اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/mazin/3.htm?print_it=1

الغرب من الداخل
الأسرة في بعض المجتمعات الغربية المعاصرة

اضغط هنا لتحميل الكتاب على ملف وورد

د.مازن بن صلاح مطبقاني

 
تقديم :
 الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين  وبعد:
فقد وقف طالب عربي مسلم يتحدث عن الأسرة في بلده أمام طلاب مدرسة ثانوية في الولايات المتحدة الأمريكية قائلاً: "وصلني اليوم خبر من بلادي أن أبي باع إحدى أخواتي"، وكان يقصد أن أخته خطبت ووافق الأب. وكان في هذا ينتقد نظام الأسرة في بلاده ويميل إلى أسلوب الغربيين والأمريكيين في الزواج واختيار الزوجة. ولكن مثل هذا الطالب قد يقضي سنوات وسنوات في الغرب ثم يعود وهو يرى أن نظام الإسلام في الأسرة لا يرقى إلى ما وصل إليه الغرب في نظام أسرته.

وهناك من الطلاب العرب المسلمين من يعيشون في الغرب بوعي وإدراك فيطلعون عن قرب على حياة الأسرة ونظامها ويقرؤون ما كتبه حكماء وفلاسفة الغرب فيدركون أن الحضارة المعاصرة قد خطت خطوات كبيرة في مجال المادة والمدنية وعمرت الأرض عمارة لم تصل إليها حضارة أو مدنية سابقة. ولكنها قدمت الجانب المادي على الجانب الروحاني النفسي. حتى ظهر من عقلاء الغرب من كتب كثيراً في التحذير من هذا الأمر.
وقد تأثرت الحياة الاجتماعية في الغرب وكان من أشدها تأثراً الأسرة في الغرب التي أخذت في التفكك حتى إنها تكاد تندثر في زمننا هذا، بل إن مصطلح الأسرة بدأ يتغير، فلم تعد الأسرة هي الأب والأم والأولاد والجد والجدة وغيرهم، ولكن الأسرة هي لقاء بين اثنين من بني البشر حتى أصبحت الأسرة من الممكن أن تتكون من رجل ورجل، أوامرأة وامرأة. أما الأولاد فيمكن إضافتهم بالتبني
وفي هذا البحث الموجز نتناول في المبحث الأول جذور نظرة الغرب إلى المرأة وكيف تطورت إلى الوضع الحالي من استهانة بها وبكرامتها، وفي المبحث الثاني بعنوان الأسرة في الغرب تكونها وتفككها حيث يتناول البحث جوانب من نظام الأسرة في الغرب من حيث تكوين هذه الأسرة ومدى قوة أو ضعف العلاقات بين أفرادها،  وارتفاع نسبة الطلاق ومكانة الأب والأم في حياتها، نزن كل ذلك بميزان الإسلام. ونؤكد على هذا الميزان لأن الإسلام جاء مهيمناً على ما قبله من الأديان، وأنه الدين الذي ارتضاه الله عز وجل للبشرية. نسأل الله عز وجل أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علماً والحمد لله رب العالمين.
 

المبحث الأول
وضع المرأة في المجتمع الغربـي
 

تعود جذور النظرة الغربية للمرأة إلى التراث اليوناني والتوراتي الإنجيلي الذي أعطى المرأة مكانة تتسم بالاحتقار والتقليل من شأنها. ولو بدأنا بالتراث اليوناني فإنه يذكر أن المرأة خلقها أحد آلهتهم (والعياذ بالله)  ومعها صندوق مليء  بكل أنواع البؤس والشرور. وتستمر الأسطورة بأن الصندوق قد فتح وانتشرت منه كل أنواع الرذائل والأحزان، وبالرغم من أن الاسم الذي أعطي للمرأة كان في الأصل يعني "التي تعطي بلا حدود" ويعني " التي تعطي كل أنواع الشرور"[1] 

وجاءت اليهودية والنصرانية لتضع المرأة في موضع لا تحسد عليه فهذا كتابهم المقدس يذكر قصة خروج آدم وحواء من الجنة بأن ينسب إليها الخضوع للإغواء فتجعل الرجل يتحمل الخطيئة الأصلية التي أصبح يشترك فيها البشر جميعاً، ويرى وحيد الدين خان أن هذه القصة التي تتهم حواء بالأكل من الشجرة المحرمة لم تقتصر على اليهود والنصارى بل انتقلت إلى جميع الأمم. والقرآن وحده الذي صحح هذه المفاهيم حينما نسب الخطيئة لآدم وحواء على الســـواء } فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه [2]مما يعني أن كلاهما تعرض لإغواء الشيطان وكلاهما يتحمل الخطيئة، وفي ذلك يقول القرطبي في تفسيره "أي صرفهما عمّا كانا عليه من الطاعة إلى المعصية "[3]

أما عن العلاقة بين الرجل والمرأة في التراث اليهودي والنصراني فإن الكتاب المقدس ذكر أموراً منها أن الله ( والعياذ بالله) خاطب المرأة بأنه جعل العداوة بينها وبين الرجل وبين نسلها ونسل الرجل وسأشج رأسك وستجرح المرأة عقب الرجل، وفي فقرة أخرى توعد المرأة بمضاعفة أحزانها وحملها وأنها ستنجب أطفالها في الحزن، وستكون لها الرغبة في زوجها الذي سيحكمها.

