اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Minute/375.htm?print_it=1

أيها الأقباط : تمسّكوا بالشريعة الإسلامية

حمدى شفيق


بسم الله الرحمن الرحيم


لكل من يتخوّف من تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر أقول : ان هذه الشريعة وحدها هي التي تضمن حقوق الجميع بلا استثناء ..
فالقاعدة الأساسية فيها هي أنه : {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ } [البقرة : 256].. وهى نص صريح في القراّن الكريم لا يمكن تجاهله أو الالتفاف عيه . وهناك قاعدة أخرى أصولية متفق عليها بشأن غير المسلمين هى أن :( لهم ما لنا وعليهم ما علينا ) وهى أول وأقدم نص عرفه العالم عما نسميه ( مبدأ المواطنة) بالتعبير المعاصر .. أضف إلى ذلك الأحاديث الشريفة التي أكدت حرمة ايذاء غير المسلم في المجتمع الإسلامي ، وأن من يفعل ذلك سيكون خصمه يوم القيامة هو النبي صلى الله عليه وسلم نفسه الذي أوصى بأهل مصر لأن لهم ذمة -عهد وميثاق- ورحما - فمنهم السيدة هاجر أم إسماعيل بن إبراهيم ، ومنهم أيضا السيدة مارية القبطية أم إبراهيم بن محمد عليهم الصلاة و السلام أجمعين - والنصارى هم أقرب الناس مودة للمؤمنين بالنص أيضا ..وهناك أمر الهي بألا نجادل أهل الكتاب الا {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [العنكبوت : 46].
ثم ماذا يمكن أن نقول أكثر من الحديث الشريف الذي نص صراحة على أن من قتل ذميّا أو معاهدا ظلما فانه لن يجد ريح الجنة ، وهو تعبير أشد خطرا وتنفيرا وتغليظا من مجرد الإخبار بأنه لن يدخل الجنة فحسب؟!! والله تعالى يجيب دعوة المظلوم ولو كان كافرا ، كما ورد بالحديث القدسي الشريف الذي يقسم فيه سبحانه بأن ينصر المظلوم ولو بعد حين ولو لم يكن مسلما بل ولو كان الظالم له من المسلمين !!.
وراجعوا التاريخ واقرأوا عن إنقاذ المسلمين لإخوتهم أقباط مصر من اضطهاد الاحتلال الروماني ، وتأمين عمرو بن العاص رضي الله عنه- بعد فتح مصر -للقساوسة ورد كنائسهم وممتلكاتهم إليهم .. وواقعة اقتصاص أحد المصريين من ابن عمرو بن العاص حاكم مصر موجودة في كل كتب المؤرخين حتى غير المسلمين منهم ، ومازالت كلمة الفاروق العظيم عمر بن الخطّاب تتردد عبر التاريخ :( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟) وغير ذلك كثير ..
وإذا تزوّج المسلم من غير مسلمة فان لها كل الحقوق تماما مثل زوجته المسلمة ، وعليه أن يعاملها بالمودة والرحمة وأن يعاشرها بالمعروف ، وليس له أن يمنعها من الذهاب إلى كنيستها يوم الأحد ، ويحظر عليه إكراهها على اعتناق الإسلام ، فالعقائد : بالاختيار لا بالإجبار ..

باختصار : لن يجد غير المسلم في أي قانون أخر حقوقا أكثر مما تعطيه له الشريعة الإسلامية، بشرط أن يتم التطبيق الفعلي الصحيح على أرض الواقع .فلا خوف على الأقباط من الإسلام ، بل الخوف عليهم من تهميش الإسلام وسيادة الجهل و القوانين الوضعية الظالمة .والأقلية القبطية في مصر هي أسعد الأقليات في العالم باعتراف كثير من كبار المفكرين في الداخل والخارج .. ويمكن مطالعة أرائهم في كتاب:
الإسلام والآخر الحوار هو الحل وهو متاح مجانا في كثير من المواقع على الانترنت .
وللمزيد من التفاصيل عن حقوق غير المسلمين في الدولة الإسلامية راجع إن شئت :( أحكام أهل الذمة ) للإمام ابن القيم ، و(السير الكبير ) لمحمد بن الحسن الشيبانى صاحب أبى حنيفة ، وكتب الفقه المشهورة مثل المغنى لابن قدامة المقدسي، وفقه السنة للشيخ سيد سابق وغيرهم رضي الله عنهم ورضوا عنه .
 

 

منوعات الفوائد