بسم الله الرحمن الرحيم

أعيتك الحيلة يا بوتين .. وليهنك البهتان يا جلال الماشطة !


البعض يظن أن الناس قد فقدوا عقولهم ، ولم يعودوا بحاجة إلى التفكير والاستنتاج ؛ وبالتالي سيصدقوا كل مايقال وكل مايكتب .. وفقاً لطريقة أصحاب بدل السمعة حين قال الناطق الرسمي عنهم :

( نهز الرؤوس ...
نهز الرؤوس ...
رضينا .. رضينا بكل الطقوس ..
ولو أن ( ضربنا )
ولو أن ( شتمنا )
ولو أن جمعنا بـ( حوش ) التيوس ...
و نهتف دوما لوالي الجميع
وإن ساقنا نحو ذاك القطيع
فمنه ( العطاء )
ومنا ( الولاء ) ...
ومنا مباركة ٌ وثناء ...
ومنا ( التلصصْ ) على الشرفاء !! )
== مقطع من قصيدة لي موسومة ( ببدل سمعة ) ===

وهانحن نقرأ صباح هذا اليوم إحدى النماذج الصارخة لهذا المفهوم ، نموذج طرح أشخاص دب فيهم الخوار والعوار والبوار ، وبلغت فيهم الهزيمة النفسية مبلغها ... فأعيتهم الحيلة فلم يجدوا بدا في أن يمتطوا أسنة الكذب والدجل والبهتان ، فما حليتهم إلا ركوبها .

أعتدنا من الصحفي ( جلال الماشطة ) أخباره الدسيسة ، وكتاباته الماكرة .. التي تتربص بالمسلمين الدوائر ، وهاهو اليوم يطالعنا على أولى صفحات الجريدة السياسية المشهورة ( ربيبة الحياد ) الحياة ، وبالبنط العريض :
===== الاخوان عزلوا خطاب لاختلاسه أموالاً أرسلوها الي الشيشان ==========

وسرد الخبر التالي :
( اعلن ناطق باسم وزارة الأمن الروسية امس، ان تنظيم الإخوان المسلمين قرر إبعاد القائد الميداني العربي الأصل خطاب عن مواقعه القيادية في المقاومة الشيشانية لاتهامه بـ اختلاس اموال .

وأكد ايليا شابالكين احد المسؤولين في مركز العلاقات العامة التابع لوزارة الأمن الروسية ان تنظيم الاخوان في الخارج اتخذ قراراً بإبعاد خطاب بسبب تزايد الاستياء من اساليبه في توزيع الأموال والاستحواذ عليها. وأضاف ان خطاب استولي علي 170 ألف دولار من الدفعة المالية الاخيرة البالغة 520 الفا، ووزع الباقي علي قادة ميدانيين عرب وشيشانيين، ولم يبق لكل من المقاتلين البسطاء سوي ما بين 50و70 دولاراً. ويناقض هذا التأكيد ما كانت ذكرته اجهزة الأمن الروسية سابقاً عن مئات وآلاف الدولارات يتقاضاها المقاتلون.

ومن جهة اخري، اكد شابالكين ان حركة الاخوان المسلمين حولت الي الشيشان مئات الملايين من الدولارات بهدف انشاء دولة اسلامية عربية هناك. وهذه المرة الاولي التي يصدر مثل هذا الاتهام الغريب في شأن إقامة دولة عربية في القوقاز. ) أ . هـ

عندما قرأت هذا الخبر اتصلت على أحد الأحبة وانا أكتم ضحكتي التهكمية ، قفلت له : هل قرأت الحياة اليوم ؟ فأخبرني أن لا .. فقلت له : إقرأ الصفحة الأولى ؛ فستجد فيها قاصمة الظهر الحياتية !!

نحن نعرف أن لكل شيء حدوده .. حتى الكذب ؛ فإذا أراد أحدهم أن يكذب فليكذب بكذبة – على الأقل – مناسبة لحجمه ، وإلا فضح نفسه وأبان عواره .

ولي مع هذا الخبر وقفات أسردها سردا :

أولا :
المتابع لمنهجية الحركات الإسلامية ، واختلافها في توصيف الواقع اختلافا سائغا .. يعرف أولويات كل حركة وتوجهاتها المرحلية ، ومن المعلوم أن حركة الإخوان المسلمين من أقدم الحركات الاسلامية التي قدمت مشاريع رائدة ، وكان من أول أسسها الحركية أن مشروعها الإصلاحي يتمثل في العمل المدني السياسي ، فواقع الفساد – لديهم – من اهم أسبابه العزوف عن معترك العمل السياسي المدني ، لذا نجدهم يبادرون دوما إلى ترشيح أفرادهم إلى المجالس النيابية وغيرها .

