صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







تَبِعَاتُ الْفَاحِشَةِ

يحيى بن موسى الزهراني

 
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الواحد القهار ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القوي الجبار ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي المختار ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه الأخيار . . وبعد :
المقصود بالفاحشة هنا فاحشة الزنا ، لقوله تعالى : { وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً } [ الإسراء32 ] ، وإلا فالفاحشة يُراد بها اللواط كما قال سبحانه : { وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ } [ الأعراف80 ] .
وسوف نتحدث في هذه الأسطر عن تبعات ومخاطر فاحشة الزنا ، والتي وقع فيها البعض من المسلمين غير مبالين بما أعد الله لهم من عقوبة وتبعات تتبع فعل هذه الفاحشة العظيمة الأليمة .
ثم نتحدث عن أدعية يدعو بها من وقع في فاحشة الزنا وربما ألفها وأحبها وشغف بها واستزله الشيطان ليكون من حزبه ، لعل الله أن ينقذه منها قبل فوات الأوان ، وإليكم البيان ، والعون من الله الواحد الديان .
كان هناك تاجر من العراق صاحب خلق ودين واستقامة وكثير الإنفاق على أبواب الخير من الفقراء والمعوزين وباني المساجد ومشاريع الخير .
فلما كبرت به السن وكان له ولد وبنت ، وكان كثير المال ذائع الصيت ، فأراد أن يسلم تجارته لابنه ، حيث كان التاجر يشتري من شمال العراق الحبوب والأقمشة وغيرها ويبيعها في الشام ويشتري من الشام الزيوت والصابون وغير ذلك ليبيعه في العراق .
فبعد أن جلس مع ابنه وأوصاه وعرّفه بأسماء تجار دمشق الصادقين ، ثم أوصاه بتقوى الله إذا خرج للسفر وقال : ( يا بني ، والله إني ما كشفت ذيلي في حرام ، وما رأى أحدٌ لحمي غير أمّك ، يا بنيّ حافظ على عرض أختك بأن تحافظ على أعراض الناس ) .
وخرج الشاب في سفره وتجارته ، وباع في دمشق واشترى وربح المال الكثير ، وحمّله تجّار دمشق السلام الحار لأبيه التاجر التقيّ الصالح .
وخلال طريق العودة وقبيل غروب شمس يوم وقد حطّت القافلة رحالها للراحة ، أما الشاب فراح يحرس تجارته ويرقب الغادي والرائح ، وإذا بفتاة تمرّ من المكان ، فراح ينظر إليها ، فزيّن له الشيطان فعل السوء ، وهاجت نفسه الأمّارة بالسوء ، فاقترب من الفتاة وقبّلها بغير إرادتها قبلة ، ثمّ سرعان ما انتبه إلى فعلته وتيقّظ ضميره ، وتذكّر نظر الله إليه ، ثمّ تذكّر وصية أبيه ، فاستغفر ورجع إلى قافلته نادماً مستغفراً .
فينتقل المشهد إلى الموصل ، وحيث الابن ما زال في سفره الذي وقع فيه ما وقع ، حيث الوالد في بيته يجلس في علّيته وفي زاوية من زواياها ، وإذا بساقي الماء الذي كان ينقل إليهم الماء على دابته يطرق الباب الخارجي لفناء البيت ، وكان السّقا رجلاً صالحاً وكبير السن ، اعتاد لسنوات طويلة أن يدخل البيت ، فلم يُر منه إلا كلّ خير .