وإن كانت النصرانية قد وضعت العلاقة الجنسية في موضع الاحتقار بينما أعلت من شأن الرهبانية التي تعني أن الشخص يستطيع أن يستغني بالروح عن مطالب الجسد ويكون فوق هذه المطالب وكأن الجنس في نظرهم يقابل التدين والإيمان، لذلك حرمت بعض الطوائف المسيحية على رجال الدين فيها الزواج.
وقد فند القرآن الكريم هذه الرهبانية بقوله تعالى }  ورهبانية ابتدعوها ما فرضناها عليهم [4] ومع هذا التفنيد فإن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وهديه أوضحا أبلغ الإيضاح خطأ هذه الرهبانية، ومن ذلك حديث النفر الثلاثة الذين نظروا في عبادتهم فتقالوها فقال أحدهم: أصوم ولا أفطر والثاني قال إنه سيقوم الليل ولا ينام والثالث وعد بأن لا يتزوج النساء فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم أنه ( أتقاهم لله وأنه يصوم ويفطر وينام من الليل ويتزوج النساء، ومن رغب عن سنّتي فليس منّي)

ونقل وحيد الدين خان عن ألكسيس كارلايل Alexis Carrel حديثه عن الغدد الجنسية في الإنسان بأنه ليست المسؤولة فقط عن الدافع عن ممارسة الجنس للتناسل ولكن هذه الغدد لها تأثير قوي في النشاطات النفسية والعقلية والروحية للإنسان. وأضاف بأنه لم يحدث أن وصل خصي ليكون فيلسوفاً عظيماً أو عالماً أو حتى مجرماً عظيماً"[5]

أما عن علاقة الرجل بالمرأة فهي بالرغم من أن لها هذه الجذور لكن الثورة الصناعية التي أخرجت المرأة من بيتها وجعلتها شريكة للرجل في الكسب وأعطتها الاستقلال المادي، ولكن لم تحقق مساواة حقيقية بمعايير الغربيين أدى إلى ظهور ما يسمى بدعوة تحرير المرأة وكان أول ظهور لها في منتصف القرن الثامن عشر بظهور كتاب ماري ولستونكرافتMary Wollstoncraft وكانت هذه الحركة ترى أن المرأة قادرة على القيام بأي عمل يقوم به الرجل ولذلك لا بد أن تحصل على الأجرة نفسها. ومع كل الجهود التي بذلتها الحركة فإن المرأة لا تزال تعاني في المجتمعات الغربية وهذا ما تقوله دائرة المعارف البريطانية بأن المرأة ما تزال تحصل على أدنى الأجور وتحتل الطبقة الدنيا من المجتمع.[6]

وقد كتب كثير من عقلاء الغرب حول الفروق الحقيقية بين الرجل والمرأة في الخلق والتكوين، وأن هذا الفرق ليس سبباً لتفوق الرجل وسيطرته واستبداده بالمرأة ولكنها فروق يجب أخذها في الاعتبار فهذا البروفسور ستيفن جولدبيرج قد كتب يقول محذراً " الرجال ليسوا أفضل من النساء، ولكنهم مختلفون، إن المخ لدى الرجل يعمل بطريقة مختلفة عن مخ المرأة، وإن الرجال والنساء من ذوي المستوى الذكاء المتساوي يميل الرجال إلى تسجيل درجات أعلى في حل المشكلات المنطقية والتحليلية بينما يكون أداء النساء أعلى في المهارات الشفهية." ويضيف بأن النساء لديهن وعي عاطفي أعظم حتى قبل أن يكون لهن أولاد وإن البنات الصغيرات في الشائع أكثر وعياً وحساسية لمزاج الوالدين من الأولاد الصغار.[7]

ويرى كارليل في كتابه  الإنسان ذلك المجهول بأن الاختلافات الموجودة بين الرجل والمرأة لا تأتي من الاختلاف  الخاص بالأعضاء التناسلية ووجود الرحم والحمل أو من نوع التعليم. إن هذه الاختلافات ذات طبيعية جوهرية. إنها تأتي من الاختلاف الأساسي في الخلايا ومن تلقيح الجسم كله بالمواد الكيميائية التي تفرزها المبايض. ولقد أدى الجهل بهذه الحقائق لدى دعاة (الأنثوية) إلى المطالبة بنوع واحد من التعليم لكلا الجنسين وكذلك المطالبة بقوة واحدة ومسؤوليات متساوية. وفي الحقيقية تختلف النساء بعمق عن الرجال، فكل خلية من جسمها تحمل علامة على جنسها.."[8]

وتؤكد الباحثة المسلمة لمياء فاروقي أن الحركة النسائية تسعى إلى أن توجد المجتمع الموحد الجنس unisex societyحيث لا فرق بين الرجل والمرأة إطلاقاً وترى الفاروقي أن هذا التوجه يجبر الرجل والمرأة على التشكل في قالب واحد يتسم بالجمود والتدمير بدلاً من الأدوار المختلفة التي أعطيت للرجل والمرأة.[9]
وقد ظهر من الباحثين الغربيين من يرى أن المرأة أقل ذكاءً من الرجل فقد كتب البروفسور اتش جي أيزنك H. J. Eysenck  بأنه يشك دائماً بقدرات المرأة الإبداعية فهاهو عدد الشاعرات والأديبات والكاتبات والفنانات أقل كثيراً من عدد الرجال. وهذا الباحث هو الذي ابتكر طريقة قياس الذكاء التي يطلق عليها آي كيوI. Q  يرى أن المرأة أقل ذكاءً من الرجل.[10]

وبذلت الحركة النسائية الأنثوية ( تحرير المرأة) في الغرب جهوداً لا حدود لها ولكنها لم تصل إلى ما أرادت حتى إن دائرة المعارف البريطانية قالت في موضوع مكانة المرأة الاقتصادية بأنها تقبع في  أدنى الدرجات من حيث ما تتقاضاه من أجور وكذلك من حيث المكانة، وأن ما تتقاضاه لا يكاد يزيد عن السبعين بالمائة مما يتقاضاه الرجل.

