بسم الله الرحمن الرحيم

وقـفــات حول الشريط الإسلامي
إعداد الفقير إلى عفو ربه
أبو سحاب محمد السبيعي

احصل على نسخة من هذا البحث


الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين ، نبينا محمد عليه و على آله و صحبه أفضل الصلاة و أتم التسليم .. و بعد :

فإن من المعلوم لدى الفرد المطلع أن لكل هدف طرقاً و وسائل ، هي كالطريق الموصلة لهذا الهدف ، و لهذا فتجد أن الفرد يسلك طرق الجد و الإجتهاد و المذاكرة لتحصيل ذلك الهدف النبيل ألا و هو (( النجاح )) و تجد أن المجـاهد في سبـيل الله تعالى يسلك طريق (( الإعداد )) و (( التدريب )) على فنون القتال و مختلف الأسلحة ، ليثخن في العدو أشد إثخان ، و يرفع راية الله تعالى في قمم الجبال .

و لهذا فإن الدعوة إلى الله هدف كأي هدف ، و لكنه هدف سام و رفيع ، لا يتطلع إليه إلا عالي الهمة ، فتجده يسلك كل الطرق و يستعمل كل الوسائل ليصل إلى أن يبلغ الدعوة الربانية و يكون سبباً في هداية كثير من الناس .

و من وسائل تبليغ الدعوة الإسلامية في هذا الزمان الذي تطورت في الوسائل الدعوية فما أصبح لأحد عذر ألبته ، هو (( الشريط الإسلامي )) و الذي أنتشر إنتشاراً واسعاً بين أواسط شباب الصحوة الإسلامية ، و أصبح وسيلة دعوية فعّالة ، لا يباريها أي وسيلة أخرى سواءاً في (( الإنتشار )) أو (( التأثير )) ..

و لقد أعددت هذا البحث للحديث حول هذه الوسيلة في أغلب جوانبها و هي عبارة عن تأملات و أحاديث حول هذا الشريط الإسلامي سواء كانت تأملات و أحاديث شخصية أو منقولة ، سائلاً من الله عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم ، و أن ينفع به قارئه ، و ناقله ، و كاتبه ، إنه و لي ذلك و القادر عليه ، و الله أعلم و صلى الله و سلم على نبيناً محمد عليه و على آله و من تبعه أفضل الصلاة و أتم التسليم .

و مقصودي في هذا البحث الشريط الإسلامي المسموع ( الكاسيت ) و الذي يعتبر من أقوى آلات الدعوة في هذا الزمان

فمتى عرف العالم شريط الـ( كاسيت ) ؟!!

في صباح يوم من إبريل عام 1877م تقدم إلى أكاديمية العلوم الفرنسية العالم الفيزيائي ( تشارلز كروس ) ليسجل لديها فكرة محدثة لتسجيل الأصوات و إعادة سماعها متى شاء مره ثانية ..

و لضعف القدرات المستحدثة حينها لم يتمكن من تطوير جهاز عملي لتنفيذ فكرته ، إلا أن هذه الفكرة لم تخب بعد ، حيث رأت النور في شهر ديسمبر نم العام نفسه عندما أعلن في الولايات المتحدة الأميركية كل من ( توماس أديسون ) و مساعده الميكانيكي ( جان كروسي ) عن إختراع جهاز عجيب لتسجيل الصوت و من ثم إعادته إسماعه ، و أطلق عليه أسم ( الفونوغراف ) ..

و بذلك أسهم جهاز التسجيل الصوتي في إحداث ثورة عارمة في مجال الإتصالات و تحفل الأسواق اليوم بالعديد من أنواع التسجيلات الصوتية التي بلغت ذروتها بإختراع أشرطـة ( الكاسيت ) عام 1964م و هو أصغر الأنظمة التسجيلية حجماً ..

الوقفة الأولى : مميزات الشريط الصوتي الإسلامي ..

• القوة التأثيرية ..

إن الكلمة الصادقة الخارجة من قلب صادق لتبلغ في التأثير ذروتها إذا أقترنت بالصوت الجهوري ، و الأسلوب الرائع ، فتجد الشريط الإسلامي يستجلب العواطف ، و يستلهب الحماس ، و لهذا تجد أن أكثر التائبين قد تابو من إنحرافاتهم بسبب ذلك الصوت الندي لذلك القارئ ، أو لذلك الأسلوب الجميل من ذلك الداعية .

بل أن الشريط الصوتي له قوة تأثيرية أكبر من الكتاب لأن المستمع يحس بما يحسه المتكلم من بكاء و سرور ، عكس الكتاب و الذي قد لا يحس القارئ بما يحسه كتاب تلك السطور ، حتى وصل الأمر بالبعض أن يقول أنه الشخص عندما يفرغ الشريط إلى مادة مكتوبه تفتقد الكثير من خاصياتها و تأثيراتها الموجودة في التسجيل الصوتي .

• سهولة الإستخدام ..

و هذا من أعظم ما يتميز به الشريط الصوتي الإسلامي عن غيره فيستطيع الشخص أن يتسمع للشريط في السيارة أثناء القيادة ، و في السوق أثناء التسوق عبر جهاز المسجل المحمول ، و في البيت قبل النوم .

