اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Minute/138.htm?print_it=1

العلاقة بين العرب وإيران
ـ مصر أنموذجا ـ

رأفت صلاح
Rafat110@hotmail.com


هل كان اعتلاء أحمدى نجاد تلميذ الخمينى- النجيب - والذى يصنف على أنه من أشد المتحمسين لمبادئ الثورة الإيرانية – مجرد صدفة ، أو أنه رجل المرحلة الذى تتطلبه الظروف الراهنة .
" فالرجل الذي تثور شبهات حول مشاركته شخصيا في عملية اختطاف الرهائن الأمريكيين في السفارة الامريكية بطهران عام 1979 ، وتتردد أقوال عن مشاركته الشخصية في عمليات داخل العراق إبان فترة الحكم السابق ليس محافظا بحكم أفكاره وولائه لمرشد الثورة علي خامنئي فحسب وإنما أيضا لكونه مقربا للغاية من الحرس الثوري الذي يعد حامي حمى الثورة الشيعية الخومينية في إيران.
ويفسر الالتزام الشديد لنجاد الذي لم يتم عامه الخمسين بعد بمبادئ الخميني أنه ترعرع في ظل النظام الذي أرسى الخوميني دعائمه حتى قال عنه أحد المحللين إنه ظل ثوريا محترفا منذ شبابه، حيث ظلت يده على الزناد وحارب بنفسه الانفصاليين التركمان والأكراد [السنة] في إيران، كما قاتل وكاد أن يُقتل، في عدة أحداث، بسبب ولائه لمبادئ الخميني. وما يعنينا في هذا المقام تاثير فوز الرجل على المنطقة العربية (1) ".
لا شك أن هذه التحولات الداخلية الإيرانية لها علاقة بما يحدث فى دول المنطقة ، مما يجعل الحلم الخمينى بتكوين الهلال الشيعى - ايران والعراق وسوريا ولبنان – قريب المنال ، لاسيما بعدما سيطر الشيعة الفرس على العراق ، وكونوا حكومتهم تحت حماية الإحتلال الصليبى الأمريكى ، مما ينذر بالخطر على كل دول المنطقة ، وللمتابع أن يلاحظ نشاط الأقليات الشيعية فى معظم هذه الدول ، فى الخليج ومصر واليمن وغيرها .
لذا ينبغى علينا أن نفتح هذا الملف _ ملف العلاقات العربية الإيرانية - ، حتى يتضح للعرب الاهون والمغيبون ما يحاك لهم وهم فى غمرة ساهون .

ما هى طبيعة العلاقات العربية الإيرانية ؟ وما هو مستقبلها فى ضوء التغييرات الإقليمية والدولية الحالية ؟

هذا ما سوف نجيب عنه فى الصفحات التالية ، ولكن قبل الإجابة على ذلك لابد من المداخلات التالية :

1- مقدمة عقدية وتاريخية وسياسية :
لابد من استحضار هذه الجوانب عند الحديث عن إيران الشيعة ، لاسيما وهم أنفسهم لايغيبون تلك التصورات أثناء الصراع مع المسلمين من أهل السنة .
فالتشيع مذهب سياسى تحركه عقيدة شعوبية يلبس مسوح الدين ، ويستغل حب المسلمين لآل البيت والعاطفة الجياشة التى يكنها المسلمون لعلى بن أبى طالب وأبنائه وأحفاده ، فضربوا على وتر الدفاع عن المظلومين منهم لاسيما ماحدث للحسين – رضى الله عنه – بكربلاء ، والشيعة فرقة ضالة خارجة عن منهج أهل السنة والجماعة فى الأصول و الفروع ، فهم يكفرون أصحاب رسول الله إلا آل على بن أبى طالب وبعض الصحابة – خمسة من الصحابة - وهم يتهمون أمهات المؤمنين فى أعراضهن وخاصة عائشة بنت أبى بكر وحفصة بنت عمر، ويقولون بتحريف القرآن ، وينكرون السنة ، ويكفرون أهل السنة ويدعونهم النواصب ، ويغالون فى علىّ وآله ويتوجهون اليهم بصنوف من العبادات لاتكون إلا لله ، ويتنقصون من علماء أهل السنة القدامى والمعاصرين ، ويؤصلون الكذب والنفاق تحت مسمى التقية ويوجبون زواج المتعة الذى حرمه النبى – صلى الله عليه وسلم – وغيرها من الضلالات التى ما أنزل الله بها من سلطان ، فهم يظهرون الرفض ويبطنون الكفر المحض كما قال أبو حامد الغزالى رحمه الله .
والعجيب أن الذى بدأ بالدعوة للتشيع رجل يهودى من أهل اليمن من صنعاء يدعى عبد الله بن سبأ – ابن السوداء - ادعى دخوله الإسلام ظاهريا وهو يبطن الكفر ، ومعظم اتباعه بعد ذلك من المجوس الذين حقدوا على المسلمين بعد سقوط المدائن ، استخدم مكره ودهائه فى تأليب المسلمين على عثمان رضى الله عنه،وعمد إلى نشر البدع والمنكرات متظاهرا بحب آل البيت .
تآمروا على قتل عثمان – رضى الله عنه – وكانت تلك أول جرائمهم ، وظلت جرائمهم تترى على العالم الإسلامى حتى يومنا هذا ، فلم يتركوا عدوا من أعداء المسلمين إلا وتحالفوا معه ، فعقدوا التحالفات مع الصليبيين ، واستطاع عباد الصليب هؤلاء فى عهدهم أن يستولوا على بيت المقدس دون أن يبذل واليها العبيدى أى مقاومة تذكر ، و كذلك ما فعله شاور وضرغام الوزيران العبيديان من الإستعانة بهم ضد نور الدين وصلاح الدين ، كذلك فى الدولة العبيدية – التى أنشأها يهودي يدعى عبيد الله من ذرية عبد الله بن ميمون القداح ، وهو تنتسب زورا وبهتانا إلى فاطمة – رضى الله عنها – كان معظم وزرائهم ومستشاريهم والأطباء والثقات فيهم من اليهود والنصارى ، منهم يعقوب بن كلس ومنصور بن مقشر الطبيب النصرانى وعيسى ابن نسطورس والمنجم بن على عيسى ويجين بن وشم الكواهى ومنشا اليهودى ،حتى إن الناس قد اضطروا إلى أن يلفتوا نظر العزيز الى ذلك ، وقد صنعوا له صورة من الورق لرجل يطلب حاجة أثناء مرور موكبه ، وقد مد الرجل يده بورقة مكتوب فيها : " بالذى أعز اليهود بمنشا ، وأعز النصارى بعيسى – بن نسطورس - وأذل المسلمين بك الا ما قضيت ظلامتى " .

