صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







النفس الزيبقية والنظرة الشرعية !!!

الشيخ أبو معاذ( منتدى لاتحزن )


بسم الله الرحمن الرحيم


النفس البشرية أمرها عجيب ونبأها غريب ولا أجد وصفا لها في تقلباتها واختلافها إلا كالزئبق بين يدي الإنسان الذي يحار معه صاحبه ولا يستطيع أن يمسك به ولكن يمكن أن يتحكم به في نطاق ضيق وهكذا النفس تروغ كما يروغ الثعلب فهي تحتاج لترويض من صاحبها حتى لا تخرج به عن الممدوح شرعا المستحسن عرفا ولو تدبرنا قول زليخة زوجة العزيز ( وما أبرئ نفسي أن النفس لأمارة بالسوء إلا من رحم ربي ) لعلمنا أن النفس تتمنى وتراود صاحبها حتى توقعه بالخلل والمعصوم من عصمه الله يقول ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين :أن النفس حجاب بين العبدوبين اللهوأنه لا يصل إلى الله حتى يقطع هذا الحجاب

وقال الشيخ محمد حسان (حفظه الله):

إن ألجمت النفس بلجام التقوى

و ألهبت ظهرها بسوط الخوف من الله

و سقتها سوقا بحب الله تعالى تصبح نفسا لوامة .

والنفس كما هو معلوم تنقسم إلى ثلاثة أقسام مطمئنة ولوامة وأمارة بالسوء وكلها قد ذكرت بالقرآن الكريم وهي نفس واحدة ولكنها تتقلب فربما أصبحت لوامة وربما أضحت أمارة بالسوء وقليل أن تتحول لهذين الصنفين بعد أن أصبحت مطمئنة (إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ------ وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ------- يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِرَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) فعلينا جميعا أيها الأحبة في الله أن نراقب أنفسنا ونجاهدها على طاعة الله ونفطمها عن معصية الله ونروضها على الصبر على أقدار الله .

وإذا دعتك نفسك للمعصية يارعاك الله فذكرها بالله وبعذاب الله فلو دخلت يوما منزلك وتصفحت الشبكة العنكبوتية وقرأت في مواقع طيبة أو شاهدت مقاطع اليوتيوب ونظرت إلى مقاطع إسلامية أو أحبار عالمية أو مناظر طبيعية ثم لمحت عن يسارك مشهدا شيطانيا ثم حدثك نفسك بأن تنظر إلى هذا المقطع وأصبحت في صراع نفسي فلمة الملك تأتيك ولمات الشيطان تغزوك حينها أنتبه وأقلع واغلق الجهاز وأستعذ بالله قبل أن تزل قدمك وتدنس نفسك فالله الله في المجاهدة والله الله في المخالفة فالمعصية تبدأ كالشرر ثم تلتهم الأخضر واليابس عندها تفقد نور الطاعة وتهبط للهاوية وتنفر من أهل الخير وتتوحش من مجالس الذكر وتذبل نفسك ويرهق جسمك والنزول من أول الدرج أسهل من أعاليه وتلج في دهاليز الحزن ويعز عليك البحث عن ترجمه كلمة لا تحزن وكيف تبحث عن شيء قد وجده وتطعمت في تذوق حلاوته ثم تركته ثم تريد البحث عي شيء أنت تعرفه وأمر أنت شريكه ولكن النفس مع الشيطان والهوى ترديك إلى الهاوية وختاما أعطر بصرك بكلمة للعالم العلامة الفاهم الفهامة الميمون بن مهران حيث يقول :

\"لا ترى المسلم إلا و هو يلوم نفسه دوما ويحاسب نفسه محاسبة الشريك الشحيح\"
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

منوعات الفوائد

  • منوعات الفوائد
  • الصفحة الرئيسية