صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







كيف تقضي المرأة وقتها (1)

سلمان بن يحي المالكي
slman_955@hotmail.com

 
إن موضوع المرأة بشكل عام هو موضوع من الأهمية بمكان ، ذلكم لكثرةِ السهامِ المسمومة الموجهة إليها والحديثُ عن الوقت بالذات هو حديثٌ يبدأ ولا ينتهي ، وحديث تضيق فيه مثل هذه اللقاءات ، ولكن حسبي أن أتحدثَ بما يُسعف به الوقت ، أما عناصر هذا اللقاء المبارك فهي ستة نقاط أضعها بين أيديكم أحسِبها مهمةً في هذا المجال :
أما أولها فهي : منطلقاتٌ أساسية للحديث عن الوقت بشكل عام .
الثانية : أحاديثُ عن أهمية الوقت .
الثالثة : نماذج لحفظ الوقت من قِبَل العلماء السالفين .
الرابعة : العوائق والصوارف التي تشكل حائلا ومانعا دون استثمار المرأةِ لوقتها .
الخامسة : الأمور التي تعين المرأةَ على الاستفادة من وقتها .
السادسة والأخيرة : بعض الأمور التي يمكن للمرأة المسلمة أن تقضي وقتها فيه.
واللهَ أسأل أن يعيننا وإياكم على حفظ الوقت ، وأن يجعلنا مما يستمعون القول فيتبعون أحسنه .. إنه ولي ذلك والقادر عليه.

النقطة الأولى : منطلقاتٌ أساسية للحديث عن الوقت .
إن من يريد التحدث عن الوقت ، لا بد أن يضع له أساساتٌ ومنطلقات يؤكدُ فيها دوافعَه عن الحديث عن أهمية الوقت ، وإن مما حادى بي أن أتكلم عن هذا الأمر عناصر من أهمها :
ـ العنصر الأول : الهدف من وجودنا .
فلو ألقينا التساؤل على أنفسنا : ما الهدف من وجودنا ؟ لكانت إجابتنا جميعا القيام بعبادة الله تعالى وحده امتثالا لقول الحق جلا وعلا " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " فإذا كانت عبادة الله تعالى هي الغايةُ وهي الهدف من وجودنا ، فيا تُرى ما هي عَلاقة العبادة بالوقت ؟ ولعلي أشير إلى مفهوم العبادة الصحيح حتى يتبين لنا إمكانيةُ الربطِ بين مفهومُ العبادةِ الصحيح وبين استغلال الوقت بما ينفع ، فالعبادة كما يعرفها العلماء ومنهم شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى أنها " اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة " وإذا عرفنا هذا ، تبين لنا أنه ليس هناك وقت للعبادة في حياة الإنسان ووقت آخر لغير العبادة ، ولذلك تجد كثيرا من الناس يخطئون في فهم هذه الحقيقة ، فيظنون أن وقت العبادة هو أوقات الصلوات الخمس أو هو وقت رمضان أو حينما يؤدون الحج أو يزاولون أركان الإسلام الأساسية المحددةِ بزمان وربما بمكان معين ، نعم .. لا شك أن هذه الأشياء هي الأساسية في الدين ، ولكن مفهومَ العبادةِ أشملُ من هذا ، ومفهوم العبادةُ الصحيح هو أن يتصور الإنسان أنه عبد لله تعالى في كل وقت ، سواءٌ كان في وقت الصلاة أم في غيرها ، في داخلِ المسجد أم خارجه ، في حال السراء أم في حال الضراء ، فإذا انطلق المسلم من هذا التصور أصبح في عبادة الله تعالى ، ويَعتبرُ أيَ عمل قام به مادام مراعيا جانب الله تعالى مستشعرا مراقبة الله تعالى له فهو في عبادة الله تعالى ، حتى الأمورَ التي يزاولها في كل يوم وليلة من مأكل ومشرب ومنكح ولهو مباح حتى النوم يُصبح الذي ينامه هو في حقيقية الأمر عبادة الله تعالى ، ولذلك يقول أعلم الناس بالحلال والحرام معاذ بن جبل رضي الله عنه " إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي " فحين يفهم المسلمُ العبادة حق الفهم بهذا المعنى يستطيع أن يحافظ على أوقاته وأن يستثمرها بما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة ، لأنه حينما يضيّع وقتا من أوقاته فإنما يخل حقيقة بمفهوم العبادة الذي ذُكر آنفا ، وأنتِ أيتها المرأة المسلمة حينما تزاولينَ حفظ ما استودع الله تعالى في بيتك من أمانات من مال الزوج أو من عرضه أو من تربية أبنائه أو أي عمل من الأعمال ، حينما ترتبط هذه الأمور منكِ بنية صالحة وهدفٍ نبيل إنما تتحول إلى عبادات تؤجرين عليها ، ولك أن تسمعي إلى هذا الحوار من امرأة سلفت ، هذه المرأة هي أسماءُ بنتُ يزيدِ بنِ السكن الأنصارية رضي الله عنها وهي المرأة التي أتت إلى النبي صلى الله عليه وهو في أصحابه فقالت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، أنا وافدتُ النساءِ إليك ، إن الله تعالى بعثك إلى الرجال والنساء كافة ، فأمنا بك وبإلهك ، وإنا معشر النساء محصوراتٌ مقصورات ، قواعدُ بيُوتكم ، ومقضى شهواتكم ، وحاملاتُ أولادكم ، وإنكم معشر الرجال فُضلتم علينا في الجُمع والجماعات ، وعيادةِ المرضى وشهودِ الجنائز والحجِ بعد الحج ، وأفضلُ من ذلك الجهادُ في سبيل الله تعالى .. إلى أن قالت : وإن الرجل منكم إذا خرج حاجا أو مجاهدا ، حفظنا لكم أموالكم ، وغزلنا لكم أثوابكم ، وربينا لكم أولادكم ، أفلا نشارككم في هذا الأجر ؟ فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كلِّه ثم قال : هل سمعتم بمقالةِ امرأةٍ قط أحسنُ من مسائلها في أمر دينها من هذه المرأة ؟ فقالوا يا رسول الله : ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثلِ هذا ، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها فقال : افهمي أيتها المرأة وأعلمي من خلفكِ من النساء أن حُسْنَ تبعُّلِ المرأةِ لزوجها ، وطلبِها مرضاتَه ، واتبَاعَه موافقته يعدِل ذلك كله ، فانصرفت وهي تهلل " [ رواه بن حجر في الإصابة والذهبي في سير أعلام النبلاء ] إذا : والمرأة تزاول هذه الأعمال والتي تتصور بعض النساء وهي تزاولها إنما هي تزاول أمورا قد لا تُؤجر عليها أو لا فائدة منها وإنما عليها في ذلك التعب والنصب ، هذا فهم خاطئ وإنما الحق أنها تؤجر على كل صغيرة وكبيرة لكن بشرط أن تستشعر مراقبة الله تعالى وإخلاصها في أي كل عمل تقوم به .
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
سلمان المالكي
  • مـقـالات
  • رفقا بالقوارير
  • المرأة والوقت
  • الخطب المنبرية
  • إلى أرباب الفكر
  • وللحقيقة فقط
  • الهجرة النبوية
  • فتنة الدجال
  • الصفحة الرئيسية