صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







وقفات شرعية مع تصريحات المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية

د. مهران ماهر عثمان

 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على خاتم الأنبياء وسيد المرسلين وقدوة المتقين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد ؛
فلقد قدّم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية مذكرة تقضي باعتقال الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير ، باعتباره القائد لقوات الشعب المسلحة ، والتي تمارس –على حد قول المدعي العام- جريمة إبادة شعب بأكمله في دارفور، وهذه وقفات مع تصريحات المدعي العام للمحكمة الدولية :

أولاً:

لا يجوز تسليم مسلم لمثل هذه المحكمة، ولو كان قائدا لحركة مسلحة في دارفور؛ فضلا عن رئيس البلاد، وذلك لستة أدلة:
الأول: لا ريب أنّ التحاكم إلى مثل هذه المحاكم من التحاكم إلى الطاغوت، وقد قال تعالى :{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدً} [النساء :60] .
قال الإمام الطبري رحمه الله :" {ألم تر} : يا محمد – بقلبك فتعلم -إلى الذين يزعمون أنهم صدقوا بما أنزل إليك من الكتاب، وإلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل من قلبك من الكتب، يريدون أن يتحاكموا في خصومتهم إلى الطاغوت، يعني إلى من يعظمونه ، ويصدرون عن قوله ، ويرضون بحكمه من دون حكم الله ، {وقد أمروا أن يكفروا به} ، يقول: وقد أمرهم الله أن يكذبوا بما جاءهم به الطاغوتُ الذي يتحاكون إليه، فتركوا أمرَ الله واتبعوا أمر الشيطان، {ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيدً} ، يعني: أن الشيطان يريد أن يصدَّ هؤلاء المتحاكمين إلى الطاغوت عن سبيل الحق والهدى، فيضلهم عنها ضلالا بعيدًا ، يعني: فيجور بهم عنها جورًا شديدًا" [تفسير الطبري : (ج 8 / ص 507)].
والسودان ليس بملزم بقرارات هذه المحكمة ، فهو ليس من الدول المنتظمة في سلكها ، ولا المنضوية تحت رايتها.
الثاني : قول الله تعالى :{وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيل} والآية تتناول أموراً ثلاثةً:
1- لن يجعل الله للكافر سبيلا وحجة في الآخرة، قال الطبري رحمه الله :" ذلك وعدٌ من الله المؤمنين أنه لن يدخل المنافقين مدخلَهم من الجنة، ولا المؤمنين مدخَل المنافقين، فيكون بذلك للكافرين على المؤمنين حجة بأن يقولوا لهم إن أدخلوا مدخلهم: ها أنتم كنتم في الدنيا أعداءَنا، وكان المنافقون أولياءنا، وقد اجتمعتم في النار، فجمع بينكم وبين أوليائنا! فأين الذين كنتم تزعمون أنكم تقاتلوننا من أجله في الدنيا؟ فذلك هو"السبيل" الذي وعد الله المؤمنين أن لا يجعلها عليهم للكافرين" [تفسير الطبري : (9/324)] .
2- لن يسلط الكفار على المسلمين بحيث يمحى الإسلام لأن الغلبة والظهور والعاقبة لهذا الدين.
3- لا يمكَّن كافر من مؤمن، قال ابن كثير رحمه الله :"وقد استدل كثير من العلماء بهذه الآية الكريمة على أصح قولي العلماء، وهو المنع من بيع العبد المسلم من الكافر؛ لما في صحة ابتياعه من التسليط له عليه والإذلال" [تفسير ابن كثير 2/437]، فلا شك أنّها دالة على تحريم تسليم مسلم لهم.
الثالث : قول نبي الله صلى الله عليه وسلم:«الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ ، وَلَا يُسْلِمُهُ» [الشيخان] ، والمعنى: لا يسلمه للأعداء، بل ينصره عليهم . وقال البخاري في صحيحه :" بَاب لَا يَظْلِمُ الْمُسْلِمُ الْمُسْلِمَ وَلَا يُسْلِمُهُ".
الرابع: كل حديث أوجب فيه النبي صلى الله عليه وسلم نصرة المسلم، كمثل حديث البخاري : «انصر أخاك ظالما أو مظلوما».
الخامس : كل نص حرم فيه النبي صلى الله عليه وسلم خذلان المسلم، نحو قوله صلى الله عليه وسلم :«الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ».
السادس: النصوص التي أوجب فيها نبي الله صلى الله عليه وسلم فكاك الأسير، نحو : «فكوا العاني» [البخاري].

