صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الشاكية

 شائع بن محمد الغبيشي
@0555599


جاءت تبث شكاية من أهلها و لربها ضرعت بعين باكية
و تمسكت بالعرش ترجو نصرة يا رب نصرك إنني لك شاكية
قطعوا أواصر ودنا و تصرمت أيام وصل بالمحبة زاكية
غضب الإله لحزنها و بكائها فأحل لعنته بأهل الشاكية
يا ويحهم فازوا بسخطة ربهم هذي الليالي للفجيعة حاكية
 

من هي الشاكية ؟
الشاكية شجنة من الرحمن اشتق لها من اسمه و وعد من أحسن إليها و أدى حقها بأن يصله بالخيرات و المسرات و ينزل به الرحمات ، و توعد من جار عليها و ضيع حقها بأن يقطع عنه الرحمات و الخيرات و يوقعه في الندامة و الحسرات فلا السعد يجاوره و الهناء يحل بدارة بل تحل عليه السخطة و تنزل به المثلات .

من هي الشاكية ؟

الشاكية هي الرحم حدثنا عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :" لرحم حجنة متمسكة بالعرش، تكلم بلسان ذلق: اللهم صل من وصلني، واقطع من قطعني، فيقول الله تبارك وتعالى: أنا الرحمن الرحيم، وإني شققت للرحم من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن بتكها بتكته "رواه البزار و حسنه الألباني
و في رواية:" إن الرحم شجنة من الرحمن تقول: يا رب! إني قطعت، يا رب! إني أسيء إلي، يا رب! إني ظلمت، يا رب! يا رب! فيجيبها: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟! "رواه الإمام أحمد و صححه الألباني
و في رواية البخاري تقول: " هذا مقام العائذ بك من القطيعة ".
الشاكية هي الرحم و الرحم هم :الوالدان ووالديهم وإن علو والأولاد وأولادهم وإن نزلوا,والإخوة وأولادهم والأخوات وأولادهن,والأعمام والعمات والأخوال والخالات.
و قيل أن الرحم :عام في كل ما يشمله الرحم,فكل قريب لك هم من الرحم الذين تجب صلتهم فيدخل فيهم أولاد العم وأولاد العمة وأولاد الخال وأولاد الخالة وأولادهم كل هؤلاء يدخلون تحت مسمى الرحم .

إنها الشاكية فحذار حذار من شكايتها و حذار حذار من قطيعتها و التفريط في حقها فقد توعد الله قاطعها بعقوبات عظيمة منها :

1/ حلول لعنة الله بالقاطع قال الله تعالى {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ }سورة محمد:22-23
قال علي بن الحسين لولده:يا بني لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواطن.
2/ الخسارة و البوار قال الله تعالى {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ * الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }البقرة 26ـ 27 .
3/ تعجل له العقوبة في الدنيا فعن أبي بكر رضيعنههِ أن رسول الله صلىوسلمن قال: "ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم" رواه أبو داود والترمذي .
4/ رد الأعمال و عدم قبولها فعن أبي هريرة رضيعنههم قال:سمعت النبي صلىوسلمِ يقول:"إن أعمال بني آدم تعرض على الله تبارك وتعالى عشية كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم" رواه أحمد وحسنه الألباني.
5/ قطع صلة الله بهفيحرم من الخيرات و البركات و تحل به النقم و العقوبات فعن عائشة رضيعنهه قالت:قال رسول الله صلىوسلما :"الرحم معلقة بالعرش تقول:من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله"رواه البخاري ومسلم
ألا ما أعظم الخسارة لمن قُطع عن الله عز وجل ، فأي خير يرجوه و أي سعد يؤمله و الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء قد قطعه ، فحذار حذار من قطية الشاكية .
6/ الحرمان من دخول الجنة قال رسول الله صلىوسلمع :" لا يدخل الجنة قاطع رحم"رواه الترمذي.
ألا ما أعظم الحرمان حين يحرم العبد من دخول جنة الله عز وجل و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.

إنها الشاكية و تلك بعض عقوبات قاطعها ، أما الذي يصلها و يؤدي حقها و يحفظ حرمتها فإن الله يصله و يفيض عليه من الكرامات و العطايا و الهبات مالا يعلمه إلا هو سبحانه ، فما أعظم ما يجنيه الواصل من الثمرات و منها :

