اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/musleh/73.htm?print_it=1

مجموعة قواعد التطوير والسعادة لابن زويد

القاعدة السابعة : قاعدة القافات الثمان في بر الوالدين

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ؛أما بعد
فهذه ثمانية أمور تبدأ بحرف القاف من اعتنى بها من الأولاد فاز ببر والديه ونجح بإذن الله في كسب رضى الوالدين ورضى الله سبحانه وتعالى المترتب على رضى الوالدين ؛ وهذه القاعدة نافعة للأولاد ذكورا وإناثا ؛ صغارا وكبارا وقد سميتها:
قاعدة القافات الثمان في بر الوالدين وقد اخترت هذا الاسم تسهيلا لاستذكارها واستخدامها ؛ وهي كالتالي :

الأول / قرّر

من هذه اللحظة التي تقرأ فيها هذه القاعدة قرر أن تكون برا بوالديك ؛ أن تنافس جميع إخوانك في الفوز برضى والديك .
أن تزداد إحسانا إن كنت محسنا معهما ؛ وأن تُبدل الإساءة بالإحسان لهما إن كنت مسيئا أو مقصرا أو غير مبال ببرهم.
وتذكر أن القرارات الصحيحة هي أساس الحياة السعيدة .

الثاني / قوّي :

قوي ثقافتك الدينية عن فضل بر الوالدين وعن الأجر المترتب على ذلك وذلك بالاطلاع على الآيات القرآنية الواردة في برهما وتفسيرها وبالاطلاع على الأحاديث النبوية في بر الوالدين وشروح أهل العلم لها ؛ كذلك اطلع على ما كتبه العلماء قديما وحديثا عن بر الوالدين وراجع سير الصالحين في تعاملهم مع آبائهم وأمهاتهم فتاريخ أمتنا الإسلامية يزخر بنماذج عظيمة في بر الوالدين .
فإذا حصل لك علم في هذا الجانب كانت الثمرة المرجوة ببرك لوالديك أعظم .

الثالث / قدّم :

اجعل هذا منهجا لك لا يختلف ولا يتبدل لا تقدم أحدا على والديك كائنا من كان حتى نفسك التي بين جنبيك قدمهما عليها .
هذا الكلام لمن أراد أن يكون برا حق البر
وقد قضى الرجل ممن قبلنا ليله كله قائما بالحليب أمام والديه وأطفاله حوله حتى أصبح .
كل ذلك كراهة منه أن يُقدم أحدا على والديه في شرب الحليب ؛ فكان ذلك عملا مرضيا عند الله وكان سببا في تفريج الصخرة التي أقفلت عليهم باب الغار .

الرابع / قارن :

قارن بين صغر ما نقوم به تجاه الآباء والأمهات وعظيم الأجر الذي رتبه الله على بر الوالدين .
وقارن كذلك بين إحسان الوالدين الذي لم ينقطع وبين ما نقدمه لهما مهما قدمنا .
وقارن أيضاً بين ما صح من حال الصحابة والتابعين مع آبائهم وأمهاتهم وحالنا نحن معهم .
وكل هذه المقارنات مدعاة للحث على البر والبعد عن العقوق .

الخامس / قسّم :

أي جعل وقتك اليومي أقساما ؛قسم منه للوالدين ؛ وليكن لهما نصيب الأسد من وقتك .
فإن لم تكن قريبا منهما في السكن فاجعل لهما وقتا للاتصال والسؤال عنهما .
واجعل لهما قسما وحظا من دخلك الشهري حتى وإن كانا أغنياء ؛ فإن بركة ذلك تعود عليك في مالك وأهلك .
وحتى في الدعاء اجعل لوالديك قسما ونصيبا من دعائك فلا ترفع يديك ولا تدعو في سجود إلا وذكرتهما في الدعاء سواء في حياتهما أو بعد مماتهما فإن ذلك من عظيم البر .

السادس / قيّد :

أي اعمل قيودا أخلاقية لنفسك تتبعها في برك لوالديك .
فمثلا قيّد نفسك بعدم الذهاب مع أصحابك حتى تقضي حوائج والديك .
وقيّد نفسك بأن تتصل على والديك كل يوم عندما تكون خارج البيت .
وقيد نفسك بأن تتناول الطعام مع والديك يومين في الأسبوع إن لم تكن تسكن معهم.
وقيد نفسك بعدم نقل أي خبر سيء لوالديك .
وهكذا فأنت أعلم بما تستطيعه ويكون سببا لتنال رضى والديك .
وبمعنى آخر اجعل لك نظاما يساعدك على بر والديك .

السابع / قرّب :

أعظم ما تقدمه لوالديك من بر أن تقرب لهما الخير وتقربهما للخير .
فأعن والديك على فعل الحسنات ؛ وافتح لهما أبواب الخيرات ؛ وذكرهما بما يحبانه من الخير وقد ينشغلان عنه .
فكم من موفق كان سبب خير عظيم يجري على أبيه وأمه في حياتهما وبعد مماتهم.
كل ما لاح به باب من أبواب الخير أشرك أبويه معه وعرض الأمر عليهما في أدب جم وحسن خلق فكان سببا لقبولهما ؛ فأكرم به من ولد وأنعم به من بر رحيم مشفق .

الثامن / قيّم :

وهذا الأمر سهل جداً ؛ فبرك لوالديك تظهر آثاره غالبا في تعاملهما معك بكثرة الدعاء
أو باختيارك أنت لقضاء حوائجهما وإنهاء مسلتزماتهما أو حتى بدعوتك للجلوس والحديث معهما .
فقيّم برك لوالديك بين فترة وأخرى ؛ فإن ذلك مدعاة لزيادة البر وتصحيح المسار .

خاتمة :
اللهم وفقنا وإياهم لبر آبائنا وأمهاتنا ؛ اللهم اكتب أجر هذه الأحرف لوالدي الحي منهم والميت ولا تحرمني وقارئها وناشرها فضلك فإنك صاحب الفضل العظيم والجود الجليل والأمر الرشيد سبحانك .
والسلام عليكم .

مصلح بن زويد العتيبي .
١٤٣٥/١١/٨ هـ .
 

مصلح العتيبي
  • مقالات تربوية
  • كتب وأبحاث
  • قواعد التطوير والسعادة
  • الصفحة الرئيسية