اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/muthna/35.htm?print_it=1

نظرة المستشرقين للعقيدة الإسلامية

مثنى علوان الزيدي


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين، اما بعد:
معنى العقيدة ومفهومه
فالعقيدة لغة: من عقد بمعنى معقود (اسم مفعول)، تقول: عقد الحبل والبيع، والعهد يعقده: أي شده، والعقد: العهد 1.
فكأنَّ العقيدة هي العهد المعقود والعروة الوثقى، وذلك لاستقرارها في القلوب ورسوخها في الأعماق.
وقيل ايضا في تعريفها: هي ما يعقد الانسان قلبه عليه، ثم اصبحت تطلق على ما يدين الانسان به من الاراء والافكار التي يؤمن بها، والتي تحل في قلبه وضميره، وتنعكس على تصرفاته وسلوكه، ومن هنا عرَّف بعضهم الانسان بانه كائن يقاد من داخله، اي من معتقداته وما يؤمن به 2.
فإذن ليس من الشرط ان تكون العقيدة صحيحة لتسمى عقيدة، ولكن قد تكون العقيدة صالحة فتوصف بالصلاح والصحة، وقد تكون فاسدة فتوصف بانها عقيدة فاسدة.
ولذا جاء في شرح جمع الجوامع: "الاعتقاد: هو الحكم الجازم القابل للتغيير، طابق الواقع ام لم يطابقه، فان طابق الواقع فهو اعتقاد صحيح، وان لم يطابقه فهو اعتقاد فاسد" 3.
وهذا ما يغيب عن الكثير من الناس، وخصوصا العوام منهم، فيحسبون ان الذين يحملون اعتقادا لا بد ان يكون اعتقادهم صحيحا لما جاء به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا الفهم مجانبة للصواب، فالكل يعمل بحادي العقيدة، العقيدة التي تكمن في صدورهم واعتقدوها راضين بها، فينبني عليها كل شيء ؛ من عمل وتضحية، وسواء كان ظاهرا ام استكنَّ باطنا.
وهنا يظهر صلاحها من فسادها ، حيث تنقسم حينئذ الى قسمين: صحيحة وفاسدة، والصحيحة مقبولة عند الله ، والفاسدة مردودة عنده.
ولا يتعلق بصلاحها كثرة عمل وقلته، وانما يتعلق بصلاحها مقاربته لما جاء به الوحي ومطابقته.
ولا يتعلق بصلاحها كثرة اشتهار وقلته، وانما يتعلق بصلاحها مقاربته لما أراده الله ومطابقته.
ولانَّ العقيدة هي التي يبنى عليها كل شيء اعتبرت من اصول الدين، وهذا منصوص لما جاء في تعريفات هذا العلم.
فاصول الدين كلمة مركبة " اصل ودين"، والاصل في اللغة: هو ما يبنى عليه غيره ويستند اليه، وقيل: اصل كل شيء ما يستند وجود ذلك الشيء عليه.

والاصل في الاصطلاح: يأتي على معان متعددة منها:
أولا: الراجح، تقول: الاصل في الالفاظ ، اي الراجح منها.
ثانيا: المستصحب: يقال: تعارض الاصل والطاريء.
ثالثا: القاعدة الكلية: تقول: الاصل في الفاعل الرفع.
رابعا: الدليل: تقول: الاصل في هذه المسالة كذا وتأتي بدليل من الكتاب والسنة.

واما الدين في اللغة العربية: اتى على معان كثيرة بلغت خمسة عشر معنى، الجزاء، والعادة، والعبادة، والطاعة، والحساب، والقهر، والغلبة، والاستعلاء، والسلطان، والملك، والسيرة، والتدبير، والتوحيد، ولما يتعبد به الله تعالى، والملة 4.