ثم كانت أبشع جريمة لهم فى التاريخ وهى اغرائهم التتار لدخول بلاد المسلمين واجتياحهم عاصمة الخلافة – بغداد - وتعاونهم معهم ، وابلاغهم عن عورات المسلمين ، حتى دخل التتار بغداد دون أدنى مقاومة ، وعملوا فى أهلها القتل والذبح والإغتصاب ، فى مؤامرة قل نظيرها فى التاريخ ، حيث قتل الخليفة المستعصم ومعه حوالى 1200 من العلماء والفقهاء والوجهاء ، كذلك قتل من المسلمين أكثر من مليون نفس وألقيت كتب العلم فى دجلة وأجبر المسلمين على شرب الخمر وأكل الخنزير فى نهار رمضان ، وغيرها من البلايا التى يندى لها الجبين ، وكان أبطال هذه الجريمة نصير الدين الطوسى الشيعى الحاقد الذى أفتى لهولاكو بقتل الخليفة بعد أن كان مترددا ـ والذى قال عنه الخمينى : " و يشعر الناس بالخسارة بفقدان الخواجة نصير الدين الطوسي و أضرابه ممن قدموا خدمات جليلة للإسلام" ـ وكذلك ابن العلقمى الذى راسل التتار أن الأرض خالية ، وخفض عدد الجند حتى أصبح عدد جيش الخلافة المدافع عن بغداد عشرة آلاف جندى ،وكذلك أيضا ابن أبى الحديد وكلهم من الشيعة .

ولم تنتهى مؤامرتهم عند هذا الحد فيحكى لنا التاريخ قصص قيامهم بانشقاقات وانشائهم دويلات لإضعاف الخلافة الإسلامية فمنها حركة القرامطة 278-375 هـ ،والدولة العبيدية فى المغرب ثم مصر والشام 298- 567هـ ، وكذلك استطاع الصليحيون وأن يقيموا لهم دولة فى اليمن استمرت قرابة القرن من الزمن 429-525 هـ ، وكذلك دولة بنى حمدان قامت فى الموصل 317- 394 ، ومنها أيضا الدولة البويهية فى بلاد فارس وبغداد 334- 447 هـ ، والأسديون فى الحلة غرب بغداد 403-545 هـ ، فى زمن الخلافة العباسية ، وكذلك الدولة الصفوية فى ايران 907-1135هـ التى أوقفت الفتوحات العثمانية فى أوروبا وأوقفت مساعدات العثمانيين لإخوانهم المنكوبين فى الأندلس ، بما كانوا يثيرونه من قلاقل فى الجزء الشرقى من جسد الدولة العثمانية ، وهم فى نفس الوقت يقيمون التحالفات مع الدول الأوروبية التى هى فى صراع مع بنى عثمان .
ولعل من جرائمهم التى لن يغفرها لهم التاريخ هى قتلهم للعلماء والحكام والمصلحين حتى وقتنا هذا .
وما زالت جرائمهم فى حق المسلمين قائمة الى عصرنا الحاضر فما يقوم به الشيعة فى ايران ضد اخواننا السنة من القتل والتضييق والتذويب مالا يخفى على أحد ، فطهران هى العاصمة الوحيدة فى العالم التى لايوجد فيها مساجد للسنة ، كما يقومون بهدم مساجدهم ومدارسهم الدينية، واضطهادهم ، وحرق شبابهم حيا وإبادة رموزهم بشتى الطرق ، وايران التى تدعي بأنها دولة اسلامية وبالرغم من سلطان العمائم السوداء الا انها لا تريد ان تعلن اللغة العربية لغة رسمية لدولتها.
وحافظ الأسد النصيرى الشيعى الذى قام بمجزرة فى حماة ضد السنة العزل عام 1982، حيث دك المدينة بالمدافع والدبابات وقتل منهم أكثر من ثلاثين ألف مسلم ، غير المعتقلين والمعتقلات ، ومازال أهل السنة يعيشون حياة الذل فى عهد وصيه ، ومجزرة سجن تدمر وتسليم الجولان ليس عنا ببعيد .
وما فعلته منظمة أمل الشيعية فى السنة من الفلسطينيين واللبنايين وما مذبحة صبرا وشاتيلا عنا ببعيد فقد ساعدوا جنود الإحتلال اليهودى لجنوب لبنان من ارتكاب هذه المجزرة البشعة قتلوا المئات من الفلسطينيين وأهل السنة في المخيمات الفلسطينية بداية من 20/ 5/1985م وحتى 18/6/ 1985م ، ودفعوا أهل السنة من الفلسطينيين لأكل القطط والكلاب ، وفعلوا ما لم تفعله إسرائيل وسقط من الفلسطينيين 3100 بين قتيل وجريح وذبحوهم من الأعناق كما اغتصبوا النساء .
وكذلك حزب الله - وريث منظمة أمل - الآن يقوم بنفس الدور الذى قامت به دويلاتهم الطائفية عبر التاريخ ، ولعل ماصرح به صبحى الطفيلى أحد أهم المنشقين عن هذا الحزب – نائب رئيس الحزب سابقا – يعتبر فضيحة بحق حيث كشف الإتفاق الذى تم بين الحزب وبين اليهود على الإنسحاب من جنوب لبنان مقابل حماية الحدود الشمالية لدولة اليهود ، ويقوم الآن الشيعة بالمهمة على أكمل وجه فتوقفت تماما العمليات فى هذه البقعة ، والقتل أوالإعتقال فى سجونهم هو جزاء من تسول له نفسه المساس بحدود اسرائيل الشمالية ، فهل هذا اسلام !!!
والغريب هو التطبيل لهم فى الإعلام العربى على انجازاتهم الموهومة – دون التطرق إلى عقيدة القوم - والتى كان آخرها تلك المسرحية السمجة (( تبادل الأسرى الفلسطينيين والعرب )) ، الذين لا يوجد من بينهم أسير فلسطينى ذو أهمية تذكر ، فأين أصحاب المحكوميات الكبيرة ؟ وأين المعتقلين المعمرين ؟ ومن بقى على خروجهم سنوات ؟ بل أين النساء الفلسطينيات الأسيرات عند اليهود ؟ .
من أراد أن يتأكد فليراجع قائمة الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم يجد أن جلهم ممن بقيت فى فترة اعتقالهم شهور وأيام .
هدف اليهود من هذه العملية وعملية الإنسحاب من جنوب لبنان وغيرها هو تلميع أبناء عمومتهم من الشيعة اعلاميا وسياسيا حتى يسحبوا البساط من تحت المنظمات والحركات السنية التى تتولى المقاومة ضد المحتل اليهودى مثل حماس والجهاد الإسلامى .
أما الدروز – وهم فرقة شيعية – فحدث ولاحرج فتعاونهم مع اليهود وخاصة أولئك الذين يعيشون داخل دولة اليهود فظاهر بجلاء وهم الأقلية الوحيدة المسموح لهم بالتجنيد فى الجيش اليهودى ، بخلاف حتى النصارى ، ولا يقومون الا بأقذر الأدوار خدمة لليهود فهم الذين كانوا فى المقدمة أثناء اجتياح مخيم جنين .
أما ما يحدث الآن فى العراق فلم يحدث نظيره فى التاريخ إلا على أيدى هؤلاء المنافقين الشيعة ، سواء الفرس أو العراقيين سواء ، نفس قصة احتلال التتار لبغداد تكررت على أيديهم اليوم حيث قام آل الحكيم وعبد المجيد الخوئى وأحمد الجلبى وعلاوى والجعفرى وغيرهم بنفس الدور الذى قام به ابن العلقمى والطوسى من قبل .
طبعا لكى يسبك الدور لابد من مرجعية دينية فكان السيستانى ـ الإيرانى الأصل ـ فهم الذين خلقوا الأكاذيب وقدموا المبررات القوية لأمريكا لكى تدخل وسلموا صدام كما سلموا الخليفة المستعصم ، وقلصوا عدد الجيش فى الماضى أما هذه المرة فكان لابد من حل باتر وهو تسريح الجيش كله ، وكانوا يطمعون فى المناصب عند التتار وهاهم اليوم يحصدونها حصدا ، نسأل الله أن تكون عاقبتهم كما كانت على أيدى التتار، وهم كانوا يدلون التتار على عورات المسلمين وبيوتهم وهاهم اليوم فى البصرة وغيرها يؤدون نفس الدور فسبحان الله ، كما يقتلون العلماء والدعاة من أهل السنة ، ونحن نراهم اليوم يتحالفون مع المحتل ويعملون لديه ويستوزرون له بل ويقفون فى وجه المقاومة ويحاربونها ويوصمونها بالإرهاب .
وهم يعتبرون أن هذه فرصتهم لتحقيق حلمهم القديم ـ امبراطورية فارس التى كانت تتألف من العراق وايران ، ولقد استماتوا من أجل اجراء الإنتخابات وصبغهم اياها بصبغة دينية آياتية حيث أفتى السيستانى أن من لا يصوت فى الإنتخابات مصيره جهنم وبئس القرار .
وأصبح من الواضح الآن حجم الطمع الإيرانى فى العراق المنهار ، مما جعل الكثيرون حتى من الشيعة العرب أنفسهم من يحذر من المخطط الإيرانى فى العراق .
حيث قال وزير الدفاع العراقي الشيعي " حازم الشعلان " فى أحد المؤتمرات الصحفية أريد ان احذر ان ايران هي اخطر عدو للعراق وكل العرب". واعتبر ان "مفتاح الارهاب هو في ايران"، مضيفا ان "ايران تدير حلقة كبيرة من الارهاب في العراق". واكد " لن ندع الدولة الصفوية (سلالة حكمت بلاد فارس من القرن السادس عشر الى القرن الثامن عشر) تعود الى العراق مرة اخرى". ورأى ايضا ان الارهاب في العراق تغذيه "المخابرات الايرانية والسورية والعراقية السابقة واعتبر ان "المال والتدريب كلهما في سوريا وايران". وقال الشعلان متوجها الى تجمع لقيادات الجيش والحرس الوطني في قصر المؤتمرات في بغداد "شجاعتكم ستوقف هذا الزحف الاسود" في اشارة الى رجال الدين الشيعة الايرانيين.
لقد أطلت فى هذه المقدمة لأهمية هذا المدخل فى قياس واستشراف العلاقة بيننا وبين إيران الشيعة ، والربط بحزم بين البعد العقدى والتاريخى والسياسى عند الكلام عن القوم ، فهم كما قلنا تيار سياسى يتمسح بالدين للقضاء على الدين والمتدينين .

