اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/wadah/93.htm?print_it=1

تغريداتي الـ 50
من كتاب تكوين المفكّر
للدكتور عبدالكريم بكار

كتبها بتصرّف
وضاح بن هادي
@wadahhade

 
بسم الله الرحمن الرحيم



طريق المفكرين يبدأ بحب البحث، وينتهي بالتفاني في البحث.

على كل من يريد أن يكون مفكرًا، أن يُدرك أنَّ عليه أن يبذل جهدًا متواصلًا في بناء عقلية متحرّرة من كثير من القيود التي يُواجهها في حياته.

الذي يسعى إلى أن يكون مفكرًا يُعتدّ به؛ محتاج إلى أن يكون اشتغال دماغه مختلفًا عن نوعية اشتغال أدمغة معظم الناس، وهذا يحتِّم تغذية مستمرة بالمعلومات والمعارف الجيدة والمتجدّدة.

إذا سُئلتُ عن الجناحين اللذين يطير بهما الإنسان في آفاق الإبداع، لقلتُ من غير تردد إنهما : الاهتمام والتركيز.

الانطلاق من الجزئي إلى الكلي، ومن ضيق النظرة إلى اتساع الرؤية، من أهم ما يفرِّق بين العالم والمفكّر.

المفكّر لا يكتفي بالقول : إن كل جوانب الحياة لدينا متخلّفة وتحتاج إلى نهضة، بل يحاول أن يعرف المقدار الذي يمكن أن يُسهم به في الخلاص من ذاك التخلف.

المفكّر يعشق العبور في كل الاتجاهات، ويتأبّى الحشر في الزوايا الضيّقة.

المفكّر يحذر من السير الطويل في الطرق المسدودة، كما يحذر من الصيرورة إلى وضعية يُضيِّع فيها الناس الممكن في طلب المستحيل.

المفكّر المسلم هو مسلم أولًا ومفكّر ثانيًا، وهذا يُشكِّل فارقًا جوهريًا بينه وبين المفكّر العلماني أو اللاديني.

طرح الأسئلة حول القضايا المختلفة من صميم عمل المفكّر، ومن صميم التفكير الراقي.

إن سؤالًا واحدًا قد يُفجّر من المعرفة ما لا يُفجّره ألف جواب؛ فالسؤال الجيّد يبعثنا على إعادة النظر في المقدّمات والمنطلقات والمسلّمات.

من المهم لنا ونحن نحاول تكوين عقلية راشدة وناضجة أن نحاول التعرّف على طبيعة العلاقة التي تربط أفكارنا بعواطفنا.

إن على الشباب الطامحين لأن يكونوا مفكّرين كبارًا أن يجعلوا من اكتساب المهارات اللغوية شيئًا مهمّا في تكوينهم المعرفي.

المجتمع هو الذي يمنحنا أسماءنا التي نحملها، وهو الذي يعرِّفنا على ذواتنا، ويمنحنا النظّارات التي نرى بها العالم، ولهذا فإن سطوته علينا أكبر من أن توصف.

حين نقول أنّ الغرب هو السبب وراء تخلَّفنا؛ فإننا يجب أن نعترف بأن بداية المشكلة هي في ضعفنا نحن، وضعفنا هو الذي أعطى المجال للغرب كي يتدخل في شؤوننا، ويعوق مسيرتنا.

ميزة المفكّر كثيرًا ما تتجلّى في تمكّنه من بلورة وعي فردي مستقلّ، يُمكِّنه من اتخاذ موقف متمايز مع الموقف الاجتماعي العام.

إنّ معرفة نقائص بيئاتنا تتطلّب مقارنتها بالبيئات الأخرى، ومن خلال المقارنة نعرف ما لدينا من أخلاق ومن عادات ومن تعليم وصناعة وبحث علمي...

الصدق مع الله ومع النفس يقتضي منّا أن لا نحاول الالتفاف على المعطيات التي لا تعجبنا؛ بل نرضخ لها ونعقلها ونستفيد منها.