كما أنه يمكن للمستمع أن يعيد المقطع الذي فات عليه بسهولة و سرعة فائقة ، بل و يسهل عليه إعادة سماع الشريط كاملاً أكثر من مره .

• أعتدال سعره غالباً ..

فهو ليس كتلك الأشرط الغنائية و التي تزيد أسعارها عن (10) ريالات بل تزيد أحياناً و تصل إلى (20) ريالاً ، و لكن الشريط الإسلامي غالباً لا يتجاوز الـ(7) ريالات و هو سعر في الغالب يناسب أكثر الطبقات،بل أن سعره يصل خلال المعروض الخيرية إلى ( 3 ) ريالات .

• سهولة الحصول عليه ..

فالشريط الصوتي المصرح به يسهل على الشخص الحصول عليه في التسجيلات حتى أنه بلغ في إحصائيات إحدى السنوات أن في مدينة الرياض في تلك السنة تبلغ عدد التسجيلات الإسلامية (60) محلاً ، و في بريده (30) محلاً ، و مع أنه ليس بذاك العدد المأمول إلا أنه عدد لا بأس به .

• سرعة الإنتشار ..

فمن الملاحظ أن الشريط الإسلامي – و خاصة ما اشتهر منها – سريع الإنتشار بين المجتمع فتجد بعض الأشرطة لا يخلو منها بيت و يكفيك أن تعلم أن شريط (( هادم اللذات )) بيع منه في إحدى السجيلات 30000 نسخة بل أن هذا لشريط قد تزيد مبيعاته في أنحاء المملكة ما يزيد على 200000 نسخة .

و يمكن الإستفادة في عدد الأشرطة التي لها قوة في الإنتشار بسؤال كبريات التسجيلات الإسلامية كتسجيلات ( أحد ) و تسجيلات ( التقوى ) و تسجيلات ( الإستقامة ) .

و تعتمد سرعة إنتشار الشريط الإسلامي على عدة أمور منها :

الكلمة ، و الملقي ، و الموضوع ، و الدعاية الإعلانية .

و لعل من أسباب إنتشار الشريط الإسلامي هو إزدياد التسجيلات الإسلامية في هذا الزمن ففي مدينة الرياض –حسب إحصائية سابقة – تزيد عن 60 محلاً ، و في القصيم تزيد عدد التسجيلات عن 30 محلاً ، و إن كان هذا العدد غير مرضي و لكنه مقبول إلى حد ما ، و إلى فإن التسجيلات الغنائية تزيد – و الله المستعان – عن أكثر من 3500 محلاً !!

• تغطيته لكافة طبقات المجتمع ..

فتجد أن الشاب يجد ما يناسبه و الرجل الكبير يجد ما يناسبه و المرأة تجد ما يناسبها بل حتى الأمي ( غير المتعلم ) يجد ما يناسبه ، بل أنك قد تدخل على الرجل المسن أو المرأة المسنه فتجدها تستمع إلى شريط قرآن أو شريط فتاوى لأحد كبار المشايخ .

• تنوع المواد ..

فتجد في التسجيلات الإسلامية أنواعاً من الأشرطة الصوتيه التي تناسب كل طبقة فتجد الأشرطة العلمية ( كشروح الواسطية أو الطحاوية أو عمدة الأحكام ) و تجد الأشرطة الوعظية ( كشريط " يا سامعاً لكل نجوى " و شريط " دمعة تائب ، و شريط " هادم اللذات " و غيرها من الأشرطة الوعظية ) و أشرطة القرآن ، و أشرطة الأناشيد جيدة الكلمة ، و الندوات العلمية ، و الفكرية ، و الأمسيات الشعرية ، و سير أكابر أعلام الإسلام .. الخ .

• الوضوح و عدم التعقيد ..

و هذا أمر ظاهر فتجد أن الملقي يختار أسهل العبارات و أوضحها لتصل الفكرة التي يريد إيصالها إلى المستمع بشكل واضح و سريع ، عكس الكتب و التي تكون في الغالب ذات عبارات رصينة و معقدة !!

الوقفة الثانية : أسباب سرعة إنتشار الشريط ..

يلحظ المتابع لحركة سوق الأشرطة الإسلامية أن هناك أشرطة لها سرعة إنتشارية كبيرة و فائقة بين الناس ، بل تجد أحياناً أن الشريط يكون حديث الناس ، و لهذا الأمر أسباب و لا بد ، فمن أسباب إنتشار الشريط الإسلامي :

1) الملقي : و كونه من كبار العلماء كالمشايخ ابن باز ، و ابن عثيمين (رحمهما الله) و الشيخ ابن جبرين ( حفظه الله ) أو من كبار الدعاة و الخطباء كالشيخ و الداعية الواعظ ( إبراهيم الدويش ) و الشيخ المربي ( محمد الدويش ) و الشيخ ( محمد صالح المنجد ) ، و غيرهم من كبار العلماء و الدعاة المشهورين .