خرجت الفتاة أخت الشاب لتفتح الباب ، ودخل السقا وصبّ الماء في جرار البيت بينما الفتاة عند الباب تنتظر خروجه لتغلق الباب ، وما أن وصل السقا عند الباب وفي لحظة خاطفة زيّن له الشيطان فعل السوء ، وهاجت نفسه الأمّارة بالسوء فالتفت يميناً وشمالاً ، ثمّ مال إلى الفتاة ، فقبّلها بغير إرادتها قبلة ، ثم مضى ، كل هذا والوالد يجلس في زاوية من زوايا البيت الواسع يرى ما يجري دون أن يراه السّقا ، وكانت ساعة الصمت الرهيب من الأب ، ثم الاسترجاع أن يقول ( إنّا لله وإنّا إليه راجعون ) ، ثم الحوقلة أن يقول ( لا حول ولا قوّة إلا بالله ) ، وأدرك أنّ هذا السّقا الذي ما فعل هذا في شبابه فكيف يفعلها اليوم ، وأدرك أنّما هو دينٌ على أهل البيت ، وأدرك أنّ ابنه قد فعل في سفره فعلة استوجبت من أخته السداد .
ولمّا وصل الشاب وسلّم على أبيه وأبلغه سلام تجّار دمشق ، ثمّ وضع بين يديه أموالاً كثيرة ربحها ، إلا أنّ الصمت كان سيد الموقف ، وإنّ البسمة لم تجد لها سبيلاً الى شفتيه ، سوى أنّه قال لابنه : هل حصل معك في سفرك شيء ، فنفى الابن ، وكرّرها الأب ، ثمّ نفى الابن، إلى أن قال الأب : ( يا بني ، هل اعتديت على عرض أحد ؟ ) ، فأدرك الابن أن حاصلاً قد حصل في البيت ، فما كان منه إلا أن اعترف لأبيه ، ثمّ كان منه البكاء والاستغفار والندم ، عندها حدّثه الأب ما حصل مع أخته ، وكيف أنّه هو قبّل تلك الفتاة بالشام قبلة ، فعاقبه الله بأن بعث السقا فقبّل أخته قبلة كانت هي دين عليه ، وقال له جملته المشهورة : ( يا بُنيّ دقة بدقة ، ولو زدت لزاد السقا ) ، أي أنّك قبّلت تلك الفتاة مرة فقبّل السّقا أختك مرة ، ولو زدت لزاد ، ولو فعلت أكثر من ذلك لفعل .
من تبعات الزنا أنه دين أيها الناس ، فاتقوا الله في أعراضكم ، في زوجاتكم وبناتكم وأخواتكم .
قال الأول :

عفوا تعف نساؤكم في المحرم*****وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
يا هاتكاً حرم الرجال وتابعاً*****طرق الفساد تعيش غير مكرم
من يزن في قوم بألفي درهم*****في أهله يزني بغير الدرهم
إن الزنا دين إذا أقرضته*****كان الوفا من أهل بيتك فاعلم

ومضمون هذا الكلام غير صحيح باللازم ، فأهل الزاني قد يكونون من أهل الخير والصلاح ، فكيف يؤاخذهم الله بجريرة غيرهم ، وهو سبحانه عز وجل يقول : { وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } [ الأنعام164 ] ، وقد يقبل مثل هذا الكلام في حالة أن يكون الزاني وأهله من أهل الشر والفسق والفساد ، فيعاقب الله الزاني بزوجته العاصية ، فيصيبه في عرضه كما أصاب الناس في أعراضهم ، وكما تدين تدان ، وقد وجد الناس هذا الأمر في أحوال الزناة كثيراً .
ومن استمر على المعصية وأصر عليها ، فيُخشى عليه أن يظلم قلبه ويسود ، وينتكس ، ولا يزال العبد ينتهك حرمات الله تعالى حتى يغضب الله عليه ، فيخسر دنياه وأخراه ، وإن ربك لبالرمصاد .
الزنا من أبشع الجرائم ، وأشد العظائم ، شؤم كله ، وعار كله ، وفضيحة في الدنيا والآخرة .
صاحبه متوعد بالعذاب في الدنيا والقبر والآخرة ، وليس له خلاق ولا أخلاق .
الزنا جريمة منكرة ، وكبيرة مهلكة ، وعدوان على الشرف والعرض وهتك للستر ، وقتل للعفاف والحشمة والفضيلة ، ونشر للرذيلة ، فلا يميل إليه ولا يرضى به إلا كل فاسد وفاسدة وفاجر وفاجرة ؛ ولا يفعل الزنا ويرتكبه مؤمن ولا مؤمنة بل هو محرم عليهم ، قال تعالى : { الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } [ النور3 ] .