2- علاقة إيران الشيعة باليهود :

وعلاقاتهم باليهود لم ولن تنتهى فمؤسس فرقتهم يهودى-ابن سبأ- ، و فى عهد الشاه كانت من أوائل الدول التى اعترفت بقيام دولة اسرائيل عام 1948 ، وأقام الشاه مع اليهود علاقات قوية بين عامى (48 – 79) واليهود هم الذين دربوا جهاز المخابرات الإيرانى السافاك .
قال ديفيد ليفى وزير خارجية اسرائيل السابق:( إن اسرائيل لم تقل فى يوم من الأيام أن ايران هى العدو) .
يقول أبو الحسن بنى الصدر - أول رئيس لإيران بعد الثورة الخمينية مباشرة - فى برنامج "زيارة خاصة " على قناة الجزيرة الفضائية فى الأول من ديسمبر عام 2000 : (في اجتماع المجلس العسكري أعلمنا وزير الدفاع أننا بصدد شراء أسلحة من إسرائيل ، عجباً كيف يعقل ذلك ؟! سألته: من سمح لك بذلك؟ أجابني: الإمام الخميني.
قلت: هذا مستحيل!! قال: إنني لا أجرؤ على عمل ذلك وحدي، سارعت للقاء الخميني، وسألته: هل سمحت بذلك؟ أجابني: نعم. إن الإسلام يسمح بذلك، وأضاف قائلاً: إن الحرب هي الحرب ، صعقت لذلك صحيح أن الحرب هي الحرب ولكن أعتقد أن حربنا نظيفة ، الجهاد وهو أن تقنع الآخرين بوقف الحرب ، والتوق إلى السلام ، نعم ، هذا الذي يجب عمله هو ليس الذهاب.. ليس الذهاب إلى إسرائيل وشراء سلاح منها لمحاربة العرب ، لا، لن أرضي بذلك أبدا ً، حينها قال لي: إنك ضد الحرب وكان عليك أن تقودها لأنك في موقع الرئاسة ) .
فى بداية الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988) اشترت ايران من اليهود اطارات لطائرات F5 ، F4.
وفى قضية الكونترا الشهيرة اشتروا منهم أسلحة عن طريق أوليفور نورث وبوين ديكس ، وكذلك تم شراء صواريخ " تاو " و " هوك " من اليهود عام 1986 .
كذلك أصدر بنيامين نتنياهو - رئيس الوزراء اليهودى السابق – أمرا يقضى بعدم النشر عن أي تعاون عسكرى أو تجارى أو حتى زراعى بين اسرائيل وايران ، لكى يمنع محامى الدفاع فى قضية رجل الأعمال اليهودى ناحوم منبار المتهم بتصدير مواد كيماوية إلى ايران من كشف معلومات خطيرة تلحق الضرر بأمن اسرائيل وعلاقاتها الخارجية ، وكان أمنون زخرونى المحامى يريد أن يثبت أن منبار ليس الوحيد الذى يقوم بممارسة تجارة السلاح مع ايران ، وأن هناك شبكة علاقات واسعة لإسرائيل رسميا وشعبيا مع ايران . وهذا أكبر دليل على وجود علاقة بين الشيعة واليهود .

3- علاقة علاقة إيران الشيعة مع آخرين :
فقد أقاموا العلاقات مع الروس الذين أذاقوا المسلمين الويلات فى أفغانستان والشيشان ، وعلاقاتهم بالهند الذين يحتلون كشمير المسلمة ويقتلون أهلها ويغتصبون نساءهم ، وكذلك الصين فقد بدأت مؤخرا فى ايجاد علاقة معها وهى التى تحتل تركستان الشرقية المسلمة وتقتل العلماء والدعاة وكل من ينادى ببعض الحرية للمسلمين ، أما علاقاتهم مع الصرب وامدادهم بالبترول والغاز الطبيعى فحدث ولا حرج .
فأين دعاة التقارب بين المذاهب من هذه الحقائق ، والتى يظهر منها بجلاء العلاقات القوية التى تربط الشيعة بكل عدو للإسلام والمسلمين من أهل السنة ، بخلاف العداء الشنيع الذى يكنونه لهم ، ولانستغرب اذا عرفنا على أحسن الأحوال أنهم يعتبرون السنة مرتدين يستباح دمهم ، ونحن عندهم أكفر من اليهود والنصارى , وغيرها من الإعتقادات الباطلة .

