بسم الله الرحمن الرحيم

اقتراحات وتوجيهات في كيفية التعامل مع الأقارب أصحاب الدشوش

 
السؤال:
ما الواجب عليّ القيام به في حالة أن عدداً من أقاربي يمتلكون الأطباق الفضائية (الدش)، وقد نصحتهم مراراً وتكراراً ويجيبون بالاطلاع على الأخبار العالمية، فما هو الواجب القيام به مع العلم أن أقاربي أكبر مني سناً؟.

الجواب: أجاب عليه : د. علي با دحدح
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فإن مما جد في حياة الناس اليوم أمر القنوات الفضائية وتكاثرها في السنوات الأخيرة بصورة كبيرة، ففي دراسة علمية أعدها اتحاد إذاعات الدول العربية نشرت في ربيع الأول 1423هـ حيث ذكرت هذه الدراسة أن عدد القنوات الفضائية العربية العاملة حتى ذلك التاريخ يربو على (196) قناة حكومية وخاصة، منها(57) قناة متنوعة البرامج، (65) قناة متخصصة على النحو التالي: (13) قناة تخصصت في البرامج التعليمية والثقافية، (12) قناة تخصصت في البرامج الإخبارية والأعمال الدرامية، (12) قناة تقدم كل ما يتعلق بالسينما، (11) قناة تقدم الموسيقى والأغاني، (6) قنوات تهتم ببرامج الأطفال والرياضة، وجاء في الإحصائية أن(78) قناة تبث على نظام البث المفتوح، في حين يصل عدد القنوات التي تعتمد البث المشفر إلى (59) .
ومن فوائد القنوات الفضائية ما توفره من المتابعة الإخبارية الفورية للأحداث في كل وقت، وفي كل مكان، وكذلك ما تقدمه بعض هذه القنوات من برامج شرعية كالدروس واللقاءات مع بعض العلماء، وما تقدمه أيضاً من برامج علمية متنوعة وتاريخية وثقافية وتعليمية دراسية، وغير ذلك من البرامج المفيدة.

ولكن هناك أيضاً سلبيات كبيرة في إدخال هذه القنوات الفضائية على المسلم وعلى أسرته وأبنائه ومن أهم هذه الأضرار :
(1) الاستماع إلى شبهات متعلقة بدين الله تعالى في مجال الاعتقاد أو التشريع أو المنهج الأخلاقي، أو في شخص الرسول – صلى الله عليه وسلم -، أو في نقلة سنته من الصحابة -رضي الله عنهم - وغير ذلك، حيث يتاح المجال في كثير من هذه القنوات لغير المسلمين من اليهود والنصارى، وكذلك للعلمانيين والمبتدعة من رافضة وصوفية وغيرهم، والعقلانيين والمنحرفين والمنتكسين وغير هؤلاء ليقولوا ما شاؤوا.
والتعلق في هذا السياق بالانفتاح ومبدأ ضرورة الحوار، ونحو ذلك مقبول حين يكون الإطار العام الذي تعرض من خلاله الأفكار في دائرة ثوابت الإسلام وأصول السنة .
(2) الدعوة إلى التشبه بالكفرة وأهل الفسق والانحراف من خلال تقديمهم في صورة احتفالية تشف بالانبهار والإعجاب بهم، ووضعهم في موضع القدوات، وإظهارهم لذلك في كثير من البرامج والتغطيات، بل وحتى في الإعلانات الدعائية، ولعل من المعلوم أن كثيراً من برامج هذه القنوات أجنبي المنشأ أصلاً، حتى أوصل بعضهم نسبة الأجنبي من هذه البرامج إلى نسبة 75% من مجمل البرامج .
(3) نشر الحرام وترويجه من العري والتفسخ، والتفنن في تصوير العلاقات المحرمة وهدم قيم الحياء والعفاف والطهر، ولا تكاد تسلم قناة من ذلك .
وقد أظهر استطلاع أجرته جريدة المدينة في عددها (14552) من خلال مجموعة كبيرة ممن يقتنون أجهزة استقبال للقنوات أن: 62% منهم يرى أن القنوات الفضائية تعتمد على المرأة بشكل أساسي وذلك لجذب المشاهدين، وقال 89% منهم أن أكثر ما تقدمه هذه القنوات يتعارض مع قيمنا وعاداتنا، وطالب 95% منهم بفرض رقابة على ما تبثه هذه القنوات لخطره .
(4) تقديمها للجريمة والعنف والإجرام في صورة مثيرة ومحفزة للاقتداء، ومغرية للصغار وضعاف العقول بمحاكاتها.
(5) ذهاب الأوقات الثمينة في أمور لا فائدة فيها وقد تكون مضرتها غالبة، والعبد مسؤول عن عمره فيما قضاه.
(6) التأثير على العلاقة بالأسرة من خلال شغل الأوقات المنـزلية .
(7) التعويد على السهر وتأخر النوم .
(8) إشاعة الثقافة الاستهلاكية .
(9) الأضرار وخصوصاً على الأطفال؛ كضعف البصر، والانحناء وذلك مع طول الجلوس.
ومما سبق يظهر أن المفاسد أكثر وأكبر، وخاصة على الأسرة من الزوجة والأبناء الذين يعظم تأثرهم بالفضائيات؛ بسبب كثرة وإدمان مشاهدتها، فضلاً عن ما هو مقطوع به من حرمة ما تعرضه أكثر القنوات من كشف العورات وعرض المحرمات .

وأنصح الأخ السائل بما يلي :
(1) تكرار النصيحة لأقاربه مع عرضه للمخاطر والمفاسد المترتبة على هذه القنوات بالأسلوب المناسب، والتركيز على آثارها على الأبناء على وجه الخصوص.
(2) الوعظ والتحذير بالعقوبات الربانية في الدنيا، والعذاب في الآخرة.
(3) العمل على جذبهم، وإشغالهم ببعض الأعمال والأنشطة النافعة؛ ليكون ذلك حلاً عملياً، يضع الحسن موضع القبيح، ويحل الحق مكان الباطل.
(4) محاولة إعطائهم مواد مرئية إسلامية ممتعة وهادفة، وتكون مشاهدتها صارفة عن مشاهدة الباطل.
(5) العمل على التأثير عليهم من خلال إعطائهم أشرطة وكتيبات عن مخاطر الفضائيات.
(6) توجيههم وإعلامهم بالقنوات التي تقدم برامج إسلامية هادفة، ومحاولة التأثير عليهم؛ ليقتصروا في مشاهدتهم عليها، وإن أمكن إقناعهم أو التأثير عليهم بمنع سواها عن طريق التشفير والإلغاء لغيرها .
(7) من باب درء المفسدة الأكبر؛ يتم التركيز على أهمية وضرورة إلغاء بعض القنوات التي فيها أكبر تجاوز وتحلل، كقنوات الأفلام وبعض القنوات الغربية، حتى يكون الشر والضرر أخف وأهون.
(8) الاستعانة بمن له عندهم مكانة، أو له عليهم ولاية؛ لكي يذكرهم ويعظهم، وربما يحذرهم ويزجرهم.
(9) إن كان في هجره لهم تأثير عليهم فربما استخدم الهجر لفترات مناسبة؛ إشعاراً لهم بالإنكار عليهم، وبياناً بعدم الرضا بفعلهم.
(10) الدعاء لهم وسؤال الله أن يصرف عنهم هذه الشرور، وليحذر هو من الانجراف معهم بحجة المخالطة للمناصحة.

هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

نقله العنيد
شبكة الفوائد الإسلامية

الصفحة الرئيسة      |     منوعات