صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







ظاهرة التسول

يحيى بن موسى الزهراني

 
الحمد لله الذي خلق الخلق لعبادته ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، واحد في أولوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أحسن خلقه وأكمل صفاته ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأتباعه وصحابته . . أما بعد :

فلقد حث الإسلام على الصدقات ، والإنفاق في سبيل الله عز وجل ، قال تعالى : " من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون " ، ورغب الإسلام في تفقد أحوال الفقراء والمساكين ، والمحتاجين والمعوزين ، وحث على بذل الصدقات لهم ، فقال تعالى : " إنما الصدقات للفقراء والمساكين . . . " الآية ، وقال تعالى : " إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله خبير بما تعملون " ، ووعد على ذلك بالأجر الجزيل ، والثواب الكبير ، وقال تعالى : " وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون " ، وقال تعالى : " وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين " ، ولا يخفى على المسلم فوائد الصدقات ، وبذل المعروف للمسلمين ، والإحسان إلى الفقراء والمساكين ، لكن لا بد أن يعرف الجميع أن المساجد لم تبن لاستدرار المال ، وكسر قلوب المصلين ، واستعطافهم من أجل البذل والعطاء ، بل الغاية منها أعظم من ذلك بكثير ، فالمساجد بيوت عبادة ، ومزارع خير للآخرة ، فالأصل فيها ، إقامة ذكره جل شأنه ، والصلاة ، وغير ذلك من محاضرات ودروس علمية ، قال تعالى : " في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبخ له فيها بالغدو والآصال " ، فالواجب على الجميع احترام بيوت الله تعالى من كل ما يدنسها ، أو يثير الجدل والكلام الغير لائق بها ، فليست بأماكن كسب وسبل ارتزاق ، لجمع حطام الدنيا ، لذلك فهي لا تصلح مكاناً للتسول ، ورفع الصوت ولغط الكلام ، كمن يتسول ويسأل الناس من أموالهم . ويحرم أن تكون بيوت الله تعالى مكاناً لكسب حطام الدنيا ، والتمول من أموال الناس . وأقرب ما تقاس عليه مسألة التسول ، مسألة نشدان الضالة ، والجامع بينهما البحث والمطالبة بأمر مادي دنيوي ، فناشد الضالة يبحث عن ماله دون شبهة ، ومع ذلك أمر الشارع الكريم كل من في المسجد بأن يدعو عليه بأن لا يجد ضالته ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد ، فليقل : لا ردها الله عليك ، فإن المساجد لم تبن لهذا " [ أخرجه مسلم أبو داود ] . أما المتسول فهو يطلب مال غيره ، والشبهة قائمة ألا يكون محتاجاً أصلاً بل إنه يسأل الناس تكثراً والعياذ بالله . فكان أجدر ألا يُعطى نكالاً له . فمسألة التسول مسألة أرقت الأمة اليوم ، وأيقظت الغيرة عند الغيورين ، وكثر فيها الجدل عند الكثيرين ، فلا تكاد تصلي في مسجد إلا ويداهمك متسول وشحاذ ، ويطاردك سائل ومحتاج ، وليس العجب في هذا ، ولكن العجب عندما ترى رجلاً أو شاباً يافعاً وهو يردد كلمات لطالما سمعناها ، ولطالما سئمناها ، فيقف أحدهم ويردد كلمات عكف على حفظها أياماً طوالاً ، وساعات عديدة ، مدفوعاً من قبل فئة مبتزة ، أو جهة عاطلة ، تريد المساس بأمن هذا البلد واستقراره ، وتشويه صورته أما المجتمعات ، إن تلك المناظر المخجلة التي نراها في بيوت الله تعالى ، لهي دليل على عدم احترام المساجد ، وعدم معرفة السبب الذي من أجله بنيت ، ودليل على نزع الحياء ، وعدم توقير لبيوت الله تعالى ، ووضاعة في أخلاق أولئك المتسولين والشحاذين والمبتزين لأموال الناس والآكلين لها بالباطل ، وكم تطالعنا الصحف اليومية بتحقيقات صحفية مع أولئك المبتزين من رجال ونساء ، ولسان حالهم جميعاً يقول : نريد مالاً بلا عمل ، لقد فسخوا الحياء من وجوههم ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : " إن لم تستح فاصنع ما شئت " .

