صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







وبعد .. هل نتقارب ؟!

إبراهيم بن صالح الدحيم


في ظل التنادي للتقارب مع الآخر , مددنا الكف فكفوا , ورحمنا فما رحموا , ومشينا خطوات فتراجعوا مثلها , أردنا أن ننسى ما حفظه لنا التاريخ من جرائمهم فما نسوا , فعلمنا وكنا عالمين وأيقنا وكنا موقنين أن لقاء التوحد لا يكون إلا على طريق التوحيد ..
وحتى نقرأ أحداث الحاضر برؤية صحيحة ونظرة ثاقبة لا بد أن نربط السابق باللاحق , ونقرأ الأصول التي بنيت عليها الفصول .
الرافضة الباطنية المارقة وما أدراك ما هيه .. وما تاريخها .. صُنعت لتقويض الإسلام , وتبديل الشريعة . يهودية المنشأ سبئية الإنشاء . ذاق منها المسلمون الويلات تلو الويلات , ولاقوا على إثرها النكبات تلو النكبات .

من الذي صفق للصليبيين ومد لهم ذراعيه ؟! ومن الذي فتح الباب للتتر حتى أسقطوا الخلافة ؟!
وحتى لا يأخذنا الحديث دعونا نحصره في الدور الخبيث الماكر للباطنية في القرنين الخامس والسادس وكيف أن الأمة منيت بسببهم , حتى نعرف أن ما يجري اليوم أو ما قد تأتي به الأحداث غداً ليس بغريب , بل هو امتداد الحقد والمكر الدفين على أهل السنة في كل زمان ومكان ..

ولعلنا نجمل شيئاً من ذلك في ثلاث قضايا :
أولاً : ميلهم إلى اليهود والنصارى , فقد استأمنوهم على أخص الأمور وأكثرها حساسية , فاتخذوا منهم وزراء ومقربين . كان معظم وزراء الدولة العبيدية من غلاة الشيعة أو من اليهود والنصارى وكان من أشهرهم ( يعقوب بن كلس ) اليهودي , قال عنه ابن عساكر : كان يهودياً من أهل بغداد خبيثاً ذا مكر وحيلة ودهاء , أسلم على مذهب الإسماعيلية طمعاً في الوزارة .
ومنهم (عيسى بن نسطورس ) النصراني , و( بدر الجمالي ) أرمني الأصل .
واستوزر البوهيون النصارى في عهد عضد الدولة الحسن بن بويه فقد كان ( نصر بن هارون ) وزيراً لعضد الدولة وكان نصرانياً , أذن له عضد الدولة بعمارة البيع والأديرة وأطلق الأموال لفقراء النصارى ..

ثانيا : إشاعتهم للرعب والخوف في مجتمع أهل السنة .
فأصبح الناس لا يأمنون على أنفسهم ولا على أولادهم وأموالهم , وبلغت جرأتهم أنهم كانو يخطفون الناس من الشوارع والأزقة بأغرب الطرق .كان الرجل إذا تأخر عن بيته عن الوقت المعتاد تيقن أهله من قتله وقعدوا للعزاء . واشتد حذر الناس حتى صار لا ينفرد أحدهم في مسيره .
أخذ الباطنيون مؤذناً عن طريق جار له باطني فأقام أهله للنياحة عليه , فأصعده الباطني إلى سطح داره وأروه أهله كيف يبكون عليه وهو لا يقدر أن يتكلم خوفا منهم .
وحتى الحجاج لم يسلموا من بطشهم وغدرهم ,ذكر ابن الأثير أنه في عام 498هـ تجمعت قوافل الحجاج مما وراء النهر وخرسان والهند فوصلوا خوار الراي - قرية من أعمال بيهق من نواحي نيسابور - فباغتهم الباطنيون وقت السحر ووضعوا فيهم السيوف وقتلوهم وغنموا أموالهم ودوابهم ولم يتركوا شيئاً إلا أخذوه , وفي الصباح طلع على القتلى والجرحى أحد الباطنية وهو ينادي: يا مسلمون ذهبت الملاحدة .. فمن أراد الماء سقيته , فكان كلما رفع رأسه جريح وتكلم أجهز عليه ذلك الباطني وقتله حتى لم يبق الخبيث منهم أحد , وكان من بين هؤلاء الحجاج العلماء والأئمة والزهاد .

ثالثاً: إعاقة الجهاد والتآمر مع الأعداء .
أما إعاقتهم للجهاد والتآمر ضد قادة المجاهدين السلاجقه أو الزنكيين أو الأيوبيين فقد شهد به التاريخ الإسلامي والصليبي ! لقد شجع الفاطميون الصليبين على غزو بلاد الشام ليساعدوهم ضد السلاجقة الأتراك ( السنة ) فقد عقد الوزير(الأفضل) الباطني اتفاقية مع الصليبين عندما وصلوا أنطاكية عام 491 هـ من بنودها التعاون ضد السلاجقة وأن تقسم البلاد بعد ذلك قسمين : القسم الشمالي من الشام (سوريا) للصليبين والقسم الجنوبي (فلسطين) للفاطمين . يقول شيخ الإسلام ابن تيمية :( ومن المعلوم عندنا أن السواحل الشامية إنما استولى عليها النصارى من جهتهم , وهم دائماً مع كل عدو للمسلمين فهم مع النصارى على المسلمين , ومن أعظم المصائب عندهم فتح المسلمين للسواحل وانقهار النصارى , بل ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار... ) ويقول أيضا ( ثم إن التتار ما دخلوا بلاد الإسلام وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك المسلمين إلا بمعاونتهم ومؤازرتهم , فإن منجم هولاكو الذي كان وزيرهم وهو " النصير الطوسي" كان وزيراً للحشاشين في ألموت , وهو الذي أمر بقتل الخليفة وبولاية هؤلاء ..) .
وعندما استغاث أهل الجزيرة بعاصمة الدولة العباسية(بغداد) لصد غارات الروم , ووصلت الاستغاثة إلى الخليفة لم يكن في خزائنه شيء ؟! قال ابن كثير :(إن الخليفة المطيع لله باع ثياب بدنه , ونقض بعض سقف داره , وحصل له أربعمائة ألف درهم , صرفها ( بختار) – الوزير الرافضي - في بعض مصالح نفسه وأبطل تلك الغزاة , فنقم الناس من أجل الخليفة وساءهم فعل ابن بويه الرافضي من أخذه المال وتركه الجهاد .
وكان من أبرز ما قاموا به لإبطال الجهاد وإعاقة المجاهدين , اغتيال القيادات الفاعلة والمؤثرة في الأمة من أمراء ووزراء وعلماء وقادة جيش .. – والتي كان لها السبب بعد الله في إعادة روح الجهاد للأمة بعد أن كانت تعيش حالة من الذل والضعف - .
يقول أبو الحسن القابسي : إن الذين قتلهم عبيد الله وبنوه من العلماء والعباد أربعة ألاف رجل ليردوهم عن الترضي عن الصحابة فاختاروا الموت .

