اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/saed/48.htm?print_it=1

الجواهر والدرر من كتاب الانتصار ﻷهل اﻷثر

اختيار: سعيد آل بحران
@saeid_1438


بسم الله الرحمن الرحيم


"الجواهر والدرر من كتاب الانتصار لأهل الأثر " المطبوع باسم نقض المنطق ، لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، ويلي هذه الفوائد أيضا درر من كلامه وتوجيهاته في الفتاوى ومن هذه الفوائد :

1 - فكل من استقرى أحوال العالم وجد المسلمين أحد وأسد عقلا ، وأنهم ينالون في المدة اليسيرة من حقائق العلوم والأعمال أضعاف ما يناله غيرهم في قرون وأجيال
2- لم يعرف في الإسلام مثل جنازة الإمام أحمد رحمه الله تعالى
3- ابن حزم : له من التمييز بين الصحيح والضعيف والمعرفة بأقوال السلف مالا يكاد يقع مثله لغيره من الفقهاء
4- كان المهدي من خيار خلفاء بني العباس ، وأحسنهم إيمانا وعدلا وجودا ، وقتل من المنافقين الزنادقة من لا يحصي عدده إلا الله
5- كان خلفاء بني العباس أحسن تعاهدا للصلوات في أوقاتها من بني أمية ، فإن أولئك كانوا كثيري الإضاعة لمواقيت الصلاة
6 - ابن هبيرة كان من أمثل وزراء الإسلام ولهذا كان له من العناية بالإسلام والحديث ماليس لغيره
7- ما أحسن قول الإمام أحمد : ( ضعيف الحديث خير من رأي فلان)
8- ابن واصل الحموي :كان من فضلاء المتأخرين وأبرعهم في الفلسفة والكلام ، كان يقول :( استلقي على قفاي وأضع الملحفة على نصف وجهي ، ثم أذكر المقالات وحجج هؤلاء وهؤلاء واعتراض هؤلاء وهؤلاء حتى يطلع الفجر ولم يترجح عندي شيء )
9- ومن ذكر الله تعالى تلاوة كتابه وفهمه ومذاكرة العلم ، كما قال معاذ بن جبل " ومذاكرته تسبيح "
10- فالناظر في الدليل بمنزلة المترائي للهلال قد يراه وقد لايراه لعشى في بصره ، وكذلك أعمى القلب .
11 - القرآن يعطي الإيمان المفصل، فيزيد الإيمان كما قال جندب " تعلمنا الإيمان ، ثم تعلمنا القرآن ، فازددنا إيمانا"
12 - كثير من أرباب العبادة والتصوف يأمرون بملازمة الذكر ، ويجعلون ذلك هو باب الوصول إلى الحق ، وهذا حسن إذا ضموا إليه تدبر القرآن والسنة واتباع ذلك
13- حكي عن الجهم بن صفوان أنه ترك الصلاة أربعين يوماً لايرى وجوبها
14- ومنهم من يصنف في دين المشركين والردة عن الإسلام، كما صنف الرازي كتابه في عبادة الكواكب والأصنام ، وأقام الأدلة على حسن ذلك ومنفعته ، ورغب فيه ، وهذه ردة عن الإسلام باتفاق المسلمين، وإن كان قد يكون عاد إلى الإسلام
15- أبو حامد الغزالي يميل إلى الفلسفة لكنه أظهرها في قالب التصوف والعبارات الإسلامية، ولهذا فقد رد عليه علماء المسلمين، حتى أخص أصحابه أبوبكر ابن العربي ، فإنه قال : شيخنا أبو حامد دخل في بطن الفلاسفة ، ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر
16- ابن الفارض من متأخري الاتحادية صاحب القصيدة التائية المعروفة ب" نظم السلوك " وقد نظم فيها الاتحاد نظما رائق اللفظ ، فهو أخبث من لحم خنزير في صينية من ذهب ، وما أحسن تسميتها ب "نظم الشكوك " الله أعلم بها وبما اشتملت عليه