إننا في هذا الوقت من الزمان ، الذي تفشى فيه الجهل ، وانتشرت فيه البطالة ، اعتدنا كل يوم وبعد كل صلاة تقريباً على مناظر مؤذية ، ومشاهد مؤلمة ، يقوم بتمثيلها فئة من الشباب المدربين على إتقان صناعة النصب والاحتيال بممارسة مهنة الشحاذة ، وأكل أموال الناس بالباطل ، ولهم في ذلك أحوال وأشكال ، فمنهم من يقوم بتجبيس يده أو رجله أو أي جزء من جسده ، ومنهم من يتصنع البلاهة والجنون ، ومنهم من يدعي الإصابة بحادث أو موت والد أو أم ، أو حصول مرض ، أو ترك ديون ، وتُرك له أخوة وأخوات ، ويقوم برعايتهم ، والإنفاق عليهم ، والدين أثقل كاهله ولا يستطيع السداد ، ومنهم من يفتعل البكاء وقد يجلب معه ابن الجيران أو ابنتهم ليمارس الشحاذة بها ، لاستعطاف القلوب ، وقد يقسم بالله كاذباً أنه لولا تلك الديون ، وعظم المسؤولية لما وقف أمام الناس ، وغير ذلك من الأعذار والأكاذيب التي لم تعد تنطلي على أحد من العقلاء .

 وكل يوم يقومون بتطوير أساليب الشحاذة ونهب أموال الناس ، بل لقد وصل الأمر إلى بشاعة عظيمة ، وأمر لا يقره دين ولا عقل ، وذلك بوجود فئة من إماء الله من النساء اللاتي يأتين إلى بيوت الله تعالى لممارسة الشحاذة والتسول ، وهذا أمر خطير ، لأن أولئك النساء اللاتي يأتين إلى بيوت الله تعالى ، ويدخلن مساجد الرجال ، لا بد أن تكون الواحدة معذورة شرعاً من أداء الصلاة ، وهنا لا يجوز لها الدخول إلى المساجد إلا لحاجة كالمرور مثلاً ، وإما أن تكون غير معذورة ، ولم تصل مع النساء ، بل تركت الصلاة وأخرتها عن وقتها من أجل أن تجمع شيئاً من حطام الدنيا ، وحفنة قذرة من المال ، وهذا أمر أخطر من سابقه ، لأن تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها حرام وكبيرة من كبائر الذنوب ، بل عدها جمع من العلماء كفر صريح والعياذ بالله ، قال ابن حزم ، جاء عن عمر بن الخطاب ، وعبدالرحمن بن عوف ، ومعاذ بن جبل ، وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم : " أن من ترك صلاة فرض واحدة متعمداً حتى يخرج وقتها فهو كافر مرتد " . وهنا يظهر أن المتسولات ، يفضلن أكل المال الحرام على الصلاة ، ولا شك أن هذا الأمر قادح في عقيدتهن ، وهنا لا يجوز شرعاً إعطاؤهن المال ، لما في ذلك من إعانة لهن على معصية الله تعالى ، ومن فعل ذلك وقام بإعطائهن من ماله فقد ارتكب إثماً عظيماً ، وجرماً كبيراً .

 لما في ذلك من إعانة لهن على الباطل ، وإقرار لهن على المنكر ، وتشجيع لهن على ارتياد أماكن الرجال ، وهناك جمعيات ودوائر حكومية تُعنى بمثل تلك الحالات من المحتاجين ، فاحذروا عباد الله من تلك الفئة من الناس الذين يتصنعون المرض والفاقة ، ويسعون في الأرض فساداً ، فكثير منهم صاحب أموال عظيمة ، وبعضهم يملك من العقارات والأراضي الشيء الكثير ، ومع ذلك لا يتورعون عن أكل المال الحرام . وكل مثبت في سجلات مكافحة التسول ، وفي مكاتب الصحف المحلية .