وإن الناظر لوضع المرأة في المجتمعات الغربية يصيبه الهم والغم لهوانها على أهلها، حتى إن وحيد الدين خان يقول إن الحضارة الغربية بمحاولتها تحقيق المساواة للمرأة فإنها في الحقيقة قدمت لها مكانة غير مساوية على الأبد، و ذكر من المشكلات التي تتعرض لها المرأة ومنها التحرش الجنسي في العمل حتى إن  نسب من يتعرضن للتحرش الجنسي يتجاوز الأربعين في المائة من العاملات في الحكومة الفدرالية الأمريكية وتصل  هذه النسبة إلى درجات أعلى في أماكن أخرى. [11]
وكان للعمل المختلط أثره في زيادة حوادث التحرش الجنسي حيث تذكر الباحثة الأمريكية هيلين فيشر أن الاختلاط يؤدي إلى إيجاد محيط يسبب نوعاً من التهيج"[12] ولم تسلم حتى الشرطيات في بريطانيا من التعرض للتحرش الجنسي من زملائهن حتى إن الحكومة البريطانية كلفت مؤسسة بحثية لدراسة هذه القضية.[13]
وقد قامت المعاهد المتخصصة في الغرب بدراسة آثار الاختلاط في العمل فهذا أحد العاملين بمعهد العلاقات بين الجنسين في مدينة سانتا باربرا بولاية كليفورنيا يقول:" إننا لا يمكننا أن نشرع قانوناً لإبقاء الميول الغريزية خارج نطاق العمل فهذه الميول جزء من شخصية الفرد لا تستطيع أن تعطل أداءها بضغطة زر لأنك موجود في العمل."[14]

ولكن الأوروبيين يفيقون أحياناً فيرجعون إلى الحق فقد قامت تجربة في بريطانيا قبل عدة أعوام لفصل الذكور عن الإناث في المدارس الثانوية ، وتوقع كثيرون الفشل لهذه التجربة بل إن البعض نعتها بأنها عودة إلى الخلف ورجعية. ولكن النتائج التي حققتها التجربة أكدت نجاحها.[15]

ولم تكتف المجتمعات الغربية بتعريض المرأة للتحرش الجنسي فإنها تعرضت وما  تزال تتعرض للاغتصاب. ونظراً لأن مسألة الاغتصاب من المسائل الشائعة فإنهم اختلفوا في تعريفها، بل هناك اغتصاب في موعد الغرام وقد تقدم مكتب التحقيقات الفيدرالي بوضع تعريف له[16]. ومن شدة انتشار الاغتصاب أنه لم تنج منه شرطية في لندن اغتصبت في القطار وهي في طريق عودتها إلى منزلها.[17] ومن الإحصائيات الدالة على عظم مصيبة الاغتصاب ما أوردته إحدى الدراسات الصادرة في واشنطن أعدها مركز الضحايا الوطني ومركز الأبحاث ومعالجة ضحايا الاغتصاب أن ثمان وسبعين امرأة يتعرضن للاغتصاب كل ساعة أي بمعدل ستمائة وثلاثة وثمانين امرأة في السنة. وتضيف الدراسة أن 13% من النساء في أمريكا تعرضن للاغتصاب على الأقل مرة واحدة في حياتهن وأن 61 في المائة منهن كن أقل من 18 سنة و29% منهن كن دون الحادية عشرة من العمر كما أن 32% كن بين سن الحادية عشر والسابعة عشر. [18]

 ويمكننا أن نذكر مصيبة أخرى تعيش فيها المرأة الغربية ألا وهي تعرضها للإكراه لتمارس البغاء وهو ما يطلق عليه الرقيق الأبيض ولكن هناك نسبة كبيرة من النساء يمارسن البغاء كمهنة. وإن كانت بعض دول آسيا قد اكتسبت سمعة في انتشار الدعارة لكن ثبت أن الشمال الأمريكي ينافس تلك الدول[19] وقد ذكر محمد صلاح الدين بأن منظمة التجارة الدولية قد أكدت أن ما يقرب من مليوني امرأة  قد تركن بلادهن بحثاً عن العمل فإذ بعصابات تقودهن إلى البغاء أو بائعات خمور في الملاهي الليلة في أوروبا. [20]

ولعلنا لا ننسى أن الحضارة الغربية قد حولت المرأة إلى مجرد شيء يثير الإعجاب والمتعة وفي ذلك يقول الرئيس علي عزت بيجوفتش الذي عرف الغرب عن قرب :" إن الحضارة الغربية قد أحالت المرأة إلى موضع إعجاب أو استغلال، ولكنها حرمت من شخصيتها وهو الشيء الوحيد الذي يستحق التقدير والاحترام، وهذا الموضوع مشهود بشكل مطرد وقد أصبح أكثر وضوحاً في مواكب الجمال أو في مهن نسائية معينة مثل " الموديلات " وفي هذه الحالة لم تعد المرأة شخصية ولا حتى كائناً إنسانياً، وإنما هي لا تكاد تكون أكثر من حيوان جميل.[21]
 

المبحث ا لثاني
الأسرة في الغرب : تكونها وتفككها


ربما كانت بداية تفكك الأسرة الغربية مع الثورة الصناعية التي أخرجت المرأة من بيتها واضطرتها لممارسة كافة المهن التي عمل بها الرجل، ثم بدأت الأسرة تعتمد على الدخل المشترك للرجل والمرأة ثم أصبحت لا تستغني عن هذا الدخل. وكان هو المبرر لظهور حركة ما يسمى بتحرير المرأة منذ ما يزيد على القرنين وزعمت هذه الحركة أن المرأة قادرة على القيام بأي عمل يقوم به الرجل إذا ما أعطيت الفرصة. ولكن ما وصلت إليه المجتمعات الغربية من انهيار الأسرة أدى إلى تراجع هذه الحركة حتى إن كتاباً فرنسيا بعنوان  "أرض النساء"Terre Des Femmes أشار إلى انتقاد إحدى رائدات حركة تحرير المرأة في أمريكا في الستينيات بأنها ترى التراجع عن هذه الحركة عندما أعلنت عام 1982 أنه كان هناك إفراط في تحرير المرأة وهو المسؤول عن أزمة القيم الأخلاقية التي تزلزل أمريكا.[22]

