صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







إلى أرباب الفكر وحملة المنهج (8)

سلمان بن يحي المالكي
slman_955@hotmail.com

 
إلى أرباب الفكر وحملة المنهج (7)

ومن المعالم في تربية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه

الرابع عشر : التعويد على المشاركة والعمل .
اعتاد كثير من ناشئة المسلمين اليوم أن يُكفى كل شيء ، فهو في المنزل يقدم له الطعام والشراب ، ويتولى أهله تنظيم غرفته وغسل ملابسه ، فساهم ذلك في توليد جيل كسول لا يعرف العمل والمسئولية ، وفي المدرسة وميادين التعليم اعتاد التلاميذ الكسل الفكري ، وصار دورهم مجرد تلقي المعلومات جاهزة دون أي جهد ، وحتى حين يُطلب منهم بحث أو مقالة فلابد أن تحدد لهم المراجع ، وبأرقام الصفحات ، وقل مثل ذلك في كثير من المحاضن التربوية ، إننا حين نريد تخريج الجيل الجاد فلابد من تعويده من البداية على المشاركة وتحمل المسئولية : في المنزل بأن يتولى شؤونه الخاصة ، وفي المدرسة بأن يبذل جهداً في التعلم ، وعلى القائمين اليوم في المحاضن التربوية أن يأخذوا بأيدي تلامذتهم ، وأن يسعوا إلى أن يتجاوزوا في برامجهم التي يقدمونها القوالب الجاهزة ، وأن يدركوا أن من حسن تربية الناشئة أن يمارسوا المسئولية ، وألا يبقوا كَلاً على غيرهم في كل شيء ، فينبغي أن يكون لهم دور ورأي في البرامج التي يتلقونها ، وحين نعود لسيرة المربي الأول والمعلم الأمثل محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه سنرى نماذج من رعاية هذا الجانب ، فهو صلى الله عليه وسلم يعلم الناس أن يتحملوا المسئولية أجمع تجاه مجتمعهم ، فليست المسئولية لفرد أو فردين ، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : مثل المداهن في حدود الله والواقع فيها مثل قوم استهموا سفينة فصار بعضهم في أسفلها وصار بعضهم في أعلاها ، فكان الذي في أسفلها يمرون بالماء على الذين في أعلاها فتأذوا به فأخذ فأساً فجعل ينقر أسفل السفينة ، فأتوه فقالوا : ما لك ؟ قال : تأذيتم بي ولا بد لي من الماء ، فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجوا أنفسهم ، وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم [رواه البخاري (2686)] ومن ذلك أيضاً استشارته صلى الله عليه وسلم لأصحابه في كثير من المواطن ، بل لا تكاد تخلو غزوة أو موقف مشهور في السيرة من ذلك ، وفي الاستشارة تعويد وتربية لهم ، وفيها غرس للثقة ، وفيها إشعار لهم بالمسئولية ولو عاش أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على خلاف ذلك ، أتراهم كانوا سيقفون المواقف المشهودة في حرب أهل الردة وفتوحات فارس والروم ؟بل كان صلى الله عليه وسلم على المستوى الفردي يولي أصحابه المهام ، من قيادة للجيش وإمارة ودعوة وقضاء وتعليم ، فأرسل رسله للملوك ، وبعث معاذاً إلى اليمن ، وأمَّر أبا بكر على الحج ، بل كان يؤمر الشباب مع وجود غيرهم ، فأمر أسامة على سرية إلى الحرقات من جهينة [رواه البخاري (4269) ومسلم (96) ] ثم أمره على جيش يغزو الروم [رواه البخاري (4469) ومسلم (2426) ] وولى عثمان بن أبي العاص إمامة قومه [رواه مسلم(468)]... وهكذا فالسيرة تزخر بهذه المواقف ، فما أجدر الدعاة والمربين اليوم أن يسيروا على المنهج نفسه ليخرجوا لنا بإذن الله جيل جاد يحمل المسئولية ويعطيها قدرها.


إلى أرباب الفكر وحملة المنهج (9)
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
سلمان المالكي
  • مـقـالات
  • رفقا بالقوارير
  • المرأة والوقت
  • الخطب المنبرية
  • إلى أرباب الفكر
  • وللحقيقة فقط
  • الهجرة النبوية
  • فتنة الدجال
  • الصفحة الرئيسية