وكم هم الفقراء والمحتاجين ، الذين نعرفهم ويعرفهم الكثير ، ومع ذلك تجدهم متعففين عن سؤال الناس ، ولا يسألون إلا الله الرزاق ذو القوة المتين ، لأنهم أيقنوا أن الرزق من الله وحده ، وبيده وحده ، فامتثلوا أمر ربهم تبارك وتعالى القائل في محكم التنزيل : " وفي السماء رزقكم وما توعدون " ، ولقد امتدحهم الله تعالى لعدم مد أيديهم للناس أو سؤالهم ، فقال تعالى : " للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً . . " الآية . يقول ابن كثير رحمه الله :
الجاهل بأمرهم وحالهم يحسبهم أغنياء من تعففهم في لباسهم وحالهم ومقالهم ، وفي هذا المعنى الحديث المتفق عليه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس المسكين الذي ترده التمرة ولا التمرتان ، واللقمة واللقمتان ، والأكلة والأكلتان ، ولكن المسكين الذي لا يجد غنىً يغنيه ، ولا يفطن له فيتصدق عليه ، ولا يسأل الناس شيئاً " . [ تيسير العلي القدير 1 / 234 ] .

وهذه بعض الأدلة التي تحرم التسول ، وسؤال الناس من غير حاجة :
فقد ثبت في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم " . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر " .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره فيتصدق به على الناس : خير له من أن يأتي رجلا فيسأله أعطاه أو منعه " .
وفي صحيح مسلم عنه أيضا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لأن يغدو أحدكم فيحتطب على ظهره فيتصدق به ويستغني به عن الناس : خير له من أن يسأل رجلا أعطاه أو منعه ، ذلك بأن اليد العليا خير من اليد السفلى ، وابدأ بمن تعول " ، زاد الإمام أحمد : " ولأن يأخذ ترابا فيجعله في فيه : خير له من أن يجعل في فيه ما حرم الله عليه " . وفي صحيح البخاري عن الزبير بن العوام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة من الحطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه : خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه " .
وفى الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه : أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى نفد ما عنده فقال لهم حين أنفق كل شيء بيده : ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم ، ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن يتصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر " .
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر وذكر الصدقة والتعفف والمسألة : " اليد العليا خير من اليد السفلى فاليد العليا : هي المنفقة واليد السفلى : هي السائلة " [ رواه البخاري ومسلم ] .
وعن حكيم بن حزام رضى الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال : " يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة ، من أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع ، واليد العليا خير من اليد السفلى قال حكيم : فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحداً بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا . وكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيماً إلى العطاء فيأبى أن يقبله منه ثم إن عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه فأبى منه شيئا فقال عمر : إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم : أني أعرض عليه حقه من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه فلم يرزأ حكيم رضي الله عنه أحدا من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفي " [ متفق على صحته ] .
وروي عن الشعبى قال : حدثني كاتب المغيرة بن شعبة قال : كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة : أن اكتب إلي شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله كره لكم ثلاثا قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال " [ رواه البخاري ومسلم ] .
وعن معاوية رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تلحفوا في المسألة ، فوالله لا يسألني أحد منكم شيئا فتخرج له مسألته مني شيئا وأنا له كاره فيبارك له فيما أعطيته " ، وفي لفظ : إنما أنا خازن فمن أعطيته عن طيب نفس فيبارك له فيه ، ومن أعطيته عن مسألة وشره كان كالذي يأكل ولا يشبع " [ رواه مسلم ] .
