مشهداً آخر عشناه عندما كانت هناك مظاهرة كبيرة جدا لمؤسسة "مسلمات من أجل الأقصى" باشتراك مسلمات القدس عندما خرجن بعد صلاة الظهر مباشرة في مظاهرة كبيرة زادت عن ألف وخمسمائة وقمنا يرددن ذاك النداء الذي بات على لسان كل مسلم وعربي وفلسطيني في العالم "بالروح بالدم نفديك يا أقصى " فقامت خيول عسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي بمهاجمتهن من أجل تفريق المظاهرة، إلا أن المتظاهرات بقين في أماكنهن، أحطن بالخيول وأخذن يرددن في كل ثبات وكل صمود "بالروح بالدم نفديك يا أقصى)
في النهاية يجب على المرأة المسلمة أن تخدم هذه القضيَّة بحسب استطاعتها، وأن تحيا لأجل هدف في هذه الحياة ينجيها أمام الله تعالى بحمل هموم الأمة الإسلامية أين كانت وعلى رأسها القضية الفلسطينيَّة.


س12) موقع رسالتي: ثمة ظاهرة اتصف بها العرب والمسلمون - دون تعميم - إزاء قضية فلسطين - وعموماً إزاء غيرها من القضايا - وهذه الظاهرة هي اندفاعهم في حال وجود حدث ساخن ومؤلم، من أجل الدفاع والنصرة، ثم الخمود مع خمود هذا الحدث، بل والعودة إلى ما كانوا عليه من عادات سيئة قبل هذا الحدث، برأيكم: هل هذه الظاهرة طبيعية أو مرضيّة؟ ما سببها؟ وما علاجها؟

ج12)
الأستاذ خباب:

هذه الظاهرة طبيعيَّة بسبب ما يراه المشاهد العربي والمسلم من حالات القتل والدمار للمسلم الفلسطيني، ولكنَّ الاعتياد على ذلك يسبب مرضاً؛ لأنَّ النفس إذا اعتادت أن تهبَّ وقت المجزرة، أو أن تكون كبعض رجال المطافئ الذين يطفئون الحريق فحسب دون الاهتمام، بذكر أساليب الوقاية والحماية ودون أن تستخدم أساليب أخرى، فإنَّ هذا يكون أمراً مزعجاً.
إنَّ من أخطر ما أصيب به المسلمون في كثير من أعمالهم أن معظمها صار[ ردود أفعال] فما إن تشتعل في قلوبنا حتَّى تنقطع من جديد؛ لأننا غالباً نتحرك بلا هدف ولا تخطيط؛ فالأحداث تُسَيِّرُنا وتفرض نفسها علينا، وكثير منَّا لا يُكَيِّفُهَا حسب خطة عمل، أو يوظفها لصالحنا، لذا أضحت أفعالنا وقتية ، وتحركاتنا آنية .
ولا شكَّ أنَّ هذا خلاف العمل المتكامل ، وكثير من علماء الإدارة يوصون بكلمة قصيرة لكن معناها عميق وهي [ابدأ والنهاية في ذهنك].
إن النجاح الحقيقي أن يعرف الإنسان هدفه في الحياة، وهدفه من العمل الذي يريد تحقيقه، ثم يسعى لذلك مرتباً لكل مرحلة منهجيةً يسير عليها، ومعالم يستنير بها، فلا يكون حاله كحال كثير منَّا يعمل متحمساً في البداية ثم ينقطع في آخر الشوط ، فلم يفلح ولم يصلح . وقد نهى الله عن ذلك بقوله:[ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا] النحل[92].
والعلاج هو الاستعانة بالله أولاً فلو توكل العبد على ربه وأحسن الظن به لاستطاع أن ينقل جبلاً من مكان إلى آخر كما يقول إمامنا ابن القيم الجوزية، فالقصد أن يكون لدى الشخص قوة وعزم وإرادة وتصميم وصبر ومصابرة ومثابرة لنيل ما يريد القيام به لنصرة قضية فلسطين ولن يخيِّب الله أمله.