4- علاقة إيران الشيعة أمريكا :
تبدأ العلاقة من تحالف الشيعة مع الصليبين زمن الحروب الصليبية ، ثم تحالف الدولة الصفوية مع الدول الأوروبية التى كانت فى صراع مع الدولة العثمانية مثل المجر والنمسا ثم فرنسا وبريطانيا .
فى عهد الدولة البهلوية فى بداية القرن الماضى قويت العلاقة بينها وبين بريطانيا القوة العظمى فى ذلك الوقت ، وكان لهذه الدولة دور فى اسقاط الخلافة العثمانية ، وكان الشاه محمد رضا بهلوى – الذى تلقى تعليمه فى سويسرا – على علاقة قوية بالمخابرات البريطانية عن طريق العميل " مسيو براون " .
ساعدت بريطانيا الشاه فى استلام الحكم من والده سنة 1941 ، وبعد أن استلمت أمريكا الراية من بريطانيا أكملت معه المسيرة حيث ساعدته للعودة إلى الحكم مرة أخرى بعد ثورة مصدق 1963 ، واصبح بعدها عضوا فاعلا فى نادى العمالة الأمريكية ، واتخذ الأمريكان ايران مسرحا لتحقيق مصالحهم فى المنطقة بأسرها ، وبدأت بينهما علاقة لم تنتهى إلى اليوم ، وبعد أن أدى الشاه دوره وانتهت صلاحيته رأت أمريكا أنه لم يعد أهلا لشرف العمالة ، فى حين بدأت معارضة الملالى تأخذ وضعها من الشارع الإيرانى أعطت لها أمريكا الضوء الخضر فى المضى نحو الثورة .
اعترف بذلك أبوالحسن بنى الصدر فى نفس البرنامج فى الجزيرة حيث قال : ((جاء موفدون من البيت الأبيض للقاء الخميني في (مافلي شاتو) منفاه في فرنسا، واستقبلهم آنذاك إبراهيم يزدي، الذي كان وزيراً للخارجية في حكومة مهدى بازاكان ، في طهران عقد اجتماع ضم السفير الأمريكي في طهران من جهة، ومهدى بازاكان الذي أصبح رئيساً للوزراء، و(موسوي أردافيلى) أحد الملالي الذي أصبح بدوره رئيساً لمجلس القضاء الأعلى، خرج المجتمعون باتفاق يقضي أن يتحالف رجال الدين والجيش من أجل إقامة نظام سياسي مستقر في طهران )).
وفى تصريح لأية الله روحانى الذى كان ممثلا للخمينى فى واشنطن ، عندما كان الأخير فى فرنسا ، يقول : (( أنا مقتنع بأن أمريكا أعطتنا الضوء الأخضر )) مقابلة مع صحيفة بارى ماتش ، نقلا عن ويل للعرب لعبد المنعم شفيق صـ 18 .
والدليل على هذه العلاقة رفض أمريكا لإستقبال رجلها الأول فى المنطقة الشاه رضا بهلوى وذلك بعد الإطاحة به عن طريق الثورة 1979 ، وتم استقباله فى مصر .
وعندما سئل أبو الحسن بنى الصدر فى نفس البرنامج عن أحد الأشخاص فى صورة بيده ؟ قال : ((كان أحد مستشاري في السياسة، لقد اغتيل، كان يعرف كثيراً عن أسرار العلاقة بين رجال الدين والمخابرات الأمريكية)) .
وعندما سئل أيضا هل كانت هناك محادثات كثيرة بين الملالي والأمريكيين سرياً؟
قال أبو الحسن بني الصدر: (( نعم، نعم، كانت هناك لقاءات كثيرة أشهرها لقاء أكتوبر المفاجئ، والذي جرى هنا في باريس، ووقعت اتفاقات بين جماعة (ريغان) و(بوش) وجماعة الخميني )) .
وقال فى نفس المقابلة : (عقد اجتماع بين جماعة (ريغان - بوش) وجماعة الخميني عقد ذلك في باريس، وكان هناك اتفاق، وفي مذكراتي اليومية أُدون ذلك ليكون الشعب على إطلاع، بعدها كتبت للخميني لإطلاعه على هذه المعلومات، ولم أكن أصدق أنه كان على علم بذلك، كنت أظن أنه خارج اللعبة ، إذن كيف تفسرون إطلاق الرهائن عشية أداء الرئيس (ريغان) اليمين الدستورية ؟!
وقال : (( كان رضا باسنديدي ابن أخ الخميني ، جاء إلى (مدريد) للقاء مسؤولين أمريكيين ، ثم عاد إلى إيران وطلب مقابلتي، وقال لي إنه كان في (مدريد) ، وطلب الأمريكيون لقاءه ، وأعطوه اقتراحات مشروع جماعة (ريغان – بوش) وقال لي: إذا قبلتها سوف يلبي (ريجان) جميع طلبات إيران عندما يصلوا إلى السلطة ، وهددني إذا رفضتها بالتعامل مع خصومي السياسيين، هل تتصورون أن ابن أخ الخميني يخرج من إيران دون إذن عمه ؟! لم يقل لي أنه خرج من إيران للقائهم ، قلت : ربما كان في زيارة إلى أوروبا ، وبعدها قرأنا في الكتاب أنه كان مدعواً لذلك )) .
وقال عن الخمينى : (( كان يريد إقامة حزام شيعي للسيطرة على ضفتي العالم الإسلامي، كان هذا الحزام يتألف من إيران والعراق وسوريا ولبنان ، وعندما يصبح سيداً لهذا الحزام يستخدم النفط وموقع الخليج الفارسي للسيطرة على بقية العالم الإسلامي ، كان الخميني مقتنعاً بأن الأمريكيين سيسمحون له بتنفيذ ذلك ، قلت له : إن الأمريكيين يخدعونك ، ورغم نصائحي له ونصائح الرئيس عرفات - الذي جاء يحذره من نوايا الأمريكيين- فإنه لم يكن يريد الاقتناع )) .
سبحان الله منذ أيام حذر عدة رؤساء عرب من انفراد الشيعة بحكم العراق منهم الملك عبد الله ملك الاردن بعد عودته من زيارة البيت الابيض والتى صرح بعدها بأن هنالك مخططا شيعيا لقيام "هلال شيعي" يمتد من ايران مروراً بالعراق الى سوريا ولبنان .. وحذر الملك من خطورة ذلك المخطط ، كما عبرت بعض الدول العربية عن مخاوف من احتمال امتداد النفوذ الشيعي ومع النفوذ الايراني في المنطقة اثناء وبعد المؤتمر الدولي حول العراق الذي عقد في شرم الشيخ في مصر في 22 - 23 نوفمبر 2004 .
فقد اعرب المسؤولون السعوديون اثناء المؤتمر عن قلقهم من احتمالات غياب التمثيل السني في البرلمان العراقي الذي سيضع الدستور الدائم للبلاد ودعوا الى تأجيل الانتخابات اذا اقتضى الأمر من اجل ضمان المشاركة السنية .
ورغم دعم مصر والاردن بصفة خاصة للموقف السعودي ، اصطدمت الدول الثلاث باصرار حاسم من الولايات المتحدة ، الحليف الاساسي لكل منها ، على اجراء الانتخابات في موعدها ، وقد كان .
وقال مصطفى العاني وهو محلل عراقي مقيم في دبي حقق الاميركيون حلم اية الله الخميني الزعيم الاعلى الايراني الراحل مجانا ، لم تحقق ثماني سنوات من الحرب مع ايران شيئا (2) .
مع العلم أن عقيدة الشيعة ترفض المشاركة فى أى عمل سياسي أو السعى لإقامة دولة لهم الا على يد امامهم المسردب وكان هذا رأى الخمينى نفسه ، الذى قال عنه حسين علي المنتظري ، رئيس مجلس خبراء الدستور والمرشح السابق لخلافة الامام الخميني ، في مذكراته التي نشرت مؤخرا .
يقول المنتظري : ان الامام الخميني أصر في حوار معه جرى في بداية الستينات على ضرورة الانتظار وحرمة اقامة الدولة في (عصر الغيبة) او اقامتها على أساس الشورى ، وانه أكد على ان المذهب الشيعي يرى ضرورة كون الامام معصوما ومنصوبا (من الله) وان المسؤولية تقع على عاتق الناس في زمان الغيبة ، ويجب علينا اعداد الظروف المناسبة لظهور الامام الغائب .
وعندما قال له المنتظري : هل يعني ذلك ان يعيش الناس في (عصر الغيبة) في هرج ومرج ؟ قال الامام الخميني : " لقد أتم الله النعمة ، وهذه مسؤولية الناس الذين يجب عليهم توفير الشروط المناسبة لظهور الامام (صاحب الزمان) إذ ان الامام حسب رأي الشيعة يجب ان يكون معصوما ومنصوبا فقط ".
وكان معظم فقهاء الشيعة الى وقت قريب يحرمون اقامة الدولة في (عصر الغيبة) وظل مرجع كبير عندهم الخوانساري الذي توفي عام 1405 هجرية / 1985م يصر على ضرورة انتظار الامام الغائب ( محمد بن الحسن العسكري) وعدم جواز تطبيق الحدود الشرعية ، او التدخل في الشؤون السياسية .
ويعزو المنتظري اثارة الخلافات الطائفية بين الشيعة والسنة الى عملاء للمخابرات البريطانية ، وينقل قصة عن ظروف كتابة الشيخ النوري الطبرسي لكتابه (فصل الخطاب في اثبات تحريف كتاب رب الأرباب) الذي جمع فيه أحاديث ضعيفة وأساء فيه الى الشيعة ، بأن موظفا في السفارة البريطانية في بغداد كان يتزيا بزي رجال الدين ويدفعهم لكتابة هذه الكتب ، ليلقي التفرقة بين المسلمين ، كما يذكر قصة اخرى عن وقوف عملاء للمخابرات البريطانية وراء خطيب اعتاد على قراءة مقتل الزهراء ، صباح كل يوم في مسجد قريب من السفارة العثمانية في طهران ، وذلك من أجل القاء الخلاف بين الدولتين العثمانية والايرانية (3) .
ومن ناحية يقول عبد المنعم شفيق فى كتاب ويل للعرب صـ17 : (( لقد أعطى الخمينى عام 1984 الضوء الأخضر لإجراء محادثات سرية مع الولايات المتحدة بواسطة اسرائيل ، و أوضحت التقارير الصادرة حول ( ايران جيت ) المدى الذى وصله الخمينى من الإتفاقيات السرية مع الأمريكيين ، لقد انهار المشروع بأكمله عندما قرر آية الله حسين على منتظرى إدانة الإتصالات السرية بين طهران وواشنطن لتنتهى المسألة بإبعاد منتظرى من طهران )) أ.هـ نقلا عن الصحفى الإيرانى أمير طاهرى / الشرق الأوسط عدد ( 6986 ) .
ويقول أيضا : ( فى عام 1986 م قام مستشار الأمن القومى الأمريكى " بد مكفارلن " بزيارة سرية لطهران وحضر والوفد المرافق له على متن طائرة تحمل معدات عسكرية لإيران ، وجلب الوفد معه كعكة صنعت على شكل مفتاح كرمز لمفتاح الصداقة بين البلدين ، كما قدموا انجيلا يحمل توقيع الرئيس ريجان ، وكان الكشف عن هذه الزيارة هو ما أثار القضية التى عرفت وقتها بـ" ايران جيت " صـ19 .
واستمرت العلاقات السرية مع أمريكا - الشيطان الأكبر- بعد موت الخمينى فى عهد رفسنجانى حيث تم التنسيق بينهما خلال حرب الخليج الثانية ، وكانت الفرصة مواتية للقضاء على العراق العدو اللدود لإيران .
ثم كان الإنفتاح الأكبر فى عهد محمد خاتمى ، حيث تحولت العلاقات بينهما من السر إلى العلن لأول مرة منذ قيام الثورة الخمينية .
قال السفير الأمريكى السابق فى قطر "جوزيف جوجاسيان " : ( إن الرئيس الأمريكى سيلغى قرار حظر تعامل الشركات الأمريكية مع طهران قبل نهاية العام المقبل 1999 . ولفت إلى أن كلينتون وضع على الرف قرارا كان أصدره الكونجرس يمنع تعامل شركات غربية مع ايران ، مشيرا إلى أن هذا القرار سينتهى تلقائيا عام 2001 ، وأعرب عن اعتقاده أنه لن يتم تجديده ، وقال إن الشركات الأمريكية ستعود قريبا للعمل فى إيران ) ويل للعرب نقلا عن الحياة 2/12/98 .
أعقب ذلك تقديم الرئيس الأمريكى بل كلينتون اعتذارا لإيران فى أبريل عام1999م من ظلم السياسات الأمريكية تجاهها .
ثم كان التعاون بينهما لإسقاط نظام طالبان الإسلامى فى أفغانستان فى عام 2001 ، ثم التعاون فى اسقاط نظام صدام حسين فى العراق أبريل 2003 ، ومازال الشيعة الى الآن يساعدون الأمريكان فى احتلال العراق والوقوف فى وجه المقاومة العراقية .

