بسم الله الرحمن الرحيم

التقويم الزمني بين الوثنية والإسلام
عبد القادر أحمد عبد القادر


كلما انتهي العام الروماني. الميلادي وبدأ عام جديد، يشعر المسلم بنوع من التقزز بسبب سلوكيات المنتسبين إلي المسيح ـ عليه السلام ـ وبسبب ابتداء دورة جديدة للأشهر الرومانية، تلك الأشهر التي سميت بأسماء الآلهة الوثنية المزعومة عند الرومان واليونان أو بأسماء طواغيتهم.. ويزداد شعور التقزز بقدر الاستخدام الإعلامي والإداري لتلك الأشهر التي تشكل تراثا للتخلف العقلي والديني في ديار المسلمين، فرض عليهم بواسطة الغزاه.
وبسبب استعمالنا للتقويم الروماني، منذ جاءت جيوش المستعمر الصليبي الأوروبي بديار المسلمين، وبعد رحيلة بواسطة أذنابه، فقد صار ذلك الاستعمال أمراً عاديا رغم ما يحمله ذلك التقويم من خلل زمني، ورغم ما تحمله أسماء الشهور من تخليد للوثنيات القديمة، والطواغيت الرومان الذين قهروا البشر، وحاربوا شرائع الله.
تعالوا بنا في هذه الجولة للتعرف إلي أصول الأسماء الأشهر الرومانية، والعبرة بتسميتها الميلادية، لإضفاء، نوع من الاحترام عليها.
1ـ يناير (1): وقد سماه الرومان بهذا الاسم اشتقاقا من اسم الإله "يانوس" yanus إله الشمس ـ في زعمهم ـ وكانوا يصورونه بصورة رجل يحمل صواجانا بيده اليمني، ومفتاحاً بيده اليسري، وبما أنه "إله الشمس" فكانوا يقصدونه عند البدء في العمل، وعند الفراغ منه! وكانت أبواب المعبد المخصص له في "رومان" تبقي مفتوحة من أثناء الحرب، ولا تقفل إلا في أيام السلم!.
2ـ فبراير: واسمه عند الرومان anius hchru ومعناها الكفارة والغفران، ففي الخامس عشر منه، كانوا يحتفلون بعيد التطهير والتقديس، حيث كان مخصصا للإله "لوبروقوس" وكان كهنة هذا الإله المزعوم يذبحون جدي ماعز ـ أو كلبا ويمسحون جباههم بالدم!.
وكان من خرافاتهم أن يقطعوا من جلود تلك الذبائح قطعا يطوفون بها حول معبد الاله "لوبوقوس" فإذا ضربوا بتلك القطع امرأة عاقرًا فإنها تشفي من عقمها!.
تلك القطع من الجلد كانوا يسمونها biua fe ـ فيبروا ـ وكان للرومان مع هذا الإله عيد يسمونه ـ فبروتيو ـ februteii .
أما صورة هذا الإله في مخيلة الرومان، فكانت المرأة متشمة ببإزار، وفي يدها طائرة صغير ، وإلي جانبها فوهة ماء متدفق، وعند رجليها طائر، مالك الحزين!.
3ـ مارس: نبسة إلي النجم ـ المريخ: إله الحرب، وناصر الرومان وحاميهم ـ كما كانوا يظنون ـ بالاضافة إلي أنه كان في العصور السابقه إلها للعاصفة، أو للشمس ثم إلها للزرع والنبت!! إنه إله ذو صلاحيات متعددة حسب أهواء البشر.
4ـ إبريل: وهو باللاتينية Apcilis مشتقه من Apcirc بمعني التفتح والازدهار، وكان يرمز إليه بالزهرة "فينوس" أما صورته عند الرومان فهي صورة راقص يرقص علي أنغام الموسيقي!
وكان يعد عند القدماء أول السنة!
ومن هذا العبث بالشهور ـ حيث نقل أول السنة من مارس إلي إبريل، ثم إلي يناير ـ يتضح مظهر آخر من مظاهر الخلل في التقويم الروماني، ثم انتقل الرقص من أول إبريل إلي أول يناير فيما تسميه العامة، عيد رقص السنة!
5ـ مايو: باللاتينية Mains إلهة يونانية رومانية، وهي إبنة الإلة "أطلس" وأم الإلة "هرمس" وفي رواية أم "عطارد" الهة تلد وتولد كالمخلوقين!.
في أول هذا الشهر، ينتخب الرومان، أجمل فتاة ليتوجوها ملكة! ارايتم أصل ملكات الجمال؟!
وفي المدة من 28 إبريل، إلي 2 مايو يقع عيد "فلورا" إلهة الزهر!
6ـ يونيو: وهو إسم قبيلة رومانية .. ولكن لماذا سمي الشهر باسم هذه القبيلة؟
السبب عيهم، ومختلف عليه، وتكفي معرفتنا بأن السبب الجامع لكل أسماء الشهور هو تخليد الهة وعظماء الرومان في الحقيقة الوثنية.
7ـ يوليو: سمي الشهر باسم القيصر كايوس بوليوس تخليدا وتعظيما، لأنه ولد فيه وكان الشهر قبل ذلك اسمه Quinlilis بمعني الشهر الخامس.
8ـ أغسطس: سمي باسم أول قياصرة روما، تعظيما له، وكان يعرف قبل ذلك الإسم Sexliis بمعني الشهر السادس، وجعله مجلس الشيوخ الروماني 31 يوما أسوة بشهر يوليو، لكي لا يشعر القيصر أغسطس بأنه أقل منزلة من يوليوس! وكانت صورة الشهر عند الرومان رجلا عاريا، له شعر كثيف أشعث وفي يده إناء يشرب منه!
9ـ سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وديسمبر:
هذه الأشهر الأربعة ظلت بأسمائها القديمة.
سبتمبر: مشتق من seplcm ومعناها (7).
ـ أكتوبر: مشتق من okto ومعناها (8) وكان عيدًا للخمر!
نوفمبر: مشتق من Novem ومعناها