2) جودة المادة الملقاة ، و إرتباطها بحدث معين يهم الناس : فتجد أن الكثير من الأشرطة المنتشرة بين الناس تتميز بأحد هاتين الميزتين فكون المادة الملقاة جيدة و تهم الناس كفيلة بأن تنشر الشريط على نطاق واسع من الناس و أقرب مثال هو تلك الإنتفاضة أو بالأصح الجهاد الإسلامي في فلسطين التي عقبت المحاولة الغبية من ( شارون ) للدخول للمسجد الأقصى ، تلك الإنتفاضة أصبحت حديث الناس ، فأصبحت أشرطة الدعاة و المشايخ التي تتكلم حول تلك الإنتفاضة الجهادية الإسلامية تنتشر بين الناس كما إنتشر شريط الشيخ سعد البريك ( قرد يدنس مسجداً ) و الذي حقق إنتشاراً خيالياً بين الناس .

3) طرافة الموضوع : و مدى جاذبيته للمستمع ، فتجد أن الموضوع كلما كان طريفاً و غريباً كانت النفس في شوف إليه و شوق لسماعه حتى ولو كان الملقي غير مشهور ، و لعل أقرب ما يضرب من مثال لطرافة الموضوع هو موضوع محاضرة الشيخ ناصر العمر و التي عنون لها بـ( النملة ) فقد كان هذا الموضوع مثار إستغراب الناس و حديثهم طول الفترة التي كانت بين إعلان المحاضرة و وقتها.

4) القوة الدعائية : و هذا يعتبر فنناً خاصاً منفرداً من فنون الإعلام ، فتجد أن بعض التسجيلات لها قدرة هائلة في الدعاية من حيث قوة إنتشار الإعلان فتجدها تعلن في الصحف و المجلات و الإذاعة و غيرها كما حصل مع شريط الشيخ سعيد مسفر الغامدي و الذي كان عنوانه ( عندما ينتحر العفاف ) أو من حيث جودة العبارات التي تسوقها للدعاية لتلك المادة ، أو من حيث جودة الرسومات و مدى تعلقها بمادة الشريط في اللوحات الإعلانية و التي تسمى بـ( بوستر ) .

5) الأسلوب : فبعض الملقين يمتلك قوة أسلوبيه عجيبه في طرح مادته العلمية الدعوية و هذا الأسلوب يشمل الحماسة في الإلقاء ، و مدى استحضارة للآيات القرآنية و النصوص النبوية ، و سردة للوقائع و الأحداث التاريخية ، و قوة إستشهاداته الشعرية .

6) قوة الإخراج : فبعض التسجيلات تتميز بمقدمات ( قبل المحاضرة ) جميلة و رائعة و مؤثرة للشريط فتجدها تصور الكثير من الأحداث التي يسردها الملقي في المحاضرة بمؤثرات صوتيه مناسبه كما في مقدمة شريط الشيخ الواعظ ( إبراهيم الدويش ) و الذي بعنوان ( الشيشان .. أحزان و آمال ) .
و إذا لاحظت في تلك الأسباب الست السالفة الذكر تجد أنها تنقسم إلى قسمين :
قسم يعود إلى الملقي .
قسم يعود إلى التسجيلات الإسلامية .

الوقفة الثالثة : إيجابيات الشريط الإسلامي ..

للشريط الإسلامي إيجابيات عدة في المجتمع فمن إيجابيات الشريط الإسلامية :
1) تصحيح العقائد لدى كثير من الناس .
2) رفع الجهل في الأحكام الشرعية و ذلك بنشر أشرطة الفتاوى الشرعية .
3) تصحيح الكثير من الفاهيم الخاطئة لدى المجتمع و لدى شباب الصحوة خاصة .
4) تعليم قراءة القرآن قراءة صحيحة و مجودة و ذلك من خلال أشرطة بعض القراء و التي تمتاز بحسن الصوت و جودة القراءة و التجويد أمثال أشرطة الشيخ المنشاوي – رحمه الله تعالى - .
5) التأصيل الشرعي في كافة الفنون الشرعية ( عقيدة ، تفسير ، فقه ، حديث .. ) بنشر أشرطة كبار المشايخ و الذين درّسوا مثل تلك الفنون أمثال سماحة الشيخ الوالد ( عبد العزيز بن باز ) و الشيخ الوالد ( محمد العثيمين ) – رحمهما الله – و الشيخ العلامة ( عبد الله بن جبرين ) و الشيخ العلامة ( عبد الرحمن البراك ) و غيرهم كثير .
6) تجديد الإيمان ، و ذلك بنشر أشرطة الوعظ و الإرشاد لمن أشتهر بذلك من أمثال الشيخ الداعية الواعظ إبراهيم الدويش و الذي أنتشرت أشرطته في كافة التسجيلات الإسلامية و أصبحت أشرطته محل طلب لكثير من فئات المجتمع مثل شريط ( دمعة تائب ) و ( يا سامعاً لكل شكوى ) و غيرها كثير ، و أشرطة الشيخ الفاضل نبيل العوضي ( كويتي ) حفظه الله ، و الذي تميز بجودة الإلقاء و و حسن الصوت و له أشرطة كثيرة منشرة في التسجيلات الإسلامية .