1/ أنها سبب لزيادة العمر وبسط الرزق عن أنس بن مالك قال:قال رسول الله صلىوسلمت :" من أحب أن يبسط له في رزقه و ينسأ له في أثره فليصل رحمه" رواه البخاري و مسلَّم
و معنى ينسأ له في أثره أي يزاد في عمره و زيادة العمر المراد بها البركة في العمر بسبب التوفيق إلى الطاعة وعمارة وقته بما ينفعه في الآخرة فيعمل في وقته ما لا يعمله غيره فيه وصيانته عن تضييعه في غير ذلك.
٢ / أنها تعجل الثواب للواصل في الدنيا فينعم بالهناء و السعادة و قرة العين عن أبي هريرة رضيعنههو قال:قال رسول الله صلىوسلمل :" ليس شيء أُطِيع الله فيه أعجل ثواباً من صلة الرحم وليس شيء أعجل عقاباً من البغي وقطيعة الرحم "رواه البيهقي وصححه الألباني
٣ /أنها حسن الخاتمة و دفع ميتة السوء عن علي قال:قال رسول الله صلىوسلمي " من سره أن يمد له في عمره ويوسع له في رزقه ويدفع عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه" رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند وصححه أحمد شاكر و قوى إسناه الأرنؤوط .
4/ أنها تنمي الأموال وتعمر الديار عند أحمد ورجاله ثقات عن عائشة رضيعنهاه :"صلة الرحم وحسن الجوار أو حسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار" رواه أحمد و صححه الألباني
5/ أنها سبب محبة الأهل للواصل و الثراء في المال فعن أبي هريرة رضيعنههه قال:قال رسول الله صلىوسلم :" إن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر " رواه الإمام أحمد و الترمذي وصححه الألباني .
6/ أنها من أحب الأعمال إلى الله ، سأل رجل من خثعم رسول الله صلىوسلمه :" أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال:الإيمان بالله، قال:ثم مه ؟ قال:ثم صلة الرحم، قال:ثم مه ؟ قال :الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال:قلت يا رسول الله أي الأعمال أبغض إلى الله ؟ قال :الإشراك بالله ، قال:قلت يا رسول الله ثم مه؟ قال:ثم قطيعة الرحم، قال:قلت يا رسول الله ثم مه ؟ قال :الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف " رواه أبو يعلى و صححه الألباني
7/ الرحم تشهد للواصل بالوصل يوم القيامة فعن ابن عباس قال: قال صلىوسلمه : " وكل رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبها تشهد له بصلة إن كان وصلها وعليه بقطيعة إن كان قطعها" رواه البخاري في الأدب المفرد و صححه الألباني .
ألا ما أعظم الفوز للواصل حين يقف في عرصات القيامة و الأهوال تحيط به من كل جانب حين يفر المرء من أخيه و أمه و أبيه و صاحبته و بنيه في هذا الموقف العصيب تقف الرحم لتشهد لواصلها فتستنقذه من الهلاك .
8/ أنها سبب لدخول الجنة فعن أبي أيوب الأنصاري أن رجلاً سأل رسول الله صلىوسلمه عن عمل يدخله الجنة ويباعده من النار فقال صلىوسلمي :" تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم " رواه البخاري ومسلم .
هذه بعض ثمار صلة الرحم فدونك أخي المبارك لا تحرم نفسك غنائمها فتحل بك عقوبات الشاكية .
و لكن ماذا لو أن العبد ابتلي برحم قابلوا وصله بالقطيعة و إحسانه بالإساءة و حلمه بالجهالة ؟
يجبنا الحبيب صلىوسلمل حين سأله رجل فقال : يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: " لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك " رواه مسلم

كيف تكون صلة الشاكية ؟

صلتها تكون بأن يحرص العبد على إيصال كل ما أمكن من الخير إلى رحمه و دفع كل ما أمكن عنهم من الشر , و يدخل في ذلك :
1/ الدعاء و الاستغفار لهم .
2/ دعوتهم إلى الخير و دلالاتهم عليه و مناصحتهم .
3/ زيارتهم و استضافتهم .
4/ تفقد أحوالهم والسؤال عنهم و الاتصال بهم .
5/ الإنفاق على فقيرهم و السعي في سد حاجته فعن سلمان بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الصدقة على المسكين صدقة وهي على ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة" رواه النسائي الترمذي وحسنه الألباني .
6/ مشاركتهم في أفراحهم بتهنئتهم ومواساتهم في أحزانهم بتعزيتهم .
7/ عيادة مرضاهم و إتباع جنائزهم.
8/ جمعهم على الخير و إصلاح ذات البين .
أخي المبارك إذا وفقت لذلك سلمت من شكاية الرحم و عقوبات قطعها و فزت بثمار وصلها جعلني الله و إياك من أهل البر و الصلة و نجانا من شكاية الشاكية .


محبكم : شائع محمد الغبيشي
مشرف تربوي بإدارة التربية و التعليم بمحافظة القنفذة
جوال : 0555599624
shaei1406@gmail.comالبريد الإلكتروني:
الاثنين : 5/6/ 1437هـ

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
شائع الغبيشي
  • مقالات تربوية
  • الصفحة الرئيسية