الزاني لا يرضى إلا بنكاح زانية أو مشركة لا تُقِرُّ بحرمة الزنى، والزانية لا ترضى إلا بنكاح زان أو مشرك لا يُقِرُّ بحرمة الزنى, أما العفيفون والعفيفات فإنهم لا يرضون بذلك، وحُرِّم ذلك النكاح على المؤمنين. وهذا دليل صريح على تحريم نكاح الزانية حتى تتوب, وكذلك تحريم إنكاح الزاني حتى يتوب.
ولا يقدم على الزنا سوي الفطرة ، صحيح العقل ، كامل الإيمان ، قوي الدين ، بل لا يفعله إلا الضال ، وفاسد العقل ، ضعيف الإيمان والدين ، قليل البصيرة ، سفيه الرأي ، ميت المروءة ، عديم الحياء ، فاقد الغيرة والعفة ، قال تعالى : { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [ الروم30 ] .
من عواقب الزنا وتبعاته المريرة المحرقة ، الإصابة بمرض الإيدز ، وهو مرض خطير مميت لم يجد له الطب الحديث علاجاً ، لأنه عقوبة من الله للزناة والزواني في الدنيا قبل القبر والآخرة ، وللأسف أن هذا المرض في انتشار رهيب عجيب في بلاد المسلمين ، لأنهم غفلوا عن عواقب فاحشة الزنا ، وعن الفعل الذي حرمه الله تعالى على عباده المؤمنين ، وتشير الإحصائيات في السعودية إلى تنامي عدد مرضى الإيدز ليصبح العدد الإجمالي لمرضى الايدز السعوديين 4458 مريضاً بنهاية عام 2010م ، فيما يتوقع أن يكون هناك من يخفون المرض لحرجهم الاجتماعي ، وهناك حالات تتلقى العلاج سراً في دول الخليج أو دول أخرى ، ولم يستبعد الأطباء أن تكون عشر حالات مقابل كل حالة مثبتة بما يعني أن الحالات في المملكة قد تصل إلى 44580 مصاب .
وأشارت الإحصائيات بأن زيادة عدد المرضى مخيف ، بل وينذر بوقوع كارثة إنسانية كبيرة وخطيرة .
واليوم في عام 1433هـ من شهر رجب ، تم منع أكثر من 1200 زواج بسبب إصابة أحد الطرفين بمرض الإيدز ، عافانا الله والمسلمين من ذلك .
ومن تبعات فاحشة الزنا المنع من التوبة ، فهناك ممن أُصيب بالإيدز بسبب فعل الفاحشة ، لم يستطع التوبة إلى الله قبل موته ، بل زاد ألمه ومرضه وشدته ومات ولم يتب إلى الله وهذا ما يُسمى بالاستدراج والإملاء للظالم فليحذر المسلم من الوقوع في فاحشة الزنا فعاقبتها وخيمة ، وخاتمتها سيئة .
ومن تبعات فاحشة الزنا أن الزنا سبب لعذاب الأمم والشعوب ، وهلاك الدول والأفراد والجماعات إذا تمادوا فيه ولم يتناهوا عنه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال صلى الله عليه وسلم : " إذا ظَهَرَ الزِّنا والرِّبا في قَرْيَةٍ فقد أحَلُّوا بأنْفُسِهِمْ عَذَابَ الله " [ رواه الطبراني والحاكم وصححه وكذلك الألباني في صحيح الجامع برقم 679 ] .
كم من الناس ممن انغمسوا في فاحشة الزنا حتى أدركوا عواقبه ، فأبوا أن يتزوجوا لخوفهم من الدَّين ، علموا أن الزنا وفاء من أهل البيت ، فعندئذ أحجموا عن الزواج الشرعي الحلال ، ومضوا في الحرام المفضي إلى النار والعذاب والنكال في القبر قبل الآخرة ، وكما قيل : من زنا يُزنا ولو بجدار بيته ، وهذا من تبعات فاحشة الزنا وخطورته .