وعن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أو ثمانية أو سبعة فقال : ألا تبايعون رسول الله وكنا حديثي عهد ببيعته فقلنا : قد بايعناك يا رسول الله ثم قال : ألا تبايعون رسول الله فقلنا : قد بايعناك يا رسول الله ثم قال : ألا تبايعون رسول الله قال : فبسطنا أيدينا وقلنا : قد بايعناك يا رسول الله فعلام نبايعك قال : أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ، والصلوات الخمس وتطيعوا الله ، وأسر كلمة خفية ولا تسألوا الناس شيئا ، فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحدا يناوله إياه " [ رواه مسلم ] .
وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن المسألة كد يكد بها الرجل وجهه إلا أن يسأل الرجل سلطانا أو في أمر لا بد منه " [ رواه الترمذى وقال : حديث حسن صحيح ] .
وعن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من يتقبل لي بواحدة وأتقبل له بالجنة ؟ قال : قلت : أنا . قال : " لا تسأل الناس شيئا " فكان ثوبان يقع سوطه وهو راكب فلا يقول لأحد : ناولنيه حتى ينزل هو فيتناوله " [ رواه الإمام أحمد و أهل السنن ] .
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أصابته فاقة فأنزلها بالناس : لم تسد فاقته ومن أنزلها بالله : أوشك الله له بالغنى : إما بموت عاجل ، أو غنى عاجل " [ رواه أبو داود والترمذي وقال : حديث حسن صحيح ] .
وعن سهل بن الحنظلية قال : قال : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة ابن حصن والأقرع بن حابس لهما بما سألاه وأمر معاوية فكتب لهما بما سألا فأما الأقرع : فأخذ كتابه فلفه في عمامته وانطلق وأما عيينة : فأخذ كتابه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتابه فقال : يا محمد أراني حاملا إلى قومي كتابا لا أدري ما فيه كصحيفة المتلمس فأخبر معاوية بقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سأل وعنده ما يغنيه : فإنما يستكثر من النار وفي لفظ : من جمر جهنم قالوا : يا رسول الله وما يغنيه وفي لفظ : وما الغنى الذي لا تنبغي معه المسألة قال : قدر ما يغديه وما يعشيه وفي لفظ : أن يكون له شبع يوم وليلة " [ رواه أبو داود والإمام أحمد ] .
وعن قبيصة بن مخارق الهلالي قال : تحملت حمالة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم أسأله فقال : أقم حتى تأتينا الصدقة فآمر لك بها ثم قال : يا قبيضة إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة : رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك ، ورجل أصابته جائحة فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال : سدادا من عيش ، ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجى من قومه لقد أصابت فلانا فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال : سدادا من عيش ، فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحت يأكلها صاحبها سحتا " [ رواه مسلم ] .
وعن عائذ بن عمرو رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فأعطاه فلما وضع رجله على أسكفة الباب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو يعلمون ما في المسألة ما مشى أحد إلى أحد يسأله شيئا " [ رواه النسائي ] .
وعن ثوبان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من سأل مسألة وهو عنها غني كانت شينا في وجهه يوم القيامة " [ رواه الإمام أحمد ] .
وعن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاث والذي نفس محمد بيده إن كنت لحالفا عليهن : لا ينقص مال من صدقة فتصدقوا ، ولا يعفو عبد عن مظلمة يبتغي بها وجه الله إلا رفعه الله بها ، ولا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر " [ رواه الإمام أحمد ] .
وعن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال : سرحتني أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله فأتيته فقعدت قال : فاستقبلني فقال : من استغنى أغناه الله ومن استعف أعفه الله ومن استكفى كفاه الله ومن سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف فقلت : ناقتي هي خير من أوقية ولم أسأله " [ رواه الإمام أحمد وأبو داود ] .