(10)
ومع ملاحظة أن الشهر الأول كان مارس قبل التقويم البوليوسي، يتضح لنا ترتيب هذه الشهورالأخيرة، وهذا مما يدعم الخلل الحاصل في حساب التقويم الروماني.
يقول الدكتور أنيس فريحة: وقد حاولوا أن يغيروا أسماء هذه الأشهر بتسميتها بأسماء، أباطرة، فحاولوا مثلا أن يسموا نوفمبر "طيباريوس" وأكتوبر "جرمانوس" أو "أنطونيوس" ولكن المحاولة فشلت لأسباب سياسية أو حزبية
الأشهر السريانة، أو الرومانية أو المسيحية:
وهي:
كانون الثاني ـ شباط ـ اذار ـ نيسان ـ آيار ـ حزيران ـ تموز ـ أب ـ آيلول ـ تشرين الأول ـ تشرين الثاني ـ كانون الأول.
وهي الأشهر المستعملة في الشام والعراق، وهي كنظيرتها المستعملة في الشام والعراق، أصول وثنية في مسمياتها.

خلاصة هذا الموضوع
إن التقويم أجزاء ـ عن كيانات الأمم، بل ومن شعائرها الدينية، وتقويمنا، الهجري يأخذ من هذا المعني أعمق دلالته، لارتباط بعض أركان الإسلام وشعائره وأعياد المسلمين به، وهو تقويم يبدأ شهره وبظهور الهلال، والذي ابتدا به النظام الزمني يوم خلق الله السموات والأرض {إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرًا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منهم أربعة حرم} السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متوانيات ذو القعدة، وذو الحجة ومحرم مضر الذي بين جمادي وشعبان (رواه البخاري ومسلم وغيرهما).

بين الوثنية والإسلام
الآن والصحوة تعفق جذورها، وتقوي أصولها، لابد أن يأخذ أبناؤها موضوع التقويم باهتمام شديد، فلا يمكن أن تنقل أيام صوم رمضان إلي أي تقويم آخر، ولا يمكن أن ينتقل العيدان: الفطر والأضحي من أول شوال والعاشر من ذي الحجة إلي غيرهما من الأيام والأشهر، ولا يمكن أن ينتقل العاشر من المحرم، أو تنتقل ليلة تقويمنا حساب شرعي دقيق نلزمني وهو أي تقويم شعيرة من شعائرنا {136} (الحج 32) من هنا نقول هل يليق بمسلم ألا يكون حافظًا للأشهر الإسلامية؟وهل يستطيع المسلم أن يردد أسماء الآلهة الوثنية القديمة عن خلال ترديده لأسماء الشهور الرومانية، وهل يستثقل المسلم انتحق بأسماء الشهور الاسلامية؟
إن اليهود يعتزون بتقويمهم، وقد أحيوه بعد إندثاره مع لغتهم.
وإن النصاري يعتبرون أنفسهم امتدادا لرومان، فواصلوا العمل بتقويمهم الوثني فأين نحن؟

المصدر مفكرة الإسلام

الصفحة الرئيسة