قال أحدهم : كان رجل في الحي _ الحارة _ معروف بفعل الفاحشة ، لا يتورع عن ارتكاب ما حرم الله عليه ، ولأن الوفاء من أهل البيت ، يقول : فكانت زوجته وبناته يدخل عليهن الرجال ويمارسون معهن فاحشة الزنا ، وكما تُدين تُدان .
فاحفظوا فروجكم ، وصنوا أعراضكم ، بالحذر من الوقوع في الفاحشة والرذيلة .
ألا وإن من تبعات الزنا عذاب وصراع نفسي رهيب ، ربما وقع فيه كل أب ظالم قاس القلب إلى أن مات ، ثم انهال عليه الدعاء باللعنة والعذاب والغضب من الله ، بسبب منع بناته من الزواج لغرض دنيوي حقير فكان سبباً في وقوعهن في الفاحشة والعياذ بالله ، ولا أقول ذلك مجيزاً فعل الفاحشة الشنيع المحرم المريع ، بل محذراً كل مسؤول من أن يكون سبباً في انحراف الشباب والشابات انحرافاً بعيداً عن أوامر الدين ونواهيه بسبب التعنت في أمور الزواج ، بل الواجب على الشباب ذكوراً وإناثاً الإعفاف والخوف من الله تعالى ، مهما حصل لهم من موانع وعراقيل تعيق زواجهم سواء من قبل الآباء أو بسبب قلة ذات اليد ، وتأملوا قول الله تعالى لكم : { وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ } [ النور 33 ] ، وعليكم باتباع وصية النبي صلى الله عليه وسلم لكم بالصوم وكثرة العبادة والطاعة ، قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم : " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ " [ متفق عليه ] .
ألا فليحذر الجميع من الانجراف وراء الأوهام وأحلام الشيطان ، فذلك طريق مظلم موصل للنار ، والسلامة من ذلك أن يحرص الآباء والأولياء على تزويج الشباب والشابات وأن يبذلوا في ذلك الطاقات ، لا أن يقفوا حجر عثرة في ذلك ، فيقعوا في الإثم والعدوان ، ويحق عليهم العذاب يوم القيامة بسبب تعنتهم ومنع الخاطب الكفء ، لأجل راتب ومال ووسخ من اوساخ الدنيا ، وماذا ينفع المال إذا وقعت البنت في الفاحشة ؟
والذكرى لكل عبد لله وأمة لله ، أن من وقع في الزنا فعليه بالتوبة الصادقة النصوح التي تهدم ما قبلها ، فالله جل وعلا يقبل توبة عبده ما لم تغرغر روحه أو تطلع الشمس من المغرب ، قال تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى } [ طه82 ] ، ويقول الله تعالى : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [ الزمر53 ] .
والله عز وجل يحب التوابين ، ويفرح بتوبة التائب والنادم والعائد إليه تعالى ، بل يبدل سيئاته حسنات ، وهذا من فضل الله الكريم الغفور الرحيم ، قال تعالى : { وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } [ الفرقان 68-70 ] .
وإن باب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها ، أو حالة الاحتضار ومعالجة سكرات الموت .
فعلى من ارتكب ذنباً أن يتوب إلى الله ، ويندم على ما مضى ، ويرد الحقوق لأربابها ، أو يستبيحهم منها ، ويظن بالله خيراً ويرجو رحمته ، وإن كان ذنبه أكبر الذنوب فرحمته سبحانه أوسع ، ومغفرته أشمل ، وعليه أن يستتر بستر الله رجاء أن يستره الله ، ولا يفضحه .