والدين اصطلاحا: هو وضع الهي سائق لذوي العقول السليمة باختيارهم المحمود إلى ما فيه صلاحهم بالذات في دنياهم واخراهم.
فكان تعريف اصول الدين: هو المبادئ العقدية التي تثبت بالأدلة اليقينية.
فاثبت العلماء بذلك على أن العقيدة هي أصل الدين وكل ما ينبني عليها هو نابع منها.
وبذلك يخلص لنا ان مفهوم العقيدة الإسلامية هو: الإيمان الجازم بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وبكل ما جاء في القرآن الكريم، والسنة الصحيحة من أصول الدين، وأموره، وأخباره، وما أجمع عليه السلف الصالح، والتسليم لله تعالى في الحكم، والأمر، والقدر، والشرع، ولرسوله بالطاعة والتحكيم والإتباع.
وهذا التعريف بمعناه توافقت عليه نظرة السلف والأئمة المتقدم منهم والمتأخر، ويتضح ذلك للمتتبع للعقيدة من مصادرها العلمية، ومسارها التاريخي، القرون الأولى، ثم القرون : الرابع، والخامس، والسادس، والسابع، والى يومنا هذا.
وهذا يدل على أنَّ أصول الحق هي التي تجمع الناس، مهما تعددت أمكنتهم، ومهما باعدت بينهم الأزمنة، ومهما اختلفوا في فروع الفقه .
هذا التطابق في نظرة العلماء المتقدم منهم والمتأخر لم نجده في المفهوم وحسب، وإِنما تطابق في اللفظ كذلك .

وهذا برهان على :
أ - الصدور عن الأصلين المعصومين : الكتاب والسنة .
ب - صحة المنهج العلمي في الاعتقاد والفهم .
ج - دقة الالتزام بالمنهج .

فالحق هو الحق في كل زمان ومكان، فإِذا صح منهج التلقي، ومنهج الفهم، وحصل الصدق في الالتزام، اجتمع الناس على الحق، وإِن فصلت بينهم التخوم والقرون 5.
وكونها هي الحق -أي العقيدة الإسلامية- فهي أساس البناء كله، فما من بناء بني عليها إلا وكان اساسه سليما مثمرا، وما من بناء بني على غيرها الا وكان اساسه سقيما عقيما.

عقيدة التوحيد "في ظلال القرآن":

يقول السيد قطب رحمه الله تعالى: " القرآن الذي ظل يتنزل على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثلاثة عشر عاما كاملة، يحدثه فيها عن قضية واحدة، قضية واحدة لا تتغير، ولكن طريقة عرضها لا تكاد تتكرر، ذلك أن الأسلوب القرآني يدعها في كل عرض جديدة، حتى لكأنما يطرقها للمرة الأولى! لقد كان يعالج القضية الأولى، والقضية الكبرى، والقضية الأساسية، في هذا الدين الجديد، «قضية العقيدة» ممثلة في قاعدتها الرئيسية.. الألوهية والعبودية 6.
ولقد شاءت حكمة الله أن تكون قضية العقيدة هي القضية التي تتصدى الدعوة لها منذ اليوم الأول للرسالة" وستبقى ما بقي اهلها المضحون لها وهم قلة لكن الارض ومن فيها والسماء وما تحويها ستبارك لهم لا محالة جعلنا الله منهم .

" العقيدة في مواجهة السهام":