و يكفي لتعلم مدى إجابية الشريط الإسلامي تلك الحرب الضروس التي يقودها أعداء الإسلام ضد الشريط الإسلامي ، و تلك الإجتماعات المتكررة للحديث حول هذه الوسيلة و المحاولات الجادة لإظهار تلك الوسيلة مظهر المجرم و العدو ، و السعي الجاد لصد الناس عن تلك الأشرطة ، و ما ذاك إلا لما رأوا من الإجابيات و الفوائد الكثيرة من وراء تلك الأشرطة و التي كانت سبباً لتحويل مسار الكثير من المحرفين عن جادة الحق و الصواب إلى مسار صالح محمود ، و كانت سبباً لنشر الوعي الإسلامي و كشف مخططات أعداء الإسلام التي يحيكونها للإطاحة بالإسلام و أهله .

الوقفه الرابعة : بعض سلبيات الشريط الصوتي ..

هناك بعض السبيات في الشريط الصوتي يحسن ذكرها لمحاولة تفاديها سواء ممن يلقي المادة الصوتية او من يستمع ليها ..
فمن السلبيات الموجودة في ا لأشرطة الصوتية :
ما يعتري الملقي من التوسع في بعض المواضع التي قد لا يحتاج المستمع إلى زيادة توسع خاصة و أن الملقي قد يعتقد أن نقطة ما لم تصل إلى المستمع فيتوسع فيها على ذلك المعتقد بينما أفهام الناس تختلف و قد تكون المعلومة قد وصلت للكثير !!
ما يعتري الملقي من سرعة في الإلقاء و من ثم وجود بعض الأخطاء .
الخطأ في بعض المعلومات و بعض النقاط الملقاة ، و هذا يجعل شيوع هذا الخطأ كبيراً و إنتشاره سريعاً و يمكن معالجة هذا الأمرة بعدة نقاط :
1) القراءة من أوراق مكتوبة خاصة لبعض النقاط و المعلومات المهمة .
2) أن يضع عناصراً للموضوع يسير وفقها ليقلل من نسبة الخطأ .
3) التدريب علي التريث في الحديث و كما هو معلوم لدى القارئ فإنما العلم بالتعلم و الحلم بالتحلم .
4) أن بيبن خطأه و أخطاءه في درس خاص يجعله للأخطاء التي أكتشفها بنفسه أو راسله أحد المستمعين بذلك .
التكرار : خاصة و أنه الآن يسجل كل شي يقوله العالم و الداعية في كل مكان فيحصل التكرار غير المرغوب به و تجد أن مادتي شريط لشيخ واحد تتحد في المضمون تقريباً .
و يمكن التخلص من هذا الأمر بأحد أمرين أحدهما على الملقي و الآخر على أصحاب التسجيلات :
فأما ما يخص الملقي فهو أن يمنع أن يسجل له في كل وقت ، بل لا يسمح أن يسجل له إلا ما راه أنه جديد و جدير بالتسجيل .

لكن هناك نوعية من العلماء يستحسن تسجيل أقوالهم خاصة الفتاوى منها أمثال المشايخ ( عبد الله الجبرين ) و ( صالح الفوزان ) – حفظهم الله تعالى -

و أما ما يخص التسجيلات فهو أن تضع لجنه خاصة تستمع للأشرطة التي تردها و تزيل ما تراه مكرراً و ما يتبع ذلك من تقييم الشريط و مناسبته لطرحه في محل التسجيلات .
عدم التفاعل مع الأحداث التي تهم الناس ، فأحياناً تجد أن أحداث الإنتفاضة على أشدها و الخطيب أو الداعية حديثه بعيد كل البعد عن هذا الحدث خاصة و أن الناس تبحث عما هو عوّام على سطح الأحداث .
عدم التحضير للموضوع من حيث المعلومات و الحقائق و النصوص ، فتجد بعض الملقين يتكلم عن أمر ما ( الماسنوية مثلاً ) فلا يورد ما يتعلق بهذا الأمر من أحداث و وقائع و تواريخ و نصوص من دعاة الماسونية .
حدوث بعض الأخطاء اللغوية و الناتجة عن السرعة أحياناً مثل رفع المفعول و نصب الفاعل و غيرها من الأخطاء التي تعتبر طبيعية بالنسبة لحراجة الموقف أحياناً.
و تعالج بما أسلفنا و زيادة و هي كما يلي :
1) الإهتمام و حسن التحضير .
2) المراجعة بعد الإلقاء من قبل الملقي .
3) إيجاد لجان متخصصة من قبل التسجيلات الإسلامية للإستماع لتلك الأشرطة و تقييمها لتقديمها للمستمعين .
4) مراسلة المستمع للملقي و تنبيهه على بعض الأخطاء التي وقع فيها .

الوقفه الخامسة : بعض سلبيات المستمعين ..