إن الفكرة البديعة لا تكون في الغالب عبارة عن ومضة ذهنية خلاّبة؛ وإنما تكون أشبه بنبتة عزيزة تحتاج إلى سقاية ورعاية وحماية تشتد ويكتمل نموها.

ليس هناك شيء من غير ثمن، وإن من جملة ثمن الإبداع والتجديد سلوك الطرق الموحشة والإتيان بالأفكار التي قد لا تكون مستساغة أو موضع ترحيب لدى معظم الناس.

المحيط الثقافي الذي يُغلِّف عقولنا ومشاعرنا، ويمدّها بالأفكار والرموز والمفاهيم يُشكِّل أكبر عائق أمام نضج الوعي وممارسة النقد.

الحقيقة أنه حين تشتد رغباتنا، وتتسع دائرة مصالحنا يخفت عقولنا، فيتحوَّل الصوت الجهوري إلى همس خفي لا يكاد يسمعه أحد غير صاحبه.

إن العاديين من الناس يسألون : من أين نبدأ؟ وأين الطريق؟، أما المبدعون والروّاد، فإنّهم يعلمون أنه ليس أمامهم طريق، فخطاهم هي التي ستشق الطريق.

ما زال كثير من الناس إلى يومنا هذا ينظرون بعين الريبة والشك لكل أولئك الذين ينظِّرون ويتفلسفون، خوفًا من بثّ أفكارهم ومفاهيم تنافي التصوّر الإسلامي للحياة والأحياء.

إن عصر الأفكار الكبرى، وعصر القادة العِظام الذين يغيّرون مجرى الحياة قد انتهى، وجاء عصر الأفكار والإبداعات الصغيرة التي تتراكم، فتغيِّر ببطء معالم الحياة وملامحها.

الإنسان العربي لا يجد في وظيفته – غالبا – ما يدفعه إلى القراءة أثناء ممارسة الوظيفة في الصباح، ولا بعد عودته إلى بيته في المساء.

نحن لا نستطيع أن نحصل على كل شيء، ولابد من التضحية ببعض الأشياء حتى نحصل على بعضها الآخر، والمهم في كل الأحوال أن يسعى المفكر لأن يكون في وضعية لا تحمله على قول الباطل إن لم يستطيع قول الحق.

من الملاحظ أن كثيرًا من المصلحين والدعاة باتوا يركِّزون على نحو واسع على مسألة (فقه الواقع)، وهذا منهم مؤشّر إلى النضج والوعي بمتطلبات المرحلة.

مهما كانت قدرتنا على فهم الواقع عظيمة، فإن كثيرًا من النتائج التي سنحصل عليها سيكون غير حاسم، ولهذا فإنّ علينا أن نكون حذِرين في إطلاق الأحكام المتعلقة بها.

نعم الواقع يتغيّر؛ لأن التقنية التي نستخدمها تتغيّر وتغيّرنا معها، وعلى مدار التاريخ كانت التقنية ذات اليد الطولى في تغيير الناس وواقعهم.

المجتمع الجيّد هو الذي تشكِّل الكتلة الكبرى فيه تلك الفئة التي تجد كل حاجاتها الضرورية من مطعم وملبس ومسكن وتعليم وعلاج؛ بالإضافة إلى شعورها بالقدرة على الحصول على بعض الكماليات والمرفِّهات.

إذا نظرنا في تفاصيل الحياة الأسرية للأثرياء جدّا؛ فإنّنا نجد أنهم لا يعرفون الكثير عن أطفالهم.

إن الفقر ظلَّ ينهش في كرامة كثير من المسلمين قرونًا متطاولة، مما رسّخ لديهم فكرة الاستسلام للظروف الصعبة والرضوخ للظالمين من كل الأشكال والألوان.

الثروة توسِّع الخيارات أمام أصحابها في كل مجالات الحياة، وامتلاك الخيارات الكثيرة يجعل الإنسان يشعر بأنه حرّ، لأن الحرّية في جوهرها ليست شيئًا غير القدرة على الاختيار.

