اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/muthna/17.htm?print_it=1

والاحتلال يدخل عامه الثامن ... اليكم ايها القادة

مثنى علوان الزيدي


والاحتلال يدخل عامه الثامن في العراق، تكبد على إثرها الطرفان - الاحتلال والبلد المحتل - خسائر كبيرة جدا بنوعيها المادي والمعنوي خسر فيها الاحتلال الآلاف المؤلفة من جنوده، والملايين من معداته المختلفة التي صنعت بمليارات الدولارات، وشيء من السمعة السيئة عبر الفضائح المتعاقبة في العراق.
وفي المقابل، خسر العراقيون الكثير، بل اكثر مما خسره الامريكان وغيرهم من الحلفاء، ممن حالفهم علنا كالدول الغربية المعروفة والتي شكلت مع امريكا (قوات التحالف)، وممن حالفهم خفية عبر التسهيلات والاستراتيجيات والايديولوجيات، وبعض الاطراف الاخرى التي لا تشكل ما يرتقي ومستوى الدولة كالاحزاب والمنظمات الداخلية والخارجية (داخل العراق وخارجه).

حيث خسر العراقيون الملايين من سكانهم الذين خلفوا الملايين من الايتام ثم الملايين من الارامل والملايين من المهجرين، وتدمرت البنية التحتية عن بكرة ابيها منذ اليوم الاول لهذا الاحتلال وحتى يومنا هذا.
ولا يخفى على احد ان خسارة الطرف المعتدي الغازي حصلت بسبب الرد الذي قام به المجاهدون او المقاومون سمهم ما شئت والى يومنا هذا ايضا.
وبقي خط الاستواء المتباين لكلا الطرفين متوازيا متساويا الى عام 2006 .
وبعد هذه السنة عودي المجاهدون من اهليهم (بعض العراقيين)، وهذا العداء المتمركز في الطرف العراقي لم يغير السير المتوازي للعدو بل حصل ان بدا الاعداء بتنفس الصعداء.

واما طرفنا فقد بقرت بطنه بفعل الطعنات الغادرة الآتية من مكان لم يحسب له حساب.
فعند ذلك ازدادت خسارة اهل العراق او المقاومة المتمثلة باهل السنة - طبعا - وانحسرت خسارة المقابل لانهم وجدوا من يعينهم على القيام بمهمتهم .
لكن المقاومة بقيت تقاوم في مثل هذا الوسط العصيب وحتى يومنا هذا بفضل الله اولا ثم بفضل الشباب المخلصين وفي المقابل ايضا وعندما راى الغازي انه لا قدرة على قهر المقاومة بشتى الاساليب نجد ان الاحتلال بدا يعلن عن افكار الانسحاب، وبالفعل انسحب رسميا، بغض النظر عن الانسحاب هل كان حقيقيا في الواقع ام لا ؟ هل طُبق بتمامه ام لا؟ لان الانسحاب الرسمي ليس باقل اهمية للسياسة الامريكية من الانسحاب الميداني، بل اهم عندهم، لانه يعبر عن المبدأ، بينما التحرك الداخلي هنا وهناك لا يدل على شيء، وهذه قاعدة من قواعد اللعبة عند السياسيين في الدول العظمى والسياسيين في الدول المحتلة، وهي (افعل ما شئت واقتل من شئت واذبح كيفما شئت ولكن اياك ان تخطيء في تصريح).

وفي الوقت الذي بدا فيه المحتل يعلن عن كل هذا أمام العالم اجمع ويسلم قواعده وسجونه ومواقعه للحكومة.
بدأت الأخيرة تتجذر والمؤسسات تتشبث والوزارات تتمركز والمسؤولية على الجميع تزداد، عليهم وعلى المقاومين للاحتلال، واكرر، بغض النظر عن نوعية الحكومة وولائها وبغض النظر عن المسئولين أيضا وولائهم وأحقيتهم بمناصبهم، بغض النظر عن هذا كله، ان البناء المؤسساتي والحكومي يرتفع والجذور تمتد، وبغض النظر أيضا هل عملهم باطل أم لا، حق أم لا، عادل أم لا ، المهم انه موجود ويتشكل بل يسرع في التشكل خوفا من مفاجئة الانسحاب ومفاجئات اخرى.
وهذا الاختلاف والتغير حصل سريعا في الأعوام الثلاثة الماضية، مختلفا عما كان عليه الوضع في بداية الاحتلال 2003 إلى 2005 اقصد الأعوام الماضية، والسؤال هو إذا كان هذا الاختلاف حصل بنسبة 80% فكم تغيرت نسبة الفتوى عما كانت عليه في هذه الأعوام بالنسبة للمقاومة؟
الفتوى لم تتغير إلى الآن، لان أسباب عدم تغيرها أيضا، لم تتغير، بينما الواقع الميداني في العراق كل ساعة يتغير، وهذا مما سيؤدي إلى فقدان وضوح الثمرة وصعوبة قطفها.