17- وباب الكذب في الحوادث الكونية أكثر منه في الأمور الدينية ، لأن تشوف الذين يغلبون الدنيا على الدين إلى ذلك أكثر .
ولهذا تجد عامة من في دينه فساد يدخل في الأكاذيب الكونية ، مثل أهل الاتحاد ، فإن ابن عربي في كتاب "عنقاء مغرب" وغيره أخبر بمستقبلات كثيرة عامتها كذب وكذلك ابن سبعين
18- وقد ذكر العلماء - كأبي حاتم وغيره- أن علامة الزنادقة تسميتهم لأهل الحديث: حشوية
19- فإن خاصة كل إمام أعلم بباطن أموره مثل مالك بن أنس فإن ابن القاسم لما كان أخص الناس به وأعلمهم بباطن أمره اعتمد أتباعه على روايته ، حتى إنه عنه تؤخذ مسائل السر التي رواها ابن أبي الغمر ، وإن طعن بعض الناس فيها
20- وهذا ابن عباس رضي الله عنهما حبر الأمة وترجمان القرآن مقدار ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم لا يبلغ نحو العشرين حديثا الذي يقول فيه سمعت ورأيت ، وسمع الكثير من الصحابة ، وبورك له في فهمه والاستنباط منه حتى ملا الدنيا علما وفقها .
21- همة ابن عباس رضي الله عنهما مصروفة إلى التفقه والاستنباط، وتفجير النصوص ، وشق الأنهار منها ، واستخراج كنوزها
22- وقد ذكر العلماء أن الرفض أساس الزندقة ، وأن اول من ابتدع الرفض إنما كان منافقا زنديقا ، وهو ابن سبأ
23- وكذلك ابن سينا وغيره يذكرون من التنقص بالصحابة ماورثه عن أبيه وشيعته القرامطة
24- والألفاظ العبرية تقارب العربية بعض المقاربة ، كما تتقارب الأسماء في الاشتقاق الأكبر، وقد سمعت ألفاظ التوراة بالعبرية من مسلمة أهل الكتاب فوجدت اللغتين متقاربتين غاية التقارب ، حتى صرت أفهم كثيرا من كلامهم العبري بمجرد المعرفة بالعربية
25 - لفظ التجسيم لايوجد في كلام أحد من السلف لانفيا ولا إثباتا ، فكيف يحل أن يقال : مذهب السلف نفي التجسيم أوإثباته بلا ذكر لذلك اللفظ ولا لمعناه عنهم
26- ابن عقيل الغالب عليه إذا خرج عن السنة أن يميل إلى التجهم والاعتزال في أول أمره ، بخلاف آخر ما كان عليه فقد خرج إلى السنة المحضة
27- وقد افتتن خلق من المالكية بمذاهب الأشعرية ، وهذه والله شينة وعار ، وفلتة تعود بالوبال والنكال وسوء الدار
28- وابن عيينة كان قدوة ، ولكن لم يصنف في الذي يختاره من الأحكام ، وإنما صنف أصحابه ، وهم الشافعي وأحمد، فاندرج مذهبه تحت مذاهبهما
29- وأما الليث بن سعد، فلم يقم أصحابه بمذهبه ، وأما الأوزاعي فلا نرى له في أعم المسائل قولا إلا ويوافق قول مالك أو الثوري أو قول الشافعي
30- كان السلف يسمون أهل البدع والتفرق المخالفين للكتاب والسنة " أهل الأهواء " حيث قبلوا ما أحبوه وردوا ما أبغضوه بأهوائهم بغير هدى من الله .
