صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







خاطرة :  أتنفس أملاً

د. دعاء عبد السلام حامد


بسم الله الرَّحمن الرَّحيم


سأخيطُ ردائي يوماً بشعاعِ الشمسِ الذهبي، وألتحِفُ بضياءِ القمر، سأسلك كل دروبِ الخيرِ، أناجي الحقَّ، أقاومُ الشّوكَ، أتحدّى الحجر، سأسعى وأسعى، وإلى بارِئي سترنو عيوني، وبجلالهِ سأحسن ظنوني.

فيا نفس
هبي تقدمي ثوري تنمري، علِّقي يديكِ بأطرافِ السماءِ؛ كي يجعل بارئُك حرَّ النارِ في دروبكِ سلاماً وبرداً، ويُصيّر الأشواكَ لكِ ورداً.

ويا نفس
بغير حب الله لن تنعمي، فلغير دربِهِ لا تُقْدِمي، هذي خُطاكِ يحسبها القدر، فبهدي الله اهتدي، وصوني الضمير، وبسُنَّةِ المصطفى استرشدي فإلى الله المصير، وإياكِ والسير في ظلام الكبر والجفاء فهما أخطر داء، درب لا يسلكه إلا العبيد، درب لا يدرك خطره الجهلاء.

شهيقي أملٌ،
شهيقي ثقة برب الوجود، زفيري خلفَ ظهري جحودٌ ونُكْران، فيا من عددت أحلامي ضرباً من الأوهام، انظر نحو الأفق سترى روحي المهاجرة، فلا العجز أرضاه سجناً ولا خفافيش الخيبةِ سجّانيه. ولا تعجب إذ تراني على الأرضِ سائرة، فهذا نهرٌ من اللبن قد غاصت فيه قدماي اسمه "منتهى الثقة"، ومنه قد ارتوت طيورُ آمالي فإذا هي في علياء محلقة شامخة مترفعة عن حياةِ الجبناء.

أتنفس أتنفس أملاً
كالسحرِ يسري في جسدي يُنْعِشُ أوصالي، فيا أمطار سمائي ارويني، أزيحي غُبارَ الكَسَلِ، واسقي في بُستاني بذورَ العزْمِ وحبّاتِ الهِمَمِ، فمن أجل وطني ومن أجل ديني سأسيرُ عكس تيار القهرِ، أشقُ شِباكَ الغدرِ، أُحَطِّمُ قيودَ الظُّلمِ، أتخطى كل المصائد.

فيا أنوار الإله احتويني
، ويا نور على نور أشهدك أنّي أحبك، فأحب عبداً من صُنعك، وصل على المصطفى وبلغه سلامي فإني كأبي ليلى أرتقي سلم العلياء طامحة نحو الجنة بحبك يا رسول الله وبرضا الإله.

د. دعاء عبد السلام حامد
مدرس مساعد بقسم البلاغة والنقد- جامعة الأزهر

Do3a_salam@yahoo.com

12/7/2012


 



خاطرة :  " ثمرات الثقة "


ما بال
أنات القهر تُلاحقني، تخنِقُ أفكاري، تخرِسُ شدْو بلابلي ؟! مالي أرى رياح القسوة قد هبَّت لتصطدم بجدار حياتي كي تطمس ضوء أقماري، كي تنزع ثوب أحلامي؟! ما زالت تلك الخفافيش تحوم حولي، تتفنَّن في محو ضياءِ الفرحةِ، تسعى لطمس سراجٍ أضأته في سماء ذاكرتي.

ربّاه ،
قلبي في شوقٍ دائم لرعايتك، فكَّ قيدَ الوحدةِ، لا تعْدِم طُيورَ الفِكْرِ أُنْساً يحتويها، أطلِق سراح بلبلي رهين الحزن، حطِّم جِدارَ العزلةِ كي يُسْقى بستانُ الأملِ، أزح ستارَ الألمِ عن قلبٍ لغيرِك ما اشتكى، عن روحٍ لغير لقائِك لن تتوقَ.

إلهي
إليك مددتُ يدي، وعلَّقْتُ طيفَ روحي في أنوار سمائك، فخذ بيدي إليك، خذ بيدي، كن لي طبيباً، ألهمني صبراً يُطفيء لهيبَ عمري. ثمرات الثقة بقلبي تـمنحني يقيناً أن في نهاية الدربِ الطويل الشائك باباً من النور سيُفتح على مصراعيه يوماً ليملأ كياني ويلف قلبي، وأن من خلفه بستاناً مملوءاً بزهور الفرح، سأرتمي على أرضِهِ وأستنشق رحيق زهره.

مولاي
، كن أنيسي ورفيقي، وبعزة جلالك وكمالك انظر بعين الرضا إليَّ، قُدْ خطواتي نحو كل الطرق المؤدية إلى جنة الفردوس، أحبني وعلمني كل طرائق حبك.


د. دعاء عبد السلام حامد
مدرس مساعد بقسم البلاغة والنقد- جامعة الأزهر

Do3a_salam@yahoo.com

30/4/2012


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

منوعات الفوائد

  • منوعات الفوائد
  • الصفحة الرئيسية