س13) موقع رسالتي: ذكرتم في إحدى مقالاتكم بعنوان "هل هانت القدس في عيون المسلمين؟" عبارة: "ونحن إلى الآن لم نلحظ توقفاً من الصهاينة عن عملهم الدؤوب لإضعاف الأسس التحتيَّة للأقصى، ولم نجدهم يرتدعون عن مساعيهم في تهويد القدس، ولأجل ذلك فإنَّ الجهود الإسلاميَّة يتحتَّم زيادة أدائها، وضخُّ كل قوى الطاقة البشريَّة المسلمة لنصرة هذه القضيَّة". كيف يكون ذلك؟ وما هو واجب الأمة العربية والإسلامية رداً على ما يقوم به الصهاينة من قتل وتدمير وتخريب؟

ج13)
الأستاذ خباب:

على الأمَّة الإسلامية أن تعد نفسها إعداداً جيداً يليق بها لكي تسترد كرامتها، وتستدعي حدود مجدها، وألاَّ تنتظر أن يعمل لها أحد من أمم الشرق والغرب، أو أنها تفرح بتصريح من هنا ، وخطاب من هنالك، فيكون حالها كما قال الشاعر:

يرجون من ظلم أهل الظلم مغفرة *** ومن إساءة أهل السوء إحسانا

عليها أن تعرف عدوها جيداً وأن لا تثق به أو تحسن به الظن، ولو قرأنا كل تاريخ عتاولة الإجرام الصهيوني لوجدنا حقيقة الإرهاب لديهم، ولعلي أضرب مثلاً لذلك من مقال بعنوان (الإرهاب) حيث كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق شامير في جريدة (هازيت) التي كانت تصدرها حركة (ليحي) والتي كان يترأسها شامير آنذاك في شهر آب عام 1943م فقال: (لا يمكن استخدام الأخلاق اليهودية ولا الأعراف اليهودية كوسيلة لمنعنا من الإرهاب كوسيلة للحرب ... إننا بعيدون جدا عن الترددات الأخلاقية عندما نهتم بالنضال الوطني، فالإرهاب بالنسبة لنا، أولا وقبل كل شيء هو جزء من الحرب السياسية مناسب لظروفنا الآن) عن كتاب الغرب والإسلام وفلسطين، للمفكر الفلسطيني محمود النمورة ص247.
وهذا مناحم بيجن السفاح الكبير الذي حصل على جائزة نوبل !! الشخصيَّة التي قتلت النساء وصاحب الإبادات الجماعيَّة للبشر لتحقيق أغراضه السياسية المشؤومة، هذا الرجل الذي قال عنه ابن جوريون نفسه إنه يريد القضاء على جميع العرب لإنشاء دولة إسرائيل الكبرى، وفي ذات يوم وصف الفلسطينيين في خطاب ألقاه في الكنيست بأنَّهم وحوش تمشي على قدمين!!
نجده يقول في كتابه "الثورة": "ينبغي عليكم أيها الإسرائيليون أن لا تلينوا أبدا عندما تقتلون أعداءكم، ينبغي أن لا تأخذكم بهم رحمة حتى ندمر ما يسمى بالثقافة العربية التي سنبني على أنقاضها حضارتنا". ويقول أيضا " الفلسطينيون مجرد صراصير يجب سحقها".
ويقول بنيامين ناتنياهو في كتابه "مكان تحت الشمس":"لا نؤمن بوسيلة سوى القوة والعنف والإرهاب الدموي بأبشع أشكاله من أجل تحقيق أهدافنا وأفكارنا ومعتقداتنا في أرض إسرائيل الكاملة أو في الدولة اليهودية أو في إسرائيل قوية مهيمنة على المنطقة".
فالذي علينا أن نعرف عدونا جيدا، وأن نعرف قداسة فلسطين وأنَّها أرض محتلَّة، وأن نعلم خطر المنافقين، وأن ندرك خطر سبيل المجرمين وكيدهم ومكرهم للتلاعب بقضيتنا، ونكشف كل ما تعلمناه للآخرين لكي نكِّون وعياً راشدياً وتعبئة فكرية كبيرة،وبعدها نصنع ولو شيئاً يسيراً نلقى به الله تعالى حينما يخاطبنا:(ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين)، فإنَّ العمل ولو كان قليلاً خير من التكاسل والتباطؤ، ولقد قال القريشي في وفيات الأعيان: سيروا إلى الله عُرجاً و مكاسير؛ فإن انتظار الصحة بطالة!!