ومن الأمور اللافتة للانتباه في الأسرة الأوروبية تراجع معدلات الإنجاب فقد أعلنت أوروبا نذير الخطر بأن دولاً منها سوف تتلاشى في الربع الأول من القرن الواحد والعشرين [23] ويعلق فهمي هويدي على هذا الأمر بأن هذه المشكلة "ليست مشكلة دنمركية ولكنها مشكلة غربية عامة وأوروبية بالأساس حيث تتحدث الدوائر المعنية الآن عن النتائج المترتبة على تراجع المواليد وزيادة نسبة الشيوخ. " وهذه الزيادة في نسبة الشيوخ سوف تزيد العاطلين عن العمل وتقلل من القوة  القادرة على الإنتاج.[24]

وتؤكد الإحصائيات الرسمية هذه القضية حيث ذكر التقرير السنوي للحكومة البريطانية عام 1993 أن حجم الأسرة البريطانية انخفض من 2.9فرد عام 1971 إلى 2.4 عام 1993 ويشير التقرير إلى أن الأسر البريطانية من أصل هندي أو باكستاني أكبر حجماً. أما عن عدد الأطفال في الأسرة البريطانية فقد وصل إلى 1.8 في بداية الثمانينيات بما في ذلك الأطفال المتبنون.[25]

وربما كانت فكرة تخفيض النسل ناتجة عن النظرة الاقتصادية البحتة وهي أن زيادة النسل ستؤدي إلى كوارث اقتصادية كما زعم صاحب نظرية ازدياد السكان وفقاً للمتوالية الهندسية بينما لن يقابل هذه الزيادة في المواليد زيادة في الموارد. وقد أدى هذا إلى وضع التشريعات التي تحد من الزواج أو تضع العقبات والعراقيل في طريقه حتى إن الإحصائيات تدل على ارتفاع العمر الذي تتزوج فيه النساء ففي إحدى الكانتونات السويسرية بلغ عمر المرأة عندما تتزوج ستة وعشرون عاماً وكان هذا السبب وفقاً لرأي دين برايدل Dean Bridel راعي الكنيسة في مدينة مونترو في انخفاض نسبة المواليد.[26]

وليست مشكلة تدني أفراد الأسرة هي المشكلة الوحيدة التي تواجه الأسرة الغربية عموماً بل إن الأسرة الغربية لم تعد هي الأم والأب معاً بل ازدادت نسبة الأسر التي تتكون من عائل واحد وهذا ما قدمه التقرير البريطاني وأوردته كثير من الصحف العربية التي تنقل بعضاً من الإحصائيات الغربية. فهذه صحيفة عربية تصدر في لندن تعنون تقريراً بما يأتي:" انقراض العائلة التقليدية البريطانية" وفي التقرير تتحدث عن تمزق شمل الأسرة البريطانية حيث انخفضت نسبة الأبناء البالغين الذين يعيشون مع والديهم، وارتفعت نسبة الأبناء الذين يعيشون مع أحد الوالدين، ويقول التقرير (عام 1996م- 1417) إن هذه النسبة بلغت 12 % . ويضيف التقرير أن نسبة الإنجاب بدون زواج وصلت أكثر من 15% ، كما ازدادت نسبة النساء اللاتي يعرضن عن الإنجاب.[27]

وقد انطبق الأمر نفسه تقريباً على الأسرة الأمريكية فقد نشرت صحيفة أمريكية أن نسبة العائلات المكونة من أبوين في الولايات المتحدة قد انخفضت انخفاضاً ملحوظاً في الخمس سنوات الأخيرة بحيث أصبحت عائلة واحدة فقط من بين كل أربع عائلات أمريكية يعيش بينهما الأب والأم في منزل واحد. وتقول الإحصائيات أن نسبة عائلات الأبوين كانت تشكل 40% من نسبة  العائلات الأمريكية في عام 1970 وبحلول عام 1990 انخفضت هذه النسبة إلى 26.3%ووصلت في عام 1995 إلى  22.5%[28]

ويؤكد هذه الإحصائيات ما جاء في كتاب أمريكا اليتيمة  قول المؤلف  "الليلة سينام أربعون في المائة من أطفال أمريكا بعيداً عن المنازل التي يعيش فيها آباؤهم"  ، ويضيف " إن فقدان الأب يعد من أكثر الاتجاهات الديموغرافية(السكانية) إيلاماً لهذا الجيل، فهي السبب الأول لتراجع صحة الطفل في مجتمعنا، وهي الدافع لكثير من المشكلات الاجتماعية من الجريمة إلى عمل الصغار إلى التحرش الجنسي بالأطفال" ويقدم المؤلف بعض الأرقام في هذا المجال وهي كالآتي
- كانت نسبة الأطفال الذين يعيشون مع آبائهم عام 1960 هي 82.4 % وتراجعت هذه النسبة حالياً إلى 61.7%
- كانت نسبة الذين يعيشون بعيداً عن آبائهم عم 1960 هي 17.5% وبلغت هذه النسبة 36,3% عام 1990م.[29]

