اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/nizar/15.htm?print_it=1

انتبهوا محمد طه يشوه سيرة الرسول

نزار محمد عثمان


نشر محمد طه محمد أحمد رئيس تحرير صحيفة الوفاق ثلاث مقالات بعنوان: انتبهوا "المقريزي" يشوه سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في ذكرى مولده، تعقيباً على المقال الذي نشره سابقاً ـ بذات الصحيفة ـ بعنوان مولد المصطفى للمدعو د. المقريزي، وباستصحاب أجواء نشر المقال الأول والردود الثلاثة التالية يستطيع المتابع أن يرى أن الذي سب الرسول صلى الله عليه وسلم هو محمد طه وليس المقريزي وحده، وذلك للأسباب التالية:
أولاً: المقريزي لم ينشر ذلك المقال في صحيفة الوفاق، بل نشره قبل فترة طويلة في موقع مغمور في شبكة الإنترنت، ومحمد طه هو الذي نشر المقال في ذكرى المولد النبوي، وعليه لا يجوز لمحمد طه أن يقول: "انتبهوا المقريزي يشوه سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في ذكرى مولده" لأنه هو الذي نشر المقال في ذكرى المولد النبوي.
ثانياً: محمد طه اختار المقال من بين آلاف المقالات التي كتبت في شبكة الإنترنت والتي هي في جملتها ثناء عطر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما يعني أنه لم يجد ما يقدمه للمسلمين في يوم المولد أنسب من نشر المقال سيء الذكر، ولم ينوه إلى أن المقال منقول، ولا أنه يحمل أفكاراً خاطئة، ولا أن في نيته الرد، ولا شك أن كل من قرأ الصحيفة في يوم 21 أبريل قد اعتقد أن الصحيفة ليست معترضة على المقال المذكور، وعدم الاعتراض واضح لأنه لا توحد إشارة على مخالفة ما جاء، كما أن الحياد هنا لا مجال له، لأن الحياد تجاه سباب رسول الله صلى الله عليه وسلم سباب أيضاً.
ثالثاً: المقال مأخوذ من موقع نصراني متخصص في الإساءة للإسلام والمسلمين، ينشر شتائمه دون أن يعزوها لكاتب، وفي أحيان قليلة ينشرها بأسماء وهمية لا وجود لها منها د. المقريزي، والشيخ المقدسي، وذلك واضح بين لمن رأى الموقع واطلع عليه، ولولا نكارة ما في الموقع لمثلّت للقراء ببعض ما حواه.
وإنه لمن عدم التوفيق وتمام الخذلان أن يبوأ محمد طه بإثم إظهاره هذا الكلام للناس وتحمل تبعاته، ونعوذ بالله من الحور بعد الكور، وصدق الله العظيم الحكم العدل الرحيم: ( ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم، ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم، إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئاً وسيحبط أعمالهم ).
رابعاً: الردود التي نشرها محمد طه بدت كالبكاء على اللبن المسكوب، والارتجال بيّن فيها، لأنها لم تظهر كسلسلة مقالات مرتبة معدة للرد، مما يضعف قوله أنه نشرها للرد عليها، ورغم أني أرى أن مقال المقريزي سباب لا يحتاج لرد، إلا أن مقالات محمد طه بدت ضعيفة وغير مترابطة، وكلها عموميات وليس فيها من عزو لمصدر غير المقتطفات التي نقلها من الكتاب سيء الذكر والتي بدت كصك مسامع أهل الإيمان بتلك البذاءات مرة بعد مرة.
خامساً: محمد طه ناقض نفسه عندما قال: "وإذا كانت شبكة المعلومات العالمية تنقل حتى افتراءات قريش الجاهلية على النبي صلى الله عليه وسلم فإن الواجب هو تغذية هذه الشبكة بالحقائق حتى لا يستغلها أمثال المقريزي"، نقول له أين أنت مما قلت؟ وأين صحيفتك من كلامك هذا؟ لماذا لا تغذيها بالحقائق النضرة والسيرة العطرة في يوم المولد النبوي الشريف؟ وكل ذلك متاح لك، وأنت عارف بطرقه، لماذا تملؤها بالقاذورات المختارة والشتائم المنتقاة؟ أم أنك تأمر الناس بالبر وتنسى نفسك؟
لكم أجهدت نفسي أن أجد سبباً وجيهاً يبرر لمحمد طه ما فعله، غير أني كلما أمعنت التفكير ازددت قناعة أن سباب الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن من المقريزي وحده وأن محمد طه وصحيفته شركاء في ذلك، ولا شك عندي أن للأمر ما بعده، وأنه لن تقوم للصحيفة ولا لرئيس تحريرها قائمة إلا بعد اعتراف بالخطأ وتحلل منه، لقوله تعالى (إن شانئك هو الأبتر)، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


 

نزارمحمدعثمان
  • البحوث
  • المقالات
  • الردود الصحفية
  • قصائد وأشعار
  • في الأدب الإسلامي
  • برامج إذاعية
  • الخطب المنبرية
  • الصفحة الرئيسية