صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







موت الأيام !

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الحمدلله الحي الذي لا يموت ؛ كتب الموت على كل من سواه فالإنس والجن يموتون وتموت الملائكة وملك الموت يموت وتموت الحيوانات وحتى الأيام تموت٠
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على من مات كما يموت غيره من الناس فلم يكتب له الخلد في الدنيا
وقد عرُض عليه فأبى واختار الرفيق الأعلى ٠أما بعد
فحديثي اليوم ليس عن موت الناس ولكن حديثي عن موت الأيام ٠
تموت الأيام دون أن نشعر دون أن نهتم دون أن ننتبه لذلك ؛ فليس هناك حزن ولا مراسم عزاء ولا دفن ولا صلاة تلك الأمور التي تصاحب موت الناس فتوقظنا قليلا ثم نعود إلى حالنا من جديد ٠
كل يوم يتوفى يوم جديد٠
هذا اليوم الدي يموت لا يعود إلى يوم القيامة٠
نحن لا نشعر بوفاته لأنه لا يكاد يلفظ آخر أنفاسه ولحظاته حتى يدخل يوم جديد آخر وفي الأسبوع الذي بعده يأتينا يوم يحمل نفس الاسم فنظنه لم يمت وأنه عاد من جديد ٠
وليس هذا بصحيح فذلك يوم وهذا يوم آخر وإن حملا نفس الاسم وقام الثاني مقام الأول وأتى في وقته ٠
لكن في الحقيقة الغائبة عن الكثيرين أن اليوم الذي يتوفى لم يكن وجوده في الحياة عبثا ؛ بل له أحداث وأرزاق وطاعات ومعاص وأمور خاصة فيه هو ٠
هو بمجرد ما يتركنا يحمل هذه الأمانات معه ويحضرها يوم القيامة شاهدا فيها بكل ما وقع ٠
وكل يوم قبل أن يموت وفي لحظات حياته يحمل في جنباته فرص خيرات ونجاحات وانجازات كبيرة وكثيرة من يوفق لاستثمارها يعيش يوما سعيدا ويبني لغد مشرق ويكون رصيدا من الطاعات العظيمة ٠
كل منا يحدث نفسه باغتنام حياته باستغلال أوقات عمره ؛ لكن شيئا من هذا لن يحدث مالم نعلم علم اليقين أنه ينبغي أن نستغل كل يوم قبل وفاته فإنه إن مات كل يوم ولم نستغله سنموت ولم نستغل حياتنا ؛ فحياتنا أيام مجموعة إلى بعضها البعض يموت يوم فتنقص أعمارنا وما شعرنا بذلك ٠
عندما تستقبل يوما جديدا استقبله استقبال من ينظر إلى فرصة سنحت له لا يدري هل تتم له أم تخطف منه !
تأمل في جوانب يومك وانظر في ساعاته ودقائقه وتأمل لحظاته وخواطره مع الأخذ في الاعتبار إمكاناتك وقدراتك وميولك ورغباتك وحاجة اهلك ووطنك وأمتك ٠
لا تنس أن اليوم الذي يموت لا يعود إلى الدنيا ابدا٠
قدم لنفسك قدم لأهلك قدم لوطنك قدم لأمتك ؛ كن ضيفاً ثقيلا على أيامك بكثرة نجاحاتك وانجازاتك وتذكر أن الحسنات أغلى المطلوبات وأن الجنة لا شقاء فيها وأن لذة النظر إلى وجهك الكريم سبحانه لا يعدلها لذة أبدا ٠
خاتمة : اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بشر ما عندنا٠

مصلح بن زويد العتيبي
١٤٣٧/٥/١١ ٠

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
مصلح العتيبي
  • مقالات تربوية
  • كتب وأبحاث
  • قواعد التطوير والسعادة
  • الصفحة الرئيسية