اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/musleh/42.htm?print_it=1

الدلالة المجزئة

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الحمدلله العزيز الوهاب البر الرحيم التواب والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
(الدلالة) أو (السعي) أو سمها كما شئت مصطلح معروف عند الجميع لأننا في زمن شغفنا فيه إلا من رحم الله بالمال وبالمكاسب السريعة المريحة .
وليس أريح من الدلالة حسب معرفتي لأنها مجرد توفيق بين بائع ومشتري ؛فالدلال يحصل على المال بدون أن يدفع شيئ.
ومع هذا فإن كل ما يعطاه هذا الدلال (٥'٢)٪ فقط من قيمة البيعة .
هذه النسبة عرف تعارفوا عليه في التجارات.
تسعى وتبحث عن موقع وتبحث عن بائع وعن مشتري ثم تأخذ هذه النسبة فقط.
كلكم تعرفون الكلام السابق أعلم أنه ليس جديد عليكم .
لكن دعونا نتأمل في دلالة من نوع آخر وكم النسبة التي يحصل عليها الدلال إن صحت التسمية.
في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من دل على خير فله مثل أجر فاعله).
وقال صلى الله عليه وسلم :((مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى, كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ, لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا, وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ, كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ, لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أوزارهم شَيْئًا)).
الله أكبر ما أكرمك ياربي وما أجودك يا جواد كريم .
ما أعقل العلماء والدعاة وكل من دعا الناس إلى الخير ولو بفعله بدون قول .
أليس هذا هو الاستثمار الحقيقي !
أليست هذا المكاسب التي لا حد له ولا قدر!
أهل الدنيا يعطون(٥'٢٪) فقط ولله المثلى فإنه يعطي (١..٪) ويزيد ما يشاء لمن يشاء .
تأمل لو أسلم شخص على يديك فإن كل ما يعمله من عمل صالح يسجل في صحيفتك كما يسجل في صحيفته ؛ فلو كان بعد ذلك داعية يسلم الناس على يديه كان لك مثل أجره لا ينقص من أجره شيء.
قد لا تملك مالا تبني به مساجد أو تكفل به أيتام أوتُطعم به جياع ؛ لكن مجرد أن تدل على أحد على هذا العمل ؛ فإنه لن ينفق ريالاً في سبيل الله إلا كان لك مثل أجره.
ليس طلب الرزق والحصول على دلالة أو غيرها من وجوه الحلال عيب ولا نقص ؛لكن فكر أيضاً في الاستثمار الحقيقي ؛ الاستثمار الباقي .
كن مفتاحا للخير ؛ ليست كل دعوة تحتاج أن تكون عالما فقيها .
إذا نصحت غنيا ببناء مسجد ؛ ما العلم الذي تحتاجه هذه النصيحة أو أن يكفل حلقة تحفيظ أو غيرها .
فقط أحاديث بسيطة محفزة للخير في الجانب الذي ستدعو له تستطيع حفظه.
المسألة مسألة توفيق من الله ؛ فأسأل الله أن يفتح لك أبواب التوفيق .
بل أحيان مجرد فكرة تقدمها ؛ يأخذها غيرك فيعمل بها فيكون لك مثل أجره لا ينقص ذلك من أجره شيئا .
لن تكون داعية حتى تكون الدعوة هما تحمله ونفع الناس هدفا تقصده ونصرة دين الله غاية تنشدها .
فاستعن بالله ولا تعجز .
والسلام عليكم .

مصلح بن زويد العتيبي
١٤٣٥/٩/١٩ هـ .

 

مصلح العتيبي
  • مقالات تربوية
  • كتب وأبحاث
  • قواعد التطوير والسعادة
  • الصفحة الرئيسية