ثانياً :

مثل هذه القرارات التي يُراد بها تمزيق وحدة الأمة الإسلامية ، من هذه المحاكم ومن غيرها من هيئات الكفر ليس بغريب، فلقد أخبرنا الله بكيد عدونا ، قال تعالى : { وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة :120] ، وقال :{ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُو} [البقرة :217] ، فجاء التعبير بالمضارع الدال على الاستمرارية والديمومة ، فهذا دأبهم إلى أن تزول الدنيا ، لا سبيل لإرضائهم إلا باتباع ما هم عليه من الكفر والهوى..
لن ترضيهم اتفاقية الشؤم التي تم التوقيع عليها ..
ولن يرضيهم السماح ل 27.000 جندي أجنبي بدخول دارفور ..
وقال الله :{ملَّتهم} ولم يقل : ملتيهم ؛ لأنّ الأمر إذا تعلق بحرب الإسلام كانوا يداً واحدةً .
ومن حقنا أن نتساءل : أين هذه المحكمة من جرائم أمريكا في غوانتانامو وأبي غريب سابقاً وفي باقي أرض العراق وأفغانستان ؟ وأين هي من ممارسات العدو الصهيوني تجاه إخواننا في فلسطين ؟
وهذا يقود إلى الوقفتين التاليتين ..

الثالثة :

من العبث محاولة إرضاء هؤلاء .. أمثال هؤلاء الذين نذروا حياتهم لتقويض حياض الإسلام لا يفهمون إلا لغة واحدة ؛ هي لغة الجهاد في سبيل الله ، والله ، ثم والله ، ما حلّ بنا هذا الذل والصغار والبؤس الذي نتجرع كأسه كل ساعة إلا بعد أن أغمدنا سيف الجهاد في سبيل الله .
أما آن لنا أن نصدق نبينا صلى الله عليه وسلم القائل :«إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ» [أبو داود] ؟
إن الله وعد بإظهار دينه ولو كره المشركون في ثلاثة مواضع في القرآن الكريم :
في سورة التوبة[33] { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}.
وفي سورة الفتح [28] :{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدً} .
وفي سورة الصف [9] :{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} .
وإذا تدبرت هذه الآيات وجدت أنّ آيات الجهاد أحاطت بها إحاطة الأم برضيعٍ قذف بنفسه بين أحضانها ..
فقبل آية التوبة :{ قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة:29] .
وبعدها : { وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة:36] .
وقبل آية الفتح :{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح:18] وإنما كانت البيعة على القتال .
وبعدها :{ محَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ} [الفتح:29] أي في معامع القتال ومواقع النزال .
وقبل آية الصف :{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ} [الصف:4] ، وبعدها :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [الصف10-11] .
وذلك دال على أنّه لا سبيل إلى إعلاء كلمة لا إله إلا الله إلا بسل سيف الجهاد في سبيل الله تعالى ، فتأمَّل ذلك.

رابعاً :

هذا كيد عدونا بنا ، لا يريدون استقراراً لهذا البلد ولا لغيره ، وهذا يقود إلى تطبيق عقيدة البراء منهم ، وهي من فرائض ديننا ..
قال تعالى :{ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة:4] .
" يعني : وقد شُرعت العداوة والبغضاء من الآن بيننا وبينكم ، ما دمتم على كفركم فنحن أبدًا نتبرأ منكم ونبغضكم ، {حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ } ، أي : إلى أن تُوحدوا الله ، فتعبدوه وحده لا شريك له، وتخلعوا ما تعبدون معه من الأنداد والأوثان" [تفسير ابن كثير : (ج 8 / ص 87)] .

خامساً :

