صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







القنوات الفضائية الإسلامية
ودورها
في مقاومة العدوان
على ثوابت الأمة الإسلامية

الدكتور مسلم محمد جودت اليوسف

 
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على إمام المرسلين محمد بن عبد الله رسول الرحمة و الملحمة ، و بعد :
يعتبر جهاز التلفاز من أقدر الوسائل المؤثرة على المتلقي – المشاهد - حين جمع ما بين الصورة الصوت مما جعله يؤثر على حاستي السمع و البصر ، حيث ينقل للمشاهد الحدث ، و ما به من مشاعر و انفعالات ، كما قد يعرض التلفاز مشاكل المجتمع ، و أفراده مما يجعل الفرد يتفاعل مع المشكلة ، و كأنه معها بشكل مباشر مما يساهم في تحقيق الترابط بين أجزاء الأمة مهما كانت كبيرة ، و مترامية الأطراف.

و التلفاز في عالمنا الإسلامي لم يقم بما يجب أن يقوم به من التثقيف ، و التوعية ، و الدفاع عن المسلمين ، و دينهم ، و أرضهم ، وعرضهم بل على العكس كان له أثر سلبي في حياة المسلم إذ عرض فيه كل ما هو معارض للقيم الإسلامية ، فكان معولا بجانب المعاول التي تهدم الأخلاق ، و القيم الإسلامية .

فقد عرضت تلك القنوات برامج مستوردة بكل ما فيها من قيم ، و أفكار مخالفة لديننا و ثقافتنا و آمالنا و آلامنا عن جهل حينا ، و تجهيل أغلب الأحيان .

فقد استطاعت القوى الصليبية و من يدور بفلكهم ، غزونا و السيطرة على معظمنا عن طريق عدو جديد قوامه تكنولوجيا المعلومات ، والاتصال يلونها ، و يشكلها كيفما شاءوا بألوان زاهية جذابة في إطار من المعلومات الزائفة و الأخبار الملتوية ، و الثقافات المسطحة ، بل لم يعد يكتفون بحرب الأفكار ، بل سعوا إلى تشكيك الشباب بكل ما هو موروث ، و ثابت عند أمتنا المسلمة ليسهل استغلالنا ، و استعبادنا لنخرج من عباده الواحد الأحد إلى عباده القيم الاستهلاكية و طرقها و أساليبها وذكروها ومن يدور بفلكهم ، ويلبس عباءتهم .

بيد أن الأمر قد تغير في هذا العصر بفضل الله تعالى ثم بهمة و عزيمة عدد من رجالات الله إذ تمكن عدد من الغيورين على الدين ، و أهله من إنشاء قنوات إسلامية يوصف بعضها بالحسن وبعضها الآخر بالأحسن ، بيد أنها على العموم بحاجة إلى الدعم المادي ، و المعنوي من أهل العزيمة ، والسلطان لتطوير عملها وفقا لاحتياجات الشعوب الإسلامية ، ومنافسة غيرها من القنوات من الفرق الأخرى التي تحاول هدم ما بنى منذ مئات السنين .

فعلى علماء الدين ، و رجال الإعلام ، و الكتاب و غيرهم أن يلعبوا دورا كبيرا تعاونيا فيما بينهم لإنشاء إعلام إسلامي ملتزم بالكتاب و السنة ، ووضعهما في مكانهما الصحيح لنصرة هذا الدين و أهله ، و إعلاء كلمة الله تعالى ، و تربية المسلمين ، ومجتمعهم تربية صافية على النهج القويم ، وأقدم لهؤلاء الرجال - بارك الله فيهم ، وفي عملهم - مقترحات بسيطة عسى ، لعلها تقوي هذا البناء ، و تزيده شأنا ، و من هذه المقترحات ، و الأفكار :