ومن أبرز الطوائف الباطنية التي اتخذت هذه الفعلة مهنة لها حتى اشتهروا بها ( الحشاشين ) فقد بلغ عدد القادة والعلماء البارزين الذين اغتيلوا على أيديهم أكثر من ( 42 ) وجرى ذلك بطرق جبانة ماكرة , فقد كان أول ضحايا هذه الطائفة الوزير السلجوقي ( نظام الملك ) - الذي قاوم الصليبيين وأعاد للخلافة العباسية هيبتها - ففي مستهل رمضان من عام 485هـ فبعد أن أفطر من صيامه جاءه صبي باطني في هيئة المستغيث .. فلما انتهى إليه ضربه بسكين في فؤاده وهرب .. وحزن الناس على قتله حزناً شديد . وكذا اغتالوا جناح الدولة (حسين ) صاحب حمص قتلوه عندما نزل من القلعة ليصلي الجمعة في الجامع الكبير , هجم عليه ثلاثة من الحشاشين في لباس الدراويش فقتلوه سنة 495هـ .
وقاموا أيضا بقتل القائد المجاهد الأمير ( مودود بن النكوتين) _ وقد هزم الصليبيين في أكثر من موقعة _ قتلوه في ساحة المسجد الأموي عام 507هـ وكان صائماً يوم قتل ورفض أن يفطر ..
كما قتلوا الواعظ ( أبو المظفر الخجندي ) رئيس فقهاء الشافعية في أصبهان وثب عليه باطني عند نزوله من على كرسيه بعد وعظه في المسجد وقتله . كما قتلوا تلميذه ( أبو جعفر المشاط ) بنفس الطريقة والمكان ؟!

واليوم يعيد التاريخ نفسه , وتتكرر الأحداث على يد الرافضة , فتراق الدماء البريئة في العراق , فما أن أسقط الاحتلال الأمريكي وأحلافه نظام صدام , حتى فتح الطريق للرافضة ليعبروا عن حقدهم الدفين على أهل السنة ولم تزل الأيام تؤكد حجم هذا الحقد الرافضي فدماء ( تلعفر) لا تزال شاهدة على ذلك , ودورهم مع المحتل ظاهرجداً بل هم أكثر حماسة منه , وما تقوم به الميلشيات الشيعة المستقلة عن الحكومة والامتداد الظخم لهم في الأجنحة العسكرية للحكومة يخولهم – ودون حسيب أو رقيب – أن يفعلوا ما يشاءون , وما فضيحة معتقل ( الجادرية ) وما فيه من الوحشية عنا ببعيد

واليوم إثر تفجير قبة المزار في سامراء – ومع أن قائمة المتهمين فيها تطول أصابع كثيرة - ( فمن الاحتلال إلى الزرقاوي إلى الميلشيات الطائفية إلى اليزيدية الجدد إلى استخبارات أجنبية ) لغرض ضرب العراق بعضهم ببعض - إلا أن الحقد الرافضي بحكم الخلفية التاريخية لا يبحث في القضية ! بل يسقط التهمة _كاملة _ على أهل السنة كافة , فعلى أثر هذه الظنون والتي مزجت بحقد السنون تنطلق الميلشيات والدهماء المتطوعة أخذاً بالثأر , تقتل في أبناء أهل السنة وتحرق مساجدهم وتهين المصاحف في همجية بربرية لا مثيل لها وفي تواطؤ وصمت من حكومة الاحتلال العراقية ! لتطول أكثر من 170 مسجد ويقتل أعداد المصلين بصور غادرة خائنة تناسب طبيعة الرفض عبر العصور ؟!
ولكي تكتمل المسرحية تقوم قوات الاحتلال الأمريكية بالانسحاب من جميع شوارع ومناطق وأحياء العاصمة العراقية بغداد إلى قواعدها، لتجعل الطريق مفتوحاً للشيعة في تحرك مثير للتساؤل.

وبعد .. ( هل بقي أحد ممن لديه ذرة من إيمان أو مسكة من عقل لا يزال يعتقد ببراءة الرافضة في العراق وبصدق ادعائهم بالقرب من أهل السنة والشراكة معهم في المعتقد و المواطنة والولاءات ؟ ) ...
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحين

كتبه
إبراهيم بن صالح الدحيم
eedd@gawab.com

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

منوعات الفوائد

  • منوعات الفوائد
  • الصفحة الرئيسية