صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







المحلل الرياضي الامهر..!

د.حمزة بن فايع الفتحي


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


حاد البصر والبصيرة، قد امتلك سلاح النظر الفاتك، وبيديه ترس الصد المنيع، ومعه مخالب النبل الدقيقة، يقطر وعيا وحذقا وفقاهة، لكأنه يخوض معركة عسكرية، او يناقش موضوعا فكريا مكتملا،،،،! او يخطط لمشروع تنموي زاخر،،،!!
وقد قيلَ،،،،، يَشدك كلامُه، ويأسِرك بأسلوبه،،،، يمهر التحليلات، ويضبط التواريخ،... مخضرم، ويحدّث معلوماته من حين لآخر، هَرِم كبير، ولكن في أعماقه نداوة شاب متوثب...، يخطّئ المدربين، ويحل انغلاق الجهاز الاداري،،،! ويكشف عوار الفساد الرياضي، وخطط بالية قديمة لا تتكيف مع تقنيات الرياضة الحديثة ،،،!
وأبعد من ذلك يحلل شخصيات اللاعبين، ويكتشف مواهبهم وأسباب اخفاقاتهم، ومن يصلح ومن لا يصلح،،،،،،!
ولكن ،،،،،،، حينما تراه يصلي، فصلاته صلاة العامي الضارب في القِدم والتخلف والأمية ...! في حين انه يقرأ عشرات الصحف والتحليلات الرياضية، شرقية كانت او غربية ، ويحاول دفع قصوره اللغوي، بتعلم لغات الاخرين، ليأمن فوزهم او يكتشف خطتهم،،،!
ويذهب الى البيت العتيق، فلا ينعتق من جهالات العامة، وخرافات التائهين عبر دعاء باطل، او بدعة محدثة، او تنسك ضلالي،،،!
ويردد كالعامة والمهرجين ( الله يتقبل )،،،!! لكأنه عاجز عن فتح كتيب للنسك صغير، او مطالعة نشرة للصلاة المكتوبة، او سؤال متخصص بصير،،،!!
ويأكل من الدنيا ويجمع المال، على أي وجه كان، فقد يجمع الحرام، ويستحل الموبقات وهو لا يشعر، او يسير على نظرية.... كل كما يأكل الناس،،،!!
وهاجر لكتاب ربه، لا يفتحه الا يوم الجمعة اذا فاز بالتبكير، او في المناسبات الدينية،،! في حين أنه قد تسمّر امام الشاشات متابعا ومحللا وراصدا،،،،! ويتحفظ الحكم الرياضية والنقدات والالماحات،،،!! وحينما ينزل ضيفا على فضائية مفئودة، يرفعها ويكسبها شهرة ذائعة،،،!!
لاشك أنه أمر محزن جداً ،،،! والأمرّ منه، تعاطي الشرائع بمسمى الاسلام فقط،،! وكأنهم لم ينمِ اليهم حديث (( طلب العلم فريضة على كل مسلم )) رواه ابن ماجة بسند حسن.
ولم يعوا بعد، أن الدين شانه عظيم، ويجب تعلم الأصول الأولية له، ومالا يسع المسلم جهله،،،! ولكن للأسف ، مهتمون بالدنيا وزينتها ولعبها ولهوها، واهملوا جدها ورفيعها ونبيلها ومعاليها،،، وهذا خلاف الحديث النبوي(( ان الله يحب معالي الامور واشرافها، ويكره سفسافها))
يتخندق العقل عند بعضهم حول السفساف، والمهازل والملاهي،،،!!

لولا العقول لكان أدنى ضيغم// أدنى الى شرف من الانسانِ!!

طاقاته العقلية، وقدراته الفائقة اختزلها في الكرة نظرا وتوجيها وتدقيقا وتحليلا،،، وفي دينه وعلمه وثقافته وانتمائه، غمر بسيط...!!
وفي نظرنا أنه ما أُتي الا من جهة عقله، واضطراب فكره ، وانه لو فكر ودقق على السليم، لادرك ذاك، وان صحة العقل والتفكير مؤذنة بالجد والعلا والإبداع، وان الجسم حتى لو مرض ، فلا يضره ذلك كما قال الفيلسوف اليوناني أرسطو : (عللُ الأفهام، أشدُّ من علل الأجسام ).
وقال المتنبي:

يهون علينا أن تُصاب جُسومُنا/ وتسلمَ أعراضٌ لنا وعقولُ !!

نحن هنا لا نقضي على مباحات بالتحريم، الا اذا ألهت عن ذكر الله، ولكن يحزنك، تبديد الأوقات، وحرق الساعات، ومسخ العقول، وطمس البصائر، والتخلف عن المعالي، وايثار الملاذ، وعدم الانتصار على النفس، لأنه الانتصار الحقيقي ،،،!
ولكن يخلد بعضنا الى هواه، ويركن الى ذاته فتوغل به في المباحات حتى تجره للمكروهات فالمحرمات، فإتلاف لتلك العقول الثاقبة، والأفهام الناقدة،،،!
نعم الله باتت مستهلكة فيما يضر وربما ما يغضب الباري عز وجل،،،!
يبيت كعقل إحصائي حاسوبي، ضابطا للأسماء والمواهب والهوايات والدورات بكل أنواعها ،،، ولا يعرف سيرة رسوله الأعظم وسيد ولد ادم الأكرم عليه الصلاة والسلام،،،!
اليس مثل ذلك مأساة فكرية وأخلاقية وثقافية،،! يظل اكثر اهتمامنا بسَقَط المتاع، ويُسخّف العقل، ويُزيف الوعي،،،! وتختفي الومضة الحقيقية، واليقظة السليمة، التي تحمي العقل من الانفلات والانزلاق والتباب،،،!!
حتى ماله كرسه للكرة ودعمها وسفراتها البعيدة، ونسي فقيرا دانيا منه، او أرملة في الحي، او عاملا كسيحا غريبا،،،!!
مبدأ عبثية الحياة واستغراقها مطلقا، أبطله القران(( أفحسبتم انما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون )) سورة المؤمنون .

إضاءة :
(اذا التحليلات مباحة، فضياع الوقت مذمة، وتسخيف العقل مهانة) !!
إنّ أهنا عيشةٍ قضّيتها.. ذهبت لذاتُها والإثمُ حلّ !!

محبكم // ابو يزن...


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

منوعات الفوائد

  • منوعات الفوائد
  • الصفحة الرئيسية