وإنني في هذه الكلمات أحذر كل من وقع في فاحشة الزنا وهو مستمر فيها بلا خوف ولا حياء من الله ، أُحذره بأن ذلك استدراج من الله عز وجل له ليأخذه وهو متلبس بالجرم ، مرتكب لهذا الذنب العظيم ، يموت على سوء خاتمة والعياذ بالله ، الله عز وجل لا يعجل للناس العقوبة ، وإنما يملي لهم ويؤخرهم لعلهم يتوبون ، لكن من استمر في الزنا فربما مات عليه .
عَنْ أَبِى مُوسَى رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ " ، قَالَ : ثُمَّ قَرَأَ : { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهْىَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } " [ متفق عليه ] .
ومن أبحر في بحر المعاصي والذنوب فيوشك أن يغرق ، وحينئذ يُخشى عليه أن لا يُقبل منه ندم ولا توبة ، كما لم تُقبل من فرعون عندما أدركه الغرق .
واعلم أن الوقوع والولوغ في فاحشة الزنا والاستمرار فيها خطره عظيم ، ونهايته مؤلمة ، وخاتمته سيئة ، ولا يتمادى فيه إلا جاهل بقوة الله تعالى وقدرته ومكره ، قال تعالى : { أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ } [ الأعراف99 ] .
فليحذر المنغمس في فاحشة الزنا من مكر الله ، فالله جل وعلا يمهل ويملي له ، ثم تكون الخسارة والندامة إذا لم يُعجل بالتوبة النصوح ، ويبكي ندماً على ما فعل وفرط في جنب الله عز وجل .
ومن أعظم تبعات فاحشة الزنا لمن وقع فيها ، قتل الأجنة في بطون أمهاتهم أو قتلهم بعد ولادتهم وهذا من قبيل قتل النفس التي حرم الله ظلماً وعدواناً ، والتي توعد الله عليها بالعذاب الشديد يوم القيامة .
فما ذنب هذا الجنين أو الطفل ليُقتل ؟ أيُقتل لجرم لم يقترفه ولم يرتكبه ؟ قال تعالى سائلاً من قتل طفلاً ظلماً : { وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ } [ التكوير 8-9 ] .
وقال الله عز وجل : { وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً } [ النساء93 ] .
فالله عز وجل لم يحرم الزنا إلا وفتح باب الحلال وهو الزواج الشرعي مكتمل الشروط والأركان ، وكم من إنسان فتح على نفسه باب الزنا فوقع فيما هو أشد منه ، فالزنا يتبعه خمور ومخدرات ومسكرات ولواط وبعد عن الصلوات ، وهجر لبيوت الله ، والسرقة وارتكاب كثير من الحرمات ، فإياكم وارتكاب حرمات الله ، وتعدي حدوده فذلكم الهلاك ، عَنِ النَّوَاسِ بْنِ سَمْعَانَ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً صِرَاطاً مُسْتَقِيماً ، وَعَلَى جَنْبَتَىي الصِّرَاطِ سُورَانِ فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ ، وَعَلَى الأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ ، وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعاً وَلاَ تَتَفَرَّجُوا ، وَدَاعِى يَدْعُو مِنْ جَوْفِ الصِّرَاطِ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُفْتَحَ شَيْئاً مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ قَالَ : وَيْحَكَ لاَ تَفْتَحْهُ ، فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ _ تدخله _ وَالصَّرِاطُ الإِسْلاَمُ ، وَالسُّورَانِ حُدُودُ اللَّهِ تَعَالَى ، وَالأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللَّهِ تَعَالَى ، وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلِى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالدَّاعِي مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ " [ رواه أحمد ] .
فيا عبد الله . . ويا أمة الجبار . . . أما لكم في واعظ الله عبرة تعتبرون بها وتخافون من سوء عاقبة تركها ؟ لا تقحموا أنفسكم ناراً تلظى ، فأجسادكم عليها لا تقوى .
