اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/moslem/f/31.htm?print_it=1

أريد أن أتزوج و لكن !

الدكتور مسلم محمد جودت اليوسف

 
السلام عليكم مشكلتي معقده جدا ولكن املي كبير فيكم باذن الله لحلها وتوجيهكم فأنتم عوننا وانتم اهل المشوره اناشاب اخاف الله خاصة من الكبائر (ولا ازكي نفسي فالذنوب اغرقتنا) وأخاف خاصة من الزنا وادعوا الله دائما العفه والزواج ولكن المشكله اني عندما تخرجت من الثانويه اغراني والداي واقاربي والحوا علي بان اخطب ابنة خالتي (ولم اكن حينها قد فكرت بعد فيمن ساتزوج) وكنت غير راشد وقتها ولكنهم ضغطوا علي وراو مني الصمت فتقدم ابي لخطبتها من والدها فجأة ودون حضوري معهم.( وقد علمت بعد ذلك ان ابي ووالدها متفقين على ذلك لان اوخو والدها يلمح لابيها ان ابنته لابنه وهو ولد صايع هداه الله) لزمت الصمت وكنت قد قبلت في كلية الطب وبدات الدراسه في الكليه مغتربا عن اهلي . فاذا بالفتن تنصب علي يمنة ويسره فخفت على نفسي فنحن طلاب الطب نعاني من كثرة تحرش الفتيات بنا ووالله اننا نعاني في المستشفى وغيره خاصة انني انسان عاطفي لابعد مما تتصور ولولا ان الله يثبتني لسقطت في الهاويه فبدأت ألح على اهلي بالزواج وانني لا استطيع الصمود واخاف على نفسي ولكن لا حياة لمن تنادي وبعد ان صار عمري22 ألحيت عليهم كثيرا وكنت مستسلما لرغبتهم بابنة خالتي التماسا لرضى والداي وبرهم ولكنهم فاجأوني بأنها صغيره (12 سنه) ولا زواج إلا بعد تخرجي من الجامعه (أي بعد اربع سنوات) وان اهلها اشترطو ذلك فانصدمت وكرهتها كرها شديدا وبدأ الاحباط يهز اركاني . وصرت مهموما وكثير التفكير فانا لا أستطيع اكمال الطب دون زواج والله اني اخاف على نفسي من الحرام فانا أعرف نفسي جيدا لا استطيع الصمود. وذات مره وانا طفشان مررت بالتلفاز(مع العلم انني لا أشاهده اصلا لما اعلم مافيه من المحرمات ولكن اهلي عندهم دش ويشاهدونه) رأيت فيه قناة للزواج عن طريق الرسائل النصيه فهممت ان ابحث عن زوجه تقبل بي وبظروفي ودون علم اهلي ونيتي صالحه بالزواج فراسلت احداهن فقبلت بي مبدأيا ولكني فوجئت بها ترسل رقمها لي فاحترت هل اتصل بها وهذا حرام ولكني قلت في نفسي ان هذه المعصيه ستنجيني من الوقوع في الزنا وهو من اكبر الكبائر وهذه صغيره وانا قصدي شريف ونيتي صالحه. فاتصلت بها لاتعرف عليها اكثر فتعرفنا على بعض ووجدت انها مناسبه من حيث الدين (فهي محافظه على الصلاة وتصوم نفلا ولا تكلم الشبان فقد كانت مرتبكة جدا حينما كلمتها لاول مره وانا ايضا لانها مثلي لم يسبق لها ان تتحدث مع جنس آخر) أمامن حيث النسب والاخلاق فهي مناسبه جدا جدا. فأعجبت بها كثيرا وتعلقت بها وهي ايضا احبتني جداجدا وتعلقت بي قبلي واكثر مني فقد وقعنا بالحب ونحادث بعضنا يوميا ونتبادل رسائل الحب واتفقنا على الزواج وسأخطبها باذن الله بعد اسبوعين وقد عزمت على ذلك واستخرت الله وادعوه كل يوم ان يغفر زللي ويجمعني بها بالحلال ولا يؤاخذنا بذنوبنا فنحن نحب بعضنا كثيرا ولكني احسست باهمية استشارتكم فبقي على الموعد اقل من اسبوعين وقد اتفقت معها ان أسكن معها في بيت اهلها مؤقتا الى ان اتخرج من الجامعه ورحبت هي بذلك مراعاة لظروفي فبيتهم كبير ’ وأن أخبر اهلي بعد الزواج مباشره وأعلمهم بزواجي وقد وعدتها اني لن اتخلى عنها لو طلب اهلي ان اطلقها فلا طاعة لمخلوق في معصية الله. فما رأيكم هل أقدم علي زواجها واحصن نفسي من الزنا دون علم أهلي أم أطيعهم واسقط في الزنا وأتزوج بعد التخرج من فتاة لاأحبها فأتعب وأتعبها معي وقد أطلقها في النهايه فأنا ( لا اريدها أبدا) أفيدوني أرجوكم باسرع وقت فأنا محتار ومتعب جدا واعذروني على الاطاله .
 