1- وضع خطة مستقبلية واضحة المعالم والوسائل رغبة في الوصول إلى نتائج تخدم قضايا الأمة الإسلامية المصيرية – ( قضية فلسطين ، العراق ، أفغانستان ، الشيشان ، عربستان ، الفيليبين ... إلخ ) _ كما يجب أن لا ننسى هموم المسلم اليومية بما يتناسب مع مراحل العمر المختلفة ، وتحديد ما يقدم لهم من برامج مناسبة ، ومنافسة لباقي القنوات .
2- إعادة البناء الإعلامي بناءاً صحيحاً وفق معايير إسلامية ، ليكون قادرا على توجيه الأمة ، وتوحيدها ، و تذكرها بخاصيتها في هذه الدنيا ،و المنهج الذي اختاره الله سبحانه و تعالى لهم .
3- أن يكون كل ما يقدم ، وما يعرض على الشاشات ملتزمة بقضايا الأمة الإسلامية وفق منهج أهل السنة والجماعة ، و عقيدتها الصافية ، وتاريخها المجيد المليء بالبطولة و الجهاد ، وشخصياتها الخالدة التي تركت بصماتها في التاريخ بقلم لا يمكن أن ينحى من كتاب تاريخ الأمم عموما و الأمة الإسلامية على وجه الخصوص . كل هذا يدفعنا إلى أن نطالب المهتمين بوضع تصور لطفل مسلم محب لدينه ، و مهتم بقضايا أمته ، و مستقبلها بصور ومعبرة ، وخيالية و مشوقة ، جذابة الأوان والنصوص ، فيها البطولة و المغامرة المضبوطة ضمن إطار عقيدة أهل السنة والجماعة ، ومنهج سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين .
4- إقامة جهاز تنسيق ، و تعاون بين القنوات الإسلامية لصياغة خطط بناء – بناء الأمة - و مواجهة – مواجهة الأخطار ، و العدوان على الدين ، والأمة و دولها ، و شعوبها .
5- إحداث إدارات خاصة بثقافة الأطفال ، و الشباب ، و المرأة ، بحيث تتولى هذه الإدارة التخطيط و التنفيذ و المتابعة .
6- تفريغ عدد مناسب من الكتاب ، و المؤلفين ، و البحاثة لكتابة ما يجب أن يظهر على الفضائيات من برامج و دروس .
7- دعم القنوات الفضائية الإسلامية بالمال اللازم على شكل أوقاف لديمومة الدعم و استقلاله عن أهل الأهواء والسلطة المنحرفة عن منهج الله تعالى .
8- دعم القنوات الإسلامية بالخبراء الأكفاء و البرامج الهادفة ، فالعاملون في الإعلام يجب أن يكونوا من أصحاب العقيدة الإسلامية الصحيحة ، والهمم القوية و النفوس الزكية ، و هم كثر بفضل الله تعالى .
9- إقامة دورات تدريبية ، و دراسية معمقة للمنتجين ، و المخرجين ، و الإعلاميين لمعرفة علوم الشرع ، و التاريخ ، وتوظيف جميع وسائل الإعلام لخدمة هذا الدين ، و الدفاع عن أهله و مناصريه .
10- تكوين تخصصات إعلامية إسلامية متكاملة في التحرير ، والإخراج ، و التمثيل و التصوير ، و فنون كتابة النص ، و الخبر ، والإدارة الإعلامية بأقسامها المختلفة ، و العمل المكتبي ، و العلاقات العامة و التوزيع .

و أخيرا أناشد أصحاب العلم ، والأموال ، والنفوذ و السلطان أن يهتموا بالإعلام الإسلامي عموما والقنوات الفضائية الإسلامية على الوجه الخصوص لنشر هذا الدين القويم والدفاع عنه و عن معتنقي عقائده الصحيحة في عصر خطير على كل ما هو صحيح و نقي و رباني.
و الله المستعان

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
مسلم اليوسف
  • بحوث علمية
  • بحوث نسائية
  • مقالات ورسائل
  • فتاوى واستشارات
  • الصفحة الرئيسية