31- ولكن الخطأ والغلط عند المتكلمين والمتفلسفة أكثر مما هو عند الفقهاء والأطباء ، وكلامهم وعلمهم أنفع ، وأولئك أكثر ضلالا وأقل نفعا ، لأنهم طلبوا بالقياس ما لا يعلم بالقياس ، وزاحموا الفطرة والنبوة مزاحمة أوجبت من مخالفتهم للفطرة والنبوة ما صاروا به شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ، بخلاف الطب المحض فإنه علم نافع ، وكذلك الفقه المحض .
32- لا تجد أحدا من أهل الأرض حقق علما من العلوم وصار إماما فيه مستعينا بصناعة المنطق ، لا من العلوم الدينية ولا غيرها،
33- وقد صنف في الإسلام علوم النحو واللغة والعروض والفقه وأصوله والكلام وغير ذلك ، وليس في أئمة هذه الفنون من كان يلتفت إلى المنطق ، بل عامتهم كانوا قبل أن يعرب هذا المنطق الروماني
34- إدخال صناعة المنطق في العلوم الصحيحة يطول العبارة ، ويبعد الإشارة ، ويجعل القريب من العلم بعيدا، واليسير منه عسيرا ، ولهذا تجد من أدخله في الخلاف والكلام وأصول الفقه وغير ذلك لم يفد إلا كثرة الكلام والتشقيق ، مع قلة العلم والتحقيق، فعلم أنه من أعظم حشو الكلام ، وأبعد عن طريقة ذوي الأحلام .
35- صناعة المنطق وضعها معلمهم الأول أرسطو صاحب التعاليم التي لمبتدعة الصابئة يزن بها ماكان هو وأمثاله يتكلمون فيه من حكمتهم وفلسفتهم التي هي غاية كمالهم وهي قسمان : نظرية وعملية
36- ولهذا حدثني ابن الشيخ الحصيري عن والده الشيخ الحصيري شيخ الحنفية في زمانه ، قال : كان فقهاء بخارى يقولون في ابن سينا : كان كافرا ذكيا
37- سيبويه ليس في العالم مثل كتابه ، وفيه حكمة لسان العرب
38- كان أول من خلط المنطق بأصول الفقه ونحوه من العلوم الإسلامية كثير الإضطراب
39- الخوارج والمعتزلة والروافض لما كانوا أبعد عن السنة والحديث كانوا أعظم افتراقا ، لا سيما الرافضة
40- يروى عن أبي حنيفة أنه قال : ( لا تأخذوا بمقاييس زفر ، فإنكم إن أخذتم بمقاييسه حرمتم الحلال وحللتم الحرام ) فإن زفر كان كثير الطرد لما يظنه من القياس مع قلة علمه بالنصوص .
وبهذا تنتهي الفوائد المستنبطة من هذا الكتاب المفيد ، وأنبه بأني ما نقلت إلا ماهو واضح سهل ، وفي الكتاب صعوبة ، وغالبه رد على المناطقة والفلاسفة ولابد من ترابط الكلام ، وفي ظني أن من فهمة جيدا سيفهم كثيرا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في كتبه الأخرى .
وهذه بعض الدرر من الفتاوى :
41- الارتزاق بأعمال البر ليس من شأن الصالحين.
42- أسرع الدعاء إجابة دعاء غائب لغائب
43 - بالشجاعة والكرم في سبيل الله فضل السابقين
44 - فإن الأعمال لا تتفاضل بالكثرة ، وإنما تتفاضل بما يحصل في القلوب حال العمل
45- ومعلوم أن الكلمات التي هي أفضل الكلام بعد القرآن أربع " سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر"
46 - ولو كان كل مااختلف مسلمان في شيء تهاجرا لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوة
47- ومن كان ينام عن قيام الليل، فصلاة الضحى بدل عن قيام الليل
48- المنازل العالية لاتنال إلا بالبلاء
49- والمداومة على القليل أفضل من كثير لايداوم عليه ، ولهذا كان عمل الرسول صلى الله عليه وسلم ديمة
