اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/moslem/f/18.htm?print_it=1

لا أصلي

الدكتور مسلم محمد جودت اليوسف

 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا شاب في 20 من العمر وطالب جامعي و لله الحمد في أفخم الجامعات و لكن لدي مشكلة تشغل تفكيري و أنا خائف أن تطول معي و لا أعطيها حقها.
أنا لا أصلي يا جماعة الخير كل يوم قبل أن أنام أتخيل نفسي أني لا استيقظ و أموت و كيف سأحاسب و أنا لم أصلي إلا بين وقت و أخر إضافة إلى ذلك أنا مبتل بالعادة السرية و كل وقتي أفكر فيها لا أعلم ماذا أفعل علماً بأنني أخفق في دراستي بين حين إلى آخر .
أتمنى أن ترشدوني الطريق الصواب فأعود إلى ربي خاضعاً كما كنت محبكم في الله .

الجواب :

أقول مستعينا بالله تعالى :
أن لعل حل مصيبتك هذه تتبين في النقاط التالية :

أولاً – عليك الاستعانة بالله تعالى و الشكوى إليه حتى يعينك على طاعته و عبادته و يعفوا عنك .
قال تعالى : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر:60) و عن عبد الله بن جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم أردفه خلفه فقال يا فتى ألا أهب لك ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله وأعلم أنه قد جف القلم بما هو كائن واعلم بأن الخلائق لو أرادوك بشيء لم يردك الله به لم يقدروا عليه واعلم أن النصر مع الصبر و أن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا .

ثانياً – التفكر في قدرة الله و عظمته حتى يتبين لك حقيقة خلق الأنس والجن ذلك أن الله تعالى ما خلقنا إلا لنعبده فإن لم نفعل فلنا أعلى مراتب الخزي في الدنيا و العذاب في الآخرة .
قال تعالى في كتابه العزيز : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ) (الذريات:56).
فإن تفكرت في خلق السماوات و الأرض و حقيقة خلقنا و تبت إلى الله توبة صادقة نصوحة فالله تعالى ولي الذين أمنوا قادر على إخراجك من الظلمات إلى النور ومن الفشل الذي تواجه إلى النجاح الدائم . قال تعالى : ( اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة:257)
و تذكرك يا أخي أن الشيطان الرجيم يريد أن يصرفنا عن عبادة الله و الصلاة و عن كل خير حتى يوقع بيننا العداوة و البغضاء فيكون لمطيعه العذاب الأليم و الخزي المبين .
قال تعالى مبينا ذلك : ( إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) (المائدة:91) .

ثالثاً - مرافقه الصالحين فالصاحب ساحب - كما يقال -فرفيق السوء يسحبك إلى معصية الله و إلى كل سوء .
أما الصديق الصدوق فهو وليك يأمرك بالمعروف و ينهاك عن المنكر يشجعك على الصلاة و طاعة الله و رسوله .
قال تعالى : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة:71) .

رابعاً- مداومة ذكر الله تعالى و وضع برنامج خاص لتلاوة القرآن و حضور دروس أهل العلم فالقلوب تموت و لا يمكن أن نحييها إلا بذكر الله تعالى .
قال تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد: 28) .
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ط إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب "" . رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح .

خامساً – السعي الجاد للزواج بفتاة صالحة تحصنك و تعينك على طاعة الله تعالى .
عن علقمة أن عثمان قال لابن مسعود هل لك في فتاة أزوجكها فدعا عبد الله علقمة فحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فليصم فإنه له وجاء .

و نصيحتي لك أخي العزيز أن تتوب إلى الله تعالى توبة صادقة نصوحة ذلك أن التوبة النصوح تسقط جميع المعاصي كبيرها و صغيرها .
قال تعالى : ( إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (النساء:48) .

كما أحب أن أذكرك ببعض الأحاديث واردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم و التي تبين خطورة ترك الصلاة .
1- عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة "" .
2- عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس بين العبد والشرك إلا ترك الصلاة فإذا تركها فقد أشرك .
3- عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بين الكفر والإيمان ترك الصلاة .

و أختم مقالتي هذه بقول شيخنا ابن عثيمين عليه رحمة الله تعالى عندما قال : أن ترك الصلاة ردة عن الإسلام يكون به الإنسان كافرا على القول الراجح الذي تدل عليه نصوص الكتاب و السنة ) .
و لا حول وقوة إلا بالله العلي العظيم .

 

مسلم اليوسف
  • بحوث علمية
  • بحوث نسائية
  • مقالات ورسائل
  • فتاوى واستشارات
  • الصفحة الرئيسية