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على رسولنا محمد الأمين وبعد :
إن سعادة الأسرة و استمرار الحياة الزوجية تتوقف بعد رضا الله تعالى على حسن اختيار كل من الزوجين للآخر ، اختيارا واعيا غير متأثر بعاطفة هوجاء ، أو هوى جامح ،وإنما يكون قائما على أساس متين يبقى و يقوى مع مرور الزمن .

و لما كان عقد الزواج عقدا خطير الأثر ، طويل الأمد ، كثير التكاليف ، كان لابد قبل إجراءه من خطوات تتخذ من قبل كل من الخاطب و المخطوبة حتى إذا أقدما على الزواج كان قد أقدما عليه و قد أطمأن كل منهما إلى الصفات و المؤهلات التي تحقق أغراضه و تطمئن نفسه إلى مستقبل ارتباطه مع زوجه .

و لعل أبرز ما يهم حالتك إذا توفرت الشروط الواجبة في المخطوبة تأمين ما يلي :

الطعام و توابعه : قرر أهل العلم أنه يجب للزوجة الطعام و الشراب و الإدام ...إلخ و تقد هذه الأشياء بما يكفي الزوجة من الطعام لقول الني صلى الله عليه وسلك لهند : ( خذي ما يكفيك و ولدك بالمعروف ) .
الكسوة : وقد اجمع أهل العلم على انه تجب على الزوج لزوجته كسوتها لقوه عز وجل : ( و على المولود له رزقهن و كسوتهن بالمعروف ) . و هي مقدرة بكفاية الزوجة .
المسكن : و هو أهم موضوع عندك يا أخي لأنه غير متوفر لديك .
و قد قال أهل العلم : يجب للزوجة المسكن اللائق بها إما بملك أو كراء أو إعارة أو وقف ، لقوله تعالى : أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ) أي بحسب سعتكم و قدرتكم المالية .

أخي الكريم كيف تقدم على الزواج و أنت لا تستطيع تأمين معظم هذه التكاليف و قد قال بعض أهل العلم : أن الزواج محرم إذا تيقن أن الشخص لا يستطيع أن يتحمل تكاليف الزواج ، لأن ما أدى إلى حرام فهو حرام .
و تغرنك المشاعر الملتهبة و الكلام المعسول الذي يضيع أمام أي ريح قد تقع ما بين الزوجين أو ما بين الزوج أقارب الزوجة .

اعلم يا أخي أن الزواج عند عامة أهل العلم فرضا إذا تيقن الإنسان الوقوع في الزنا لو لم يتزوج .
و انظر إلى هذا الشرط : ( و كان قادرا على نفقات الزواج من مهر و نفقة و مسكن و حقوق الزواج الشرعية، ولا يستطيع الاحتراز من الوقوع في الفاحشة بالصوم و نحوه .

و خلاصة القول أخي الكريم :

عليك دراسة الأمر بروية و هدوء وعليك عدم الإسراع بخطواتك بل عليك مراجعة أهلك مرة تلو الأخرى و توسيط بعض كبار العائلة و لا بأس أن يتكلم بعض العلم و الرأي في العائلة و غيرها حتى يوفقك الله تعالى و يرزقك الزوجة الصالحة في الوقت والظرف المناسبين.
وإياك ثم إياك من السرعة والإقدام على ما أنت عازم عليه .

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
 

مسلم اليوسف
  • بحوث علمية
  • بحوث نسائية
  • مقالات ورسائل
  • فتاوى واستشارات
  • الصفحة الرئيسية