لذا نجد البهتان ( والتفلسف ) في هذا التصريح ، وصدق من قال ( من تكلم بغير فنه أتى بالعجائب ) فما صرح به ذلك المسؤول الروسي أو ( كتبه ) جلال الماشطة إنما هو إفك مفترى ، يدل على جهل بالواقع بما في خطابهم من التناقض والتلبيس الشيء الكثير وفقا لما ذكرته سابقا .

فضلا عن أن القائد ( خطاب ) لاينتمي إلى هذه الحركة وليس من أفرادها .. بل هو مستقل هو ومن معه ، وقد قال هذا تكرارا ومرارا سواءا هو أو الشيخ أبو عمر السيف .. . و لم نرى في يوم من الأيام أي حركة أو مؤسسة إسلامية أعلنت تبنيها لهذا العمل ( الجهادي ) ، بعكس العمل ( الإغاثي ) . وعلى جدلية صحة كلامهم .. فهم لم يصرحوا في أي قطر أعلنت تلك الجماعة تخليها عن خطاب ، كما اننا نعرف مدى دقة الجانب التنظيمي لدى جماعة الاخوان المسلمين بحيث أنهم لايندوا لأحد أي مهمة او عمل إلا بعد أن يصنع على أعينهم ويعرفوه جيدا ، وكثير من المشاريع لايتم تدوالها عبر شخص واحد إنما عبر لجنة مشكلة .

وفضلا عن هذا وذاك .. فالقائد المجاهد خطاب ثقة معلوم مزكى من اهل الحل والعقد من مشائخنا وعلمائنا ، ولايضره نعيق المرتزقة والإمعة .

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه *** فالقوم أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها *** حسدا وبغضا إنه لذميم

ثانيا :
هذه هي سياسة حكومة بوتين ، فالحيلة قد أعيتهم ، وبلغ اليأس مبلغه منهم ... فقواته تفر من الميادين الطاحنة ، واقتصاده بدأ ينضب – باعترافه – بعد ان استنزفته حرب الشيشان الثانية ، فبدأ يلجأ إلى الحرب النفسية ، وليته فلح فيها .

ولعل المرحلة القادمة تهدف إلى نقل الصراع إلى دول اخرى ، فلقد حاول في المرة الأولى أن يهاجم التيار ( الوهابي ) – على حد زعمه – ويعلن أن خطاب ورفاقه إنما هم ( مرتزقة وهابيون ) يدعمون من جهات مشبوهة ( وسمى إحداها ) ... كل هذا ظنا منه أنه سيجد القبول والانقياد من شعبه و من أصحاب الشأن وسينقل المعركة إلى طرف آخر ، لكنه شعر أن هذه الحيلة لم تجدي نفعا .. فسن رمحه الآن على حركة الإخوان المسلمين ، لعله يجد لنفسه مخرجا إيديولجيا ، وياترى من هو الخصم القادم ؟

ثالثا :
هذه الصحيفة ، كم من المرات والمرات وهي تدعي حياديتها ومصداقية أخبارها ... فلا أدري هل المصداقية تتأتى بإيراد أخبار غير منطقية بل تلفيقية المهم فيها انها تتناول من ينعت بـ ( الإرهابيين ) و ( المتطرفيين ) و ( الثوار ) و ( الأصوليين ) ؟ أم أن الحيادية لديهم هي أن تنشر كل مابنسف السلفية ومايبرهن على ضحالتها كفكر صحراوي تليد ، ورجعية فكرية بائسة ؟

نعم .. جريدة الحياة كانت تمثل يوما من الأيام فكرا راقيا محايدا ، يوم أن كان جهاد الخازن يسوس دفتها – وإن كنا نختلف معه عقديا وفكريا - وكلنا يذكر حادثة الطرود المفخخة التي تعرض لها مكتب الحياة ، وموقف رئيس تحريرها آنذاك منه .

لكن بعد آن آل أمر إدارتها إلى أصحاب المنهج التغريبي بدأنا نرى العجب والعجاب ، ولعل مجلة ( لها ) خير شاهد ... وكل ذلك لماذا ؟

السبب : لأني لا أريد شركة ابن عمي تتفوق علي !!

فبدأت تتساقط يوما بعد ، تنشز عرفها بنشر مذكرات ذلك المقاتل الصنديد الشجاع ، أو بتمجيد روايات الفجور والإلحاد ... وهلم جره .

وأصبحت الحياة مماتا ، وتغير شعارها من ( إن الحياة عقيدة وجهاد ) إلى ( إن الحياة خليلة وفساد ) .

والله المستعان ...

أبو عبدالعزيز الظفيري

الصفحة الرئيسة