س14) موقع رسالتي: نختتم حوارنا بذكر البطل المنتَظَرة بشغف عودته، القائد العظيم "صلاح الدين الأيوبي". صلاح الدين الذي ما عرف للراحة طعماً لكثرة تفكيره بالطريقة التي سيرفع بها عن بيت المقدس ما يخنقه من أيادٍ، صلاح الدين الذي ما سمح لبسمة أن تجد إلى ثغره سبيلاً؛ ألماً على طهارة أرض تطؤها أقدام نجسة، صلاح الدين الذي استعان بالله، فعمل، وعمل، وعمل إلى أن استطاع بإذن ربه استعادة القدس من الصليبيين، فغدا ذاك البطلَ الذي يُضرب به المثل في القوة، والشجاعة، وتحرير المقدسات والمغتصبات. فلسطين ستعود بإذن الله الذي وعدنا بعودتها، ولا شك أن صلاح الدين عائد بإذن الله، ولكن... ما هي السبيل إلى عودة صلاح الدين حتى تعود فلسطين؟

ج14)
الأستاذ خباب:

لئن لم يكن في الأرض أوس وخزرج *** فلله أوس قادمون وخزرج
صلاح الدين لن يعود، ولكن سيكون هنالك أتباع لعمر بن الخطاب، ولصلاح الدين، وإذا هيأت الأمة نفسها وأعدَّت العدَّة سواء في داخل فلسطين أو خارجها، فإنَّ الله تعالى ناصر دينه ومظهر كلمته، فالمهم أن يكون هنالك رجال على مستوى الكلمة يكون همُّهم وهدفهم الله والدار الآخرة،( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب في القلوب والأبصار).
رجال يحبون الموت كما نحب الحياة، ولقد حدَّثنا التاريخ وكان من رجالاته الواقدي الذي قال:(وقد بلغني أنَّ المسلمين باتوا تلك الليلة ـ ليلة الاتجاه لفتح القدس ـ كأنَّهم ينتظرون قادماً يقدم عليهم من شدَّة فرحهم بقتال أهل بيت المقدس، وكل أمير يريد أن يفتح على يديه، فيتمتع بالصلاة فيه، والنظر إلى آثار الأنبياء) من فتوح الشام للواقدي:(1/216).
وعن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه عن جدِّه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال "من سأل الله الشهادة بصدق، بلَّغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه"رواه مسلم.
في النهاية أحب أن أقول لا نريد أن تبقى قضية فلسطين مجرد أسئلة وأجوبة، فنحن نسمع الكثير من الردح والجرح والقدح بالعدو الصهيوني،ولكنَّ الفارق الرئيس أنَّ العدو يعمل لقضيته وإن كانت زوراً، كما قال الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس - رحمه الله - في ثلاثينيات القرن الماضي: ( ما دام الصهيونيون يقبضون على ناصية القوة والمال ، والمسلمون يقبضون على ناصية الاحتجاج والأقوال ، فيا ويل فلسطين من الذين يتكلمون ولا يعملون!)

س15) موقع رسالتي: من أجل فلسطين، وفي سبيل السير على طريق النصر والتحرير، وعموماً: هل من كلمة أو نصيحة توجهونها لموقع رسالتي، الموقع الدعوي الذي يشرف عليه فضيلة الشيخ "محمد خير الطرشان"؟

ج15)
الأستاذ خباب:

أشكر لكم هذه الاستضافة ومتابعتكم لي في الحوار، وأعتذر عن تأخري عليكم في الإجابة عن هذه الأسئلة، لعدَّة انشغالات طارئة، وظروف مباغتة.
وأنصح الإخوة القائمين على موقع (رسالتي) مزيدا من الاهتمام بقضايا المسلمين، ومعالجة المشكلات التي يعاني منها العالم العربي والإسلامي بروح شرعيَّة تأصيليَّة علمية وعقلانية تصف الداء وتشرح الدواء، فإنَّ عليكم عبئا كبيراً لتوصيل رسالة الله إلى الناس، وبما أنَّ موقعكم اسمه :(رسالتي) فإنِّي أهيب بكم أن تكونوا على قدر هذه المسؤولية التي انتدبتم أنفسكم لها، وحاولوا أن يكون في موقعكم الجديد والمفيد، وأن تكون له بصمته المؤثرة في عالم المواقع على الشبكة العنكبوتيَّة.
وفقكم الله وسدَّد خطاكم،وبارك فيكم، وجزاكم عنَّا كل خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

----------
رابط الحوار المنشور في الموقع:


 

خباب الحمد