والسر فى هذه العلاقة عبر التاريخ هو وكما قلنا العلاقة بين الشيعة وأى عدو للإسلام والمسلمين ، فعقيدة الشيعة من الأساس لا تدعو إلى أى عداء أو صدام مع الغرب - بالرغم من الفرقعات الإعلامية بين الحين والآخر - بل إن عدوها الأول و الأخير هم المسلمون من أهل السنة ، لذلك تستغل أمريكا الإسلام الشيعى لضرب الإسلام السنى ، وهذا مبدأ مشهور فى السياسة الأمريكية ، فأمريكا تتفق مع الشيعة فى أن عدوها الرئيسى هو الحركات الإسلامية السنية ، التى تقف فى وجه الأمبريالية الأمريكية فى العالم الإسلامى بأسره وخاصة فى أفغانستان والعراق ، ثم كان هذا الإتفاق على اعطاء الشيعة حصة الأسد من الكعكة العراقية على الرغم من أنهم لايشكلون اغلبية كما يزعمون وهذا ما يحدث الآن بعد الإنتخابات الأخيرة .
فالوضع الجديد فى المنطقة بعد أحداث 11 سبتمبر وبعد احتلال العراق ، هو السماح للرافضة بأن يكون لهم دور كبير لتفتيت الدول الإسلامية السنية ، فى الخليج حيث السعودية التى تدعم الإرهاب على حد زعمهم وتساعد الحركات الإسلامية فى طول العالم الإسلامى ، وخرج منها 15 ارهابى من أصل 19 دمروا برجى التجارة الأمريكية .
والملاحظ أن الأقليات الشيعية فى كل مكان بدأت تنشط وتهدد دولها وتطمح بأن يكون لها دور مرتقب ، نجدهم فى السعودية والبحرين والكويت والعراق ولبنان وسوريا وفى باكستان وأفغانستان ، وأخيرا فى مصر التى يوجد بها عددا قليل من المتشيعين .
واعتقد أن أمريكا أعطتهم الضوء الأخضر مرة أخرى لضرب الإسلام السنى والحركات الإسلامية السنية ، وتحقيق حلمهم القديم بتصدير الثورة وتشييع العالم الإسلامى تمهيدا لقيام الإمبراطورية الفارسية من جديد لتحكم العالم الإسلامى ، مع العلم أن أمريكا لا تسمح لأى دولة لها ميول توسعية بالتمدد خارج حدودها ، كما فعلت مع صربيا ومع الهند وغيرها ، كذلك من الغريب أن تسمح أمريكا لدولة " اسلامية " أن تقيم نظام حكم اسلامى فضلا على أن تقيم معها علاقات بهذه القوة ، وهى التى بذلت كل مافى وسعها لإسقاط نظام طالبان الإسلامى السنى .
جاء فى الخطة السرية لآيات قم : ((وعلينا أن نعترف أن حكومتنا فضلا عن مهمتهـا في حفـظ استقـلال البـلاد وحقـوق الشعب، فهي حكومة مذهبية ويجب أن نجعل تصدير الثورة على رأس الأولويات .
لكن نظرا للوضع العالمي الحالي والقوانين الدولية – كما اصطلح على تسميتها – لا يمكن تصدير الثورة بل ربما اقترن ذلك بأخطار جسيمة مدمرة .
ولهذا فإننا خلال ثلاث جلسات وبآراء شبه إجماعية من المشاركين وأعضاء اللجان وضعنا خطة خمسية تشمل خمس مراحل ، ومدّة كل مرحلة عشر سنوات، لنقوم بتصدير الثورة الإسلامية إلى جميع الدول المجاورة نوحد الإسلام أولا –الشيعى- لأن الخطر الذي يواجهنا من الحكام الوهابيين وذوي الأصول السنية أكبر بكثير من الخطر الذي يواجهنا من الشرق والغرب ، لأن هؤلاء ( الوهابيين وأهل السنة) يناهضون حركتنا وهم الأعداء الأصوليون لولاية الفقيه والأئمة المعصومين ، وحتى إنهم يعدّون اعتماد المذهب الشيعي كمذهب رسمي دستورا للبلد أمرا مخالفا للشرع والعرف،وهـم بذلك قد شقوا الإسلام إلى فرعين متضادين .
إذا استطعنا أن نزلزل كيان تلك الحكومات بإيجاد الخلاف بين الحكام والعلماء، ونشتت أصحاب رؤوس الأموال في تلك البلاد ونجذبها إلى بلادنا، أو إلى بلاد أخرى في العالم، نكون بلا ريب قد حققنا نجاحا باهرا وملفتا للنظر، لأننا أفقدناهم تلك الأركان الثلاثة .
وأما بقية الشعوب التي تشكل 70 إلى 80 % من سكان كل بلد فهم أتباع القوة والحكم ومنهمكون في أمور معيشتهم وتحصيل رزقهم من الخبز والمأوى ، ولذا فهم يدافعون عمن يملك القوة .
أسلوب تنفيذ الخطة المعدّة : ولإجراء هذه الخطة الخمسينية يجب علينا بادئ ذي بدء أن نحسن علاقتنا مع دول الجوار ويجب أن يكون هناك احترام متبادل وعلاقة وثيقة وصداقة بيننا وبينهم حتى إننا سوف نحسن علاقتنا مع العراق بعد الحرب وسقوط صدام حسين،ذلك اًن إسـقاط ألف صديق أهون من إسقاط عدو واحد.
وعلى فرض أن الخطة لم تثمر في المرحلة العشرية الأخيرة ، فإنه يمكننا أن نقيم ثورة شعبية ونسلب السلطة من الحكام، وإذا كان في الظاهر أن عناصرنا – الشيعة – هم أهل تلك البلاد ومواطنوها وساكنوها، لكنا نكون قد قمنا بأداء الواجب أمام الله والدين وأمام مذهبنا، وليس من أهدافنا إيصال شخص معين إلى سده الحكم- فإن الهدف هو فقط التصدير للثورة، وعندئذ نستطيع رفع لواء هذا الدين الإلهي، وأن نُظهر قيامنا في جميع الدول، وسنقدم إلى عالم الكفر بقوة أكبر، ونزين العالم بنور الإسلام والتشيع حتى ظهور المهدي الموعود )) أ. هـ (4) .