هناك بعض الأمور التي ينبغي للمستمع تجنبها ، و تصحيح مفهومه تجاهها ، و من تلك الأمور ما يلي :

التعصب لبعض الدعاة و الخطباء :
فتجد بعض الشباب يتحمس لبعض الدعاة و يروج لهم ، و ينصح بالإستماع لهم و هذا أمر إيجابي و لكن تجده في المقابل لا يهتم بغيره من الدعاة ، بل أحياناً إذا سأله أحد عن شريط لداعية معين رد عليه و قال ( تسمع لفلان و فلان موجود ؟! ) أو بجواب أشد سخافة من هذا الجواب فيقول ( تتيمم و الماء موجود !!!! ) .

إن هذا المنهج العقيم و الذي يتبعه بعض الشباب هداهم الله تعالى ليفوت عليهم خيراً كثيراً ، فلا يدري الشاب أين الخير فيه ، فلربما كان ذاك الداعية تحدث في موضوع معين بإجادة فائقة ، فيغفل الشاب عن ذلك بسبب هذا التعصب المذموم !!

عدم حفظ الشريط بعد الإستماع :
و هذا أمر ملاحظ على فئة من الناس – و إن كانت قليلة – فتراهم ما أن يسمعوا الشريط إلا و يركنونه في أي زاوية و أي مكان دون محاولة حفظه و صيانته فلربما أحتاجه في وقت معين فيندم أشد الندم .

و من صور عدم حفظ الشريط عدم وضع مكتبه صوتية ذات أرفاف خاصة ينظم فيها أشرطته التي يمتلكها و تكون بعيدة عن مواضع التلف .

الإقتصار على سماع الشريط مرة واحدة :
و هذا أمر ملحوظ على فئة كبيرة من الشباب ، تجده يشتري الشريط و يسمعه لمرة واحدة ثم يركنه عنده في البيت ، أو في درج السيارة دون الرجوع إليه و سماعة مره أخرى ، خاصة و أن الفرد يعتريه من الذهول ، و عدم مناسبة الوقت الذي سمع فيه الشريط ما يفوت عليه مواضع نفيسة من الشريط لا تستدرك إلا بإعادة سماعة .

عدم فهرسة المكتبة الصوتية الخاصة :
فتجد ذلك الشاب قد وضع أشرطته في كرتون أو كيس نايلون مخلوطة بعضها البعض فلا ينظمها و لا يحاول صفها بشكل يسهل عليه العودة إلى الشريط المراد ، فتجده يتعب غاية التعب ليحصل الشريط الفلاني ، بل أحياناً لا يجده (( وهذه مصيبة )) !!

الإهتمام بالجديد و ترك القديم :
و هذا أمر لا يمكن تجاهله أبداً ، فقد توجه الشباب هذه الأيام لمتابعة الجديد و الجديد فقط ، دون العناية بالبحث عن القديم ، و هذا أمر يجعل التسجيلات الإسلامية تزيل الأشرطة القديمة و تضع ما يجد في سوق الأشرطة ، لأن تلك الأشرطة على ذلك المنهج الغريب يجعلها تأخذ حيزاً من الرفوف التسجيلات بحاجة إلى ذلك الحيز لوضع ما هو جديد مما يرغب الناس به و يبحثون عنه .

الإغراق في سماع بعض أنواع الأشرطة على حساب النصيب العلم الواجب !! :
و أكثر صور ذلك الأمر الاهتمام بأشرطة (( الأناشيد )) و الإغراق بها ، و ترك النصيب الواجب من سماع (( القرآن )) و (( المواعظ )) و (( الأشرطة العلمية )) مما يضيع عليه أجراً كبيراً ، و يجعله متأخراً و الناس في تقدم نحو القمم ..

و يدخل في ذلك الأمر الإهتمام بالأشرطة التربوية ( مثلاً ) و إهمال الأشرطة العلمية أو العكس ، فعلى الشاب أن يكون " متوازناً " في أمور حياته يعطي كل ذي حقٍ حقه ، فلا يبخس الحقوق و لا يطفف في الميزان !!

الوقفة السادسة : كيف نستفيد من الشريط ..

هناك أكثر من طريقة للإستفادة من الشريط و هي على النحو الآتي :

# التفريغ الكامل :
و هي طريقة متعبة جداً ، و تجتاج إلى صبر و مصابرة ، و تحمل المشقة ، و هي مفيدة إذا كان الملقي ممن يتحدث من ورقة ، و يكون كلامه مما لا يداخله التكرار و التوسع غير المرغوب به ، مثل خطبة الجمعة ، أو المحاضرات التي يقرأ الملقي فيها من ورقة لا يتجاوز ما فيها من مسطور .