إن مُنعت المقاومة من قطف ثمارها الآنية المتعلقة بالميدان والواقع كما منع الفلسطينيون من قطف ثمار الزيتون على حدودهم من قبل الكيان الصهيوني المحتل فان الأمر سيكون يسيرا على المقاومين إلى هذه اللحظة، لأنهم قطفوا ثمرة التاريخ التي سوف لن يشاركهم فيها احد من المدعين أو الملفقين ولا يهم عندها أن نخسر ثمرة الواقع .

لكن الأمر سوف لن يكون يسيرا على المقاومين الصادقين المخلصين بل حتى على الشهداء منهم إن سرقت منهم ثمرة الواقع مع ثمرة التاريخ أمام أعينهم، والأشد من ذلك أن يتكلم بها غيرهم علنا في قابل الأيام، كما نسمع ذلك بين الحين والآخر، وهذا كله يدخل ضمن مسلسل التهيئة النفسية لتقبل ما ينوي إعلانه السارقون.
واذكِّر أيضا انه لا يمكن القول بان الاحتلال الأمريكي للعراق هو كاحتلال البلد الفلاني والبلد الفلاني، فان الاحتلال الأمريكي للعراق يختلف تماما عن احتلال فلسطين، فهناك الاستيطان والبقاء والمكوث هو الأصل، لان الأرض ارضي والخيرات خيراتي، هكذا تقول المعتقدات اليهودية .
ولا يشبه احتلال بلدنا الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، فهناك تهديد طالباني لأمريكا وإيران التي ستهدد دول الطوق الخليجي مع إسرائيل حسب اتفاقات سرية ليحتمي الطرفان احدهما بالآخر على حساب العرب .

وان الثمرة الميدانية الفلسطينية ربما تكون البقاء والثبات والوجود إضافة إلى الثمرة التاريخية المقطوفة مسبقا.
وان الثمرة الآنية الأفغانية تختلف فربما تكون الاعتراف بشرعية طالبان أو الانسحاب من أفغانستان أو الاثنان معا.
وأما العراق فلابد أن تكون لمقاومته ثمرة تحدد من الآن قبل الخروج النهائي أو المفاجئ وغير قابلة للتأجيل الوقتي، ومن المفترض أيضا أن تُحدد هذه الثمرة أمام الصورة الواقعية العراقية الحية بعيدا عن الخيال وتهويماته، فالعراق الآن ليس بيد أهل السنة بغض النظر عن الأسباب، إنما أتكلم الآن عن ما يدور الآن، والعراق ما عاد في العمق العربي كما كان، إضافة إلى ذلك كله أن المؤامرات لم تنته بخروج المحتل وإنما من المؤامرات ما سيبدأ بخروجه وسمه إن شئت احتلالا آخرا سمه ما شئت لا يهم المصطلح ، واضيف لك أن لهذا المؤامر حق التصرف ( كما يدعي ) وسهولة التحكم ( كما نرى).
وأما العراقيون فلم تكن سيوفهم كما كانت من قبل، سيوفهم الآن مثلومة دون ان اقول لك هل اجبرت هذه السيوف على أن تُثلم ام ان أصحابها ثلموها ام انها تعرضت لذلك بفعل المقاومة الشرعية في هذه السنين.

والكل ينادي من موقع الجراح ومن ميدان الكفاح ينادون متى يتوحد المقاومون ليستطيعوا فعل هذا كله ؟ متى ؟ متى يلتقون فما بينهم من اجل تعيين الثمار وتعيين وقت حصادها ؟ متى يلتقون من اجل هذا الأمر العظيم لا يلتقون الا لذلك ؟ لا تلاقيهم شاشات التلفاز او تَجمعهم الصدف والمؤتمرات ، ومتى ايها المقاومون تثلجون الصدور فتعيِّنون ثمرتكم وتعلنوها وان طال القتال ؟ ومتى أيضا تحددون السبل الثابتة الموصلة لكل ذلك ؟
أسألكم هل هذا هو واجب الوقت ام لا؟ هل هذا الذي ينتظره أهلكم ؟ هل هذا الذي يتمناه شهدائكم ؟
وأليس هذا هو ما كانت تفعله الحركات التحررية ؟ والمقاومات الاسلامية ؟ اليكم هذا النداء اليكم ايها القادة؟


نشر في موقع الحملة العالمية لمقاومة العدوان

 

مثنى علوان الزيدي
  • مقالات
  • الفقه الميسر
  • صوتيات
  • كتب
  • تراجم
  • لقاءات
  • خطب
  • محاضرات
  • الصفحة الرئيسية