وبعدما ذكرت شيئاً مما تيسر من النصوص الدالة على تحريم المسألة بغير وجه حق ، نتطرق إلى أقوال العلماء في ذلك :
قال ابن القيم رحمه الله : المسألة في الأصل حرام ، وإنما أبيحت للحاجة والضرورة لأنها ظلم في حق الربوبية ، وظلم في حق المسؤول ، وظلم في حق السائل :
أما الأول : فلأنه بذل سؤاله وفقره وذله واستعطاءه لغير الله وذلك نوع عبودية فوضع المسألة في غير موضعها ، وأنزلها بغير أهلها ، وظلم توحيده وإخلاصه وفقره إلى الله وتوكله عليه ورضاه بقسمه ، واستغنى بسؤال الناس عن مسألة رب الناس ، وذلك كله يهضم من حق التوحيد ، ويطفئ نوره ويضعف قوته .
وأما ظلمه للمسئول : فلأنه سأله ما ليس عنده فأوجب له بسؤاله عليه حقا لم يكن له عليه ، وعرضه لمشقة البذل ، أو لوم المنع ، فإن أعطاه ، أعطاه على كراهة ، وإن منعه ، منعه على استحياء وإمضاض ، هذا إذا سأله ما ليس عليه وأما إذا سأله حقا هو له عنده : فلم يدخل في ذلك ولم يظلمه بسؤاله .
وأما ظلمه لنفسه : فإنه أراق ماء وجهه وذل لغير خالقه وأنزل نفسه أدنى المنزلتين ، ورضي لها بأبخس الحالتين ، ورضي بإسقاط شرف نفسه ، وعزة تعففه ، وراحة قناعته ، وباع صبره ورضاه وتوكله وقناعته بما قسم له ، واستغناءه عن الناس بسؤالهم ، وهذا عين ظلمه لنفسه ، إذ وضعها في غير موضعها ، وأخمل شرفها ، ووضع قدرها ، وأذهب عزها وصغرها وحقرها ، ورضي أن تكون نفسه تحت نفس المسئول ويده تحت يده .
وقال البغوي رحمه الله : وقد كره بعض السلف المسألة في المسجد ، وكان بعضهم لا يرى أن يتصدق على السائل المتعرض في المسجد . [ شرح السنة 2 / 375 ] .

وقال أبو حامد الغزالي : الأصل في السؤال التحريم لثلاثة أسباب :
الأول : شكوى الله على الخلق : إذ إن السؤال إظهار للفقر ، وإن نعمة الله قصرت عنه ، وذلك عين الشكوى .
الثاني : أن السائل يذل نفسه لغير الله تعالى ، وليس للمسلم أن يذل نفسه إلا لله ، وفي السؤال ذل للسائل ، بالإضافة إلى إيذاء المسؤول .
الثالث : في السؤال إحراج للمسؤول وإيذاء له ، فهو إما أن يعطيه حياءً أو رياءً ، وبهذا يحرم على الآخذ والمعطي . [ إحياء علوم الدين 4 / 278 ] .
وقال الشيخ إبراهيم بن محمد الضبيعي : اتفق علماء الإسلام على أن التسول حرام لغير ضرورة ، ولا يجوز إعطاء المتسولين في المساجد ، لأن فيه تشجيع لاستمرارهم في هذا المسلك القبيح ، وفيه تعطيل للطاقات البشرية عن الكسب المشروع ، ويعتمد التحريم على دلالة النصوص الشرعية من الكتاب والسنة . [جريدة الجزيرة – 14/6/1420هـ ] .
وقال الحنابلة رحمهم الله : يكره سؤال الصدقة في المسجد ، ويكره إعطاء السائل فيه .
وقال الشافعية رحمهم الله : يكره السؤال في المسجد ، وإذا كان فيه تهويش ورفع صوت فيحرم .
وقال المالكية رحمهم الله : ينهى عن السؤال في المسجد ، ويكره إعطاء السائل فيه .
وقال الأحناف رحمهم الله : يحرم السؤال في المسجد ، ويكره إعطاء السائل فيه . [ الفقه على المذاهب الأربعة 1 / 283 ] .
وأكثر السلف لا يرون جواز التصدق على من يسأل في المسجد . وقال أحد السلف : لو كنت قاضياً لم أقبل شهادة من يتصدق على من يسأل في المسجد .
ومما سبق تظهر بشاعة التسول وأضراره على الفرد والمجتمع ، وأنه يؤدي إلى موت الهمم ، ودفن النبوغ ، وفي التسول تظهر دناءة نفس المتسول ، وحقارته وضعف دينه وعقيدته ، وأنه يورث سفولاً وانحطاطاً في الأخلاق والقيم ، وانتزاع البركة من المال ، وأكل للأموال بالباطل وبالتالي فهو يؤدي إلى حرمان إجابة الدعاء ، وهو مظهر من مظاهر تخلف الأمم وتأخر الشعوب .
قال الشاعر :
لا تخضعن لمخلوق على طمع *** فإن ذلك نقص منك في الدين
واسترزق الله مما في خزائنه *** فأمر الله بين الكاف والنون

فيجب علينا معاشر الأخوة ، منع أولئك المتسولين من رجال ونساء وأطفال ، والأخذ على أيديهم ، ومنعهم من تلك الظاهرة الخطيرة ، والتي تسببت في تشويه صورة المواطنين في هذه الدولة المباركة ، فربما ظن كثير من زوارها أن البطالة والفقر هما سمتان سائدتان في هذه الدولة .