وهناك دعاء ورد في سورة الحجرات ، وهو دعاء مجرب للحفظ من الوقوع في المعاصي والعصمة منها بإذن الله تعالى ، أقول : دعاء مجرب لمن تواطئ لسانه مع قلبه ، وأخلص لله في دعائه ، وهو أن تقول :
اللهم حبب إلي الإيمان وزينه في قلبي ، وكره إلي الكفر والفسوق والعصيان واجعلني من الراشدين ، اللهم كره إلي الزنا واجعله أبغض شيء إلى قلبي . كرر الدعاء وقم به في الليل وفي كل وقت ، فهو فاحشة عظيمة وساءت سبيلاً .
وتذكر دعاء الحبيب صلى الله عليه وسلم ، ففي صحيح مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى " .
وهناك دعاء آخر أذكر لكم قصته :
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : أن غلاماً شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله أتأذن لي في الزنا ؟ فصاح الناس به , فقال النبي صلى الله عليه وسلم قربوه , ادن ، فدنا حتى جلس بين يديه , فقال النبي عليه الصلاة والسلام : أتحبه لأمك فقال : لا , جعلني الله فداك , قال : كذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم , أتحبه لابنتك ؟ قال : لا جعلني الله فداك قال : كذلك الناس لا يحبونه لبناتهم , أتحبه لأختك ؟ وزاد ابن عوف حتى ذكر العمة والخالة , وهو يقول في كل واحد لا , جعلني الله فداك , وهو صلى الله عليه وسلم يقول كذلك الناس لا يحبونه , فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره وقال : اللهم طهر قلبه ، واغفر ذنبه ، وحصن فرجه ، فلم يكن شيء أبغض إليه منه .
فعليك أيها المسلم أن تدعو بهذا الدعاء :
اللهم طهر قلبي ، واغفر ذنبي ، وحصن فرجي ، ولسوف يكون الزنا أبغض شيء إلى قلبك بإذن الله تعالى .

وصايا لكل متزوج وقع في الفاحشة :
وهذه ذكرى لكل من رزقه الله زوجة ، أو رزقها زوجاً ، أن يتقوا الله تعالى ويحمدوه ويشكروه على هذه النعمة العظيمة وهي إحصان الفروج بالزواج .
وليس من وقع في فاحشة الزنا وهو لم يتزوج كمن وقع فيها وهو متزوج ، فهذا عذابه ونكاله أشد وأعظم من ذاك .
إن العلاقة الآثمة المحرمة بين المتزوجين والمتزوجات من أخطر الذنوب ، وأشد الخطوب ، وأعظم الكروب ، لأن الله تعالى قد أغنى كلاً منهم بزوج وزوجة ، يقضي معه ومعها وطره ونزوته ، فمن ابتلي بهذه الفاحشة وقد منَّ الله عليه بالزواج والإحصان فهذه وصايا لعل الله أن ينفع بها :
1- سرعة التوبة إلى الله توبة صادقة أكيدة نصوحاً من فعل الفاحشة ، والإكثار من الاستغفار ، والانكسار بين يدي الله العزيز الغفار ، فهو يغفر الذنوب جميعاً ، قال الله تعالى : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [ النور31 ] ، وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً } [ التحريم8 ] .
2- الاستعانة بالله ، والاستعاذة به من شر الفرج ، والتوكل عليه في ذلك ، فمن توكل على الله كفاه ، ومن توكل على الله فهو حسبه ، عليك بهذا الدعاء المأثور كما في حديث شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : عَلِّمْنِي دُعَاءً أَنْتَفِعُ بِهِ ، قَالَ : " قُلِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي وَبَصَرِي وَقَلْبِي وَمَنِيِّي _ فرجي _ " [ رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني ] .
3- الحرص على غض البصر لكلا الجنسين ، لاسيما من لديه رغبة وغريزة للآخرين ، فلا تنظرا إلى ما يحرك الشهوة ، ويفجر النزوة ، وتذكرا دائماً قوله تعالى : { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ } [ النور30 ] ، وأمر من الله تعالى للمؤمنات حيث يقول سبحانه : { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [ النور31 ] .