ويذكر أستاذ سعودي متخصص في الإعلام بعض الحقائق والأرقام عن هذه القضية بقوله:" يوجد في بريطانيا خمسمائة ألف عائلة بدون أب وعشرة آلاف طفل يتيم يتم تبنيهم سنوياً في بريطانيا.[30]
ومن الأسباب التي حطمت العائلة في الغرب ما أطلق عليه المساكنة[31] أو الزواج التجريبي وقد كتبت مجلة النور عن هذه القضية بقولها :" أصبحت حالات الزواج بحكم الواقع حيث يعيش رجل وامرأة تحت سقف واحد دون زواج رسمي، لا تتزايد فحسب بل إنها تتخذ طابعاً ألمانياً خاصاً حيث يسود الالتجاء إلى المحامين لصياغة عقد بين المتعاشرين غير المتزوجين."[32] وهذه القضية ظهرت في مختلف المجتمعات الغربية فهذا المعهد القومي للدراسات الديموغرافية في فرنسا يصف الزواج بأنه " عادة روتينية أقلع عنها الكثيرون وأنه في عام 1997 على سبيل المثال فإن 30% من علاقات التعايش بين رجل وامرأة تتم بدون زواج"[33]

ومن اللافت للانتباه أنه في الوقت الذي تنتشر فيه هذه الرذائل في المجتمعات الغربية يظهر من ينادي بالعودة إلى القيم والأخلاق فقد كتبت مجلة أمريكية تدعو المغنية الأمريكية المشهورة أن تتزوج من الرجل الذي حملت منه وهو مدربها الرياضي. وطالبتها إن كانت حقاً ترغب أن تكون حياتها وفنها" ملتصقة وقريبة من الشعب الأمريكي فعليها أن تتزوج ولا تكون مثلاً للانحراف. " ويذكر محمد صلاح الدين عن صدور كتاب في فرنسا بعنوان (رسالة صغيرة في فضائل كبيرة) أن هذا الكتاب الذي يدعو إلى العودة إلى الأخلاق والفضيلة قد أصبح من الكتب الأكثر مبيعاً في فرنسا مما يدل على " انتشار موجة العودة إلى القيم والأخلاق سواء بين نخبة الفلاسفة والمثقفين أو جمهور الناس على حد  سواء"[34]

وقد ظهرت في أمريكا حركة مشابهة في عهد الرئيس الأمريكي السابق ( بيل كلينتون) الذي قام بتعيين خمسة عشر عضواً في الهيئة الوطنية الاستشارية لإحياء القيم الأخلاقية" ويقول عمر المضواحي إن هذا " التحرك الأخير جاء كرد فعل للمؤشرات الخطيرة التي اجتاحت الحياة الأمريكية بشكل خاص والغربية بشكل عام على الصعيد الأخلاقي لا سيما بين طبقات الشباب ومتوسطى الأعمار الذي لا يأبهون عادة إلى أدنى معايير القيم الأخلاقية في سلوكياتهم اليومية الغارقة في اللهو والفسوق والابتذال."[35]

ويختم المضواحي تقريره بأن مثل هذه التحركات لن تجدي في المجتمعات الغربية وذلك لأن "محرضات العنف والجنس والعنصرية العرقية لا تزال تجوس في وسائل الإعلام والترفيه صباح مساء ، وهي تغذي متلقيها يوماً بعد آخر بكل هذه المعطيات حتى يقع أسيراً لها" ويضيف المضواحي بأن الوقت أصبح مناسباً لنقدم البديل الإسلامي من خلال أدواتنا المؤثرة كالجاليات والأقليات المسلمة والمراكز الإسلامية ليتعرفوا عن قرب على الجانب الأخلاقي الذي يتمتع به الإسلام."[36]
 وتزعم الحركة النسائية ( حركة تحرير المرأة) أن هدفها الأساسي هو " التخلص من أعباء الأسرة، بدعوى أن النظام الأسري ضد طباع البشر ، وأن القيود الاجتماعية هي التي فرضته في إطار الضغوط المستمرة من جانب الرجل لاستعباد المرأة والسيطرة عليها، وتكبيلها بأعباء رعاية الأطفال والواجبات المنزلية."[37]

ولم تكن الحركة النسائية وحدها من حارب الأسرة فإن المجتمع الشيوعي لم يشجع الارتباط الأسرى ورأى أن " شخصية الطفل الذي ينشأ في الجماعة تكون عادة مغايرة أو حتى أيضاً "غير متكيفة" ... بينما الطفل الذي ينشأ" في الأسرة الطبيعية تتميز عادة بضعف الصلات الودية مع العالم الخارجي وتميل إلى الفردية وفقدان الاهتمام بالجماعة مصالحها." وقد ظهرت جماعة في نيويورك تنبذ الأسرة والزواج لمنافاتهما مع الحياة الشيوعية المطلقة ويزعمون أنهم يتبعون ما جاء في الإنجيل " ولا يتزوجون في السماء،  ولا يسمح لهم بالزواج ، وكان الرجل في الجماعة زوجاً لكل نسائها والعكس صحيح ، وأما الأطفال فكانوا يلقون الرعاية والعناية في بيت الأطفال مباشرة بعد فطامهم ولا يمسح لهم بزيارة ذويهم إلاّ مرة واحة أو مرتين في الأسـبوع." [38]

لا شك أن التفكير الشيوعي الذي أخذت به المجمعات الإسرائيلية إنما ينافي الفطرة، وما يزعمونه عن النزعة الفردية التي تظهر في الأطفال الذين يعيشون مع والديهم ليست الأسرة هي المسؤولة وحدها عن هذا الأمر ولكنها فلسفة الرأسمالية والمجتمع الغربي بعامة. أما الطفل الذي يعيش في أسرة مستقرة إنما هو الطفل الذي يكون أكثر فهماً للعالم وتفاعلاً مع الآخرين.