العقيدة الاسلامية المتمثلة بجهازها العصبي وهو "الوحدانية" تميزت بالتكامل، واصبح هذا الشمول ميزتها لوحدها.
ولما رأى المستشرقون ذلك قالوا بانها ليست بذاتها وانما لتأثرها بالمعتقدات والبيئات، وهذا القول منهج علماء الاجتماع.
يقول "مونتجري واط": "ان الاسلام بعقيدته عبارة عن ابداع انساني ونتاج بيئة من حيث الزمان والمكان"، كما قالوا اصحابه ايضا: "ان محمدا تأثر بالتقاليد الشركية في الجاهلية" وقد تكلمنا عن هذه الاقوال وشبيهاتها في اعداد سابقة من هذه المجلة.
ولكن هذا المنهج لم يبتعد عن المادية، المشاهَدة المحسوسة، فاصطبغ بصبغة التسطيح، اما غور الفكر فيُبرز ان هذا لو انطبق على الديانات الوثنية الاخرى-غير الاسلام لامكن ان نعترف بصحته-لكن اما وان قاسوه على الاسلام من بعد فليس هو الحقيقة، فالحقيقة ان الاسلام تميز لوحده بان له مصدرين للتلقي وهما:
كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، اما ارتباط المنهج بما يُشاهد فهو ما يدعو بداهة لالغاء الوحي، ولو قلت لهم لم؟ قالوا لان الروح غير مشاهدة ويقصدون روح الوحي الالهي، ولكنهم عندما يعيشون بروح غير مشاهدة وهي روح انفسهم ما استطاعوا انكارها!!!
والله عز وجل كلَّم العقلاء ، واهل الايمان بكلام يختلف تماما عما نتكلم به، يسمو بتاليه ومردده الى سبحات الحقيقة فقال سبحانه وتعالى:" اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا" المائدة:3 ، كله بالوحي " اكملت" و"رضيت".
وعصبة تكلموا بالذات الالهية، في اوصافها، وصفاتها، فانكروا انها توقيفية، وزعموا من غير دليل انها من وضع محمد كما كتبتُ عن بعض اقوالهم في الايات القرآنية في الاعداد السابقة، وان محمدا وصف الله بصفات التناقض، والذم، وانه استخدم العبارات المخلوطة او الميتافيزيقية، مختلقا اياها من خياله، واقتبس بعضها من النصرانية واخرى من العبرية، وكنت اتمنى ان ادرج نصوصهم الا ان خشية وقوع المجلة بايدي قلال القريحة كان مانعا، ومن اشدهم في ذلك المستشرق"نيكولسن" الذي قال: " الاله عند المسلمين جبار، مخوف، لا تكن له القلوب الا الوجل والاستسلام بخلاف النصرانية"7.
وذو العلم اياً كان إنْ وقف امام هذه الكلمات تملَّكه العجب، وتساءل: كيف اقتبسها من اليهودية والنصرانية؟ وبين عقيدتنا وعقيدتهم كما بين المتناقضين؟
فالاله لدى اليهود-الديانة العبرية كما وصفوها- يسمى بالتوراة "يهوه" وهو متصف بصفات تميزه عما جاءت به صفات كل الالهة الاخرى المزعومة ومنذ الجاهلية، اما الاسلام فالاله عندهم اله الجميع، وعموم التصورات الاخرى مناقضة للاسلام وتعاليمه عن الذات الالهية.
فالذات الالهية وصفاتها واوصافها لا تحمل التناقض الا في دياناتهم وديانات من سلك سبيلهم من اهل الزيغ، ففي سفر "التكوين" يوصف تعالى بانه "الاله المرهق" المتعب، وفي التلمود وصفوه بانه "طائش" حين يغضب، واطلقوا مرة صفة "الكسل والخمول" عندما يحتسي الخمر، فكيف اخذ محمد من هذه الديانة ووصف الاله في القران" قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا(42)سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (43) تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا(44)" سورة الاسراء، ومنذ تدمير هيكل سليمان لم ينقطع الرب من البكاء، وهذا ما ينتج عنه الهزات الارضية، وهو الذي تصارع مع يعقوب وهزم امامه فسماه المبارك، اما القران اصل الاصول في عقيدة المسلمين قال:" اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ" البقرة: 255.

فكيف اخذ محمد من هذه الديانة؟
واما النصرانية فعندهم ان الالهة مقسمة الى اجزاء ثلاثة، اب، وابن، وروح القدس، وهذه المنظومة التجزيئية في التعامل مع الذات الالهية مندرجة تحت رأس الهية واحدة في تجسيم لا يليق بالخالق الذي احسن كل شيء خلقه، اما الاسلام ففي عقيدته ان هناك سورة واحدة تعدل ثلث القران، حازت منه على شرف الثلث، انها:" قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) " سورة الاخلاص، وفي صحيح البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ يُرَدِّدُهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ»، واثر هذا الشرف منحوت في قلوب اهل العقيدة السليمة، عقيدة التوحيد، وعن هذا عبَّر البلغاء وتغنى الشعراء، ومن الابيات في ذلك قول شاعر التوحيد:

