اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/shaya/brwalidayn/5.htm?print_it=1

أساليب ومهارات وقصص في بر الوالدين
(المجموعة الأولى)

د. خالد بن عبد الرحمن بن حمد الشايع

 
بسم الله الرحمن الرحيم
 

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، أما بعد:
فلما كان بر الوالدين بالمنزلة العظيمة في الشرائع الإلهية كافة، وبخاصة في الشريعة الإسلامية الخاتمة، فإن من المهم أن يتكرر التواصي به والحث عليه، إقتداء بالكتاب العزيز والسنة النبوية الشريفة.
ولما كان كثيرٌ منا قد يفقد الأساليب والمهارات في بره بوالديه فقد تأسس مشروع بر الوالدين لتحقيق هذا المطلب العزيز، ومنها عبر رسائل الجوال sms و mms عبر الرقم 5552 بالتعاون مع شركة الاتصالات السعودية ، وسيتم بين فينة وأخرى عرض طائفة من محتوى هذه الأساليب والقصص بمقالات مختصرة بعون الله.

1/ بر الوالدين فريضة ربانية :
قال الله جل وعلا: (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا).
دلت الآية الكريمة على تعظيم بر الوالدين من وجوه، منها:
عظمة الموصي وهو الله تعالى خالق الإنسان، وأن الوصية وجهت للإنسان مطلقا، وشمول كلمة الإحسان الجامعة لكل خير.

2/ عناية الشرائع ببر الوالدين:
بر الوالدين مما أوحاه الله لرسله، فكل الأنبياء أمروا به ودعوا إليه. لكنه في الشريعة الإسلامية أجلى مظهراً وأوضح تفصيلاً ، فكان من بركات أهلها بحيث لم يبلغ بر الوالدين مبلغا في أمة مبلغه في المسلمين ، ويوضحه تكرر الوصايا ببر الوالدين في القرآن وعناية النبي صلى الله عليه وسلم بشأنه في مواطن عديدة.

3/ بره بها أدخله الجنة:

عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نمت، فرأيتني في الجنة، فسمعت صوت قارئ يقرأ، فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا حارثة بن النعمان، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذاك البر، كذاك البر، وكان أبر الناس بأمه.
حارثة بن النعمان النجاري الأنصاري، أبو عبد الله. شهد بدرا واحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من فضلاء الصحابة.
وهذه البشارة له تأكيد لما جاءت به النصوص أن بر الوالدين باب للجنة وطريق موصل إليها.

4/ بر الوالدين فريضة محكمة:

أخبر الله عن نبيه عيسى عليه السلام أن مما أوصي به: (وبرا بوالدتي):
قال الحافظ القرطبي: دلت هذه الآية على أن الصلاة والزكاة وبر الوالدين كان واجبا على الأمم السالفة، والقرون الخالية الماضية، فهو من الثابت المحكم في كل الشرائع.
وفي شريعة الإسلام جاء تأكيد هذه الفريضة أوضح مما كان في الشرائع السابقة وعظم أجره وثوابه.

5/ نداؤهما والتحدث عنهما بأفضل وأحب الأسماء:

الأصل أن ينادي الولد والديه بهذا الوصف الجليل: يا أبي ، يا أمي، وإذا تحدث عنهما يقول: والدتي، والدي، كما أخبر الله في القرآن عن أنبيائه: إبراهيم : (يا أبت) وعيسى: (وبرا بوالدتي) وغيرهما.
وبهذا يعلم الخطأ في وصف الوالدين بـ الشايب أو العجوز ونحوهما بما يشعر بتنقصهما.

6/ بر الوالدين في حياة السلف:

بلغت النخلة على عهد عثمان بن عفان ألف درهم،فعمد أسامة رضي الله عنه إلى نخلة فنقرها وأخرج جمارها (الجمار قلب النخلة) فأطعمها أمه،فقالوا له:ما يحملك على هذا وأنت ترى النخلة قد بلغت ألف درهم؟ قال: إن أمي سألتنيه،ولا تسألني شيئا أقدر عليه إلا أعطيتها.
كم نحن بحاجة لمراجعة أنفسنا في أساليب إدخال السرور على آبائنا وأمهاتنتا،ومنها الهدايا المناسبة والمفرحة.

7/ من البر أن تطعم مع والديك:

قال هشام بن حسان: قلت للحسن البصري: إني أتعلم القرآن وإن أمي تنتظرني بالعشاء، قال الحسن: لأن تتعشى العشاء مع أمك وتقر بذلك عينها، أحب إلي من حجة تحجها تطوعاً.
فإذا أردت أن تنال هذا الأجر فاجعل لوالديك من أوقات الغداء أو العشاء أو القهوة ما تؤنسهما به.

8/ من صور البر النادرة:

قال عامر بن عبدالله بن الزبير رحمه الله: مات أبي فما سألت الله حولاً كاملاً إلا العفو عنه.
إنها صورة عزيزة من صور الإخلاص للآباء والبر بهم ، والتي يلازمها الأبناء والبنات ليس في حياة الوالدين فحسب بل حتى بعد موتهما.
فإن هذا البر والدعاء يصلهم وينفعهم في قبورهم بفضل الله كما دلت عليه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

9/ والداك حين تصبح وحين تمسي:

روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما من مسلم له أبوان ، فيصبح وهو محسن إليهما إلا فتح له بابان من الجنة ، ولا يمسي وهو محسن إليهما إلا فتح له بابان من الجنة ، ولا سخط عليه واحد منهما فرضي الله عز وجل عنه حتى يرضى. رواه البيهقي وغيره.
ويؤيده حديث "الوالد أوسط أبواب الجنة".
فهنيئا لمن أصبح وأمسى بارا بوالديه.

10/ رفع الصوت نحو الوالدين:

قال الإمام ابن مهدي رحمه الله: صحبت عبد الله بن عون أربعا وعشرين سنة،وكان بارا بوالديه.
ثم يذكر من مظاهر بره:
أن أمه دعته يوما في حاجة فأجابها برفع الصوت، فأعتق ذلك اليوم رقبتين كفارة لرفع صوته على صوتها.
هكذا كان الأئمة في البر وإجلال الوالدين حتى أسلوب الخطاب، فكيف بنا اليوم ونحن نسمع من ينهر والديه ويصرخ في وجهيهما والله يقول: (فلا تقل لهم أف)؟!
وفَّق الله الجميع لما فيه الخير وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

khalidshaya@hotmail.com


** ** **



فضائل ومآثر وقصص ومهارات وأساليب
جوال بر الوالدين
للاشتراك أرسل 1 إلى 5552
 

خالد الشايع
  • الدفاع والنصرة
  • مقالات دعوية
  • شئون المرأة
  • أخلاقيات الطب
  • بر الوالدين
  • ردود وتعقيبات
  • بصائر رمضانية
  • الصفحة الرئيسية