تغير تعريف الأسرة في الغرب:
        رأينا كيف أن الغرب ابتدع مسألة الزواج التجريبي[39] ولكنه لم يكتف بذلك فقد ظهرت موجة تزعمتها الأمم المتحدة في مؤتمراتها المتكررة منذ مؤتمر القاهرة الذي عقد في شهر سبتمبر عام 1994م فكان من أهم الموضوعات تغير تعريف الأسرة فنادى المؤتمر بالاعتراف بزواج المثليين، أي زواج رجل ورجل وامرأة وامرأة. وقد كتب معالي عبد الحميد حمودة بأن الجمعيات الأهلية( غير الحكومية) طالبت المجتمع العالمي بالاعتراف بالزواج بين فتاة وفتاه وأن هذا الاعتراف ضرورة لحماية الأبناء وضمان لمستقبلهم"[40]

وتطورت هذه القضية حتى إن المحكمة العليا قد أصدرت أمرها إلى الحكومة الإقليمية في مقاطعة أونتاريوOntario أن تقوم بتعديل قانون الأسرة خلال ستة أشهر ليتم الاعتراف بزواج اثنين من الجنس نفسه وأن يحصل هؤلاء "الأزواج" على الحقوق والمنافع نفسها التي يحصل عليها الأزواج من جنسين مختلفين. وتقول فاطمة مالك من كندا بأنه قد يستغرب الحديث عن مثل هذه القضية ولكن تعريف الأسرة المعروف في معظم المجتمعات الغربية قد تم التخلي عنه. لم يعد هذا التعريف يعني المرأة والرجل والأطفال، فهناك الأسر ذات العائل الواحد ( الأب أو الأم) وهناك الأسر المكونة من اثنين من جنس واحد. [41]

 وتتساءل الكاتبة لماذا يلجأ الغربيون إلى العلاقات مع الجنس المماثل في حين أنه ليس هناك أية قيود على ممارسة الجنس بين الرجال والنساء قبل الزواج( وبعده) أو العيش دون زواج في مجتمع تبني العري؟ وفي مجتمع كهذا  يعتقد الإنسان أنه لا حاجة لمثل هذه الممارسات ولكن هذا الأمر يحدث. وترى الكاتبة أن الله سبحانه وتعالى خلق التجاذب بين المرأة والرجل ليستمر النوع الإنساني ولكن ثقافة الغرب كان لها تأثير مدمر على تفكير الشعوب الغربية، فعندما تكون الممارسات الجنسية في مجتمع ما دون قيود فإن الناس ينحدرون إلى مادون حياة البهائم ، بل إن البهائم لا تقوم بمثل هذه الممارسات.[42]

الخاتمة
إن ما وصلت إليه حالة الأسرة في المجتمع الغربي إنما هو ناتج عن سلسة من الانحراف والبعد عن منهج الله عز وجل فقد بدأ الغرب بشقية الأوروبي والأمريكي بالعودة إلى جذورهم اليونانية والرومانية واليهودية النصرانية، فوجدوا أن هذا التراث قد أعطى المرأة مكانة دونية واحتقرها ونسب إليها كثيراً من الشرور بل إن بعض رجال الدين النصارى جادل طويلاً هل المرأة لها روح أو لا؟ ثم رأى العالم الغربي ما عليه الإسلام والمسلمون من حضارة ورقي واحترام للمرأة ولكنه لم يتعلم لأن طبيعتة وعقائده لم تسمح له أن يتأثر في هذا الجانب لأنهم أخذوا الجانب المادي فتعلموا علوم المسلمين ونظمهم وإبداعهم في مجال العلم. أما مكانة المرأة فقد ظلت مهينة حتى ذكر أسامة بن منقذ في كتابه الاعتبار أن النصارى ليس لديه غيرة على نسائهم.

هذه الحالة التي وجدت المرأة نفسها فيها لم تتحسن وإنما ازدادت سوءاً حينما ظهرت الرأسمالية والثورة الصناعية التي احتاجت أن يعمل فيها جميع أفراد الأسرة واستمرأت الرأسمالية لعبة زيادة الأسعار وإقناع الناس بالاستهلاك حتى أصبحت الحضارة الغربية تعرف بالحضارة "الاستهلاكية" – مع أنها منتجة أيضاً- فأُخرجت المرأة وأعطيت أجوراً أقل فكان لا بد لها أن تطالب بالمساواة ومن هنا كانت الكارثة فكيف تتم المساواة بين مخلوقين مختلفين تماماً حتى إن كل خلية منها أو من الرجل تعلن عن نفسها؟


ووصلت الحضارة الغربية في تدمير المرأة والأسرة إلى ما هي الحال عليه من التمرد على السنن الربانية وتحطيم مؤسسة الزواج وبالتالي تحطيم الأسرة والعزوف عن الزواج وغير ذلك مما مر معنا في الصفحات الماضية. فهل لنا أن نتقدم كما أمرنا ربنا سبحانه وتعالى في قوله } وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً{ فنؤدي مقتضى هذه الشهادة بأن ندعو الناس إلى خلاصهم بما جاء به الإسلام من جعل " النساء شقائق الرجال" وكما قال الحق سبحانه وتعالى} ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف {. فهل نقوم بواجبنا والله الموفق والحمد لله رب العالمين.


