صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







وقفات مع الأذكار والدعوات
(2)
حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم

د. مهران ماهر عثمان

 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: "من قال إذا أصبح وإذا أمسى: حسبي الله، لا إله إلا هو، عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم سبع مرات، كفاه الله ما أهمه"([1]).
هذا موقوف على أبي الدرداء  رضي الله عنه ، ولكن له حكم الرفع؛ لأنه لا يقال عن رأي واجتهاد، قال المنذري رحمه الله: "رواه أبو داود هكذا موقوفاً، ورفعه ابن السني وغيره، وقد يقال: إن مثل هذا لا يقال من قبل الرأي والاجتهاد، فسبيله سبيل المرفوع"([2]).
وقد رُوي الأثر وفي بعض رواياته: "صادقا بها أو كاذباً"، ولا يمكن أن يؤجر شخص على أمر لا يصدِّقُه كما قال أهل العلم، فهذه الرواية لا شك في عدم صحتها، لا من ناحية الإسناد، ولا من ناحية المعنى.
قوله: "حسبي الله"
أي: كفايتي من الله.
"لا إله إلا هو"
لا معبود بحق إلا هو سبحانه.
"عليه توكلت"
 فوضت أمري إليه.
"وهو رب العرش العظيم"
وقد بين النبي  صلى الله عليه وسلم  ما يدل على عظمة عرش الرحمن بقوله: «ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، و فضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة "([3]).
وهذه الكلمة أمر بقولها نبينا  صلى الله عليه وسلم  :}فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ{([4]).
وقال تعالى: }وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ{([5]).
وقد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "}حسبنا الله ونعم الوكيل{، قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: }إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل{" ([6]).

----------------------------------------------------------
[1] / رواه أبو داود
[2] / الترغيب والترهيب: 1/227
[3] / رواه محمد بن أبي شيبة في كتاب العرش
[4] / التوبة: 129
[5] / الزمر: 38
[6] / صحيح البخاري

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
د. مهران ماهر
  • الخطب المنبرية
  • المقالات
  • البحوث
  • الردود
  • برامج إذاعية
  • المواعظ والدروس
  • الصفحة الرئيسية