والواجب أيضاً على كل فرد من أفراد المجتمع ، ألا تأخذه العاطفة والرأفة والشفقة ، بأولئك المتسولين ، بل لا بد من تبليغ الجهات المختصة عنهم ، وعدم إعطائهم أي مال ، لأن في إعطائهم المال ما يعينهم على التسول وسؤال الناس واستعطافهم واستدرار أموالهم ، ولما في ذلك أيضاً من معاونتهم على الباطل ، والإثم والعدوان ، وهذا أمر منكر لا يجوز ، ومن أعطاهم فقد ارتكب أمراً خطيراً نظراً لقول عامة العلماء بكراهة إعطاء السائل في المسجد ، بل لا بد من زجرهم ونهيهم عن هذا المنكر الخطير ، الذي اتخذه الكثير وسيلة للكسب دون العمل ، فعلينا أن نتصدى لتلك الظاهرة المتفشية ، والقضاء عليها ، واستئصال شأفتها ، حتى تكون بيوت الله خالية مما يدنسها ويشوه صورتها .

ولن يتم ذلك الأمر إلا بتكاتف الجهود ، وترابط الجميع ، وتوحيد الكلمة ، وهنا أبارك تلك الجهود الجبارة التي يقوم بها الاخوة في مكاتب المتابعة أو مكافحة التسول ، للقضاء على ظاهرة التسول ، ولا بد من الجميع مواطنين ومقيمين الوقوف صفاً واحداً ضد ذلك التيار الجارف ، والسيل الجرار ، والتصدي لتلك المنظمات والمؤسسات المبتزة ، وكما قلت لا بد من الوقوف مع رجال مكافحة التسول ، وتذليل المهام لهم ، ومساعدتهم في ذلك ، كل فيما يخصه ، إماماً كان أو مأموماً .
وهنا أشير إلى نقطة مهمة جداً ، وهي أن أصحاب التسول قد لجاءوا إلى ظاهرة خطيرة ، ومنحى جارفاً يتمثل في استخدام النساء والأطفال في التسول ، ومعلوم أن المتسول إن كان رجلاً فمن السهل القبض عليه وإركابه سيارة المكافحة ومن ثم التحقيق معه ، أما إن كانت المتسولة امرأة فهنا تظهر خطورة الأمر وصعوبته ، والحقيقة أن الأمر سهل يسير ، وتتمثل سهولته بتكاتف الجهود بين القطاعات الحكومية المختلفة ، من شرطة ومحكمة وغيرها ، فالشرطة توفر سجانات من ذوات الكفاءة العالية ، والمحكمة يتمثل دورها في تشديد العقوبة على أولئك الدجالين والمحتالين ، ولكن ماذا لو لم تتوفر النساء السجانات ، فالحل ولا بد من القبض على أولئك المتسولات ، فإننا نرى ونشاهد عياناً بياناً ركوبهن مع سائقي السيارات الأجرة وغيرها لوحدهن دون محرم ، وهذا أمر منكر ومحرم ، ومع ذلك لا تجد من ينكر ذلك من الناس ، ولكن إذا كان الأمر متعلقاً برجال مكافحة التسول ، هنا تظهر النخوة والعفة والغيرة وإنكار المنكر من قبل الناس ، وهذا أمر مطلوب ، لكن للضرورة أحكام ، فهذا أمر لابد من القيام به للقضاء على ظاهرة خبيثة وخطرة ، وهي تعود أولئك النساء ارتياد أماكن الرجال مما قد يتسبب في وقوع جريمة أخلاقية أكبر من التسول ، وهنا تظهر حكمة الرجال في تسهيل مهمة رجال المكافحة وتركهم للقيام بعملهم على أحسن وجه ، فهم لم يأخذوا المرأة من أجل الفسحة أو النزهة ، بل من أجل القيام بعملهم على أكمل وجه ، ولهذا شاهد في السنة ، فعن علي رضي الله عنه يقول : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد ، فقال : " انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ ، فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها " فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة ، قلنا : أخرجي الكتاب ؟ قالت : ما معي كتاب . قلنا : لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب . قال : فأخرجت الكتاب من عقاصها ، فأخذنا الكتاب فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حاطب ما هذا قال لا تعجل علي إني كنت امرءاً ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسهم وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون أهليهم بمكة فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ فيهم يدا يحمون بها قرابتي وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه صدقكم فقال عمر دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " [ أخرجه الجماعة إلا ابن ماجة وفي لفظ : " فقلنا : الكتاب فقالت ما معي كتاب فأنخناها فالتمسنا فلم نر كتابا فقلنا ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم لتخرجن الكتاب أو لنجردنك فلما رأت الجد أهوت إلى حجزتها وهي محتجزة بكساء فأخرجته فانطلقنا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم " .

والشاهد في ذلك قيام بعض الصحابة بواجبهم نحو تلك المرأة ، ومطاردتها من أجل إخراج الكتاب الذي كان معها ، ولو وصل بهم الأمر لتجريدها من ثيابها ، ثم اقتيادها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بمفردها ، فالحال مثل حال المتسولات اليوم ، والضرورة لها أحكام .
فأقول : لو رأى أهل التسول وقوف الناس يداً واحدة في وجه ذلك الأمر المشين والخطير ، لحصل تحول جذري في الموضوع وبذلك يتم القضاء على تلك الظاهرة تماماً بإذن الله تعالى .
ولكم حدث معي شخصياً في الجامع الكبير من القبض على جميع المتسولين من رجال ونساء ، وأبانت التحقيقات معهم أنهم جميعاً ليسوا بحاجة للتسول ، ولا لمد يد العون ، ولكنه استكثار للمال ، واستدرار له من أيد الناس ، واتضح أن منهم من ينتحل شخصية السعودي ويلبس زيه ويتحدث بلهجته أو لغته ، وإذا به لا يمت للموضوع بصلة ، وهناك من يزور صكوك الديات وغيرها مقابل مبالغ مالية زهيدة من بعض القضاة من غير هذه البلاد الذين لم يرعوا حق الله تعالى في ذلك ، فيقبلون الرشوة مقابل تسهيل عمل دنيء .
وهناك من الشباب القادر المستطيع القوي الذي يستطيع أن يكسب قوته بعرقه حلالاً غير حرام أو مشتبه به ، ومع ذلك لما رأوا تلك الأموال الهائلة تخرج من جيوب الناس الذي لا دراية لهم بالموضوع ، فلا شك أن يمد أحدهم يده أسهل من أن يقوم فجراً لعمله ويعود عصراً .