المراجع العربية والأجنبية
* تفسير القرطبي ، من برنامج إلكتروني من شركة الحادي.
* "انقراض العائلة البريطانية التقليدية" في الشرق الأوسط ، العدد 6514 في 16 جمادى الأولى 1417هـ (28/9/ 1996م).
* تركي العيّار . " الطفولة في الغرب"  في عكاظ ، العدد 11141 ، 9شوال 1417هـ، 16فبراير 1997م.
* توماس كارليل. الإنسان ذلك المجهول. ترجمة- المجهول . ترجمة شفيق أسعد فريد (بيروت: مؤسسة المعارف، 1974م)  
* الحياة، العدد 11534 في 14/5/1415 هـ وانظر تعليقات محمد صلاح الدين في جريدة المدينة المنورة العدد 11500 في 20 ربيع الآخـر 1415. هـ.
* عاصم حمدان. " الغرب وتجربة التعليم المختلط " في المسلمون، عدد 502 في 11 ربيع الآخر 1415، 16 سبتمبر 1994م
* عبد القادر طاش. "وشاهد آخر من الصين." في المدينة المنورة عدد 12242 في 4 جمادى الآخرة 1417هـ(16 أكتوبر 1996م)
*  عصام مدير وأنس فودة. "مجلة أمريكية تفضح أجواء العمل المختلط" في المسلمون. العدد 601 ، 25 ربيع الأول 1417هـ(9 أغسطس 1996م)
* علي عزت بيجوفيتش، الإسلام بين ا لشرق والغرب ، ترجمة يوسف عدس( الكويت وألمانيا: مجلة ا لنور ومؤسسة بافاريا ، 1414هـ ص 264.
* عمر المضواحي. " اتجاهات غربية للعودة للقيم الأخلاقية" في المسلمون ، عدد 599 في 11 ربيع الأول 1417هـ( 26 يوليه 1996م).
* الشرق الأوسط. عدد 6473 ، 4 ربيع  الآخر 1417 ( 8 أغسطس 1996م)
* الشرق الأوسط ، عدد 6494 في 8 /9/ 1996م.
* محمد صلاح الدين. " زاوية الفلك يدور بدون عنوان" في المدينة المنورة العدد 9171 في 23 ذي الحجة 1412هـ
* محمد صلاح الدين . " معايير أخلاقيات الغرب." في المدينة المنورة عدد 12254 في 16 جمادى الآخرة 1417هـ( 28 أكتوبر 1996م)
* محمد صلاح الدين ." تزوجي 00 يا مادونا!" في المدينة المنورة ، العدد 12129 في 9 صفر 1417هـالموافق 25 يونيه 1996م
* محمد مختار. "الأسرة في الإسلام والغرب." في مجلة النبأ ، العدد 64 رمضان 1422هـ كانون الأول 2001م.
* "المفوضية  الأوروبية تدق ناقوس الخطر" في الشرق الأوسط. عدد 6307 في 15 شوال 1426هـ( 5 مارس 1996م)
* معالي عبد الحميد حمودة. ومن نتائج مؤتمر السكان الزواج بين فتاتين!!" في مجلة الدعوة ، العدد 1461 في 1 جمادى الأولى 1415هـ 6 أكتوبر 1994م.
* ميشال بارت وماري كنتوش. الأسرة الهامشية. ترجمة منى الركابي باسيل، (بيروت: دار الحداثة، 1983م) ص 46 و47.
* " الناس في الغرب: مليون عقد زواج غير شرعي في ألمانيا" في مجلة النور ، السنة الخامسة العدد 51 في ربيع الآخر 1408، كانون الأول 1987م. ص 70-71.
* فهمي هويدي ." الشعب الدنماركي مهدد بالانقراض: الشيوخ قادمون والمجتمعات الغربية تدفع ثمن انفلاتها" في مجلة المجلة ، العدد 891 في 9-15 مارس 1997م.
 
المراجع الأجنبية
* Encyclopaedia Britanica
* David Blankenhorn.Fatherless America.( New York: Basic Books,1995)p 1& 18.
* Elisabeth Paquoi. Terre Des Femme: Panorama de la situation des femmes dans le monde.( Paris: La Decouverte/maspero Boreal Express 1982) p 206.
* Etienne van de Walle. “ Marriage and marital Fertility “ in Population  and Social Change edited by  D.V. Glass and Roger Revelle (eds).
* Fatima Malik “ Social ‘freedoms’ leading to breakdown of family values in the west.”in Muslimmedia. (Internet site) August 16-31,1999.
* General Household Survey 1993( London : British Government Press)
* Lois Lamya’ Al Faruqi . “ Islamic Traditions and the Feminist Movement: Confrontaion or Cooperation.” In The Islamic Quartely. Vol.XXVII, (No.1) First Quarter 1983 .pp 132-139.
* Maulana Wahiduddin Khan. Woman Between Islam and Western Society. (Kharchi: Hafiz&Sons, 2001)
* Sara Crichton” Sexual Correctness has it gone too far.” Newsweek, October 25 , 1993
* The Times (London)  July 9th, 1994.