هذه خلاصة لنظرة إيران الشيعة للدول العربية بل والإسلامية ، لا بديل لديها عن تشييع العالم ، وان كانت هذه هى الواجهة والمغزى الأساسى لإعادة اإمبراطورية الفارسية من جديد ، فهل يعى العرب ذلك ؟
ماذا ننتظر اذا بعد أن احاط بنا الأعداء من كل جانب الصليبية العالمية تؤازرها الصهيونية العالمية وبيد الرافضة الحاقدة بتعاون حزب المنافقين فى ديارنا من العلمانيين وفلول القوميين والماركسيين وغيرهم .
والغريب هو وضع الطيبين والسذج من بنى جلدتنا الذين يدعون إلى التقارب مع الشيعة ، أو الذين يدعون إلى عدم فتح ملف الشيعة الروافض - هكذا !!!

نضرب مثالا واحدا لأهم هذه الدول التى تضع لإيران العين عليها ألا وهى مصر :

العلاقات المصرية الإيرانية :
بعد انقطاع دام حوالى ربع قرن من الزمن التقى الرئيسان المصرى و الإيرانى على هامش اجتماع القمة العالمية الأولى لمجتمع المعلومات فى جنيف فى 8/12/2003 م ، مما اعتبره البعض ايذانا ببدء تطبيع العلاقة بين البلدين ، والذى تبعه زيارة الوفد المصرى برئاسة وزير الخارجية أحمد ماهر إلى طهران فى شهر فبراير على هامش اجتماعات مؤتمر قمة الدول الثمانية ، وكان قد سبقه الدور القوى الذى لعبته مصر لإنضمام إيران إلى عضوية مجوعة الـ15ـ وهى منظمة للدول النامية الكبرى تأسست سنة 1989 لتحقيق التوازن على الساحة الدولية مع مجموعة الدول الصناعية الثمانية ـ ، كما شاركت مصر بوفد رفيع المستوى فى مؤتمر القمة لمنظمة الدول الإسلامية المنعقد فى طهران ديسمبر 1997 ، كذلك مشاركة الوفد البرلمانى الإيرانى فى لقاء البرلمانات الإسلامية فى القاهرة يوليو سنة 2000 ، كما سارعت مصر بتقديم المساعدات الإنسانية لإيران فى زلزال مدينة " بام "التاريخية مؤخرا .
وكان قد تم استئناف العلاقات بينهما سنة 1991 بعد تبادل البلدين مكتبى رعاية المصالح ، وظلت العلاقات مستمرة عن طريق الوفود والمعارض ، ويتحدث المراقبون أن سفراء البلدين قد تم تعيينهما حال عودة العلاقات رسميا حيث يتحدثون عن ترشيح "محمد شريعتي" المستشار الاعلى للرئيس خاتمي سفيرا لايران في القاهرة .