# التعليق على حاشية كتاب :
و هي مفيدة في حالة كون الشريط ( شرح لمتن علمي ) يعلق فيها الملقي على بعض العبارات التي في الكتاب فيقوم المستمع بالتعليق حول الموضع الذي علق عليه الشيخ سواء بتفصيل أو إستدراك أو تنبيه .. و نحوه . ] راجع النموذج رقم 1 [

و إن كان الكتاب الواحد في تعليق لأكثر من شيخ فحبذا التفريق بين تعليق كل شيخ و آخر بلون مميز كأزرق لشيخ و أحمر لآخر ، و يبين في أول الكتاب أن اللون الأزرق للشيخ فلان ، و اللون الأحمر للشيخ فلان

# التلخيص :
و لكل طريقته في التلخيص و لكن أكثر الطرق هي التخليص على شكل نقاط و هي الطريقة المنتشرة بين الشباب . ] راجع النموذج رقم 2 [

و البعض يعتمد خلال تلخيصه على بعض الرموز التي تختصر عليه وقت الكتابة خاصة إذا كان لا يمكن أن يستدرك ما فاته كالذي يحضر المحاضرة و يلخص كلام ا لملقي .

و من تلك الرموز المنتشرة مثلا :
( خ ) يعني البخاري – ( م ) يعني مسلم – ( ت ) يعني الترمذي ..

و لكل واحد طريقته و لكن يحبذا في مثل هذه الرموز أن يكتب الملخِص هذه الرموز و معانيها في أول الملزمة فالإنسان قد يعتريه النسيان فينسى لما وضع هذا الرمز ، أو ربما إطلع آخر على تلخيصه فيكون التخليص أمامه كالألغاز !!

# التلخيص الشجري :
و هي طريقة مفيدة لتلخيص المادة إذا كانت متشعبة و ذات أقسام و أنواع و هي تساعد على تركيز المادة المدروسة أو المقروءة خاصة إن كان الملخص ممن يمتلك فن التلخيص الشجري . ] راجع النموذج رقم 3 [

الوقفة السابعة : فهرسة المكتبة الصوتية ..

قد علمت – أخي القارئ الكريم – مدى أهمية الفهرسة للأشرطة التي تملكها ، و هذه الفهرسة تريحك في حالة حاجتك للشريط لأمر معين بحثاً كان أو فتوى أو معلومة معينة أو نحو ذلك ..

و ها أنا هنا أعطيك أنواعاً من أنواع الفهرسة ، و عليك أنت أن تختار ما يناسبك منها .. و هي كالتالي :
فهرسة باسم لمحاضر :
و هذا إذا كان لديك مجموعة كبيرة من الأشرطة للشيخ الفلاني ، و مثلها للشيخ العلاني .

فهرسة بموضوع المحاضرة :
فهناك محاضرات تتكلم حول الإيمان ، و أخرى حول العلم ، و أشرطة تتلكم عن الجهاد ، و أخرى عن التربية .. و هكذا عليك أن تصنف أشرطتك و تفهرسها على حسب التصانيف الموجودة ، فأشرطة التربية على حدة ، و أشرطة الجهاد في سبيل الله على حدة ، و أشرطة الإيمان على حدة ، و هكذا يسهل عليك الرجوع للشريط إذا أردته في موضوع من تلك المواضيع أو غيرها .

فهرسة بالفن :
فهذه أشرطة تتكلم حول ( العقيدة ) و تلك حول ( التفسير ) و أخرى حول تتلكم عن ( الفقه ) و ( الأحكام الشرعية ) و ثانية تتكلم حول ( الحديث ) و .. و .. الخ

فهرسة موضوعية شاملة :
و هذه من أصعب أنواع الفهرسة ، و يتطلب فيها جهداً كبيراً ، و صورتها كما يلي :

تحضر دفتراً خاصاً يصلح للفهرسة و تبدأ بوضع التصانيف التي تراها ، كل تصنيف في صحفة مستقلة ، مثال ذلك :
1) العلم .
2) الإيمان .
3) الجهاد .
4) العقيدة .
5) الصلاة .
6) التربية .
7) الآداب .

و هكذا .. ثم تضع تحت كل تصنيف عناوين الأشرطة التي تحدث عن هذا الموضوع و هذا التصنيف .. سواء كان الحديث عن ذلك رئيسياً بأن يكون هو عنوان المحاضرة مثلاً ، أو يكون الحديث ضمنياً ، ليس أساسياً بل جاء الحديث عنه تبعاً لأمر معين قد ألتزمه المحاضر .

و هذا كما قلت أمر صعب ، و يحتاج لجهد كبير ، و متابعة للشريط ، و تحديد نقاطه التي تحدث عنها .. الخ .

الوقفة الثامنة : سجل معلومات عن الأشرطة الموجودة ..

و ملخص هذه الفكرة أن تضع دفتراً خاصاً تجعله كسجل للمعلومات الخاصة بالشريط ..
فتسمع الشريط و تسجل ما يلي :
أسم الشريط :
أسم المحاضر :
الفن التي يندرج تحته الشريط :
نقاط تكلم عنها المحاضر :

و تسجل هذه المعلومات ، و ما تراه مهماً ، في صفحة خاصة ..
كل شريط له صفحة مستقلة كي يسهل الرجوع إليه ..

فلربما أتاك شخص و أراد شريطاً يتحدث عن موضوع معين أو نقطة معين ، فيكون لك هذا السجل عوناً في إستخراج ما يريده هذا الشاب من تلك الأشرطة ..