50- أن النية المجردة من العمل يثاب عليها ، والعمل المجرد عن النية لايثاب عليه
51- المسلم لايغتم بقلة من يعرف حقيقة الإسلام، ولا يضيق صدره بذلك ولا يكون في شيء من دين الإسلام
52- وهو - سبحانه وتعالى - قد يحب الشجاعة ولو على قتل الحيات ، ويحب السماحة ولو بكف من تمرات
53- لذة العلم أعظم اللذات ، واللذة التي تبقى بعد الموت وتنفع في الآخرة هي لذة العلم بالله والعمل له
54- الناس إذا تعاونوا على الإثم والعدوان أبغض بعضهم بعضا
55- أنفع الدعاء وأعظمه وأحكمه : دعاء الفاتحة
56- قد قيل : ستون سنة بإمام ظالم خير من ليلة واحدة بلا إمام
57- والنفقة من العلم هي صدقة الأنبياء وورثتهم من العلماء
58- فالذنوب لها عقوبات : السر بالسر والعلانية بالعلانية
59- القلب لايدخله حقائق الإيمان ، إذا كان فيه ماينجسه من الكبر والحسد.
60- فمن لم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لم يكن من شيوخ الدين ولا ممن يقتدى به
61 - الزهد المشروع هو ترك كل شيء لاينفع في الدار الآخرة، وثقة القلب بما عند الله
62- فمن مالت نفسه إلى محرم فليأت بعبادة الله كما أمر الله مخلصا له الدين ، فإن ذلك يصرف عنه السوء والفحشاء
63- ولا أعظم انكسار ممن لم يرى لنفسه إلا العدم ، لايرى له شيئا ولا يرى به شيئا
64- ولابد للعبد من أوقات ينفرد بها بنفسه في دعائه وذكره وصلاته وإصلاح قلبه وما يختص به من الأمور
65- وليكن هجيراه ( لاحول ولا قوة إلا بالله ) فإنها بها تحمل الأثقال ، وتكابد الأهوال ، وينال رفيع الأحوال
66- البدع تكون في أولها شبرا ثم تكثر في الأتباع حتى تصير أذرعا وأميالا وفراسخ
67- والناس في آخر الليل يكون في قلوبهم من التوجه والتقرب والرقة مالا يوجد في غير ذلك الوقت
68- من عجز عن الجهاد ببدنه ، وقدر على الجهاد بماله وجب عليه الجهاد بماله
69- ورب تسبيحة من إنسان أفضل من ملئ الأرض من عمل غيره
70- فأعلم الناس بالسابقين وأتبعهم لهم : هم أهل الحديث وأهل السنة
71 - كل خير في المتأخرين ففي المتقدمين ماهو خير منه ، وكل شر في المتقدمين ففي المتأخرين ماهو شر منه
72- ومن طلب من العباد العوض ثناء ودعاء أو غير ذلك لم يكن محسنا إليهم لله
73- ويل للعالم إذا سكت من تعليم الجاهل وويل للجاهل إذا لم يقبل
74- فضل عموم الدعاء على خصوصه كفضل السماء على الأرض
75- وقد استفاضت الأخبار بمعرفة الميت بحال أهله وأصحابه في الدنيا وأن ذلك يعرض عليه ، وأنه يرى ويدري بما يفعل عنده ، ويسر بماكان حسنا ويتألم بما كان قبيحا .
فما أعظم هذه الفوائد لهذا العالم الرباني وكم في نصائحه وتوجيهاته وتحقيقاته من الخير الكثير ،وقد آتاه الله من العلم والتحقيق مع فهم للكتاب والسنة مالم يؤته أحدا إلا قليل من قليل .
فرحمه الله وجمعنا به في جنته إنه جواد كريم.

جمعه عبدالله ابو حاوي

 

سعيد آل بحران
  • الفوائد العلمية
  • مقالات
  • رسائل لطلبة العلم
  • تغريدات
  • الصفحة الرئيسية