اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/nizar/30.htm?print_it=1

فالنتين.. العيد المزعوم

نزار محمد عثمان


الاحتفال بهذا العيد المزعوم اتباع لعادات النصارى التي نهينا عنها، والتي أطلت برأسها مع الانفتاح الإعلامي للمسلمين على الثقافة الغربية عبر الفضائيات والشبكة العالمية ـ الإنترنت ـ، وعيد الحب في أصله من أعياد الرومان الوثنيين ولهم فيه أساطير كثيرة، ثم ارتبط بالقديس فالنتين بعد اعتناق الرومان للنصرانية، حيث ابقوا على الاحتفال بعيد الحب ونقلوه من مفهومه الوثني (الحب الإلهي) إلى مفهوم آخر يعبر عنه بشهداء الحب، ممثلاً في القديس فالنتين الداعية إلى الحب والسلام ـ في زعمهم ـ الذي أعدمه الإمبراطور (كلوديوس الثاني) في القرن الثالث الميلادي، لأنه كان يجري عقود الزواج لجنود الإمبراطور سراً، وكان الإمبراطور قد منعهم من الزواج لضمان عدم انشغالهم عن الحرب، فعلم الإمبراطور بذلك فزج به في السجن، وحكم عليه بالإعدام. فاعتبر (القديس فالنتين) شفيع العشاق وراعيهم. وهناك أسطورة أخرى تقول إن الإمبراطور ـ السابق ذكره -كان وثنياً وكان (فالنتين) من دعاة النصرانية وحاول الإمبراطور إخراجه منها ليكون على الدين الوثني الروماني، لكنه ثبت على دينه النصراني وأعدم في سبيل ذلك في 14 فبراير عام 270م ليلة العيد الوثني الروماني.
لكل هذا لا يجوز الاحتفال بهذا العيد، ومن يظهر أي قدر من الحفاوة بهذا العيد يكون قد وقع في محاذير عديدة أهمها:
أولاً: تعظيم مناسبات وثنية يحرم على المسلم تعظيمها.
ثانياً: التشبه بالكفار أمر محرم سواء كان التشبه بهم في عقائدهم وعباداتهم، أو عاداتهم وسلوكهم. والتشبه بالكفار فيما هو من دينهم ـ كعيد الحب ـ أخطر من التشبه بهم في أزيائهم وعاداتهم.
ثالثاً: ابتداع أعياد جديدة ليست من الدين في شيء، لأن الأعياد في الإسلام عبادات تُقرِّب إلى الله تعالى، وليس في الإسلام ما يطلق عليه عيد إلا الجمعة والفطر والأضحية. والعبادات توقيفية، فليس لأحد من الناس أن يضع عيداً لم يشرعه الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.
رابعاً: مفهوم إشاعة المحبة بين الناس كلهم مؤمنهم وكافرهم مفهوم مخالف للإسلام؛ فإن للكافر على المسلم العدل في المعاملة، وعدم الظلم، إن لم يكن حربياً، ولم يظاهر الحربيين ولا يلزم من ذلك بذل المحبة والمودة له.
خامساً: المحبة المقصودة في هذا العيد المزعوم هي محبة العشق والغرام خارج إطار الزوجية. ولا يجوز ذلك للمسلم لكل ما سبق يحرم الاحتفال بهذا العيد المزعوم، كما يحرم إظهار الرضا به وتقديم أي هدية أو بطاقة معايدة، كما لا يحل لمن أهديت له هدية بهذه المناسبة أن يقبلها لأن في قبولها إقرار للعيد. ومن هُنِّئ بهذا العيد فلا يرد التهنئة. قال ابن القيم رحم الله تعالى: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك وهو لا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه" [أحكام أهل الذمة: 1/441-442].
هذا وصلى الله وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


 

نزارمحمدعثمان
  • البحوث
  • المقالات
  • الردود الصحفية
  • قصائد وأشعار
  • في الأدب الإسلامي
  • برامج إذاعية
  • الخطب المنبرية
  • الصفحة الرئيسية