أو قد تكلف ببحث معين فتحتاج إلى أن ترجع إلى بعض الأشرطة فيكون هذا السجل عوناً لك في معرفة بعض الأشرطة التي قد لا يكون الموضوع الذي تبحث فيه أساسياً و لكن يكون قد مر عليه الملقي و تلكم حوله بكلام جميل ، و فوائد جمة ، قد تغفل عنها لو لم تضع هذا السجل .

الوقفة التاسعة : عوائق في طريق الإستفادة من الشريط ..

أخي القارئ الكريم ..
لكل طريق موصل للهدف عوائق تضعف من المسير ، بل أحياناً تقطعه ..

و لهذا فإن طريق الإستفادة من الشريط له عوائق تعيق الوصول إلى الهدف المنشود و هو الإستفادة من الشريط ..
أذكر هنا بعض تلك العوائق و على القارئ الكريم إضافة ما يراه مناسباً :

العائق الأول : الإستماع لشريط متصل الجوانب في حالة تعب شديد أو قبيل النوم !!
و هذا أمر ملاحظ على بعض الشباب تجده يستمع إلى شريط علمي ، يحتاج إلى تركيز معين في حالة إرهاق شديدة ، أو قبيل النوم على السرير و هذا أمر يعيق من الإستفادة من الشريط ، و لكن هناك أشرطة لا تحتاج إلى شديد تركيز ، و تصلح لما قبل النوم مثل أشرطة السير ، و أشرطة الأناشيد الإسلامية .

العائق الثاني : الذهول و السرحان حال سماع الشريط !!
و للتخلص من هذا الأمر هناك عدة طرق و وسائل منها :
التلخيص و اقتناص الفوائد أثناء سماع الشريط .
تخليص الذهن من جميع المعوقات و المشاغل قبل سماع الشريط .
تكرار بعض ما يقوله المحاضر ، مما يعتقده المستمع أنه مفيداً و جميلاً .

العائق الثالث : عدم المشورة قبل سماع الشريط !!
و هذا أمر يلاحظ على بعض الشباب ، فتجده يستمع إلى شريط في شرح العقيدة الطحاوية ( مثلاً ) و هو لم ينهي شرح كتاب التوحيد .. و على هذا فقس !!

الوقفة العاشرة : طرق إستغلال الشريط الإسلامي ..

يجب على الدعاة إستغلال جميع الإمكانيات المتاحة ، و محاولة تسييرها لصالح الدعوة فمثلاً الشريط يجب أن نستغله بالكامل لنشر الوعي الإسلامي الشرعي بين الناس و محاولة أن يسمع الشريط مجموعة كبيرة من الناس .. و هناك بعض الطرق التي يمكن أن تساعد للوصول إلى هذا الهدف النبيل .. منها :

• الإهداء ..
و هذا من أشهر الطرق و الوسائل لنشر الشريط الإسلامي ، فلا يمنع أخي الكريم أن تشتري مجموعة من الأشرطة و تضعها عندك في السيارة فتهدي هذا الشاب عند إشارة ما و تهدي ذلك الأخ عند ركوبك للسيارة ..
و ضع في ذهنك قول النبي صلى الله عليه و سلم ( تهادوا تحابوا )
فتكون بذلك الأمر ضربت عصفورين بحجر :
العصفور الأول : كسبت قلب أخيك المسلم .
العصفور الثاني : نشرت الشريط الإسلامي و ساهمت في نشر الوعي الشرعي بين الناس .

• التوزيع الخيري :
فقم أخي الكريم بالتعاون مع بعض إخوانك بشراء مجموعة كبيرة من شريط معين و قم بتوزيعه على جماعة مسجد بيتكم ( مثلاً ) أو في سوق أو في غيره من المناطق الدعوية خاصة و أن بعض التسجيلات تقيم معرضاً للأشرطة المخفضة مثل :
تسجيلات التقوى الإسلامية و معرض ( المختارات الرمضانية )
مؤسسة أحد الإسلامية و مهرجان ( الشريط للجميع )
و مثل تلك الأشرطة التي توزع في المناسبات الخاصة مثل شريط ( الشيشان آلام و آمال ) للشيخ الفاضل د/ إبراهيم الدويّش .. حفظه الله ..
أو ( قردٌ يدنس مسجداً ) للشيخ الفاضل د/ سعد البريك .. حفظه الله ..

و هناك طرق لتنفيذ مثل هذا العمل و من تلك الطرق :
1) التعاون مع مركز الدعوة و الإرشاد الموجود في الحي .
2) التعاون مع لجنة التوعية في هيئات الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في نشر الشريط الإسلامي .
3) التعاون مع أئمة المساجد في نشر الشريط بين أبناء الحي .
4) التعاون مع وزارة الحج في نشر الشريط بين الحجيج .
5) التعاون مع الهيئات و المؤسسات الخيرية لإرسال بعض الأشرطة للعالم الإسلامي و من تلك المؤسسات الخيرية النافعة :
# مؤسسة الحرمين الخيرية برئاسة الشيخ عقيل العقيل .
# إدارة بناء المساجد و المشاريع الخيرية برئاسة الشيخ عبد الله البكري .
# جمعية البر الخيرية .

