صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







زد رصيدك !

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الحمدلله الغني يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه ؛ أما بعد
فموضوع هذا المقال ليس عن برنامج زد رصيدك الذي يُعرض على قناة بداية وإن كان عنوان المقال مطابق لعنوان البرنامج .
وحقيقة أن هذا العنوان هو الذي جعلني أتأمل في معناه ودار في خاطري أسئلة كثيرة عن الرصيد وزيادته !
فما هو الرصيد ؟
وكيف تتم زيادته ؟
المتأمل يعلم أن للمسلم رصيد في دنياه ورصيد في أخراه ولا شك أن رصيد الآخرة خير وأبقى .
ورصيد الآخرة ينفع في زيادته أقل القليل فشق التمرة يؤثر في رصيدك في الآخرة والكلمة الطيبة تؤثر أيضاً بل حتى مقدار الذرة يؤثر تأثيراً عظيماً على رصيدك في الآخرة .
بل إن الدمعة الخفية من نفس تائبة وجلة قد تطيش بموازيين العبد في أخراه فتلغي كل مديوناته وتنقله من الفقر المؤلم إلى الغنى المفرح .
ورصيد الآخرة في الحال كرصيد الدنيا يُزاد عليه ويُخصم منه ويُحافظ على مقداره .
ومن وفقه الله فحاله في رصيد آخرته كحال أذكى التجار فهو دائم المراجعة له والزيادة عليه والمحافظة على مقداره وهو يسعى قدر الإمكان أن لا يخصم منه شيء وضعه فيه .
فهو لا يببت ليله حتى يستعرض سجل أعماله ؛ صحيح أنه لا يستطيع أن يسحب لنفسه كشف حساب دقيق لكنه يستطيع أن يستعرض ما في رصيده بغلبة الظن .
وفي أحوال الناس في أرصدتهم الأخروية ما يثير العجب والاستغراب ؛ففقير شديد الفقر يُظن به الغنى ، وغني عظيم الغنى يُظن به الفقر ؛ وصاحب مشاريع كبيرة تظنه لا يفقه شيئاً وآخر تظنه على شيء وليس على شيء .
وكم هو مؤلم أن نرى ساعات أعمارنا تنقضي وأيامه تودعنا مرتحلة والأرصدة الأخروية للكثيرين منا جامدة أو ناقصة أو فارغة فالله المستعان .
فحري بالعاقل المؤقن بأن هناك داراً غير هذه وحياة بعد هذه الحياة بخلود دائم وجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر أن يسعى جاهدا لزيادة رصيده فلا يكن غدا رفيق قوم هم بزاد وهو بغير زاد ؛ وكيف لا نسعى لزيادة أرصدتنا وقد صح في الحديث عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم، هل رأيت خيراً قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول: لا والله يا رب))..
فما أحقرها من دار غمسة في النار تُنسي أنعم أهلها كل نعيم كان عليه وكل سعادة عاشه.
ومع هذا لا يعني إهمال رصيد الدنيا وعدم الاكتراث به وعدم السعي لزيادته ووفرته .
وحتى لا تختلط عليك الأمور فعليك أن تعلم أن رصيد الدنيا لا يقصد به المال فقط بل المال جزء من أجزاء كثيرة ومتعددة ومتنوعة .
والعاقل الموفق يسعى لزيادة رصيده في الدنيا بما يزيد رصيده في الآخرة ولا يكن ممن يزيد رصيده في الدنيا بنقصان رصيده في الآخرة .
فزد رصيدك من كل علم نافع وعمل صالح ورجولة وشهامة وكرامة وعزة ونخوة وبطولة وتميز وتفوق ونجاح .
واسلك كل سبيل فيه زيادة لرصيد دنياك بما يزيد رصيدك في أخراك وتذكر أن كلٌ يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها .
وإن أخطأت يوما فزدت في رصيد دنياك بما يُنقص من رصيد أخراك فإياك أن تظن أن هذا كسر لا يجبر أو خطا لا يغفر ؛ بل أبشر واستبشر متى عدت صادقا فقد جاء في الحديث القدسي عن الرب الكبير المتعال :( وعزتي وجلالي لأغفرن لهم ما داموا يستغفرونني ).

خاتمة : اللهم زد رصيدنا حتى نصبح أغنى الناس بك عن خلقك وأفقر عبادك إليك .

أخوكم / مصلح بن زويد العتيبي .
١٤٣٧/٤/١١هـ .

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
مصلح العتيبي
  • مقالات تربوية
  • كتب وأبحاث
  • قواعد التطوير والسعادة
  • الصفحة الرئيسية