اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/slman/54.htm?print_it=1

إلى أرباب الفكر وحملة المنهج (6)

سلمان بن يحي المالكي
slman_955@hotmail.com

 
إلى أرباب الفكر وحملة المنهج (5)

ومن المعالم في تربية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه

الثاني عشر : تربية القادة لا العبيد .
ثمة سؤال يفرض نفسه ويقفز إلى أذهاننا وهو : هل نحن نعنى بتعليم الناس وتهيئتهم ليكونوا أهل علم يستنبطون ويبدعون ويبتكرون؟ أم أننا نربيهم على تلقي أقوال أساتذتهم بالتسليم دون مراجعة وربما دون فهم لمضمون القول ؟ هل نرى أن من أهدافنا في التعليم أن نربي ملكة التفكير والإبداع لدى طلابنا ، وأن نعودهم على استنباط الأحكام الشرعية من النصوص ، وعلى الجمع بين ما يبدو متعارضاً ؟ وهل من أهدافنا تربيتهم على تنزيل الأحكام الشرعية على الوقائع التي يرونها ؟إن المتأمل في واقع التعليم الذي نقدمه لأبنائنا ليلحظ أننا كثيراً ما نستطرد في السرد العلمي المجرد ، ونشعر بارتياح أكثر حين نقدم للطالب كماً هائلاً من المعلومات ، وهو الآخر – لما غرسنا لديه- يقيس مدى النجاح والإنجاز بقدر ما يسطره مما يسمعه من أستاذه ، والتقويم والامتحان إنما هو على أساس ما حفظه الطالب من معلومات ، واستطاع استدعاء ذلك وتذكره ، وشيء من ذلك حق ولاشك ، لكن توجيه الجهد لهذا النوع وهذا النمط من التعليم لا يعدو أن يخرج جيلاً يحفظ المسائل والمعارف فقط ثم ينساها بعد ذلك ، أو يكون ظلاً لأستاذه وشيخه ، ولأن تعلم الجائع صيد السمك خير من أن تعطيه ألف سمكة ، فهل نحن نربي الناس على أن يكونوا عاملين مبدعين مشاركين ؟ أم نربيهم على مجرد الاتباع والتقليد لما عليه كبراؤهم ؟
أما النبي صلى الله عليه وسلم فكانت تربيته لأصحابه لوناً آخر ، ففي تربيته العلمية لهم خرّج علماء وفقهاء ، ولم يكن صلى الله عليه وسلم يقتصر على مجرد إعطاء معلومات مجردة ، وقد كشف الواقع آثار هذه التربية النبوية ، ففي ميدان العلم واجهت أصحابه قضايا طارئة مستجدة لكنهم لم يقفوا أمامها حيارى ، فاستثمروا نتاج التربية العلمية التي تلقوها ، لذا اجتهدوا في اتخاذ السجون وجمع القرآن وجلد الشارب والخراج وغيرها ، وفي ميدان الجهاد وإدارة الدولة والدعوة ، فقضوا في شهور على المرتدين بعد أن حسموا الموقف الشرعي من قضية الردة ، ثم اتسعت الدولة ووطئت أقدام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بلاد المشرق حتى وصلوا أذربيجان وما وراء النهر وبلاد المغرب حتى وصلوا غرب أفريقيا ، ودفن من دفن تحت أسوار القسطنطينية ، ولو تربى أولئك على غير هذه التربية لما صنعوا ما صنعوا ، فأين المربون اليوم الذين يترك أحدهم الفراغ حين يمضي ؟ أينهم من هذه التربية النبوية ؟ أرجوا أن يعيدوا النظر في تربيتهم لأجيالهم ..!

 

إلى أرباب الفكر وحملة المنهج (7)

 

سلمان المالكي
  • مـقـالات
  • رفقا بالقوارير
  • المرأة والوقت
  • الخطب المنبرية
  • إلى أرباب الفكر
  • وللحقيقة فقط
  • الهجرة النبوية
  • فتنة الدجال
  • الصفحة الرئيسية