بسم الله الرحمن الرحيم

على هامش خلافاتنا..نحن السلفيون!

 
أنقل لكم هذه النصيحة من الشيخ الدكتور/ناصر بن عبدالكريم العقل:

قال الشيخ/ ناصر العقل - في الشريط الثاني من شرحِ كتابه/ مجمل اعتقاد أهل السنة والجماعة-: \"القاعدة الرابعة عشر: المؤمنون كلهم أولياء الرحمن؛ وكلُّ مؤمنٍ فيه من الولاية بقدر إيمانه. والعكس كذلك : الكفار كلهم أولياء الشيطان؛ وليس للكافر ولاية أبداً.. لكن العاصي من المؤمنين له من البراءة بقدر معصيته، والمبتدع من المسلمين له من البراءة بقدر بدعته، وله من الولاية بقدر إيمانه. وعلى هذا فإنَّ الكافر لا يجتمع فيه: (ولاءٌ،وبراءٌ)، والمؤمن لابد أن يجتمع فيه: (ولاءٌ،وبراءٌ).. المؤمن إن كان مؤمناً خالصا -أي مستقيما على السنة- فله الولاءُ ، والحبُّ الكاملُ، فإن وُجِدَ فيه شيء من المعصية والبدعة فيجتمع عنده الأمران.. نواليه على ما فيه من خير وإيمان ، ونبغض ما فيه من معصية وبدعة.. فعلى هذا فأكثر المؤمنين المتلبسين بالمعاصي،والمتلبسين بالبدعة التي لا تُخْرِج من الملة..أكثرهم.. بل كل المتلبسين بالمعاصي والبدع الصغيرة..كلهم لهم من الحب والولاء بقدر إيمانهم ، وعملهم الصالحات، وعليهم من البراء والتبرّؤ بقدر معاصيهم وبدعهم.

وهذه القاعدة اختلت عند كثير من ضعيفي العلم وقليلي الفقه في الدِّين ، والجهلة بمذهب السلف ، حتى بعض مدَّعي السلفية وقعوا في هذا؛ فإنَّهم يعادون على البدعة عداءً كاملاً. وقد تكون البدعة غير مخرجة من الملة ، وقد تكون بدعة جزئية ليست متكاثرة في الشخص ، كما أنهم قد يعادون على المعصية عداءً كاملاً ، أو على المخالفة والخطأ عداءً كاملاً. وهذا خطأ. يجب أن يحذر الشباب ويحذِّروا غيرَهم من أن يعملوا بهذه القاعدة.

والآن نرى من نتائج تطبيق ذلك ما يحدث بين شباب أهل السنة مع الأسف من نزاعاتٍ من أُمور حول الدِّين ، والاجتهاديات ، وحول الدعوة إلى الله عزَّ وجلَّ..

نجد أنهم يتنازعون في هذا ويطبقون على خصومهم والمخالفين من أهل السنة البراء الكامل .. يبغضونهم في ذلك ويستبيحون الكلام فيهم ، والتشهير فيهم ، ويحتسبون عند الله: الدعوة ضدَّهم ، والتشهير بهم ، والتحذير منهم. هذا خلاف الأصل الشرعي !

نعم ما فيهم من أخطاء ينبَّه عليهم ، مع الاعتراف بفضلهم وقدرهم بما فيهم من فضل وقدر..هذا أمر ضروري وإلا تقع فتنة بين المؤمنين.

كذلك .. المخالف يجب أن تشعره أنك توافقه فيما وافق فيه ، وتخالفه فيما خالف فيه ، ولا توغر صدور الناس بعضهم على بعض بالطريقة التي يفعلها بعض الجهلة.

بل أقول لا مانع - وبهذا أضرب نموذج جزئي- ومن الطبيعي ومن الأدب الشرعي أنك إذا تنازعت أنت وأحد من إخوانك ورأيتَ أنه وقع في خطأ أو بدعة غير مغلظة ، أن تعذره بعد ذلك إذا لم تستطع أن تقنعه ما دام متؤولاً ، أن تقول أحبك في الله فيما فيك من خير واستقامة..لا مانع !
أَحِبَّه في الله حتى وإن وجد عنده خطأ.

وبذلك تصلح الصدور ، وتذهب هذه الشحناء والغيظ الذي وُجِدَ عند المؤمنين بعضهم على بعض.. حتى أنَّ الجهلة نسي البراء من الكفار ، ومن أهل البدع المغلظة،وصرفَ نصوص البراء على إخوانه.

وأخشى أن يقع فيهم إذا لم يرجعوا إلى الحق ، وإلى منهج الاستقامة : وصف النبي صلى الله عليه وسلم لطائفة من أهل البدع (الذين يقاتلون أهل الإسلام ، ويَدَعُونَ أهل الأوثان) -هذا ورد في حديث صحيح في وصف بعض طوائف أهل البدع-.

طبعاً البراء الكامل طريق إلى المقاتلة..الإنسان إذا تبرأ من أخيه المسلم براءً كاملاً استباح دمه! حتى وإن لم يكن الآن فمع الزمن.

إذن يجب أن نحذر من هذه المواقف المتشنجة ، ولنعرف أنَّ أهل السنة قد يحدث بينهم نزاعات ، قد يوجد عند بعضهم أخطاء في المناهج ولكن غير مقصودة.. اجتهادية. قد يوجد عند بعضهم زلات كبيرة لكنها غير مقصودة لا توقعهم في الافتراق ، قد يوجد عند بعضهم بدع لكنها ليست كثيرة ، وليست بدع مغلظة.. فمن هنا يجب أن نخطأهم فيما أخطئوا فيه وأن نُبْقي لهم اعتبارهم وحبَّهم وولائهم فيما أصابوا فيه إذا كانوا من أهل السنة. والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين\"

المصدر : رسالة عبر البريد

الصفحة الرئيسة