بسم الله الرحمن الرحيم

الـغـمــرات .. هل ينجلين ؟!


الإنسان في هذه الحياة يوما بعد يوم تسبره أغوارها ...
فيستفيد
ويتعلم
ويَلقن الدروس تلو الدروس
تكفيه أحيانا إشارة ..
وأحيانا اخرى يقرع بالعصا ..
والمحصلة واحدة !!
===========================
هذا مخدوع ..
يمد يده إلى جحر
يظن أنه سيجد الكنز
لكن ثمة ثعبان ..
قد غير جلده
وبدل ثوبه
يترقب
فتراه يلدغ ..
ويفتش الملدوغ عن الترياق
ويبذل الجُهد والجَهد..
فإن كان مؤمنا كيسا فطنا
لم يلدغ من ذلك الجحر مرتين
ومن دون ذلك :
مامن موضع في الجسد إلا وقد عاث الثعبان فيه فسادا
فنامي ياأعين الجبناء ..
تلك تجارب الزمن
تصقل المعادن ..
وتجلو الصدى ..
=============================
حتى الطيور ..
تحلق
ترتفع
صافات ويقبضن ...
تشنف المسامع بأصواتها
وتسحر العين بألوانها
ولكن ..
هل يشفع هذا لها؟
طلقة ..
مخلب ..
وأحيانا تقذف بحجر من حيث لاتحتسب ..
فتراها تتراقص أمامك ولسان الحال :
لاتحسبوا رقصاتي بينكم فرحا
فالطير يرقص مذبوحا من الألم
===============================
هاقد أزف الأوان ..
وحان موسم الهجرة
والسرب المهاجر قد حزم المتاع
بحثا عن القوت
فالبطون خماص ..
والريش تساقط ..
والوهن دب ..
وسرب الطيور المهاجرة آذن بالرحيل ..
وبين ذلك السرب مقعد شاغر
لطير...
مجروح ... منتف ... مغلوب على أمره
تخلوا عنه ..
اتهموه ..
كل ذنب البسوه ..
ونسوا ..
بل تناسوا ..
يوم أن نافح عنهم ضد النسور ..
وقاتل معهم ضد الصقور ..
وآثر الوقوف في فوهة المدافع
يتلقى الضربات
والضربات ..
ذوذا عن حماهم .
وهاهو اليوم ..
يشكو بثه وحزنه إلى الله
فلقد صنفه بعض سربه بأنه يحابي البوم
فقد غدا بومي من ذلك اليوم ..
وصنفه البعض الآخر بأنه يحادث البجع
فقد غدا بجعي من ذلك اليوم ..
وصنفه من تبقى بأنه يقلد طيران الغراب
فقد غدا غرابي من ذلك اليوم ..
وقف متسائلا ..
محتارا :
أي الطيور هو ؟
بوم أم بجع أم غراب ؟!
===================================
غمرات ..
فهل تنجلي ؟
تالله .. ماعلمت عن الشدائد
إلا انها تفتح الأبصار
وتشحذ الأفكار
وتجلب الاعتبار
وتعلم الحلم والاصطبار .
فإيه لك أيتها الغمرات ..
قولي لمن أتيت عليه :
ارحل بقلبك إذا الهم برك
واشرح صدرك عند ضيق المعترك
ولاتأسف على مامضى ومن هلك
فليس بالهموم عليما درك .
والذي نفسي بيده :
لماء وخبز وظل
ذاك النعيم الأجل
كفرت نعمة ربي
إن قلت إني مقل !!
================================
ملك الغابة .. قد قدم للذئب صغاره
وأرى التاجر يهوى بيعة فيها خساره
وارى الغصن تدلى نافضا عن ثماره
وأرانا خارج الأقواس من دون إشاره
ترى هل هي إرهاصات
أم بوارق
أم التماعات
أم جعجعة
أم حقيقة تهربوا من الاعتراف بها ؟
=================================
رباه
اغفر لي
ولوالدي
ولذريتي
ولمن لي حق عليه
ولمن له حق علي
وللمسلمين
والمسلمات
وسهل ربنا جلاء الغمرات .

كتبه الفقير إلى عفو ربه
أبوعبدالعزيز
17 / 6 / 1422 هـ
أرض الشام

الصفحة الرئيسة