• وضع المسابقات على الأشرطة :
و هذا أمر مفيد جداً و مجرب ..
فحبذا أن تجتمع أن و بعض إخوتك و تجمعون بعض المال سواء منكم أو تبرعاً من بعض المحسنين و تقومون بوضع مسابقة على شريط معين بأي شكل كانت المسابقة ، و تضعون على ذلك جوائز تشجيعية تشجع الناس على سماع الشريط .

و من أشكال المسابقات تلك ما يلي :
• الطريقة الأولى : مسابقة تفريغ الشريط كاملاً ..
و هي أن تعطي مجموعة من الناس شريطاً ما و تطلب منهم تفريغه كاملاً و تعطيهم مهلة لمدة ( 3 أيام – أسبوع ) ثم تطابق تفريغ كل شخص بالشريط و تعطي المشاركين اللذين كان تفريغهم مطابقاً جائزة .

• الطريقة الثانية : مسابقة أحسن تلخيص ..
و فكرتها أن تعطي مجموعة من الافراد شريطاً و تطلب منهم بعد 3 أيام " مثلاً " ملخصاً لهذا الشريط يذكرون فيه أهم النقاط و بعض من فوائد الملقي .. و يقييم أفضل تلخيص و يعطى صاحبة جائزة .

• الطريقة الثالثة : مسابقة إملأ الفراغ ..
و فكرتها أن تعطي مجموعة من الأفراد شريطاً ما .. و تطلب منهم سماعة و التركيز معه و بعد أن يستمع جميع الأفراد هذا الشريط تقوم بإجراء إختبار تضع فيه بعض الفوائد و المعلومات التي أوردها المؤلف (( ناقصة )) و تطلب من الفرد إكمال هذا الفراغ الموجود ثم تعلن أسماء الفائزين و تعطي الفائز جائزة تقديرية .

• الطريقة الرابعة : المسابقة الشفوية ..
فكرتها : تقوم بتشغيل شريط معه مدة ( 30 دقيقة مثلاً ) ثم تقسم المجموعة فريقين و تطرح بعض الأسئلة عن بعض ما ذكره الشيخ .

• الطريقة الخامسة : مسابقة التلخيص الفوري ..
فكرتها : تسمع مجموعة من الأفراد شريطاً معيناً لمدة ( 10 دقائق مثلاً ) ثم يُوقف هذا الشريط لمدة ، يطلب فيها من الفرد أن يلخص ما سمعه خلال تلك العشر دقائق ، ثم يتم تشغيل المحاضرة لنفس المدة ، ثم يطلب من المستمعين تلخيص ما سمعوه حتى نهاية المحاضرة بعدها تقييم التلاخيص و يعطى أفضل تلخيص جائزة .

و هناك كتاب رائع فيه بعض البرامج التي يمكن الإستفادة فيها من الشريط الإسلامي بوضع بعض المسابقات الجميلة ..

هذا الكتاب هو ضمن ] سلسلة برامج دعوية [ و عنوانه : مسابقات و برامج الشريط الإسلامي ، تأليف ] علي بن عبد الله الغانم الدوسري [ و هو من إصدار مؤسسة أحد للإنتاج الفني و التوزيع .

الوقفة الحادية عشر : الإعارة ..

و أريد أن أقف على نقطتين ..
النقطة الأولى : بعض الأخوة يشح على أخوته بما يملك من أشرطة فيرفض أن يعير أحد بحجة خوفة من التلف أو الضياع ، فيمنع نفسه من الأجر ، و غيره من الفائدة .

النقطة الثانية : بعض الأخوة ممن يستعيرون الأشرطة يفسدون على أخوة لهم آخرين فتجد هذا المستعير إذا أستعار شريط تلف الشريط عنده أو ضاع فما عاد يدري أين هو ، و هو في الحالتين (( ملهملٌ )) و لا شك ، و ضامن لما أتلفه أو أضاعه إلا فما لا يقدر عليه كحتراق مكان ذلك الشريط ..

لكن من ليس له عذر يفسد على كثير من الأخوة ، فهو يعطي انطباعاً لدى المعير يجعله لا يعير أحداً مهماً كان خوفاً من تكرر تجربة قد ضاع فيها شريط عزيز وجودة في هذه الأيام ، أو تلف شريط ضمن مجموعة من الأشرطة ( كالدروس العلمية مثلاً ) فيضطر لأن يشتري تلك المجموعة من جديد ..

فعلى المستعير أن يتقي الله في نفسه ، و في من أعاره ، و في بقية إخوانه اللذين قد يحتاجون أشرطة فلا يُعارون بسبب تجربة سابقة منك !!!!!!

و لا تدع المعير يتعامل معك و مع غيرك بمبدأ (( الضمان )) المالي لضمان حقه !!!

هذا و الله أعلم و صلى الله و سلم على نبينا محمد
و على آله و صحبة أفضل
الصلاة و أتم
التسليم
حرر في يوم الأثنين المواقف 4/4/1422هـ
الساعة 12.45 ليلاً