اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/khojah/167.htm?print_it=1

هلاك الحوثية

د. لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه
@khojah10


بسم الله الرحمن الرحيم


بينما كان المسلمون في همّ وغم وكرب في هذا الوقت، الذي طغى فيه الصفويون الشيعة كطغيان فرعون وأشد، فلم نجد لهم رادعا بحزم إلا قوى ناعمة ليس لها أن تصنع شيئا؛ إذ القوة الخشنة لا يردعها إلا فحول خشنة: إذ بـ"عاصفة الحزم" تنزل في ليلة ظلماء بأعداء الدين والملة الحوثيين أذيال الصفويون في طهران، نار فيها عذاب أليم، تدمر أسلحتهم ومخازنهم وقواعدهم وكل قوة لديهم، فأصبحوا لايرى لها أثرا، فليس أحد من المسلمين إلا وقد استبشر إلا الحوثية والصفويون، ومنطق القوة رادع لمن عدم المروءة وامتطى الجهالة. قال الله تعالى: {قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين * ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم}.
قد كانت أفئدتنا تتفطر ألما لعربدة الحوثي باليمن، وفجور إيران من حولنا، فشفى صدورنا عاصفة حزم، فحق على كل سني الدعاء للملك سلمان رعاه الله بالنصر المبين.
فمنذ زمن لم يحدث أن اجتمع المسلمون شرقا وغربا، باختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم، على فرح وغبطة، كالذي حدث منذ اليوم، إنه يوم مشهود، لن ينساه التاريخ، لقد أعاد اعتبارنا كأمة لها تاريخ وكيان وعقيدة سامية، وطهر كرامتنا التي امتهنت كثيرا. قال تعالى:
{وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا* الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا}.
لقد نشأ الحوثية باليمن وهم فرقة زيدية شيعية، تبناها نظام ولاية الفقيه في طهران، وسخره لخدمة الخطة الخمسينية - في هذا الجزء من الأرض - لقيام دولة آل ساسان، واستعادة ملك كسرى الذي كسر على يد الصحابة رضوان الله عليهم؛ أبي بكر الذي ابتدأ الفتح، وعمر الذي انتهى على يده حكم الفرس تماما، فهذه الحركة حلقة من حلقات الحلم الفارسي في المنطقة، كما حزب الله في لبنان، والعلوية النصيرية في سوريا، والمنظمات الشيعية في العراق، وكل الشيعة فهم مرشحون ليكونوا أداة لهذا المشروع الفارسي الصفوي.
استغل الحوثية فراغا وضعفا وخلافا في اليمن، فتمددوا، وكان تمددهم يحمل معه الشر والفتنة، فقد قضوا على مدارس العلم الشرعي في دماج، ودمروا أبنيتها كلها، وشردوا طلابها، وهكذا في صنعاء وكل مكان وقع تحت سلطتهم دمروه، حتى فجروا بيوت تحفيظ القرآن وتعليمه، وسووه بالأرض، وكأن ثأرا بينهم وبين كتاب الله الكريم، ومنعوا أئمة المساجد من السنة من الخطابة والإمامة، فولوها من كان منهم، فقاموا بها على أذى السنة.
حتى دخلوا بيوتهم، وغرف نومهم وتلاقطوا الصور فيها، مما يكشف عن خسة ودناءة في طباعهم، لا كرامة ومروءة، وقصدوا بيوت العلماء من السنة ففجروها، تماما كما يفعل اليهود ببيوت الفلسطينيين، وهم الذين ينادون ويرفعون شعار: الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، الموت ليهود. ولم نسمع بأي أذى لحق أحدا من هؤلاء الملعونين وهم بين أيديهم لو أرادوا، لكن أذاهم كان بأهل السنة فحسب: بقرآنهم، وسنتهم، وعلومهم، وأئمتهم، وطلابهم، وجامعاتهم، ومساكنهم، ومصالحهم.
ففعلوا من الشر ما كرههم عليه أهل اليمن، فليس يقوم معهم إلا منتفع بهم لدنيا يصيبها، أما هم فهم شرذمة قليلون، عندهم المال والمشروع لقلب اليمن ولاية تابعة لولاية الفقيه في طهران، فهم جزء من مشروع إقليمي تتبناه إيران، عرفه الجميع، وأقرت به طهران، وأعلنته جهارا نهارا، بعد أن تعاظمت في نفسها، وظنت أنها قادرة عليه، وهي منه قاب قوسين أو أدنى، لكن جاءها الأمر من حيث لم تحتسب؟.
نجحت القيادة السعودية في صمت تام، فاجأ الجميع، القريب والبعيد، الصديق والعدو، في: صنع تحالف عسكري خليجي، ومساندة إسلامية عربية، وتأييد دولي؛ لضرب المشروع الإيراني باليمن. تلك هي السياسة لمن أرادها، وقليل من خبرها وعرف مسالكها.