إن من المحزن أن نقول : إن لدينا مئات الملايين من المسلمين الذين يكافحون من أجل الحصول على دولار واحد في اليوم!.

نحن لا نستطيع أن نحصل على (الكم) بأقصى حجم نريده مع حصولنا على (الكيف) بأقصى ما نرغبه من كماله، وهذا يدلّلنا على أن الزمن المتاح لنا وقدراتنا ومواهبنا كلها محدودة.

نحن بفطرتنا نميل إلى إصدار الأحكام التعميمية والمطلقة لأن مؤونتها أقل، بينما الأحكام والأفكار ذات المسحة النسبية والتفصيلية تحتاج منّا إلى جهد أكبر وعلم أكثر.

أعتقد أن الارتقاء بمستوى الأخلاق والالتزام بالآداب، يحتاج إلى ثلاثة أمور : نسبة جيدة من الأشخاص الأخلاقيين، ونُظُم تحرس الفضيلة، وتقاليد صارمة تجاه الانحراف السلوكي والأخلاقي.

إذا كان فهم الواقع معقّدا وعسيرًا، فإنّ فهم الماضي والوقوف على أسباب وقائعه وأحداثه أشدّ عسرًا وتعقيدًا.

من الملاحظ اليوم أن الشخص المتعلّم أشد سيطرة على عواطفه من غير المتعلم، وذلك لأن العلم يُرشد المرء إلى النقطة التي يجب أن يتوقف عندها الانفعال.

إن الغاية الأساسية للمفكّر من وراء توسيع دوائر مطالعاته وقراءاته ليس الوقوف على الأرقام المثيرة أو المعلومات الدقيقة، وإنما اكتشاف السنن الربانية في الأنفس والمجتمعات وفي الخَلْق عامة.

الواقع أنّنا حين نبحث في فكرة أو قضية من غير فهم تاريخها، فإننا نكون كمن دخل غرفة مظلمة لم يدخلها من قبل.

إن الواحد منّا يجمع المعلومات ويفكّر ويتأمّل ويسأل... ليس من أجل الحصول على قرار صائب، وإنما من أجل الحصول على أفضل قرار ممكن في تقديره.

أن تتخذ قرارًا يعني أن تُخاطر، ومهما كانت النتائج، فإن ذلك أفضل من العيش من غير قرار ومن غير مخاطرة.

نحن في عصر شديد التعقيد، ومن العجيب أنّه كلّما كانت الوضعية المعيشية والحضارية أكثر تعقيدًا صارت الإمكانات والبدائل أكثر على خلاف ما هو مدرك وشائع.

مع أن عصرنا يوصف بعصر المادة إلا أنه أيضًا عصر الإنسان، حيث لم يمرّ على البشرية زمان قُدِّرتْ فيه البراعة الشخصية لأبنائها مثل زماننا هذا.

الخُلُق الجميل وحسن التعامل مع الناس باب من أبواب الرزق، وكم من شخص حصل على فرص عظيمة بسبب حُسْن خُلُقه واطمئنان النفوس إليه.

أحيانًا قد تُفهم ردّة فعلك على أنها تمرّد أو خروج عن روح الجماعة، بسبب أنك لم تبكي كما بكوا، أو لم تصفّق كما صفّقوا.

الواقع يُخبرنا أنّه حين تتراجع درجة التثقيف، وتنخفض درجة التوتر الروحي لدى شخص أو جماعة أو شعب، فإن التحيّز يجتاح النفوس والعقول.

في كثير من الأحيان لا نستطيع أن نتصوّر حجم الإساءة للآخرين، إلا إذا وضعنا أنفسنا في موضعهم.

 

وضاح هادي
  • القراءة
  • التربية والدعوة
  • مشاريع قرائية
  • قراءة في كتاب
  • تغريدات
  • أسرة تقرأ
  • الصفحة الرئيسية