صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







رسالة لإخواننا السائقين (1)

د. مهران ماهر عثمان

 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، ونصلي ونسلم على خير المرسلين وسيد الأولين والآخرين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد ؛
فهذه نقاط إلى إخواننا وآبائنا السائقين تشتمل على بعض الأمور المهمة ، نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ..

1/ أخي السائق : ما أنت فيه من السعي لطلب الرزق الحلال نعمة عظيمة ، فقد أمر الله تعالى بتحري الحلال والسعي لتحصيله فقال : { كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } [طه : 81] ، فاستشعر هذه النعمة ، واشكر الله عليها يزدك من خيره وفضله .

2/ كان من هدي نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم إذا بدأ في الركوب أن يقول : ((بسم الله)) . ثم يقول إذا ركب :((الحمد لله { سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين * وإنا إلى ربنا لمنقلبون } الحمد لله الحمد لله الحمد لله ، الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، سبحانك اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)) [أبو داود].

3/ كثير من السائقين _أصلحهم الله – يعلقون صوراً فاضحة يستحي الكريم منها ! أتعلم – أخي- أنَّ هذه الصور إذا تسببت في إثارة غريزة أحد وأشبعها بحرام فلك مثل وزره ، ومن نظر إليها كذلك ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:((من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً)) [صحيح مسلم] . فكم من الناس أضلهم متخذ هذه الصور ؟

4/ لا شكَّ أنَّ الغناء محرم ويجب على الإنسان أن ينزه نفسه عنه ، قال صلى الله عليه وسلم :((في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف)) . فقال رجل : ومتى ذاك ؟ قال : ((إذا ظهرت القَيْناتُ والمعازف ،وشربت الخمور)) [الترمذي] . الخسف : أن تبلع الأرض بعض أجزائها بمن فيها ، والمسخ : تحويل الصورة ، والقذف : الرمي بالحجارة ، والقينات : المغنيات ، والمعازف : آلات العزف الموسيقية .
والأفضل لإخواننا السائقين أن يستبدلوا أشرطة الغناء بأشرطة القرآن الكريم ، والمحاضرات الإسلامية الهادفة . هل تعلم –أخي- أنَّ أي راكب استفاد من الشريط النافع عندك لك مثل أجره ؟ وأنَّ المحاضِر إذا ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم فصلى الناس عليه لك مثل أجورهم ؟ والعكس بالعكس فيما يتعلق بأشرطة الغناء .

5/ مدح النبي صلى الله عليه وسلم بما هو فيه جائز ، ولكن مدحه بالدُّفِ وآلات العزف ، وبكلام فيه غلوٌّ لا يجوز .

6/ بعض السائقين يُعلِّق حذاء طفل في سيارته ، أو حبات (الكمون) الأسود ، أو صورة عينٍ ؛ للوقاية من العين . وهذا شرك بالله ؛ لقول حبيبنا صلى الله عليه وسلم :((من عَلَّق تميمةً فقد أشرك)) [مسند أحمد] . والواجب أن يتوكل الإنسان على الله ، ويتخذ الأسباب المشروعة ، كأذكار الصباح والمساء التي تجدها في كتيب (حصن المسلم) .
ولا يفوتنا أن نشير إلى خطأ من يتخذ حجراً إذا ركبت معه امرأة بمفردها .. فماذا يغني الحجر عن القدر ؟ فهذه وثنيات ينبغي للمسلم أن يربأ بنفسه عنها .
كما تجدر الإشارة إلى أن تعليق صور بعض المشايخ للوقاية من العين وللحفظ نوع من الشرك كما في الحديث السابق .

7/ الصلاة عماد الدين ، فالسائق الحريص على دينه هو الذي يحافظ عليها في المساجد ولو أدى ذلك إلى تأخره أو خروجه من (النمرة) . فإن أبى أن يصلي في المسجد فلا أقل من أدائها قبل أن يخرج وقتها . قال الله تعالى: { فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} [النساء: 103] .

8/ أفضل القربات عند الله : حسن الخلق . قال صلى الله عليه وسلم :((إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم)) [أبو داود] . والملاحظ أنَّ كثيراً من السائقين ضيق الخلق ، بذيء اللسان . فالواجب أن نتحلى بالصبر والأخلاق الحسنة في معاملة الناس ؛ ومن بدأنا بسوء عفونا عنه لله تعالى :{فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى:40] .

9/ من السلوك غير الحضاري : التسابق الذي نراه بين بعض السائقين ، والتهور في القيادة ، والتحدث بالجوال أثناء القيادة . وهذا ما سبب كثيراً من الحوادث المرورية . فالتقيُّد بقوانين المرور والحفاظ على سلامتك وسلامة الركَّاب أمر متعيِّن .

10/ الأمانة خلق حميد ، يجب أن يتعامل به السائق مع صاحب المركبة ؛ لئلا يكون في ذمتك مظلمة لأحد أمام الله تعالى . فكن صادقاً معه في تعاملك فهو أبرك لرزقك .

11/ التلاعب بأعراض المسلمين من المحرمات التي تدل على خِسَّةِ أصحابها ، وليعلم : أنَّ من تلاعب بأعراض المسلمين فسيُقيَّض له من يتلاعب بعرضه .

12/ من أهمِّ الواجبات : غض البصر . قال تعالى :{ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} [النور:30] . والسائق تعرض له كثير من الفتن في طريقه ، وخير سبيل للوقاية منها : غض البصر .


13/ العبارات الخليعة التي تُكتب على مؤخرة الحافلات أمر منكر وبذيء ، فعلى المسلم أن لا يفعل ما يقدح في مروءته .

14/ ليحرص إخواننا السائقون على استثمار وقت انتظارهم في (النمرة) بما يعود عليهم بالنفع ، فأكثِر – أخانا الحبيب- من الاستغفار ، ومن ذكر الله ، والتلاوة ، والاستماع للأشرطة النافعة أو لإذاعة الفرقان القرآنية على الـ FM .
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده المُبشرين الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، أولئك الذين هداهم الله ، وأولئك هم أولوا الألباب ، وصلِِّّ اللهم وسلم على نبينا وسيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
د. مهران ماهر
  • الخطب المنبرية
  • المقالات
  • البحوث
  • الردود
  • برامج إذاعية
  • المواعظ والدروس
  • الصفحة الرئيسية