اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Minute/706.htm?print_it=1

ثقافة المشي . .
من كتاب "ومضات"
د. محمد الحمد ، جامعة القصيم.


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


1/
‏ثقافةالمشي تكاد تكون معدومة في مجتمعنا، فمع فوائده للإنسان ودوره المباشر في حفظ صحته وتأخير شيخوخته وتناسق جسمه، إلا أن ممارسته نادرة!

2/
‏المشي مفيد للصغير والكبير والرجل والمرأة ،ويوصف علاجاً لمرضى السكري والكوليسترول وضغط الدم، بل يصفونه للمرضى النفسيين.

3/
‏وينصح باستخدام الحذاء المناسب وفي مكان مناسب واختيار اللباس الفضفاض وأن لا تقل مدة المشي عن عشرين دقيقة أربع مرات في الأسبوع.

4/ ‏ثم إن المشي يمكن مزاولته في أي وقت وأي مكان ولا يحتاج إلى زيّ وتجهيزات، كما يمكن ممارسته بصفة فردية أو جماعية، وهو يهدئ الأعصاب.

5/
‏والمشي يكاد يخلو من الإصابات مقارنة بغيره من الرياضات، وله دور في صفاء الذهن وراحة البال، وهو متاح لجميع أصحاب الأوزان.

6/
‏لنتأمل في صفة مشي النبي صلى الله عليه وسلم : كان إذا مشى تكفّأ تكفُّواً، وكان أسرع الناس مشية، وأحسنها وأسكنها.
ابن القيم.

7/
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مشى تكفّأ تكفّؤاً كأنما ينحطُ من صبب.
وقال: إذا مشى تقلّع.

8/
‏وعباد الرحمن وصف الله مشيتهم فقال: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا}.
أي بسكينة ووقار من غير تكبر ولا تماوت.

9/
‏وكان صلى الله عليه وسلم يقطع المسافات الطويلة في مشيه إذا احتاج لذلك، فقد خرج من الطائف حزينا ووصل إلى قرن الثعالب أي مايعادل 40 كيلا.

10/
‏وكان العرب يتداوون بالمشي، فقد شكى عمرو بن معدي إلى الفاروق إصابته بالنقرس فقال: كذِّب عليك مشي الظهائر.

11/
‏وأيضا عمرو بن معدي اشتكى إلى الفاروق التواء عصب الرجل فقال: كذّب عليك العسْل.
والعسَلان مشي الذئب، أي: عليك بسرعة المشي.

12/
‏ويذكر عن العلامة طاهر الجزائري أنه يهوى المشي، ولطالما قطع عشرات الأميال بين المدن والقرى سائرا على قدميه.
رحمه الله

13/
‏وكان بيت الإمام العلامة ابن باز يبعد عن الحرم المدني مسافة تزيد عن الكيلو وكان يمشي إلى المسجد مالم يخف فوات الصلاة.

14/
‏وقد خصص رحمه الله وقتاً للمشي مدة تصل إلى نصف ساعة يوميا، حيث كان سماحته يمشي في الغرفة وبين البيوت قبل النوم وفي الصباح.

15/
‏ولعل حرصه على المشي كان سبباً في تمتعه بالصحة إلى أن فارق الحياة عام 1420 هـ وعمره تسعون سنة.

16/
‏وكان العلامة بن عثيمين يمشي يومياً ما يقارب 10 كم، فكان بيته يبعد عن المسجد مسافة كيلو متر وكان يذهب ويرجع راجلاً.
رحمه الله

17/ ‏وكان بن عثيمين إذا مشى لا يستطيع بعض الشباب لحاقه، وكان يقول: "من ترك المشي تركه المشي".
وذلك من أسباب صحته رحمه الله تعالى.

18/
‏فتأمل يا أخي وخصص لنفسك وقتاً للمشي، فإذا ضاق صدرك أو أجهدتَ فكرك طيلة يومك فخُذ ساعة من الزمن للمشي ولاحظ الفرق.

19/
‏وإذا كنت في رحلة في البر أو في مكانٍ فسيح فلا تحرم نفسك من وقت تمشي فيه، وإذا حضرتك الصلاة فاحرص على أجر المشي إلى المسجد.

20/
‏ونستغرب عندما نرى ثقافة المشي جزء من نظام الحياة لدى الأمم الأخرى، بينما مجتمعاتنا لم تأخذ حظها منه!

فينبغي علينا إعادة النظر في هذا الجانب.
 

منوعات الفوائد