ولكن ما كاد الجو يصفو بينهما حتى عكره أخيرا نبأ قبض السلطات المصرية على الجاسوس المصرى - محمود عيد دبوس 31 عاما- واعترف بتعاونه مع - محمد رضا دست - ضابط مخابرات إيراني يعمل في مكتب رعاية المصالح الإيرانية فى القاهرة واتهم – دبوس - أنه كان يستهدف القيام بأعمال مشبوهة في مصر وأنه كان يسعى للتنسيق مع قوى شيعية وأنه حضر بعض أنشطتهم كما كلفه الضابط الإيرانى ببعض المهام الخاصة في مصر وانه أطلع جيداً على النشاط الشيعي بها .
كما اتهم بالتخطيط لأعمال عدائية ضد السعودية لأنه جمع معلومات عن أماكن عمل الأجانب في السعودية ومنها مجمع البتروكيماويات بمنطقة ينبع تمهيداً لاستهدافها بعمليات إرهابية وهذا ما حدث وحصل على مبلغ 50 ألف دولار والجانب المصري يؤكد أن«الجاسوس»الايراني تدرب في قواعد تابعة لـ«حزب الله»في جنوب لبنان!!
ولكن بعد هذا الحادث بأيام وصف أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري العلاقات بين بلاده وإيران بأنها جيدة ، واكد الباز الذي كان يتحدث لمراسل صحيفة السياسة الكويتية عدم وجود اي خلاف بين طهران والقاهرة حول القضايا الثنائية والاقليمية والدولية مشيرا الى تعاون البلدين لتعزيز العلاقات بينهما.
ويستغرب المتابع لتطور العلاقة بين البلدين فى الفترة الأخيرة للسرعة التى تم فيها التقارب بينهما ، واختزالهما لأسباب قطع العلاقات فى تسمية أحد شوارع طهران [اسم الإسلامبولى] – قاتل السادات – فهل هذا سبب تقطع به العلاقات بين دولتين من أكبر الدول فى المنطقة ؟
فما هى الأسباب الحقيقية التى أدت إلى القطيعة بينهما ؟ ومن ثم عودة المياه لمجاريها فى هذا الوقت بالذات ؟
هذا ماسوف نتعرض له فى هذا الطرح :
- تبدأ العلاقة بين البلدين سنة 539 ق.م عندما احتل الملك الفارسى قورش مصر ، وهو نفسه الملك الذى حرر اليهود من السبى البابلى ، ويرى بعض المؤرخين أنه ذو القرنين الوارد ذكره فى القرآن .
- كذلك كما أسلفنا فقد حكم الشيعة مصر أبان الدولة العبيدية فى الفترة من362هـ وحتى سقوطها على يد صلاح الدين الأيوبى سنة 567 هـ ، وبعد سقوطها انقطعت علاقة مصر والمصريين بالشيعة والتشيع .
- فى العصر الحديث بدأ التمثيل الدبلوماسى بين البلدين سنة 1856حيث افتتح مكتب لتمثيل المصالح الإيرانية فى القاهرة .
- سنة 1921 أنشئت أول سفارة ايرانية فى القاهرة .
- سنة 1928 تم التوقيع على معاهدة صدقة بين البلدين .
- سنة 1948 تمت المصاهرة بين البلدين حيث تزوج الشاه محمد رضا بهلوى ( 1919 – 1980 ) من أخت الملك فاروق "الأميرة فوزية " ، وتم الطلاق سنة 1949 ، ومن ثم بدأ الفتور فى العلاقة بين البلدين .
- زاد التراجع بين البلدين مع قيام الإنقلاب العسكرى فى مصر بقيادة عبد الناصر سنة 1952 م ، زاد فى التدهور مع إنشاء حلف بغداد ، الذى تم بين العراق وايران وتركيا بمساعدة بريطانيا وبدور أردنى ,حيث اعتبره عبد الناصر موجها ضد ثورته .
- قطعت العلاقات لأول مرة سنة 1963 والسبب الظاهر هو علاقات الشاه مع اليهود – لاحظ - .
- فى يونيو سنة 1963 اتهم الشاه محمد رضا بهلوى مصر بالوقوف وراء ثورة "خرداد" التى قام بها رئيس الوزراء محمد مصدق والتى سميت بالثورة البيضاء ، ونجحت أمريكا فى اعادته إلى الحكم مرة أخرى ، فى حين فشلت مع ثورة الخمينى فيما بعد .
- بعد هلاك عبد الناصر وبداية عصر السادات بدأت تعود العلاقات مرة أخرى بينهما ، ففى عام 1975 أسس نادى السفارى وأعضاؤه مصر وايران والسعودية وفرنسا وذلك لمحاربة المد الشيوعى فى افريقيا .
- 1979 قطعت ايران علاقتها مع مصر مع قيام الثورة الخمينية .

أسباب قطع العلاقات بينهما :
بالنسبة لإيران :
1- العلاقات المصرية الإسرائيلية واتفاقية كامب ديفيد ، حيث كانت ترفض ايران السلام – علنا - مع اليهود .
2- ايواء مصر للشاة سنة 1979 حتى وفاته ودفنه بها سنة 1980 .
3- دعم مصر للعراق أثناء حرب الخليج الأولى 1980- 1988 .
4- دعم مصر للإمارات فى نزاعها حول جزر طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى التى تحتلتها إيران .
5- رفض ايران أن يكون لمصر أى دور فى الخليج حتى يسهل بلعه .

بالنسبة لمصر :
1- مخاوف مصر من تصدير الثورة والتى نادى بها الخمينى من أجل تشييع الدول الإسلامية .
2- تسمية أحد شوارع طهران باسم " خالد الإسلامبولى" قاتل السادات ،وقد تم تغييره أخيرا إلى شارع الدرة .
3- مخاوف مصر من العلاقات بين ايران وبعض الحركات الإسلامية المصرية مثل تنظيم الجهاد والإخوان المسلمين .
4- العلاقات السرية التى تربط ايران بإسرائيل وأمريكا ، ومزاحمة الدور المصرى فى الشرق الأوسط .
5- من أسباب التحفظ فى العلاقات ملف المصريين المعتقلين فى ايران والتى تقول مصر إنهم موالين لتنظيم القاعدة ، والتى ترفض ايران الإفراج عنهم أوتسليمهم لأحد لإستغلالهم كورقة ضغط ، وكذلك الأسرى المصريين الذين كانوا يقاتلون مع العراق أبان الحرب بينهما .