ثم كانت الضربة موجعة، لم تبق معها لهذا العدو قدرة على القيام أو الانتصار، وفي لحظات لم تتجاوز الساعة كانت الأجواء كلها تحت السيطرة، والحوثي ومن وراءها مشلولا عاجزا، فلم تكن الضربة مفاجأة فحسب، بل قاضية، دلت على أنه جيش يوثق به في أداء المهمات، وكيف لايوثق به، وهم أحفاد الصحابة، الذي أسقطوا ملك كسرى فيما سبق، فهاهم يعودون من جديد لتأديبهم، ولن يقوم للفرس المجوس كما هو اسمهم في القديم، والشيعة الرافضة الصفويين وهو اسمهم الآن، لن يقوم لهم أحد كقيام أحفاد الصحابة، متى وجدوا قيادة حكيمة تؤمن بالحق وتدافع عنه بالقوة اللازمة، وقد كان هذا كله في ليلة الحزم، ليلة العز والنصر والشرف، تلك الليلة أسقط في أيدي الملالي والحوثية، فلم يرعهم شيء منذ بدأوا في ظلماتهم كهذا.
فليس ثمة دولة في هذا العالم يتميز الشيعة منها غيظا، كما يتغيظون من السعودية، فتمسكوا بها يا أهل السنة رحمكم الله، وانصروها بقدر ما تستطيعون، وكونا لها عونا بكل ما هو خير، من مساندة، ونصح، ومشورة، وصبر، وتمسك، فهذه من موجبات الرحمة ورفع الألم والعذاب عن الأمة، أن تكون متكاتفة ملتفة على ولاة أمرها، الذين يعلنون ولاءهم لله ولرسوله ولكتابه، وحكمهم بشرعه، وإن وقع خلل في التطبيق، فموجب ذلك النصح والتصحيح، لا مفارقة الجماعة والعمل ضد الأمة، فهذه طريقة العدو لا الصديق، قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا لم لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون * وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين}.
* * *
إن الحوثيين في اليمن ليسوا إلا ذيلا لرأس يقبع في طهران، فكل ما يحدث هنا هو بتوجيه آت من هناك، وتلك مصيبة كبرى: أن ترتهن الدولة، فتجري فيها عمليات لأجل مصالح دولة أخرى، أجنبية بعيدة: جغرافيا، وتاريخيا، وثقافيا، ودينيا ومذهبيا. ولا تجد من يمثلها إلا شرذمة قليلة، تكون هي الوالية الحاكمة، فيخضع جميع السكان، الذين هم الأغلبية لإرادة هؤلاء الأقلية، فاليمن ركن في جزيرة العرب، ومن يقوم اليوم لها، هم إخوانهم في كل شيء فليس بينهم إلا حدود مصطنعة، وهم يقومون لحمايتها من اختلاف الوجه، وتغير الصورة العربية الإسلامية السنية إلى صورة: فارسية مجوسية رافضية شيعية. فلو حدث ذلك، فإن اليمن ستكون بؤرة فتنة تبتدئ فلا تنتهي، فينقلب حالها كالعراق قاتل ومقتول، وحرب أبدية، وتفجيرات في كل حي وشارع وبيت، هذا حال أية دولة تملكها هذه الفئة الطائفية المسماة بالشيعة، فإن لهم نفوسا قلقة لا تهدأ إلا بالتهييج والصياح والضرب والنحيب والاتشاح بالسواد، وضرب الظهور والرؤوس بالمدى والخناجر والسيوف والسلاسل حتى يسيل الدم ولو من طفل، ثم آخر ذلك: حمل السلاح للفتك بالسنة أينما كانوا، باعتبار أنهم أعداء آل البيت، يروجون ذلك عليهم زورا وبهتانا، ليبرروا قتلهم بهمجية على أيدي ثائرين كما يثور الثور المحبوس في ظلمة لأسابيع، فيخرج لينطح كل شيء في طريقه، قد صنعوا هؤلاء الزنادقة من الشيعة أشباحا هذه هي طباعهم، وهذه هي أعمالهم، فلو رجع أحدهم إلى آدميته وإنسانيته لتعجب من فعل لا يفعله إلا موتور، أو مريض نفسي، أو مجنون يبتغي الانتحار، لا بشر سوي صحيح عاقل.
قد كنا زمنا نحذر من هذه الطبيعة الشيعية وسرعتهم في أذى السنة، وننقل آثارهم في هذا، فمستريب وشاك، حتى تبرع هؤلاء الأوباش الرافضة بإثبات ذلك عملا، فرأينا ونرى قتلهم للسنة صغارا وكبارا، شيوخا ونساء كل يوم في العراق وسوريا.
إن منع الحوثي من التمدد في اليمن لهو الحكمة كل الحكمة، لتنعم اليمن بالأمن والسلامة ليس السنة وحدهم، بل كل المذاهب والطوائف، مسلم وكافرهم أيضا، وانظر لحال العراق حين زال عنه حكم السنة، مع كونه علمانيا حينذاك، إلا أن الجميع كان في أمن، فما أن صار حكمه إلى هذه الفئة الرافضية من أتباع منظمة بدر وحزب الدعوة، حتى دخلت البلاد في حرب واقتتال وفوضى ثنتي عشرة سنة هي عمر هذه الدولة حتى الآن، لم يسلم فيها لا السني، ولا اليزيدي، ولا المسيحي النصراني، حتى طائفة من الشيعة ضحت بهم قيادتهم المجرمة، ليلصق بالسنة تهمة قتلهم، فيكون مبررا لاستهداف السنة بعدئذ، تماماً كما فعلت قيادات اليهود بشعبهم في ألمانيا، لذلك فنحمد الله حمدا كثيرا على نعمته أن سخر وهدى ونصر قيادات لهذا العمل الذي حمده عليه المسلمون، فاللهم انصرهم نصرا مؤزرا.

 

د.لطف الله خوجة
  • محمد صلى الله عليه وسلم
  • المرأة
  • التصوف
  • الرقاق
  • الآخر
  • معالجة
  • وصية
  • قطرة من الروح
  • الصفحة الرئيسية