4- فضل الزواج وأنه نعمة كبرى ، ومنة من الله عظمى ، به يتحصن الفرج ، ومن وفق ووفقت لزوج أو زوجة صالحين فقد أعانه الله على شطر دينه ، فليتق الله في الشطر الآخر ، قال صلى الله عليه وسلم : " مَنْ رَزَقَهُ الله امْرَأَةً صَالِحَةً فَقَدْ أَعَانَهُ عَلَى شَطْرِ دِينِهِ ، فَلْيَتَّقِ الله فِي الشَّطْرِ الْبَاقِي " [ رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي ] .
وإذا رأى امرأة أعجبته ، فلا يتردد في مواقعة زوجته بالحلال ، فإن ذلك يرد شهوته ويكسرها ويزيلها ، بل وله في ذلك أجر وثواب ، عن جَابِرٍ رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " إِذَا أَحَدُكُمْ أَعْجَبَتْهُ الْمَرْأَةُ فَوَقَعَتْ فِي قَلْبِهِ فَلْيَعْمِدْ إِلَى امْرَأَتِهِ فَلْيُوَاقِعْهَا فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ " [ رواه مسلم ] ، وعَنْ أَبِى ذَرٍّ رضي الله عنه أَنَّ نَاساً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم : يَا رَسُولَ اللَّهِ : ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ _ الأغنياء أصحاب الأموال _ بِالأُجُورِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ ، قَالَ : " أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ ، إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً ، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ ، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ ، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ ، وَنَهيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ ، وَفِى بُضْعِ _ الجماع أو الفرج وكلاهما صحيح _ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ " ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ ؟ قَالَ : " أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلاَلِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ " [ رواه مسلم ] .
ألا ما أعظمه من توجيه نبوي كريم ؟ فهل يفهم ذلك كل عاقل وعاقله ؟ وكذلك يقال للمرأة .

فائدة مهمة :
في هذا الحديث دليل على أن المباحات تصير طاعات بالنيات الصادقات فالجماع يكون عبادة إذا نوى به قضاء حق الزوجة ومعاشرتها بالمعروف الذي أمر الله تعالى به أو طلب ولد صالح أو إعفاف نفسه أو إعفاف زوجته ومنعهما جميعا من النظر إلى حرام أو الفكر فيه أو الهم به أو غير ذلك من المقاصد الصالحة أجراً .
5- الإكثار من ذكر على الدوام فهو الحصن الحصين من كيد الشيطان الرجيم ، عَنِ الْحَارِثِ الأَشْعَرِىِّ ، أَنَّ نَبِىَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " إِنَّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ يَعْمَلَ بِهِنَّ وَأَنْ يَأْمُرَ بَنِى إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ . . . . وَآمُرُكُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ كَثِيراً وَأَنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ طَلَبَهُ الْعَدُوُّ سِرَاعاً فِي أَثَرِهِ فَأَتَى حِصْناً حَصِيناً فَتَحَصَّنَ فِيهِ وَإِنَّ الْعَبْدَ أَحْصَنَ مَا يَكُونُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِذَا كَانَ فِي ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " [ رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه الألباني ] .
6- المحافظة على الصلوات المفروضة للرجل في جماعة ، والمرأة في بيتها ومصلاها فيه ، والإكثار من النوافل ، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، كما قال الله تعالى : { اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ } [ العنكبوت45 ] .
اللهم طهر قلوبنا من النفاق ، وأعمالنا من الرياء ، وألسنتنا من الكذب ، وأعيننا من الخيانة ، اللهم حصن فروجنا ، واحفظنا من الحرام واعصمنا منه ما بقينا ، اللهم جنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، اللهم أبعد عن الزنا والربا وجميع الفتن والشرور يا رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

ولمزيد من الفائدة راجع مقالي الآخر تكرماً وتلطفاً ، وهو بعنوان : الزنا .


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
يحيى الزهراني
  • رسائل ومقالات
  • مسائل فقهية
  • كتب ومحاضرات
  • الخطب المنبرية
  • بريد الشيخ
  • الصفحة الرئيسية