صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







صرخة من نساء حمص لعلماء الأمة!

عبد الملك الملفي


بسم الله الرحمن الرحيم


أن يطاف بالنساء عرايا في شوارع حي عشيرة بحمص , و أن تشعل النار في أجساد المدنيين العزّل و هم أحياء , و أن يذبح الأطفال كالدجاج باسم الحسين! , أن يحدث كل ذلك و لا نرى من العالم الكافر سوى الصمت , فهذا أمر متوقع , أما أن يحدث كل ذلك و لا نرى موقفاً يعذرنا أمام الله من علماء المسلمين فهذه المصيبة الكبرى و الرزية العظمى!

يعلم الجميع أن الساسة في أي بلد لا يتحركون من تلقاء أنفسهم إلا من أجل مصالحهم الضيقة , لكنهم عندما يتحرك المجتمع بأكمله فإنهم يتحركون معه و لو على حساب مصالحهم , وذلك من باب احتواء شعوبهم , و بما أن علماء الدين خاصة لهم الأثر الأكبر في قيادة تلك الشعوب , التي جبلت على محبتهم و طاعتهم , فإنهم يعتبرون المحرك الحقيقي للجميع ( حكاما و محكومين ) , و لكن ما بالهم لا يحسنون _ إلى الآن _سوى الشجب و الإدانة و الدعاء؟
لا أقول إن ذلك غير مطلوب , و لكن ما الذي تركوه لعامة الناس ممن لا يملكون الكثير من التأثير و العلم و البصيرة؟
أين علماء الأمة من تحفيز حكوماتهم – لا أقول على خوض حرب ضد إيران المجرمة الغازية للمسلمين في الشام – و لكن على دعم الجيش الحر و تسليحه ؟
لماذا يعجزون عن إيجاد رأي عام ضاغط , يدفع باتجاه تحرك جدي لتلك الحكومات , يتجاوز كيل الشتائم الفارغة و المضحكة لنظام بشار المجرم؟

يا علماء الإسلام تذكروا مواقف علماء الأمة عبر التاريخ , و التي من أمثلتها موقف شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله , فمع اقتراب المغول لغزو دمشق من جديد عام 703هـ بعهد الممالليك بدأ ابن تيمية في تحريض أهل الشام في دمشق وحلب وانتدبه الناس للسفر إلى مصر لملاقاة سلطانها الناصر محمد بن قلاوون , وحثه على الجهاد وأعاد نشر فتاويه في حكم جهاد الدفع ورد الصائل ثم سافر إلى أمير العرب مهنا بن عيسى الطائي فلبى دعوة ابن تيمية لملاقاة التتار , فكانت نتيجة تلك الجهود المباركة الصادقة أن انتصر المسلمون في معركة شقحب , وكان من نتائج تلك المعركة أن انقطع أمل المغول في بلاد الشام و لجؤا إلى مسالمة دولة المماليك في مصر و الشام ., بل أن تلك المعركة تعد من المعارك الفاصلة بالتاريخ الإسلامي ضد المغول بعد عين جالوت , و قد كان لشيخ الإسلام فيها الفضل في تشجيع الناس والشد على عزيمة الحكام وجمع الأموال من التجار لتمويل جيش الدفاع عن دمشق , و مع ذلك فإنه لما أحس بخوف السياسيين من , طمأنهم بقوله : "أنا رجل ملة لا رجل دولة".

فمن لنا بمثل شيخ الإسلام الذي قال عن هؤلاء المجرمين القتلة – و كأنه يتنبأ بما سيقومون به اليوم من جرائم - : " هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى ؛ بل وأكفر من كثير من المشركين وضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل كفار التتار والفرنج وغيرهم"

يا علماء المسلمين ,إن الامانة عظيمة , و إنه إن وسعكم السكوت يوما ما , فما أراه اليوم يسعكم , بل حتى الكلام أراه لا يكفيكم , فهبوا يا علماء و يا مفكري الأمة , و استنهضوا همم قادتكم , و أخبروهم أن الشعوب تتلهف لموقف منهم يشرفهم أمامهم و يعذرهم أمام ربهم , و أن خير وسيلة لكسب قلوب شعوبهم هو مساندتهم لإخوانهم في الشام.
اللهم نصرك القريب لأهلنا في الشام.
 


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

منوعات الفوائد

  • منوعات الفوائد
  • الصفحة الرئيسية