أسباب عودة العلاقات بينهما :
بعد أن ذكرنا أطماع الشيعة فى بلاد المسلمين وخاصة بلاد العرب ، وبعد أن دللنا على علاقاتهم باليهود وأمريكا ، يظهر لنا هدفهم من التقريب مع مصر بل ومع الدول العربية الأخرى ، فبعد تدمير قوة العراق أصبحت الساحة خالية لهم لابتلاع الدول العربية الواحدة بعد الأخرى ، وتكوين الحزام الشيعى الموعود فأصبحت لهم دولة فى ايران وسوريا وجنوب لبنان والعراق ، والقوة الوحيدة المؤهلة للتصدى لهذه المؤامرة هى مصر ، وعليه يلزم تحييد المصريين باقامة علاقات ومصالح تحجم مقاومة مصر لهذا المخطط ، ولا يخفى الدور الأمريكى واليهودى من وراء ذلك ، لذا نجد أن الأقليات الشيعية بدأت تنشط فى كل مكان وبدأت تعلن عن نفسها ، وخاصة فى مصر التى لايعلم معظم المصريين بوجود شيعة على أراضيهم لأن عددهم قليل للغاية ، وكلهم من المصريين المتشيعين وبعض الصوفية ، فالشيعة يحاولون إيجاد موطئ قدم لهم في مصر منذ منتصف الثمانينات وقد بدأ انتشارهم هناك عن طريق اشتراك دور نشر شيعية في معارض الكتب وبعد ذلك افتتحوا عدة فروع لجمعيات أهلية في مصر منها جماعة أهل البيت وغيرها كما قاموا باستقطاب عدد من الكتاب والصحفيين ليتولوا الدفاع عن الطائفة والدعوة إليها في أوساط العامة في مصر المعروفين بحبهم لآل البيت (5).
فأمريكا ومن ورائها اليهود لا يريدون أن توجد قوة للسنة ، حتى الأنظمة التى تقوم بدور الوكيلة لهما فى المنطقة ، انتهت فترة التعاقد وأصبح التغيير هو السمة البارزة فى المخطط الصهيو أمريكى ولو لجأت إلى استخدام القوة والبديل عن ذلك هو الإسلام المهجن - ومثاله الحكومة التركية - حيث تريد أمريكا تعميم هذا النموذج من الحكم فى الدول العربية .
والبديل الثانى الإسلام الشيعى وهو المؤهل بقوة لأن يلعب دورا قويا فى السنوات المقبلة ، لذا تأتى محاولات تطبيع العلاقات بين مصر وايران فى هذا الوقت بالذات .

كما توجد دلالات أخرى لهذا التقارب منها :
1- بعد وفاة الخمينى عام 1989 وتسلم القيادة هاشمى رفسنجانى ، حاول الأخير اخراج ايران من عزلتها ، ومحاولة ظهورها بمظهر الدولة المحبة للسلام واقامة علاقات مع دول الجوار ، وذلك عن طريق ترتيب أوراق العلاقات الخارجية للسياسة الإيرانية ، وتأجيل مبدأ تصدير الثورة ، وبدأت بالمغازلة مع مصر بإطلاق صراح الأسرى المصريين فى الحرب العراقية الإيرانية .
2- انتهاء الحرب العراقية الإيرانية (1980- 1988) ، ووقف المساعدات للعراق ، ثم حرب الخليج الثانية والموقف الموحد بين العرب وايران بخصوص الحرب .
3- وصول الإصلاحيين إلى الحكم عام 1997 بقيادة محمد خاتمى ، وهو يريد أن يغير صورة الوجه القبيح لإيران ، مع العلم أنه لا فرق بين اصلاحييين ومحافظين فى بغضهم للمسلمين .
4- بعد خروج العراق من حلبة الصراع وتدميره واحتلاله أصبح هناك خلل فى التوازن بين الدول العربية وإيران لابد من سده حتى لا تهيمن ايران على دول المنطقة .
5- خشية الدولتان من أن تطالهما المطرقة الأمريكية أحادية القوة، أو عزلهما سياسيا ودوليا كما حدث مع غيرهما.
6- محاولة ايران التعتيم على سلاحها النووى .
7- بعد حرب الخليج الثانية وبعد احتلال العراق واستسلام ليبيا وسوريا أصبحت مصر هى الدولة العربية الكبرى فى مواجهة الطاغوت الأمريكى ، وأنها المرشحة للتركيع بالقوة ان أبت ، فكان عليها أن تسعى لتكوين تكتلات – مع من ايران؟!- حتى تستطيع أن تقف فى وجه الهيمنة الأمريكية .
8- قامت ايران بتسليم "رفاعى طه " أمير الجماعة الإسلامية سابقا -إلى مصر عن طريق سوريا حيث أنه لا توجد بين البلدين اتفاقية تسليم المحتجزين .
9- اتفاق وجهات النظر بينهما فى القضية الفلسطينية ، وظهور علاقات علنية بين اليهود وايران ، وتفهمها لمسارات عملية السلام .
10- خوف ايران من ملاحقتها عالميا وأوروبيا بسبب ملف حقوق الإنسان الإيرانى حيث ممارسة التعذيب وإبادة المعارضين بأبشع الوسائل ، عندما فتح القاضى البلجيكى " دميان فندير ميرش " ملف التحقيق فى التهم الموجهة لرفسنجانى بهذا الخصوص عندما كان رئيسا للجمهورية الإيرانية .
11- الخوف من انفراد اسرائيل بالمنطقة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، بعد تدمير القوة العربية الكبرى العراق.
12- هناك بعد اقتصادى حيث تعتبر مصر وايران من أكبر الأسواق فى المنطقة ، كما تعتبر ايران بالنسبة لمصر معبرا لدول آسيا الوسطى ، وتطمع مصر فى جذب السياح الايرانيين الذين ينفقون ببذخ .

وبعد فهذا تحذير لمن كان له قلب وعقل ليفقه الواقع مع ربطه ببعده العقدى والتاريخى بعيدا عن السفسطة والسذاجة التى تخيم على قلوب البعض وعقولهم لا سيما وأن الأمة الإسلامية ـ أهل السنة والجماعة ـ تمر بأحلك فترات تاريخها ، وتكالبت على قصعتها الأكلة من كل حدب وصوب ليلتهموها ، الصليبيون واليهود والشيعة والشيعيون والعلمانيون والمنافقون وغيرهم .
فهل بقى وقت للتفكير نسأل الله أن ينصر الإسلام ويعز المسلمين وأن يجعل كيدهم فى نحورهم انه ولى ذلك والقادر عليه ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


____________________
(1) محمد صادق مكي / نجاد .. وإحياء مبدأ تصدير الثورة الإيرانية / موقع مفكرة الإسلام / الخميس 13 رجب 1426هـ – 18 أغسطس 2005م
(2) جريدة البيان الإماراتية الأربعاء 19 يناير 2005 ((الدول المجاورة للعراق تخشى شبح تولي الشيعة السلطة))
(3) نقلا عن موقع الكاتب الشيعى أحمد الكاتب .
(4) رابطة أهل السنة فى ايران مكتب لندن – الدكتور عبد الرحيم البلوشى .
(5) موقع مفكرة الإسلام ((الأزهر يحاول وضع حدًا للتغلغل الشيعي في مصر22/7/2002 )) .
 

منوعات الفوائد