اللـهُ ربي لا أُريـدُ سـواهُ .. مـافـي الـوجـودِ خـالـقٌ إلاهُ ..
الشمسُ والبـدرُ من أنـوارِ صَـنـعـتـهِ .. والـبّـرُ والبـحـرُ فَـيـضٌ مِـن عـطَـايَـاهُ ..
الطَّـيـرُ سـبّـحـهُ والـنّـجـمُ وحــدهُ .. والبَحــرُ كبـّـرهُ .. والحُـوتُ نـاجَـاهُ ..
والنّـمـلُ تحـتَ الصـخـورِ الصُّمّ قـدّسَـهُ .. والنّـحـلُ يهـتِـفُ حـمـداً في خَـلايـاهُ ..
والنّـاسُ يـَعـصُـونَـهُ .. واللهُ يَرزُقُـهـُم .. والعَـبـدُ يَـنـسَى .. واللهُ ليــسَ يَـنـساهُ ..


ولم يكن ولن يكون لاهل الشرك بالله الا القلوب السقيمة، والفطرة العقيمة، التي كان اثرها الصم والبكم والعمي فهم لا يعقلون، وما حياة هؤلاء الا جحيم الدنيا ثم جحيم الاخرة.
اما العقلاء فما ان ارتموا امام العقل، ورموا بالعاطفة والحقد جانبا الا وكانت الهداية سبيلهم، والخلود في دار النعيم قرارهم، نسأل الله ان يجعلنا منهم.
ولنا ان نقف امام تجارب حيَّة واقعية، عاشت قلوبهم الحقيقة فذاقوا حلاوتها فاصبح الاعتراف لهم فضل، فهذا "ناجيمو راموني" 8 قال: "لم يكن لي خيار من المقارنة بين توحيد الله في التصور القراني وبين اعتقادي في الثالوث كمسيحي فوجدت ان المبدأ الاخير ادنى بكثير من المبدا الاسلامي، ومن هنا بدات افقد الثقة في الديانة المسيحية"9 .
وهذا "بيجي رودريك"10 كانت له مقولة مقاربة:" لم يمض وقت طويل حتى ايقنت ان هذا الدين-الاسلام-هو الدين الحق بالمقارنة بكافة الاديان الاخرى، كما ايقنت ان الاعتقاد الاسلامي بوحدانية الله اقرب الى العقل والمنطق من مبدا التثليث".
فليجعل اهل الحقد على اصحاب العقيدة السليمة سهامهم في كنائنها، فانها روح لهم وحياة، فما الباطل باحب على قلوب اصحابه من الحق، واذا كانت العقيدة امامها وجها لوجه فان اقنعة الباطل زائلة، ولا يكون زوالها الا مع زوال اصحابها في كل وقت وحين.


الهوامش والمصادر:

1- 4-القاموس المحيط، الفيروز ابادي.
2- العقيدة الاسلامية، د.مصطفى سعيد الخن و د. محي الدين ديب مستو.
3- شرح جمع الجوامع، المحلي، مع حاشية البناني، بتصرف.
5- مجمل اعتقاد ائمة السلف، عبدالله عبدالمحسن التركي.
6- في ظلال القران، سيد قطب.
7- المستشرق نيكولسن ومفترياته على الاسلام، محمد يوسف الكباشي.
8- ناجيمو راموني: من غانا بافريقيا الغربية، ابواه مسيحيان يعملان في كنيسة، تلقى تعليمه في المدارس التبشيرية، اسلم عام 1963م.
9- قالوا عن الاسلام، د.عماد الدين خليل.
10- بيجي رودريك: هندي الاصل تلقى التعليم على يد التبشيريين، اسلم في ايام الاستعمار البريطاني للهند.



 

مثنى علوان الزيدي
  • مقالات
  • الفقه الميسر
  • صوتيات
  • كتب
  • تراجم
  • لقاءات
  • خطب
  • محاضرات
  • الصفحة الرئيسية