صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الشعب الباكستاني
و الإرهاب الأمريكي

الدكتور مسلم محمد جودت اليوسف

 
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ، حمدا كثيرا يوافي نعمه ، والصلاة والسلام على إمام الرحمة و الملحمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم و بعد :
تعود العلاقات الأمريكية بباكستان إلى عام 1947م حينما قرر رئيس وزراء باكستان لياقت علي خان بزيارة الولايات المتحدة الأمريكية لتكوين علاقات الصداقة و المحبة معها – بحسب التعبير الدبلوماسي - و الحقيقة أن تلك العلاقات ما هي إلا جعل باكستان و أجهزة الدولة لديه في خدمة المصالح الأمريكية .


و لعل أخطر تعاون ما بين الحكومة الباكستانية و الولايات المتحدة هو التعاون في مجال ما يسمى بمكافحة الإرهاب .

و الحقيقة التي لا مجال للشك فيها أن الولايات المتحدة تقوم باستغلال باكستان ، و مقدراتها لمكافحة ما يسمى بالإرهاب .
و النظام الباكستاني مع كل أسف يقدم كل مقدرات الدولة الباكستانية على طبق من ذهب لقتل المسلمين بحجة مكافحة الإرهاب .
و مع كل هذا نرى الإدارة الأمريكية تنعق كل يوم ، و تقول بأن أرض باكستان قد تستخدم للهجوم على أمريكا ، فلا بد من زيادة التعاون لمكافحة الإرهاب حتى يزول خطر العمل الإرهابي المزعوم عن الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة .

وفي الحقيقة أن الإدارة الأمريكية تعيش حالة من الإحباط النفسي ، و خيبة الأمل الشديدين نتيجة للحرب المدمرة الني تشنها على المسلمين بحجة الإرهاب .
إن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه – بفضل الله ثم بفضل دماء و سواعد المجاهدين – هزيمة نكراء في أفغانستان ، و الحقيقة التاريخية التي يجب أن لا تغيب عن فكر مفكري الولايات المتحدة ، و أصدقائها أن هلاك الولايات المتحدة في جبال أفغانستان لا محالة إلا إذا انسحبت و ترك الشعب الأفغاني بحاله يختار النظام الذي يرضاه و يلائمه .


ويجب أن لا تنسى الإدارة الأمريكية ،و رجالاتها ما حصل لقوات بريطانيا العظمى بالأمس القريب على أيدي هؤلاء الأبطال من المجاهدين الأفغان على أرضي دولة أفغانستان والهزيمة النكراء التي ألحقها المجاهدون بالإتحاد السوفياتي المفكك .

كما يجب أن ننسى أن هؤلاء الرجال الأبطال قد تمكنوا من بناء إمارة آمنة على الأراضي الأفغانية فنشرت الأمن ، و الأمان إلى درجة أن الشعب الأفغاني قد سلم سلاحه لأول مرة في التاريخ لرجالات الإمارة الإسلامية - نصرهم الله تعالى - كما أنهم تمكنوا – بفضل الله - من القضاء على زراعة الأفيون و الحشيش ، و شاهد العالم بأسره تنفيذ هذه الأوامر الصادقة على كل أراضي الإمارة الأفغانية .

و الجدير بذكره أن باكستان لم تشهد أي عملية استشهادية أو فدائية أو تفجيرات أو أي نوع من أنواع التخريب أو الإرهاب قبل 2006م مع أن الحرب الأمريكية في أفغانستان بدأت في عام 2001م .

فماذا يدل هذا ألا يدل هذا على أن هناك أيدي خفية تريد العبث بباكستان و أمن شعبها و أرضها بحجة مكافحة الإرهاب و القضاء على الإرهابيين .

إن التهديدات التي تواجهها باكستان تتطلب من الشعب الباكستاني و فعالياته و حكومته :
الأخذ بأحد الخيارين لا ثالث لهما :
إما الحرية و السيادة والكرامة و التصالح مع الشعب و الوقوف معه في جميع مطالبه الشرعية .
و إما العبودية للإدارة الأمريكية المسيطرة على الوضع في باكستان .

و أخير فأنني أهيب بكل الفعاليات الباكستانية المحبة للحرية ، و السيادة ، والكرامة كي تضغط على الحكومة الباكستانية فتعلن :

1- البراءة من الحرب الأمريكية المزعومة لمكافحة الإرهاب .
2- وقف الدعم اللوجستي للولايات المتحدة وحلفاءها في حربها الظالمة الشعب الأفغاني ، و المناطق القبلية في باكستان .
3- تصفية المطارات من الطائرات الأمريكية التي تقتل الشعب الأفغاني ، و الباكستاني .
4- فتح حوار حقيقي ما بين المجاهدين ، والحكومة الباكستانية لحل جميع المشاكل في المنطقة على أسس سليمة .

فإذا استطاع الشعب الباكستاني و فعالياته الحرة الكريمة من تحقيق ذلك ، فإن الأمة الإسلامية تكون قد سارت على الخطى الصحيحة للعودة إلى الماضي المجيد للبناء الصحيح ، و التنمية الحقيقية .


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
مسلم اليوسف
  • بحوث علمية
  • بحوث نسائية
  • مقالات ورسائل
  • فتاوى واستشارات
  • الصفحة الرئيسية