---------------------------------------------------
[1] -Maulana Wahiduddin Khan.Woman Between Islam and Western Society. (Kharchi: Hafiz&Sons, 2001)p 17.
[2] -سورة البقرة  آية 36.
[3] - تفسير القرطبي ، من برنامج إلكتروني من شركة الحادي.
[4] - سورة الحديد آية 29.
[5] -ibid. p 22.
[6] -Encyclopaedia Britanica
[7] -Daily Express (London) July 4, 1977 quoted from Wahiduddin Khan , op.cit., p30
[8] - توماس كارليل. الإنسان ذلك المجهول . ترجمة شفيق أسعد فريد( بيروت: مؤسسة المعارف، 1974م)  ص
[9] - Lois Lamya’ Al Faruqi . “ Islamic Traditions and the Feminist Movement: Confrontaion or Cooperation.” In The Islamic Quartely. Vol.XXVII, (No.1) First Quarter 1983 .pp 132-139.
[10]- Khan, Op.cit.,p 32 quoting Illustrated Weekly of India (Bomby) April 2, 1978.
[11] - ibid, p 32.
[12] - عصام مدير وأنس فودة. " مجلة أمريكية تفضح أجواء العمل المختلط" في المسلمون. العدد 601 ، 25 ربيع الأول 1417هـ(9 أغسطس 1996م)
[13] -The Times (London)  July 9th, 1994.
[14] - عصام مدير وأنس فودة ، المرجع نفسه.
[15] - عاصم حمدان. " الغرب وتجربة التعليم المختلط " في المسلمون، عدد 502 في 11 ربيع الآخر 1415، 16 سبتمبر 1994م وانظر عبد القادر طاش . " وشاهد آخر من الصين." في المدينة المنورة عدد 12242 في 4 جمادى الآخرة 1417هـ(_ 16 أكتوبر 1996م) حيث تحدث عن تجربة في الصين للعودة إلى المدارس غير المختلطة.
[16] - Sara Crichton" Sexual Correctness has it gone too far." In Newsweek, October 25 , 1993
[17] - الشرق الأوسط. عدد 6473 ، 4 ربيع  الآخر 1417 ( 8 أغسطس 1996م)
[18] - محمد صلاح الدين. " زاوية الفلك يدور بدون عنوان" في المدينة المنورة العدد 9171 في 23 ذي الحجة 1412هـ
[19] -- الشرق الأوسط ، عدد 6494 في 8 /9/ 1996م.
[20] - محمد صلاح الدين . " معايير أخلاقيات الغرب." في المدينة المنورة عدد 12254 في 16 جمادى الآخرة 1417هـ( 28 أكتوبر 1996م)
[21] - علي عزت بيجوفيتش، الإسلام بين ا لشرق والغرب ، ترجمة يوسف عدس( الكويت وألمانيا: مجلة ا لنور ومؤسسة بافاريا ، 1414هـ ص 264.
[22] - Elisabeth Paquoi. Terre Des Femme: Panorama de la situation des femmes dans le monde.( Paris: La Decouverte/maspero Boreal Express 1982) p 206.
[23] - المفوضية  الأوروبية تدق ناقوس الخطر" في الشرق الأوسط. عدد 6307 في 15 شوال 1426هـ( 5 مارس 1996م)
[24]- فهمي هويدي .الشعب الدنماركي مهدد بالانقراض: الشيوخ قادمون والمجتمعات الغربية تدفع ثمن انفلاتها" في مجلة المجلة ، العدد 891 في 9-15 مارس 1997م.
[25] - General Household Survey 1993( London : British Government Press)
تم تغيير اسم هذا التقرير إلى العيش في بريطانيا Living in Britain 
[26] - Etienne van de Walle. “ Marriage and marital Fertility “ in Population  and Social Change edited by  D.V. Glass and Roger Revelle (eds).
[27] - انقراض العائلة البريطانية التقليدية" في الشرق الأوسط ، العدد 6514 في 16 جمادى الأولى 1417هـ (28/9/ 1996م)
[28] - الحياة، العدد 11534 في 14/5/1415 هـ وانظر تعليقات محمد صلاح الدين في جريدة المدينة المنورة العدد 11500 في 20 ربيع الآخر 1415هـ
[29] -David Blankenhorn.Fatherless America.( New York: Basic Books,1995)p 1& 18.
[30] -تركي العيّار . " الطفولة في الغرب"  في عكاظ ، العدد 11141 ، 9شوال 1417هـ، 16فبراير 1997م.
[31] -مصطلح أطلقته إحدى القنوات الفضائية العربية وهي تناقش هذه القضية في بلد عربي – يزعمون أنه متفتح- وكأني بهم كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ولو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال ( فمن إذن؟)
[32] - " الناس في الغرب: مليون عقد زواج غير شرعي في ألمانيا" في مجلة النور ، السنة الخامسة العدد 51 في ربيع الآخر 1408، كانون الأول 1987م. ص 70-71.
[33] -محمد مختار. "الأسرة في الإسلام والغرب." في مجلة النبأ ، العدد 64 رمضان 1422هـ كانون الأول 2001م.
[34] -محمد صلاح الدين ." تزوجي 00 يا مادونا!" في المدينة المنورة ، العدد 12129 في 9 صفر 1417هـالموافق 25 يونيه 1996م
[35] -عمر المضواحي. " اتجاهات غربية للعودة للقيم الأخلاقية" في المسلمون ، عدد 599 في 11 ربيع الأول 1417هـ( 26 يوليه 1996م) ومن العجيب أنهم في الوقت الذي تظهر لديهم مثل هذه الجمعيات يتزعمون الأمم المتحدة وبرامجها التي تسعى إلى إفساد الأخلاق وإشاعة الفاحشة وأخيراً أطلقت أمريكا إذاعتها بشكل جديد ( شبابي) – كما يزعمون_ مليئة بالبرامج الداعية إلى الخلاعة والمجون.
[36] - المرجع نفسه
[37] - مختار ، مرجع سابق.
[38] - ميشال بارت وماري كنتوش. الأسرة الهامشية. ترجمة منى الركابي باسيل، (بيروت: دار الحداثة، 1983م) ص 46 و47.
[39] - وُجِد هذا الزواج التجريبي في الولايات المتحدة الأمريكية قبل أكثر من ثلاثين سنة  وقد عرفت ذلك من أمريكي سكن إلى جواري في شقة في أمريكا وكانت تعيش معه فتاة قالا إنهما يتعارفان ويخططان للزواج إن نجحت التجربة. وقد نشرت مجلة ريدز دايجست Digest’ Readers  مقالة بعنوان ( هل تقبلين أن تعيش ابنتك مع رجل دون زواج؟ وهذه المجلة تعتبر متحشمة ولكنها لم تجد مفراً من الكتابة في موضوع أصبح شائعاً جداً.
[40] - معالي عبد الحميد حمودة. ومن نتائج مؤتمر السكان الزواج بين فتاتين!!" في مجلة الدعوة ، العدد 1461 في 1 جمادى الأولى 1415هـ 6 أكتوبر 1994م.
[41] - Fatima Malik “ Social ‘freedoms’ leading to breakdown of family values in the west.”in Muslimmedia. (Internet site) August 16-31,1999.
[42] - Ibid.
 

د. مازن  مطبقاني
  • الكتب والبحوث
  • المقالات
  • مقالات حول الاستشراق
  • تقارير المؤتمرات
  • دراسات الغرب - الاستغراب
  • للتواصل مع الدكتور
  • الصفحة الرئيسية