لست أريد أن أتهم أحداً أو أن أبرء ساحته ، فنحن دعاة لا قضاة ، ولكن من التنبهات المهمات أنّ الحاكم إذا اعتدى على شخص بقتل فما دونه فالواجب أن يمكن المظلوم من استيفاء حقه ، والمتأمل في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجد أنه عرض نفسه للقصاص وهو في آخر أيامه ، ففي الجامع الكبير للطبراني المعجم الكبير للطبراني عَنِ الْفَضْلِ ابن عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، فَوَجَدْتُهُ مَوْعُوكًا قَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ، فَقَالَ:«خُذْ بِيَدِي يَا فَضْلُ» , فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمِنْبَرِ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:«صَحْ فِي النَّاسِ», فَصِحْتُ فِي النَّاسِ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:«أَيُّهَا النَّاسُ، أَلا إِنَّهُ قَدْ دَنَا مِنِّي حُقُوقٌ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ، فَمَنْ كُنْتُ جَلَدْتُ لَهُ ظَهْرَهُ فَهَذَا ظَهْرِي فَلْيَسْتَقِدَّ مِنْهُ، أَلا وَمَنْ كُنْتُ شَتَمْتُ لَهُ عِرْضًا فَهَذَا عِرْضِي فَلْيَسْتَقِدَّ مِنْهُ، أَلا لا يَقُولَنَّ رَجُلٌ إِنِّي أَخْشَى الشَّحْنَاءَ مِنْ قِبَلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَلا وَإِنَّ الشَّحْنَاءَ لَيْسَتْ مِنْ طَبِيعَتِي وَلا مِنْ شَأْنِي، أَلا وَإِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ مَنْ أَخَذَ حَقًّا إِنْ كَانَ لَهُ، أَوْ حَلَّلَنِي فَلَقِيتُ اللَّهَ وَأَنَا طَيِّبُ النَّفْسِ، أَلا وَإِنِّي لا أَرَى ذَلِكَ مُغْنِيًا عَنِّي حَتَّى أَقُومَ فِيكُمْ مِرَارًا»، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ عَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَعَادَ لِمَقَالَتِهِ فِي الشَّحْنَاءِ .
ولما عدل صفوف أصحابه يوم بدر ، كان في يده قدح يعدل به القوم ، فمر بسواد بن غزية وهو بارز من الصف ، فطعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقدح في بطنه ، وقال : « استو يا سواد » فقال : يا رسول الله أوجعتني ، وقد بعثك الله بالعدل ، فأقدني . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم « استقد » . قال : يا رسول الله إنك طعنتني وليس علي قميص ، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه ، وقال : « استقد » ، فاعتنقه ، وقبل بطنه ، فقال صلى الله عليه وسلم : «ما حملك على هذا يا سواد» ؟ قال : يا رسول الله ، حضرني ما ترى ، ولم آمن القتل ، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم له بخير.
وإن ظلم الحاكم ولم يخضع لحكم الله فهذا لا يسوغ الخروج عليه كما سبق تقريره مراراً ، وعند الله تجتمع الخصوم .
أما أن يُسلِّم مسلم أخاه لعدوه فهذا ما قال به أحد من الجاهلين ولا العالمين .

سادساً :

من أهم المهمات وأولى الأولويات : أن نكون صفاً واحداً لتفويت الفرصة على أعدائنا ، قال الله لنا :{ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46] .
وعلينا أن ندرس بجد عوامل النصر على الأعداء لنُعمِلَها في أنفسنا .

سابعاً :

أما آن للأمة الإسلامية أن تكون صفاً واحداً في وجه عدوها ..
بالأمس فلسطين ، واليوم العراق وأفغانستان ، وغداً السودان ، وبعده ...
"خطب علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فقطع الخوارج عليه خطبته ، فنزل فقال: إن مثلي ومثل عثمان كمثل أثوار ثلاثة، أحمر وأبيض وأسود، ومعهم في أجمة أسد، فكان كلما أراد قتل أحدهم منعه الآخران، فقال للأسود والأحمر: إن هذا الأبيض قد فضحنا في هذه الأجمة فخليا عنه حتى آكله، فخليا عنه فأكله، ثم كان كلما أراد أحدهما منعه الآخر ، فقال للأحمر: إن هذا الأسود قد فضحنا في هذه الأجمة، وإن لوني على لونك فلو خليت عنه أكلته ، فخلى عنه الأحمر فأكله، ثم قال للأحمر: إني آكلك، فقال: دعني حتى أصيح ثلاث صيحات، فقال دونك، فقال: ألا إني إنما أكلت يوم أكل البيض -ثلاثا - ، فلو أني نصرته لما أكلت . ثم قال علي: وإنما أنا وهنت يوم قتل عثمان، ولو أني نصرته لما وهنت -قالها ثلاثا- "[البداية والنهاية :(ج 7 / ص 216)] .

أسأل الله أن يرد كيد عدونا ، وأن يعزنا .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


د. مهران ماهر عثمان
خطيب مسجد خالد بن الوليد بأركويت (63)
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
د. مهران ماهر
  • الخطب المنبرية
  • المقالات
  • البحوث
  • الردود
  • برامج إذاعية
  • المواعظ والدروس
  • الصفحة الرئيسية