وهناك من النساء من تملك الملايين ، ولكنها اعتادت على مد يدها للغير .
لقد شوهوا صورة المساجد ، وأساءوا للدين ، بأفعالهم القبيحة ، وتسولاتهم الفاضحة ، ولقد تفننوا في ذلك الأمر أيما تفنن ، فمنهم من يمكث أياماً يحفظ آيات من كتاب الله تعالى ، أو نصوصاً من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ومنهم من يُلقن الكلام الفصيح ذو السجع الصحيح حتى يستعطف الناس ويبتز أموالهم ، ومنهم من يأتي بعكازين فتراه يسقط ويقوم ، يحمل نفسه تارة ، ويحمله المصلون أخرى ، حتى يقف أمام الناس ليشحذهم ، ويخرج ما في جيوبهم ، وآخر تراه بالأكسجين ، وقد تلفلف بغطاء الأكسجين ، وربما لا تفقه منه كلمة ، ومنهم من يأتي بنخوة العربي الأصيل ، ويعرض الأوراق الطويلة العريضة وليس به حاجة إلا سؤال الخلق دون الخالق جل وعلا ، ومنهم من يأتي يعصر القلوب ألماً ، والعيون بكاءً ، عندما يحضر طفلاً أو طفلة ويدعي سلفاً أنه مصاب بكذا وكذا وأنه لا يستطيع النفقة على علاجه أو علاجها ، والصحيح أن ذلك الطفل هو ابن جاره أو ابن صديقه ، أو مخطوفاً خطفوه ليتاجروا به .
فلا غرو أن يتخطف الأطفال من الحرمين الشريفين أو غيرهما ، لأننا سمحنا لتلك المنظمات والمؤسسات بتلك الأفعال ، أعطيناهم الأموال الطائلة الهائلة ، مقابل سرقة الأطفال أو غيرهم ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
وهناك مؤسسات كبيرة ربما عملت من أجل هذه الظاهرة ، فتخطف الرجال أيضاً ، وربما أفقدتهم عقولهم بالجنون أو السحر أو غيرهما ، حتى يتاجروا بهم في المساجد والمجتمعات .
وربما قامت بتقطيع بعض أجزاء أجسادهم لاستدرار الأموال ، واستعطاف الناس ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ومن أراد المزيد من تلك القصص والشواهد فليراجع مكاتب المكافحة ، فعند جهينة الخبر اليقين .
لكن أعود وأؤكد أنه لا بد من توحيد الصف وجمع الكلمة بين الناس للقضاء على ظاهرة التسول التي طالما أقلقت الجميع .
ومن كان لديه فضل مال ، فلا يلق بماله في الهواء هباءً منثوراً ، بل يبحث عن أهل الحاجة والفاقة الذين لا يسألون الناس إلحافاً ، فتراهم متعففين ، لا يمدون أيديهم لأحد ، حياءً وخجلاً ، ومن لم يعرف تلك الفئة من الناس ، فليدفع زكاته وصدقته التطوعية إلى الجمعيات والمؤسسات الخيرية المعنية بمثل تلك الأمور ، حتى يضع المسلم ماله في أيد أمينة توصله لمستحقيه بإذن الله تعالى .
وأشير هنا إلى أن من كان بحاجة ماسة إلى سؤال الناس ، فلا بد أن يكون هناك تنظيم مسبق ودقيق ، بحيث يذهب للجهات ذات الاختصاص ويقدم معروضة ، ويشرح مسألته ، فيُعطى ما يجيز له أن يسأل الناس عن قناعة واستحقاق ، وأن تجمع تلك الأموال لدى تلك الدائرة المعنية بالأمر ، فإذا تحقق المراد وتم جمع المبلغ المطلوب سُلم له وانصرف ، أما أن يُترك الأمر هكذا لا خطام ولا زمام ، فستقع كوارث وفتن ، والحال خير شاهد على ذلك .
ولطالما وقفت الدولة وفقها الله في وجه تلك الظاهرة الخطيرة ، والدخيلة على بلادنا ، ولطالما حثت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية كل مواطن ومقيم للتصدي لمسالة التسول ، حفاظاً على أمر الدين في نفوس الناس ، ولقد حثت وزارة الشؤون الإسلامية أئمة المساجد للتصدي لهذه الظاهرة الغير حضارية ، وحث المصلين للوقوف صفاً واحداً في وجه من يريد المساس بعقيدة أهل هذه البلاد من متسولين وغيرهم .

وفي الختام أسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت في لم شعث هذا الموضوع المؤرق ، ونسأل الله جلت قدرته وتقدست أسماؤه ، أن يمن على أمة الإسلام بالنصر والتمكين والظهور على أعدائها ، كما نسأله سبحانه أن يرزق الجميع القناعة والكفاف ، وأن يجعلنا هداة مهتدين ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ، والحمد لله رب العالمين .

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
يحيى الزهراني
  • رسائل ومقالات
  • مسائل فقهية
  • كتب ومحاضرات
  • الخطب المنبرية
  • بريد الشيخ
  • الصفحة الرئيسية